الفصل الحادي عشر

لبَّيكَ أبا أيوب!

وعاد ركب الحاجِّ من المدينة، ولم يكن فيه النعمان؛ فقد حضرهُ أجله في مكة قبل أن يُحِلَّ من إحرامه١ وقبل أن يدخل المدينة ليقُصَّ رؤياه على ابن سيرين، ويعرف تأويلها، ولم يقصَّها عليه مسلمة أو يلتمِسُ لقاءه؛ فقد كان من رُزْئِهِ بصاحبه في هَمٍّ، وكان من الرغبة في سرعة الرَّواح إلى دمشق ليرى أمه، بحيث لم يمكث في مدينة الرسول إلا بمقدار ما زار ووفَّى النذور وفرَّقَ الأعطِيات؛ ثم نادى مناديه في القافلة بالرحيل.

وبلغ دمشق، ولكنه لم يَرَ أمه؛ فقد وَدَّعَت أمُّه دمشق وتركت دنياها جميعًا قبل أن يعود مسلمة ولدها من حجَّته!

وقعد مسلمة أيامًا يتقبل العزاء؛ ولكنه لم ينسَ منذ أول لحظة هبط فيها الحاضرة أنَّ عليه حقًّا لرفيقه الذي خلَّفه تحت الجنادل في صعيد مكة؛ فأرسل رسولًا إلى ولده عتيبة في الرقة، وأرسل معه لأسرة الشهيد مالًا وأحمالًا …

•••

كانت جيوش الفتح قد بلغت شأوًا بعيدًا في الشرق والغرب: قد قوَّض جيش المغرِب عرش الإسبان، وحاز الأندلس من أطرافها، وأخذ يتهيَّأ للزحف شرقًا نحو بلاد إفرنسة، وما يليها من أرض الروم.

وبلغت جيوشُ المشرِق قَزْوِينَ، ونفذت إلى شواطيء بحر بُنطش.

واتخذ أسطولُ العرب قواعد في ثغور بحر الروم يتهيَّأ منها للوثبة؛ وما تزال بعض سفنه تغدو وتروح على بحر بُنطش وخليج القسطنطينية، فتصيب من ثغور الروم غنائم وأسرى وسبايا؛ وما تنفكُّ قُوَّات الفدائيين من العرب المتطوِّعَة تُغير على أطراف بلاد الروم تُشَعِّث فيها، وتدكُّ حصونها، وتنشر بين أهلها الرعب والفزع …

وقد عجزت جيوش الروم عن صد هذه الغارات العربية المتتابعة على البر والبحر، وأُخِذوا بالرعب عن تدبير أسباب الدفاع عن بلادهم، فساءوا رأيًا في القياصرة والبطارقة والأمراء وقادة الجُند، ووقعوا في اضطراب وفوضى ولَجَاج عنيف؛ فلا يكاد يستقرُّ على العرش قيصر من القياصرة حتى يُبادروا إليه فيخلعوه فيقتلوه أو يَسْملُوا عينيه ويجدعوا أنفه،٢ وينفوه إلى جزائر البحر أو سهول القريم …
وخلا عرشُ القسطنطينية من قيصر، وسنحت الفرصة ليضرب العرب ضربتهم الحاسمة، وقال أنسطاثيوس الصالح كاتم سرِّ القيصر المخلوع: قد — والله — أوشك العرب أن ينالوا منالهم ويملكوا البر والبحر والسهل والجبل، وقد غلب أسطولهم على البحرين ونفذ إلى الخليج، ووطئت جنودهم ساحل «أبيدوس»٣ وكأني بهم قد وثبوا غدًا إلى «بيزانت»٤ و«كيلس»٥ فنقبوا الأسوار أو تسلَّقُوها كالجن فإذا هم بين ظهرانينا لا يردُّهم أحد، وكأني بمسلمة على رأس جيشه قد وطئ بلاط قسطنطين، وحطَّم تاجه ودنَّسَ «أيا صوفيا»٦ بنعله وكبَّ تمثال العذراء على وجهه!

قال قسطنطين بطريق أبيدوس: بعضَ هذا أيها الأمير؛ فوالله لا ينالون منَّا منالًا وفينا عِرق ينبِض؛ فإلَّا يكن دفاعنا عن أرضنا وديارنا وحُرياتنا، فليكن دفاعنا عن الصليب وتمثال العذراء.

قال ميناس القائد ساخرًا: فهلَّا دافع قسطنطين عن عرضه؛ إذ سُبِيَت بنتاه وسيقتا تحت عينيه إلى الأسر فلم يستَطِع ردَّهُما، ولم يزل يبكي فقدهما بكاء يعقوب،٧ لا يكاد يخفُّ لأخذ الثأر؟

قال قسطنطين مُغضبًا: أَلِي يُقال هذا؟ وما رأيتُ بطريقًا من البطارقة قد حَمَلَ بعضَ ما حملتُ من عبء الدفاع عن ذلك الثغر؛ فإن كانت بنتاي قد سُبِيَتَا واحدةً بعد واحدة فما قصَّرتُ في الدفاع، ولا عجزتُ عن الثأر؛ وما طَرَقَ العدوُّ أبيدوس مرة إلا خلَّف نصف جنده على ثراها صرعى، أو أُسارَى مُقرَّنين في الأصفاد؛ ووالله ما يخدم أهلي — منذ بعيدٍ — إلا الأسارى من سادة العرب!

وكأنما أجدَّ هذا الحديث ذكرى أليمة لقسطنطين، ومسَّ عاطفتَه حديثُ بنتيه، فغلبه مدمعُه …

وكان قسطنطين هذا بطريقًا شيخًا، قد نيَّفَ على السبعين، وكان له — في تلك الدولة — سلطان وجاه، قبل أن يتغلَّب على عرشها هؤلاء المتغلبون من السُّوقة والطَّغام، وكلُّ صاحب أيْدٍ وكيد، من قيصر كان غنَّامًا، وآخر كان جابيًا، وثالث كان جنديًّا في المؤخرة فبرز إلى الطليعة، ثم ترقَّى إلى القيادة، ووثب على العرش،٨ فلما اضطرب حال القياصرة وضعفت مهابتهم في نفوس الخاصة والعامة، وآذنت الدولة بهذا الانحلال الخطير؛ اعتزل البلاط، وعزف عن السياسة وأوى إلى هذه البُليدة على الشاطيء الأسيوي من خليج القسطنطينية، فحشد فيها أهله وولده وقبيله، واتخذها دار إقامة بعيدًا عن مكايد الساسة ومؤامرات القُوَّاد وتقلُّبات الحوادِث …
ولكنه — وقد التمس الهدوء في موطنه هذا الجديد — لم يوفَّق إلى ما أراد؛ فإن غارات الفدائيين من العرب لم تزل تناله من البر والبحر، فلما كانت أيام القيصر «قسطنطين بوغونات» وحاصرت جيوش معاوية مدينة الروم فطوَّقَتها برًّا وبحرًا بالآلاف من السفن وعشرات الآلاف من الجند،٩ نزلت أبيدوس سريَّة من سرايا العرب فأعجلت أهلها عن الدفاع، وعاثت فيهم عَيْثًا شديدًا؛ ففتكت وهتكت واحتملت أسارى وسبايا، وكان فيمن سُبيَت «رُودْيا» بنت قسطنطين نفسه؛ وقد دافع البطريق البطل عن أهله وولده وبلده ما استطاع الدفاع، حتى ردَّ العرب على أدبارهم، ولكنه لم يستطِع أن يستخلِص فتاته السبيَّة، وحُمِلَت فيمن حُمِلَ من الأسارى والسبايا إلى دمشق …

وتتابعت غاراتُ العرب — بعد ذلك — على هذا الحصن الصغير كلَّ صائفة وكل شاتية، ولكن قسطنطين لم يُقَصِّر في الدفاع مرة …

فلما كانت أيام جوستنيان الثاني — بعد استِبَاء بنت قسطنطين بعشرين سنة أو يزيد — وبدا للروم أنَّ الدولة العربية في الشام قد أشرفت على الانحلال — أيام عبد الملك١٠ — لِمَا يتوزَّعُها من أسباب الخلاف وما ينشب فيها من الفتن، كان قسطنطين أول من كتَّبَ الكتائِب الرومية لاهتبال الفرصة السانحة، ودعا الروم إلى التطوُّع للجهاد، وكانت الفرقة التي ألَّفَها من بنيه وبني إخوته ومن شباب أبيدوس أول فرقة رومية وطئت ثغر أنطاكية وأوغلت في أرض الشام، ثم كان الصلح بين عبد الملك وجوستنيان الثاني؛ فارتدَّ الروم مُصحرين أو مبحرين١١ إلى بلادهم، ولكن قسطنطين لم يرتد حتى أصاب غنائم وأسرى مصفَّدين في الأغلال يسوقهم إلى أبيدوس؛ ولولا أنَّ جوستنيان أمره فأغلظ في الأمر لما عاد حتى يُثخِن في بلاد العرب، ويبلغ من العلم عمَّا آل إليه أمر ابنته التي استباها العرب منذ نَيِّف وعشرين سنة، ولكنه — مع ذلك — قد ارتد بأسارى يرجو أن يبقوا عنده رهائن إلى يومٍ قريب أو بعيد.١٢
وكان الشاطيء الشمالي من خليج القسطنطينية قِبلَة الغُزاة العرب في كل غارة، حيث يثوي أبو أيوب الأنصاري؛ يهاجرون إليه لينزلوا عليه ضيوفًا في داره هذه التي اتخذها مَثوًى إلى يوم يبعث الله الموتى، فكانت أبيدوس لذلك طريقًا لهؤلاء الغزاة المغيرين، يُبَيِّتُونها١٣ برًّا وبحرًا في الذهاب والعودة، ويصيبون من أهلها، ويصيب أهلها منهم؛ فلم تنقطع الغارات عليها صائفة وشاتية، ولم يكف قسطنطين عن النضال!

ثم كانت غارةٌ من تلك الغارات الباغتة، أثخن فيها العرب في الروم إثخانًا شديدًا، واحتملوا أسارى وسبايا؛ وكان من بين السبايا ابنةٌ أخرى لقسطنطين، لم تنضج نضج الأنثى، ولكنها جاوزت حدَّ الطفولة … وافتلذ العربُ فلذةً أخرى من كبِد البطريق المرزَّأ …

هل كان البطريق قسطنطين يجاهد العرب منذ ذلك اليوم ثأرًا لابنتيه السبيتين، أو ثأرًا لوطنه، وكفاحًا عن أمجاد قومه؟

من يدري؟ ولكنه — على أيِّ حاليه — لم يكفَّ عن النضال.

وهذا القائد ميناس يُعيِّرُهُ بسبي ابنتيه، ويوشك أن يتهمه في وطنيته وفي شجاعته ومُصابرته، فيدافع دفاع الغضبان، ثم لا يلبث أن يغلبه الدمع.

يا لَلْبطريق الشيخ! دَرِيئةٌ من درايا قومه١٤ يتلقَّى عنهم سهام العدوِّ، ففي كل موضع منه جراحةٌ لم تلتئِم، ويتهمه قومه بالجبن والخَوَر …!

وابنتاه … أين هما اليوم؟

أحظيَّتان في بعض بيوت الأمراء والسادة، أم جاريتان مُمتَهَنَتَان في بعض بيوت الرِّعاع والسوقة؟

أوَلَدَتا لبعض العرب جُندًا يُشهِرون السيوف في وجوه بني الخال والخالة من سادة الروم؛ أم آثرتا الموت على ذُلِّ الإسار أو آثرهما الموت؟

أتذكرانه كما يذكرهما ويذكرهما معه الإخوة والأخواتُ وبنو الأعمام والعمَّات، أم استبدلتا في العرب أهلًا بأهل؟ وباعتا بالسيد والولد الأبَ والأمَّ والإخوة والأخوات؟

في أيِّ البلاد تعيشان؟ أو في أيِّ الأرضِ سُوِّيَ عليهما التراب؟

ابنتا البطريق المُعَظَّم، جاريتان قد انقطعت بينه وبينهما الأسباب؛ فيا له من الفجيعة في ابنتيه، ويا له من بذاءةِ بعض قومه!

قال أنسطاثيوس الصالح: هوِّن عليك يا قسطنطين؛ فقد عَلِمَ — والله — كل رومي في هذه البلاد بَلاءَكَ في جهاد العرب؛ فلا عليك من قولٍ لم تحمل عليه إلا الغيرة.

•••

وبُويع أنسطاثيوسُ قيصرًا؛ فراح يحاول ما يحاول لتدبير أمر البلاد وتنظيم قوات الدفاع، ولكن غارات العرب المتتابعة لم تَدَعْ له فرصة للتدبير ولا لتنظيم قوات الدفاع؛ فنالوا منه ولم ينل منهم، وتوالت هزائمه في البر والبحر، فاعتزل العرش إلى بعض الأديار حزينًا أسوان، يلتمس في الصلاة والدعاء بعض السُّلوان.

ووثب إلى العرش سوقيٌّ آخرُ كان جابيًا للخَرَاج في بعض الأقاليم؛ فلم تكن حال البلاد في عهده خيرًا منها في عهد أسلافه، واضطرب به الأمر وأحاطت به الأحداث …

وكان العرب — وقتئذٍ — يتأهَّبون للغارة الكبرى تحت راية مسلمة …

•••

كان سليمان بن عبد الملك في بستانه، قد رمى نفسه على الرمل بلا وِطاء يَبْتَرِدُ من حرِّ ذلك النهار، وإلى جانبه زِنبيلان قد مُلِئَا بيضًا وتينًا، فهو يمدُّ يده إلى زِنبيل بعد زنبيل، يأخذ من هذا ومن ذاك بيضةً وتينةً بعد بيضة وتينة، حتى أتى على الزنبيلين وما شَبِعَ، ثم ألزق بطنه بالرَّمل، وهو يقول: ما أحبَّ إليَّ هذه المنامة وأبْرَدَها في هذا اليوم القائِظ!

ثم أتَوهُ بغدائه: جَديٌ مشويٌّ كأنه عكَّة سمن، ودجاجتان هنديَّتان كأنهما رألا النَّعام، وعُسٌّ يغيب فيه الرأس، قد امتلأ حريرة كأنها قراضة الذهب، ثم صُفَّ بين يديه ثمانون قدرًا مختلفة الألوان …١٥

واعتدل سليمان في مجلسة، وأقبل على الجدي المشوي فأتى عليه، ومال على الدجاجتين يأخذ برجلِ واحدة بعد واحدة، فيُلقِي عظامها نقيَّة، ثم جعل يقلع الحريرة بيده، ويشرب ويتجشَّأ كأنما يصيح في جُبٍّ، فلما فرغ من ذلك مال على القدور الثمانين يكشف عن أغطيتها قدرًا بعد قدر، فيأكل من كلٍّ منها لقمةً أو لقمتين أو ثلاثًا … ثم مسح يديه واستلقى …

قال له مسلمة: أمتعك الله يا أمير المؤمنين، وأمتع بك! …

– وَيْكَ يا مسلمة، فهل عندك من جديد؟

– نعم، فإن هذه الروم على ما ترى من الضعف، واحتلاف الأمر، وهوان المنزلة، ولم يبقَ ثغرٌ من ثغورهم مما يلي بلادنا إلا وطئه جُندُ العرب وجاسوا خلاله، ولا حِصن من حصونهم إلا شَعَّثنَاهُ، حتى تطامن من شموخ، واستُبيح بعد مَنَعَة؛ وإني أرى الأوان قد آن يا أمير المؤمنين للضربة التي تدكُّ حصونهم وأسوارهم، وتبيح أرضهم وحريمهم، وتُعلِي كلمة الله في تلك الأرض الكافرة.

– وعتادك وجندك؟

– على الأُهبة يا أمير المؤمنين، عشرون ومائة ألف في البر، ومثلها في البحر.

– وسفن الغزو؟

– ثمانمائة وألف سفينة تُطاوِدُ الموجَ ولا تنطاد فوقها السحب!

– والنار الروميَّة يا مسلمة؟

– لن تنال منا مَنَالًا يا أمير المؤمنين، أو توهِن لنا عزيمة.

– وتلك الأسوار المُمَلَّسَة لا يقف عليها الذَّرُّ، الشامخة قد ركبتها السحب؟

– سيفتحون لنا الأبواب طائعين حين يضرُّ بهم الحصار، فلا تكون أسوارهم هذه إلا سجنًا لهم لا يملكون مُنصرفًا عنه.

– ولكن الحصار لا يضرُّ بهم من قريب يا مسلمة، وعندهم من الزاد والأقوات، ومما تمدُّهم به أمم النصرانية في الأرض الكبيرة، وما يعاونهم به البلغار من غلَّات بلادهم؛ ما يطول معه الأمد!

– سنصابرهم حتى ينفد المذخور، ويَنْكل الصَّبور، ويتسلَّل الجبان، ويسأم الأعوان، وينقطع المدد.

– وشتاؤهم الذي يُجمِّد الأطراف، ويوجِب الكِنَّ؟

– سنبني حول الأسوار بيوتًا كبيوتهم، ومصانع خيرًا من مصانعهم، ونتخذها دار إقامة حتى يفتح الله علينا، وتسقط في أيدينا مدينة قسطنطين.

– وطعام الجيش وزاده، والطريق إليكم طويل، والبر مُوحِش والبحر هائِج؟

– سيكون لنا هناك زرع وضرع ومرعًى وماشية.

– أراك يا مسلمة تحاول عظيمًا من الأمر!

– كلُّ عظيم يا أمير المؤمنين، فأنت أعظم منه!

– الله يا ابن عبد الملك، إنك لتنكر قدرك، ولولا أن سَبَقَ إليَّ عهدُ أمير المؤمنين عبد الملك لكنتَ أحقَّ بها وأهلَها.١٦

– ولكن الدولة عربيةٌ يا أبا أيوب.

– وأنت مسلمة بن عبد الملك.

– بل أنا ابن وَرْد.١٧
– فهل ترى ولد عبد الله بن عمر قد نقص من قدره شيئًا أنَّ أمه من بنات سابُور؟١٨

– قد سمعتهم يمزحون فيقولون: إنه أحقُّ بعرش كسرى.

– فأنت إذن أحق بعرش قيصر!١٩

– ها أنت ذا قد قلتها يا أبا أيوب.

– والله لولا أني لا أملك أن أخلع نفسي، وأنْضُو قميصًا قد قَمَّصَنيه خليفة رسول الله٢٠ لرضيتُ — طيِّب النفس — أن تجلس مجلسي على عرش عبد الملك، وإنك لأعظمُ في نفسي مهابةً، وأدنى إلى قلبي منزلةً من ولدِي أيوُّب.

– أمتعك الله به يا أمير المؤمنين، حتى تُبايِع له بالعهد من بَعدك، إنَّ أيوب ابن أمير المؤمنين لريحانةُ هذا البيت، وإني لأرجو أن يكون له شأن في غده.

– طاب فألك يا أبا سعيد!

– وطاب عهدك! إنك بأيُّوب لميمون الكُنية؛ فكأني بك أردتَ أن يكون أبو أيوب الأنصاري أول من يبلغ أسوار القسطنطينية من العرب، وأن يكون أبو أيوب الأموي٢١ أول من تفتح له بابها، فيطأ بفرسه بساط قيصر، ويُحطِّم أصنام الشرك في كنيسة أيا صوفيا، ويُجهِر بالأذان في أكبر بيْعة من بِيَع النصرانية.

– طابت نفسي والله لحديثك هذا يا أبا سعيد، وإني لأرجو أن يكون ما قلت، فخذ في أسبابك منذ اليوم، والله معك.

١  مات قبل أن ينتهِي من شعائر الحج.
٢  يفقئوا عينيه ويقطعوا أنفه.
٣  من ثغور الروم، بالقرب من القسطنطينية.
٤  من ثغور الروم، بالقرب من القسطنطينية.
٥  من ثغور الروم بالقرب من القسطنطينية.
٦  كنيسة مقدَّسة من كنائس الروم.
٧  يعقوب: أبو يوسف الصديق؛ وكان بكاؤه لفقد ولده مضرب المثل.
٨  كذلك كانت حال القياصرة في تلك السنين.
٩  هي غزوة ذات الصواري، وانظر الفصل الأول.
١٠  انظر الفصل الأول.
١١  في الصحراء أو في البحر.
١٢  انظر الفصل الثامن.
١٣  يفاجئونها في الليل.
١٤  قوة من قوى الدفاع عن قومه.
١٥  كان سليمان أكولًا بطينًا لا يكاد يشبع.
١٦  يعني الخلافة.
١٧  يعني أنه ابن جارية رومية؛ فليس له حق في ولاية عرش العرب.
١٨  تزوَّج عبد الله بن عمر بن الخطاب إحدى بنات سابور، كِسرَى من أكاسرة الفُرس، فولدت له، وكان لولده منها مكانة لا يجحدها قومه.
١٩  يعني: على هذا القياس تكون أحق بعرش قيصر الروم؛ لأن أمك منهم.
٢٠  قمَّصنيه: ألبسنيه: والمعنى أنه لولا أن عبد الملك خليفة رسول الله قد ألبسني قميص الخلافة لرضيت …
٢١  يعني سليمان نفسه …

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤