دبيب الصمت

طالَ صمتُ البابِ حتى قلتُ ماتْ
ودُفنْ،
وتصلَّبَت أُذْنَاي في بَرْد السكونْ،
فأنا أُذُنْ
سمعَت أحاديثَ الذُّبابْ،
ودبيبَ أقدامِ النسيمِ على الترابْ،
وتعجَّبَت من تَمْتماتِ الصمتِ عند البابْ
صوتٌ يطنّ،
ويطولُ صَوتْ
يُذكِي الحرارةَ في دمي،
وتردَّدَت أصواتْ
بحَّتْ بحَلْق السُّلَّمِ،
ثم انثنَتْ
وتماوَجَتْ في البَهْوِ نَحْوي وذَوَتْ،
وتجاذَبَتْ أُذنيَّ أطرافُ الزَّفِيفْ
وخُطَى الحفيفْ
ثم الصَّدَى،
حتى الصَّدَى المسكينُ ماتْ،
قد غُصَّ حَلْقي بالرُّفَاتْ.
يا صاحبي
بيني وبين الناسِ بابْ،
بيني وبين الناسِ ألفُ حِجابْ،
لمَ لا تدقُّ الدقَّة المرتقبَة،
فيهبُّ في قلبي النسيمْ،
وأعودُ للأحياءِ يا بابَ النَّعيمْ؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥