توقف الزمن
مِحَنْ مِحَنْ
تقلَّصَت أصابعُ الزَّمَنْ،
وطافَ بالمساءِ طائرٌ وأنّ
في مسمعِ الوُجودِ مِن وَهَنْ،
جناحيَ الجبَّارُ إنْ يَلِنْ
في قَبْضةِ المِحَنْ،
فسوفَ أجتازُ الفضاءَ لِلقُنَنْ،
الطائرُ الهَرِمْ
يَمْضي به ألَمْ،
منقارُهُ المعقوفُ يَبْتسِمْ،
وبطنُهُ وذيلُهُ تخضَّبَا بدَمْ،
والجُرْحُ سيَّالٌ ولمَّا يلتئمْ،
وعينُه تطلُّ نحو ذروةِ الذُّرَا،
تقلَّصَت أصابعُ الزَّمَنْ.
الليلُ حطَّ والمساءُ فرّ،
وأُبدِلَ النهارُ ظُلْمةً وقُرّ،
توقَّف النسيمُ والجناحُ كَلّ،
ودفءُ نبضِ القلبِ يدفعُ المَلَلْ،
فقمَّةُ الجبلْ
تَلوحُ للهَرِمْ
وقبلَ أن يحطَّ قبَّلَ السحابْ،
وعندما اشرأبَّ رأسُه تجرَّعَ السَّرابْ،
لكنَّه لمَّا جثمْ،
وأدركَتْهُ قمَّةُ القِمَمْ،
غَنَّى وغنَّى ثم أنّ
هيهاتَ يا مِحَنْ
توقَّفَ الزمنْ.
