ضحايا الأسرار

يا صاحبةَ العينَيْنِ الحالمتَيْنِ تُرى
ماذا تُخفِينَ منَ الأسرارْ؟
الحدقَةُ ليلٌ مجهولُ الأغوارْ،
وبُحَيرةُ نفسٍ صافيةٍ تعرفُها كلُّ الأطيارْ،
وتغرِّدُ فيها عند الغَسَقِ لربِّ الأشعارْ،
وعلى الأهدابِ براعمُ كالنُّوَّارْ
ينسلُّ شذاها في الهَدْأَةِ مثل الأفكارْ،
يُنبِئُ عن سَمَرٍ في ضوءِ البَدْرِ، ولكنْ
يَمْنعُ أن يأتِي السُّمَّارْ
يدعو ويصدُّ يضيءُ ويُحرِقُ كالنَّارْ
يا ويلَ غريبٍ لم يُدرِكْ أنَّ الضَّوْءَ شَرَارْ،
فَغَدا يسألُ إن كانَت بالأَفْنانِ ثمارٌ أَوْ أزهارْ
أغوَتْهُ الأشجارْ
فابتلعَتْهُ الأقدارْ!
يا صاحبةَ العينَينِ الساحرتَينِ تُرى
كم عددُ ضحايا الأسرارْ؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥