ألوان-٢

يا صاحبةَ الوجهِ المُشْرق،
كيفَ رضيتِ بألوانِ الأحزانْ؟
يا صاحبةَ الريشِ الزَّاهِي،
كيفَ تخافينَ الطيرانْ؟
هل تاقَ القَلبُ إلى الغَسَقِ الحالِك
فكسا العودَ سوادَ الليلِ الوسنانْ؟
أَوَلمْ يعرفْ خُضرةَ وُديانِ العُمْرِ
ويَسمَعْ تَمْتمةَ القُطْعَانْ
أوَلمْ يسبحْ في زُرقةِ ماءِ البحرِ وألوانِ الشُّطْآنْ؟
أمْ خافَ الأصفرَ لونَ الغيرةِ أو لونَ الكُثْبانْ؟
أم خشيَ القاني لونَ العشقِ
فأَجْفلَ من وَقْع الخفقانْ؟
هل ضاقَ بألوانِ الدنيا الزاهيةِ
وآثرَ أَمْنَ النِّسيانْ؟
قلبُكِ يا صاحبةَ الوجهِ المُشرقِ
قبسٌ من وَحْي الرَّحْمن
صاغَتهُ تباشيرُ الصبحِ وأشواقُ الإنسانْ،
وشُعاعٌ يُومِضُ مثل البرقِ فيهدي الحيرانْ،
وضياءٌ عاتبني إذ غابَت عن عيني الألوانْ،
ألوانُ العُمرِ سرابٌ
ما أكثرَ ما تخدعُنا الألوانْ!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥