عاشق الحسن
ضاعَ الْعَبيرُ إذْ بَدَا
سَناؤهُ عَلى المَدَى
وَانْسابَ كَالْحُلْمِ الغَريـ
ـبِ شَاردًا وأبدَا
يَخْتالُ في عَرشٍ يَتِيـ
ـهُ فضَّةً وعَسْجَدَا
ووَجْهُهُ الصَّبُوحُ الشَّمْـ
ـسُ حُسنُها تَفرَّدَا
والسِّحرُ في العينَيْنِ فِي
كَهْفِ الغَرامِ رَقَدَا
لكنَّ نِيرَانَ الشِّفا
هِ جَمْرُهَا مَا خَمَدَا
وَبَيْنَها النَّضِيدُ لُؤْ
لُؤًا هَمَا وَبَرَدا
يُذْكِي جَمالَ الخدِّ يَزْ
هُو مُزْهَرًا مُوَرَّدا
وَيَبْعثُ الْأَلْحانَ فِي
كلِّ النُّفوسِ مُنشِدَا
لِفَرْحةِ القَلْبِ الكَسِيـ
ـرِ في النَّعِيمِ أبدَا
لِفَرْحةِ الْحياةِ وَانْـ
ـتِصَارِهَا بِنَا غدَا
هل قلتُ شمسٌ عامدًا
إنِّي كفرتُ عامِدَا
بلْ أنتِ بَدْرُ اللَّيلِ با
تَ ساهدًا ومُسهِدَا
رَأيتُهُ عَشقْتُهُ
وذُبتُ فِيهِ كَمَدا
مَن يعشقُ الجمالَ هَوْ
نًا هَلْ لهُ أَن يَسْعَدا
مَن يعشقُ المُحالَ دَوْ
مًا ضَاعَ عِشقُهُ سُدَى
تَبسَّمَتْ لأنَّ طَيْـ
ـريَ الْحَبِيسَ غَرَّدا
وراحَ يَرْجُو مَوعِدًا
وكيفَ يَرْجُو موعدَا
مِن ربَّةِ الأَحْلامِ تَزْ
هُو عِزَّةً وسُؤْددَا
لكنَّهُ انتشَى وَصَا
رَ بالخَيَالِ مارِدَا
يا ربَّةَ الأحلامِ رِفْـ
ـقًا قد أتيتُ عابِدَا
فاللَّحْنُ رنَّ خَافِتًا
وانداحَ في رَجْع الصَّدَى
أَنْغامُه منَ السَّمَا
مِزْمارُ داوُدٍ شَدَا
والقلبُ طَارَ نَحْوَها
والشَّوقُ فِيهَا عَرْبَدا
وكلُّ عينٍ عِندَها
تودُّ لَو أَنْ تَسجُدا
فَالْآنَ فيكِ المُنْتَهى
من عُمرِنا وَالْمُبْتَدا
نَحْيا بآمالٍ عِرَا
ضٍ ليسَ تعرفُ الرَّدَى
وَنَخْدَعُ النَّفسَ بِأَ
نَّا سَوْف نَحْيا سَرْمدَا