شادية
صمتَ الشَّادِي،
فترامَتْ أصداءُ الصمتِ ببَطْن الوَادِي،
وترنَّمَ بالصَّمْتِ الغادُونَ إلى المَوْعِدْ،
غابَتْ كلُّ نُجَيْماتِ الفَجْرِ الوَسْنانْ،
أفَلَ الفَرْقَدْ،
وتَبدَّى في الأُفقِ الشرقيِّ خيالٌ
يَرتَعِشُ كأنَّ الموعدَ حانْ،
سبَّحَ لله الكونُ بعُمْقِ المَعْبَدْ،
حتَّى النسماتُ البارِدَةُ انتفضَتْ،
شُلَّتْ من هَوْل الخشيةِ وجلالِ المَوْلِدْ.
صمتَتْ شاديةُ فرجَّعَت الدنيا أصداءَ الصَّمْت،
وتساقَيْنا ألحانَ الصَّمتِ كأنَّا نَقْشانْ،
نَسِيَهُما الفنَّانُ الفرعونيُّ على بعضِ الجُدْرانْ،
والشمسُ تُزِيح الظلَّ وتُلْقي بالجَمْر المُوقَدْ
اللحنُ يدفُّ ببطنِ الصخرِ دفيفَ العابِدْ،
والصمتُ يُذكِّر أبناءَ المعمورةِ باللحنِ الأوحَدْ.
سُبحانَ الله
اليومُ وُلِدْ
واليومُ يَمُوتْ
ويظلُّ الصمتُ حبيسَ الموعدْ.