إلى ابن المقفع

قد يَفغَرُ التنِّينُ فاهُ ضاحكًا وينتظِرْ،
أغوارُه سحيقَة،
قد يَنظُرُ الفيلُ الرهيبُ طامعًا
إلى البئر العميقَة،
قد يَدْأبُ الحَدَثانِ كالجرذانِ تَقرِضُ الأجلْ؛
لِيَسقُطَ الذي تعلَّقَت يداه بالغُصنَينِ في فمِ التنِّين،
ويُنكِرَ الذي أَلْهاهُ من حَلاوةِ العسَلْ،
وخاتلِ الأمَلْ
عن قَهْر أخلاطِ البدنْ،
أو عن تدبُّرِ الذي يلقاه في جَوْف المِحَنْ.
لكنني إن كنتُ قد نجوتُ من فيلِ الزمَنْ
فإنني غدوتُ ألفُ التنِّينْ
ولم يعُد يُخيفُني كرُّ السِّنينْ
ففي حَلاوَةِ الْعَسَلْ
أصبحتُ أعرفُ الذي تَعْنيهِ سكرَةُ الأمَلْ!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥