حبيس النهر

لا يرجعُ ماءُ النهرِ إلى النَّهرْ
إلَّا إن صارَ سحابًا وتَسامَى،
وتَباهَى في الشفقِ بألوانِ الزَّهرْ،
والْتمَعَ معَ الفجرِ بذَوْب الفضَّة،
وانتفشَ مع الهبَّاتِ الحارَّةِ في وَقْد الصَّحوَة؛
كي يصعدَ فوق الجبلِ يُريد القمَّة
وعِناقَ المُزْنِ مع النسماتِ المَقْرُورَة،
ثمَّ ارتعشَ فرقَّ وذابَ فمالْ،
وانْحَدَر على السَّفْح إلى خانِقْ
محمومًا كالنبعِ الدافِقْ،
عبراتٍ لا تدري مَن تَبكي
سيلًا يحملُ من أحلامِ القمَّةِ أعشابَ الوادي،
وفُتاتَ الرحلَة،
منطلقًا نحوَ البحر
حتَّى يَتسامَى ويعودَ ليرحَلْ،
كيما يَتباهى في وجه الخَضْراء
كي يَحيا.
لم يعرفْ قلبي وجهَ الخَضْراء؛
إذ ما زالَ حبيسَ النهرِ الأوَّلْ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥