أريج الطِّرْس
كَيفَ أُمسِي والليلُ يَسمَعُ هَمْسي
خافِقَ الْحُلْمِ بين يَوْمي وأَمْسِي
قارئًا للغُيوبِ قَبْلَ التجلِّي
دونَ نَجْوَى ودُونَ نأمَةِ حسِّ
شَاردًا في جَبينِ جارَةِ وادٍ
تُصْبحُ الحادثاتُ فيهِ وتُمسِي
وعيونٍ كأنَّها الليلُ سرُّ
مَوْلدي كالحياةِ فيها ورَمْسِي
وأَيَادٍ كأنَّها ورقُ الْوَرْ
دِ نَمَتْها السماءُ من كلِّ قَبْسِ١
وعلى بَسْمةِ المُحيَّا دلالٌ
عادَ لي بالشَّبابِ من كلِّ جنسِ
كَيفَ أَهْفُو إلى ابنَةِ الْمَاءِ والمَوْ
جِ وطَوقُ البَيْداءِ يخنقُ نَفْسي
كيفَ رُمتُ الرجاءَ وَهْو مُحالٌ
ورأيتُ الآمالَ في عُمْق يأسي
لا تلُمْ عاشقًا رمتْهُ الليالي
في عُباب الأحلامِ تُؤسي وتُنسِي
لا تَلُم مُبحرًا بغيرِ شِراعٍ
لا يرى في الظلامِ أَيَّان يُرسي
لم يَعُد في الحياةِ غيرُ أريجٍ
لرحيقٍ منَ الحياةِ بطِرْسي
١
من علي محمود طه.