تجارب المعالجة بالطين والمياه
زاد نفوري من الأدوية مع ازدياد بساطة أسلوب حياتي. عانيت وأنا أعمل في جنوب أفريقيا الضعف والالتهاب الروماتزمي، فحضر الطبيب ميهتا لفحصي، وأعطاني علاجًا، فأصبحت بصحة جيدة. ومنذ ذلك الحين وحتى عودتي إلى الهند، لا أذكر إصابتي بأي مرض يذكر.
وكنت أعاني في أثناء إقامتي في جوهانسبرج الإمساك والصداع الدائم، فكنت أعالج نفسي أحيانًا بمسهلات الأمعاء وبنظام غذائي منظم للغاية، لكنني لم أكن معافى تمامًا، وكنت أتساءل عن الوقت الذي يمكنني فيه أن أتخلص من كابوس هذه الأدوية المسهلة.
ومع تعرضي للإصابة بمرضين خطيرين في حياتي، أؤمن بأن الإنسان لا يحتاج لاستخدام الأدوية بصورة ماسة. فهناك ٩٩٩ حالة من بين ألف حالة يمكن معالجتها باتباع نظام غذائي منظم وباستعمال المعالجة المائية والمعالجة بالطين، وغيرها من طرق العلاج المنزلية. إن من يهرع إلى الأطباء والمتخصصين في علم الطب الهندي (آيورفيدا) أو الحكماء، ويتناول جميع أنواع العقاقير المستخلصة من النباتات والعقاقير المخلقة كيميائيًّا لا يتسبب في تعجيل أجله فحسب، بل يصبح عبدًا لجسده بعد أن كان سيده، فيفقد القدرة على التحكم في نفسه ويفقد إنسانيته.
لا أريد أن يشك أحد في دقة تلك الملاحظات التي ذكرتها لكونها كُتبت على فراش المرض. أعلم الأسباب التي أدت لمرضي، وأنا مدرك تمامًا أنني وحدي مسئول عن إصابتي تلك، ولولا هذا الإدراك لنفد صبري. في حقيقة الأمر، لقد شكرت الإله على مرضي واعتبرته درسًا أتعلم منه. وبالفعل نجحت في مقاومة إغراء تناول العقاقير المتعددة. أعلم أن استعصاء علاجي كثيرًا ما يرهق أطبائي، لكنهم يتحملون معي بعطف ولا يخذلونني أبدًا.
على كل حال، يجب ألا أستطرد في الحديث عن هذا الموضوع. فقبل أن أواصل حديثي، يجب أن أحذر القارئ وأقول إن على من يشتري كتاب «جاست» بناء على قوة هذا الفصل، ألا يعتبر كل كلمة فيه حقيقة مؤكدة. فغالبًا ما يقدم الكاتب جانبًا واحدًا من جوانب القضية، في حين يوجد لكل قضية سبعة جوانب على الأقل، التي تكون جميعها صحيحة في ذاتها على الأرجح، لكنها قد لا تكون صحيحة في الوقت نفسه وفي الظروف ذاتها. ولا تُكتب العديد من الكتب إلا لاجتذاب المشتري واكتساب الشهرة والمال. فليُحسِن التمييزَ الذين يقرءون مثل تلك الكتب، وليستشيروا خبيرًا في مثل تلك الأمور قبل أن يخوضوا تجربة من التجارب التي ذكرتها فيما سبق، أو ليقرءوا تلك الكتب بصبر ويستوعبوها كليًّا قبل أن يضعوها قيد التنفيذ.