الفصل الثالث والعشرون

الساتياجراها في خيدا

لم يتوافر لديَّ وقت لأنال قسطًا من الراحة. فما أن انتهى إضراب عمال المصانع في أحمد آباد، حتى انغمست في صراع الساتياجراها في خيدا.

نشأت حالة تقترب من المجاعة في منطقة خيدا نتيجة لعجز عام في المحاصيل، وكان المزارعون هناك يدرسون مسألة تعليق الضريبة المستحقة لذلك العام.

كان السيد أمريتلال ثاكار قد تقصى بالفعل عن الوضع وأبلغ عنه، وناقش المسألة مع المفوض شخصيًّا قبل أن أقدم نصيحة محددة للمزارعين. وألقى كل من السيد موهانلال بانديا والسيد شانكارلال باريخ بأنفسهما إلى دائرة الصراع، وخلقا حالة من الاهتياج داخل المجلس التشريعي ببومباي بواسطة السيد فيثالباي باتيل والراحل السير جوكولداس كاهانداس باريخ. وقد توجه أكثر من وفد لزيارة الحاكم بخصوص تلك المسألة.

كنت حينها رئيس المجلس الجوجراتي Gujarat Sabha. فأرسل المجلس عرائض وبرقيات إلى الحكومة، حتى إنه تغاضى بحِلم عن الإهانات والتهديدات التي أطلقها المفوض. وقد كان سلوك المسئولين في ذلك الموقف سخيفًا للغاية ويفتقر إلى الاحترام لدرجة لا يمكن تصديقها الآن.

كان مطلب المزارعين واضحًا وضوح الشمس، ومعتدلًا بدرجة تجعل قبوله مستحقًّا. كانت قوانين الضرائب على الأراضي تقضي بتأجيل كلي للضريبة إذا بلغ عائد المحصول أربع آنات أو أقل. وقد جاء في التقارير الرسمية أن المحصول قد زاد على أربع آنات، في حين كان المزارعون من الناحية الأخرى يرون أن المحصول لم يبلغ الأربع آنات. لكن الحكومة لم ترغب في الاستماع إليهم، وارتأت أن الطلب الشعبي للجوء إلى التحكيم طعن في الذات الملكية. وفي النهاية، فشلت جميع الالتماسات والطلبات، فنصحت المزارعين باللجوء إلى الساتياجراها.

وقد كان رفقائي الرئيسيون في ذلك النضال، بالإضافة إلى المتطوعين، السيد فالابهباي باتل والسيد شانكارلال بانكر والسيدة أناسويابين والسيد إندولال ياجنيك والسيد ماهديف ديساي وغيرهم. وقد اضطر السيد فالابهباي نتيجة لذلك إلى تأجيل أعمال كثيرة ومتزايدة تتعلق بعمله في المحاماة، ولم يستطع استئناف ذلك العمل أبدًا.

استقررنا في «أناث أشرام» بمدينة نادياد نظرًا لعدم توافر مكان آخر ليسعنا جميعًا.

وقد وقع أنصار الساتياجراها على التعهد الآتي:

نظرًا لعلمنا بأن محاصيل قريتنا تقل عن أربع آنات، طلبنا من الحكومة إرجاء تحصيل الضريبة المستحقة إلى السنة التالية لكن الحكومة لم توافق على طلبنا. وبناء عليه، نعلن، نحن الموقعين أدناه، أننا لن نسدد كامل الضريبة أو المبلغ المتبقي منها لهذا العام إلى الحكومة من تلقاء أنفسنا. وعلى الحكومة أن تتخذ أي إجراءات قانونية تراها وأن تتحمل عواقب امتناعنا عن الدفع. فنحن نفضل مصادرة أراضينا على أن نسدد الضريبة طواعية، فنجعل بذلك من قضيتنا قضية زائفة أو أن نتنازل عن احترامنا لذاتنا. أما في حالة موافقة الحكومة على تأجيل تحصيل القسط الثاني من الضريبة في جميع أرجاء الإقليم، سيسدد من يستطيع السداد منا قيمة الضريبة المستحقة بالكامل أو المبلغ المتبقي منها. ويرجع السبب وراء امتناع المزارعين القادرين على سداد الضريبة عن الدفع إلى أنه في حالة سدادهم للضريبة، سيفزع المزارعون الفقراء إلى بيع ماشيتهم أو الاستدانة لدفع الضرائب المستحقة عليهم، وبذلك سيلقون بأنفسهم إلى التهلكة. ففي ظل تلك الظروف ومن أجل الفقراء، نشعر بأن الواجب يحتم على من يستطيعون الدفع أيضًا أن يمتنعوا عن الدفع.

سأضطر إلى التغاضي عن عدد من الذكريات اللطيفة المتعلقة بذلك الصراع لأنني لا أستطيع أن أفرد العديد من الفصول للحديث عنها. وعلى من يرغب في الاطلاع على دراسة مستوفية استيفاءً أكبر وأعمق لذلك الصراع المهم أن يرجع إلى التاريخ الكامل والحقيقي في كتاب «الساتياجراها في خيدا» لمؤلفه شانكارلال باريخ الذي ينتمي لمدينة كاثلال بخيدا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤