الفصل الخامس والعشرون

نهاية الساتياجراها في خيدا

انتهت الحملة نهاية غير متوقعة. كان يبدو على الناس الإرهاق الشديد، وكنت مترددًا في ترك العنيدين منهم حتى يقضوا على أنفسهم كليًّا. كنت أبحث عن طريقة لطيفة يقبلها أنصار الساتياجراها لإنهاء الصراع، وقد أتاني الحل من حيث لم أحتسب. أرسل لي رئيس مجموعة قرى مدينة نادياد يخبرني بأنه إذا ما دفع المزارعون المقتدرون ضرائبهم، سوف تُعلق الضريبة المستحقة على المزارعين الفقراء. طلبت منه تعهدًا خطيًّا بذلك، فمنحني إياه. لكن كان عليَّ أن أسأل عن رأي مسئول الهيئة الإدارية لأنه وحده يمكنه أن يمنح ذلك التعهد للإقليم بأكمله، أما رئيس مجموعة القرى بمدينة نادياد فهو مسئول عن مجموعة القرى التي تقع تحت إمرته فحسب حتى وإن كان تعهده يخص الإقليم بأسره. فأجاب مسئول الهيئة الإدارية بأن الأوامر الخاصة بإعلان تعليق الضريبة الذي ذكره رئيس مجموعة القرى بمدينة نادياد في خطابه قد صدرت بالفعل. لم أكن على علم بصدور تلك الأوامر، لكن في حالة صحة ذلك الخبر، سيكون المزارعون قد وفوا بعهدهم. فسيُذكر دائمًا أن العهد قد حقق الغاية منه، الأمر الذي جعلنا نشعر بالرضا حيال الأوامر الصادرة.

لكن النهاية لم تكن سعيدة لي لأنها افتقرت للبهجة التي يجب أن تصحب نهاية جميع حملات الساتياجراها. فقد واصل مسئول الهيئة الإدارية العمل وكأنما لم يعقد تسوية مع المزارعين. منحت الحكومة الفقراء حق تعليق الضريبة، لكن لم يستفد منه أي منهم. فقد كان من حق الناس تحديد الفقير من بينهم، لكنهم لم يستطيعوا ممارسة ذلك الحق. وقد أحزنني أن أراهم أضعف من أن يمارسوا حقهم. ومع أن الناس احتفلوا بانتهاء الحملة كنصر للساتياجراها، إلا أنني لم أستطع أن أتحمس لذلك النصر لأنه افتقر للعناصر الأساسية للنصر الكامل.

فلا يمكن اعتبار حملة الساتياجراها حملة ناجحة، إلا إذا ما جعلت أنصار الساتياجراها أكثر قوة ونشاطًا من ذي قبل.

ومع ذلك، أسفرت الحملة عن نتائج غير مباشرة يمكن أن نرى أثرها الآن. وقد طرحت تلك النتائج ثمارًا ما زلنا نجنيها. إن «الساتياجراها في خيدا» تمثل بداية صحوة بين مزارعي جوجرات، وبداية لتزويدهم بثقافة سياسية حقيقية.

لقد أثرت ثورة الدكتورة بيسانت الداعية للحكم الذاتي بلا شك على الفلاحين، لكن الفضل يعود إلى الحملة التي قمنا بها في خيدا في إطلاع المثقفين من العاملين بالخدمة العامة على حياة المزارعين على حقيقتها. حتى إنهم تعلموا التوحد مع المزارعين. ومن ثَمَّ وجدوا أن مجال عملهم وقدرتهم على التضحية قد تعاظما. وقد كان اكتشاف فالابهباي لحقيقة شخصيته — في حد ذاته — إنجازًا كبيرًا. ويمكن أن نستشعر حجم ذلك الإنجاز إذا ما نظرنا إلى عمليات الإغاثة من الفيضان في العام الماضي أو إلى الساتياجراها في باردولي في العام الحالي. فالحياة العامة في جوجرات أصبحت مفعمة بقوة ونشاط جديدين. وأصبح المزارعون على وعي تام بقوتهم. لقد ترسخ الدرس المستفاد في عقل العامة، ألا وهو أن خلاص الشعوب لا ينبع إلا من أنفسهم وقدرتهم على المعاناة والتضحية. وقد تأصلت الساتياجراها بشدة في جوجرات عن طريق الحملة التي قمنا بها في خيدا.

ومع أنني لم أشعر بالسعادة عند انتهاء حملة الساتياجراها، شعر مزارعو خيدا بالابتهاج لعلمهم بأن ما حققوه من إنجازات يتناسب وما بذلوا من جهود، ولأنهم وجدوا الطريقة الحقيقية والناجحة للتعامل مع مظالمهم. وقد كان ذلك سببًا كافيًا لابتهاجهم.

ومع ذلك لم يستوعب مزارعو خيدا المعنى الجوهري للساتياجراها بصورة كاملة، وقد رأوا أنها عادت عليهم بالخسارة كما سنرى في فصول لاحقة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤