شخصيات الملحمة

(١) من الإغريق

أو «الآخيين» أو «الأرجوسيين» أو «الدانيين»
  • أترايديس أو «ابن أتريوس»: اسم العائلة أطلقه هوميروس على كلٍّ من أجاممنون ومينيلاوس.
    كان أتريوس Atreus ابن بيلوس وهيبوداميا وحفيد تانتالوس. قتل أخاه غير الشقيق خروسيبوس Chrysippus بمساعدة شقيقه ثويسيتيس Thyestes. ولكي يتحاشى هذان الأخوان غضب والدهما، هربا إلى زوج أختهما سثينيلوس Sthenelus ملك موكيناي الذي أعطاهما ميديا ليقيما فيها. ظل أتريوس ملكًا على موكيناي التي أعطاه إياها يوروسثيوس، وبقيَ محتفظًا بها بفضل امتلاكِه حملًا ذهبيًّا أخذه من هرميس لغرض إثارة الشقاق في بيت بيلوبس والانتقام لموت ابنه مورتيلوس Myrtilus بيد أن ثويستيس ارتكب الفحشاء مع أيروبي Aerope زوجة أخيه وابنة ملك كريت، وبمساعدتها حصل على الحمل الذهبي وعرش المملكة.
  • أجاممنون Agamemnon: الأتريدي، أي ابن أتريوس، وشقيق مينيلاوس. وإذ طرد ثويستيس هذين الأميرين الشابين من موكيناي بعد مقتل أتريوس، فرَّا إلى أسبرطة حيث زوجهما الملك توانداريوس Tyndareus بابنتيه، كلوتايمنسترا زوجة لأجاممنون، وهيلينا لمينيلاوس، وبينما ورث هذا الأخير مملكة حمية، لم يطرد أجاممنون عمه من موكيناي فحسب، بل ووسع ممتلكاته حتى إنه في الحرب ضد طروادة لاستعادة هيلينا، عهد إليه بالقيادة العامة كأقوى ملك في بلاد الإغريق طرًّا. قدم مائة سفينة مزودة بالمحاربين، علاوة على ستين سفينة أعارها للأركاديين. وهو في هوميروس، واحد من أشجع المقاتلين أمام طروادة. ومع ذلك فلم يسمح لخروسيس Chryses، كاهن أبولو، بأن يفتدي ابنته بريسايس التي كانت من نصيب أجاممنون كجائزة حرب، فيجلب وباء على الجيش الإغريقي، الذي كاد أن يدمره بعد ذلك بأخذه بريسايس جائزة أخيل الذي جلس، منذ ذلك، في خيامه غاضبًا، ورفض أن يقاتل. وبعد سقوط طروادة عاد أجاممنون إلى وطنه بأسيرته الأميرة كاساندرا Cassandra غير أن أيجيسثيوس، عاشق زوجته يقتله عند العشاء، هو ورفقاءه، بينما قتلت الملكة ابنتها كاساندرا.
  • أخيل Achilles: ابن بيليوس Peleus ملك المورميدون Myrmidons  بفثيا التسالية Tessalian Phathia من الحورية ثيتيس Thetis وحفيد أياكوس Aeacus، ابن حفيد زوس. وتبعًا لهوميروس ربته والدته حتى بلغ مبالغ الرجال، وكان صديقًا حميمًا لابن عمه الأكبر باتروكلوس Patroclus، ابن مينويتيوس Menoetius الأخ غير الشقيق لأياكوس. تعلم أخيل فنون الحرب والفصاحة على يد فوينيكس Phoenix، كما تعلم فن العلاج على يد القنطور خيرون Chiron جد أمه. بيد أن الأساطير اللاحقة لهذه تُضيف أشياء أخرى لقصة شبابه. ولكي تجعله أمه خالدًا كانت تدهنه بالأمبروسيا نهارًا وتضعه فوق النار ليلًا لتتلف أي عنصر بشري ورثه عن أبيه. حتى إذا كان ذات ليلة جاء بيليوس فوجد ابنه يشوى فوق النار فأقام الدنيا وأقعدها. فغضبت الربة لإحباط خطتها، فهجرت الزوج والابن وعادت إلى بيتها مع النيريديات Nereïds.
  • أوديسيوس، أو «عولس» أو «أوليس» أو «أولوسيس»: ويسميه الرومان أوليكسيس Ulixes، ابن لايرتيس ملك إيثاكا وأنتيكليا. تزوج بينيلوبي وأنجب منها ابنًا اسمه تيليماخوس. كان أوديسيوس أشهر أبطال الإغريق إذ فاقهم في الصيت وبُعد الشهرة.

    وقد قتل في شبابه خنزيرًا أثناء الصيد الذي اشترك فيه عند زيارة جدَّيه في بارناسوس فجرحه الخنزير في ركبته أثناء صراعه معه فترك أثرًا في جسمه.

    انضم أوديسيوس إلى جماعة خطاب هيلينا الذين وافقوا جميعًا على فكرة أوديسيوس بأن يتركوا لهيلينا حرية اختيار زوجها وأن يحموها في المستقبل وقت الحاجة. لم يكن أوديسيوس موفقًا من بين المتقدمين للزواج منها ولكنه عزى نفسه بزواجه السابق من بنيلوبي اللبيبة الغنية. كان سعيدًا وملكًا قادرًا شهيرًا معروفًا بكرمه واحترامه للآلهة وخاصة زوس وأثينا.

  • أيدومينيوس Idomeneus: ابن ديوكاليون الكريتي، وحفيد مينوس. وإذ كان من عشاق هيلينا ذهب هو ومريونيس ابن أخيه غير الشقيق، ومعهما ثمانون سفينة إلى طروادة حيث يصوره هوميروس، من أشجع الأبطال، وممَّن عادوا إلى وطنهم بسلام. وتبعًا لروايةٍ أخرى، أطبقت عليه عاصفة وهو في طريقه إلى الوطن، فنذر إلى بوسايدون أنه، إذا رجع سالمًا فإنه سيذبح له أول ما يقابله عند نزوله إلى البر. فذهب ابنه لملاقاته، وعلى ذلك ذبحه، فاجتاح البلاد طاعون، فنفاه الكريتيون، فذهب إلى كالابريا. ثم انسحب فيما بعد إلى قولوفون بآسيا حيث يقال إنه دفن. ومع ذلك فقد عرف الكريتيون مكان قبره في كنوسوس Cnossus، حيث عُبد كبطل.
  • مينيلاوس Menelaus: ابن أثريوس، وشقيق أجاممنون، وعندما قتل ثويستيس أتريوس، هرب الشابان إلى تونداريوس في أسبرطة الذي زوج ابنته كلوتا يمنيسترا إلى أجاممنون، كما أنه انتخب مينيلاوس لهيلينا من بين المتقدمين للزواج منها بعد أن قبل المتنافسون على الزواج منها تعضيد من يقع عليه الاختيار. وأنجب مينيلاوس هيرميوني Hermione من هيلينا.
  • هيلينا Helena: ابنة زوس وليدا ذات جمال الربات، وزوجة تونداريوس Tyndareos ملك أسبرطة وشقيقة الديوسكوري Dioscuri وكلوتمنسترا Clytaemnestra. طلب يدها كثيرٌ من العشاق، وأخيرًا تزوَّجها مينيلاوس الذي ولدت له طفلةً واحدة هي هيرميوني. وفي أثناء غياب زوجها خطفها باريس Paris ابن برياموس، إلى طروادة، وأخذت معها كثيرًا من الكنزوز. كانت هذه نشأة الحرب الطروادية، ورغم المصائب التي جرتها على الطرواديين، فإنهم أحبوها لجمالها ورفضوا إعادتها إلى زوجها. ومع ذلك فقد بكت لطيش شبابها، وتاقت إلى بيتها وزوجها وابنتها. وبعد موت باريس غازلها دايفوبوس Deiphobus، وساعدت الأغارقة على الاستيلاء على طروادة، وخانت دايفوبوس وسلمته إلى يدَي مينيلاوس. وأخيرًا عادت مع مينيلاوس إلى أسبرطة بعد تجوال ثماني سنوات، وعاشت معه هناك منذ ذلك الوقت في سعادة ووفاق.

(٢) من الطرواديين

  • أندروماخي Andromache: ابنة إيتيون Eetion ملك طيبة الكيليكية. وهي من أنبل الشخصيات النسائية في هوميروس. تتميز بحظها السيئ وحبها المخلص الرقيق لزوجها هكتور. وعندما استولى أخيل على المدينة التي كانت موطنها، قتل والدها وإخوتها السبعة وإذ استعيدت أمها من الأسر، ماتت بالمرض. وسقط والدها على يد أخيل. وعندما سقطت طروادة، شاهدت ابنها الوحيد أستواناكس Astyanax (أو سكاماندر Scamander) يقذف من فوق الأسوار. وقعت، كجائزة حرب، من نصيب نيوبتوليموس ابن أعظم أعدائها، الذي أخذها أولًا إلى إبيروس Epirus ثم سلمها إلى هيلينوس شقيق هكتور. وبعد موته، عادت إلى آسيا مع بيرجاموس Pergamus، ابنها من نيوبتوليموس، وماتت هناك.
  • باريس Paris أو «ألكساندر»: هو ابن برياموس وهيكوبا من طروادة، ولقد حلمت هيكوبا قبل أن تلده أنها ولدت جذوة نار مشتعلة أضرمت النيران في المدينة كلها. ففسر أيساكوس حلمها بأنها ستضع طفلًا يتمُّ على يديه خراب طروادة. فأعطى برياموس الطفل إلى عبد يدعى أجيلاوس كي يقذف به من فوق جبل أيدا. فأرضعته هناك دبة مدة خمسة أيام حتى عثر عليه راعٍ تبناه ورباه. فلما نما وترعرع أحب الحورية أوينوبي ابنة رب النهر كيبيرنوس Cibernus وتزوجها. ولقد تألق نجمه كمدافع يمتاز بالمهارة والشجاعة يحمي الرعاة والماشية من اللصوص، ويعيد ما سُرق منها إلى أصحابها، وذات يوم جاء رسل الملك يبحثون عن ثور يقدمونه هدية إلى إحدى المباريات، فوقع اختيارهم على ثور يحبه باريس، ولكن باريس ذهب إلى المدينة واشترك في المباراة وتفوق على جميع المتنافسين ومن بينهم إخوته ففاز بالثور.
    اختار زوس باريس ليفض النزاع القائم بين هيرا وأثينا وأفروديت على أيهن أجمل من الأخريين. ولقد أوجدت أريس هذا النزاع لغضبها الشديد عندما تناسين دعوتها لحضور حفلة زفاف بيليوس وثيتيس، فألقت بين الجموع تفاحة الشقاق بعد أن كتبت عليها «إلى أجمل الموجودات.» فقاد هيرميس الربات الثلاث إلى باريس في جبل أيدا حيث حاولت كلٌّ منهن أن ترشو باريس، فقدمت هيرا القوة، وقدمت أثينا النصر في القتال، وأما أفروديت فقدمت له أجمل نساء العالم، فحكم لها باريس. وتعرف هذه القصة بحكم باريس. واستمع باريس إلى تعليمات أفروديت فعبر البحر إلى أسبرطة حيث استقبله مينيلاوس وهيلينا أحسن استقبال. واستطاع بهداياه وجاذبيته أن يكسب بسرعة حب هيلينا، فانتهز فرصة غياب مينيلاوس في كريت وأبحر ليلًا مع هيلينا يحمل مالًا وفيرًا. ولما كان لا بد من الانتقام لهذا العمل، فقد اتحد زعماء بلاد الإغريق جميعًا وجمعوا أسطولًا في أوليس Aulis وأبحروا إلى طروادة، وهكذا بدأت الحرب الطروادية. وهنا ظهر باريس في دورين؛ أولهما دور الجبان الذي يسعى إلى الاختفاء في حجرته فيُلام على ذلك كثيرًا ويحثه هكتور وغيره مرارًا على القتال. وثانيهما دور المحارب الصنديد البارع في الرماية بالقوس والنشاب. فحارب وهزمه مينيلاوس، ولكن أفروديت أنقذته. قتل باريس أخيل بأن أصابه بسهم في عقبه.
  • برياموس Priamus: كان برياموس بن لاوميدون ملك طروادة العجوز إبان الحرب الطروادية. تهدمت طروادة أول ما تهدمت على يد هرقل وهو صبي فأسر هو وأخته هيسيوني. فقدمت هيسيوني هدية إلى تيلامون وسمح لها أن تشتري أي سجين تختاره من العبودية، فاشترت بوداركيس الذي سُمي فيما بعد برياموس أي المفتدى.
    أعاد برياموس بناء طروادة ووسع حدود مملكته ليضم لواء كثيرين كي يصبحوا رعايا له. تزوج أولًا أريسبي ابنة ميروبس فأنجب منها أيساكوس. ثم أسرع فأعطى أريسبي لهورتايوس Hyrtaeus وتزوج هيكوبا فأنجبت أولًا هكتور، ثم حلمت قبل أن تلد ابنها الثاني باريس أنها ولدت جذوة نار، ففسر أيساكوس الحلم بأن باريس سيكون سببًا في دمار طروادة، فأرسله برياموس إلى هلاكه، ولكن باريس اكتشف فيما بعدُ أصل أبويه وعاد ليعيش من جديد مع عائلته.
  • هكتور Hector: أكبر أبناء برياموس وهيكابي Hecabe، وزوج أندروماخي ووالد أستواناكس. ونجده في هوميروس أبرز شخصية بين الطرواديين مثلما كان أخيل بين الإغريق. ومن الجلي أنه كان شخصية محبوبة لدى ذلك الشاعر. ويتمتع هكتور بأسمى صفات البطولة الروحية التي لا تعرف التقهقر وشجاعته الذاتية وسداد رأيه. وهو كذلك أكثر ابن محبوب وأرق أب وزوج. تتجلى هذه الصفات بأعظم المظاهر المؤثرة في المنظر الشهير في الأنشودة السادسة من الإلياذة حيث يودع أندروماخي، وزيادة على ذلك كان محبوبًا لدى الآلهة وخصوصًا أبولو. ويتنبَّأ بموته في وضوح، وكذلك بتدمير مسقط رأسه، ولكنه لم يسمح لهذه الفكرة أن تثبط من عزيمته أو تفت من عضده لحظة واحدة. ويحبه الطرواديون ويبجلونه راعيًا لشعبه، ويخافه أعداؤه ويحترمونه، حتى أخيل نفسه لا يستطيع ملاقاته دون بعض الاستعداد. وكان يوجد دائمًا حيث توجد المعركة على أشدها. ولا يتوانى قط عن ملاقاة أبرز الأبطال الأغارقة في قتال فردي. وألد أعدائه هو أجاكس Ajax ابن تيلامون. وقد وضع الأغارقة في غياب أخيل، في أحرج المواقف، واقتحم وسائل دفاعاتهم وأحرق سفنهم. وبمساعدة أبولو قتل باتروكلوس الذي كان يُعارضه ولكنه لقيَ حتفه أخيرًا. ورغم توسلات والديه وزوجته، خرج للقاء أخيل في سورة غضبه، فتملكته آلام الرعب فجأة، فطارده عدوه الفظيع ثلاث مرات حول أسوار المدينة. وقد حزن لمقتله روس، ولكن عندما وضعت حياته وحياة خصمه في الميزان، هبطت كفة هكتور، فتركه أبولو، فسقط برمح أخيل أمام بصر شعبه. فطرح أخيل جثته في التراب أمام نعش باتروكلوس ليكون طعمة للكلاب والطيور. غير أن أفروديت دهنت جثته بالأمبروسيا فحفظتها من التعفن. وجرها أخيل ثلاث مرات خلف عربته حول قبر باتروكلوس، ولكن أبولو حفظها من التهتك. وأخيرًا أمر زوس أخيل بأن يسلم جثة هكتور إلى أبيه العجوز ليضعها في فناء قصره، وبعد ذلك تحرق فوق كومة. وقد عُبد هكتور في الأزمنة اللاحقة كبطلٍ بواسطة سكان إيليوم Ilium الذين كانوا يقدمون الذبائح عند قبره.

(٣) من الآلهة

  • أبولو Apollo: ابن زوس من ليتو Leto، التي تبعًا للأسطورة الأكثر شيوعًا، ولدته هو وأخته التوءم أرتيميس (ديانا) في جزيرة ديلوس. يظهر أبولو أولًا كربٍّ للضوء في كل من تأثيره النافع وأثره المدمر، ورب الضوء عمومًا، ليس ضوء الشمس وحده؛ لأن أوائل الإغريق كانوا يعتبرون الرب جالب ضوء النهار هو هيليوس Helios الذي لم يعترف بأنه هو أبولو إلا بعد مضي شيءٍ من الزمن. ورغم أن معنى اسمه أبولو غير محققٍ فإن لقبَيه فويبوس Phoebus ولوكيوس Lycius يفسِّران معناه بوضوح، على أنه الساطع معطي الحياة. واللقب الأول يعني أيضًا التقي المقدس، لأنه كربٍّ للضوء النقي، عدوٌّ للظلام بكل ذريته غير النظيفة والفظة وغير المقدسة. وهو أيضًا رب النبوءات والشعر والموسيقى. وقد اشتهر ببراعته في رَمْي السهام من بعيد.
  • أثينا Athene أو بالاس أثينا Pallas Athene: ربة إغريقية، هي مينيرفا الرومانية. هي ابنة زوس الذي كان قد ابتلع أولى زوجاته ميتيس Metis (النصيحة) ابنة أوقيانوس خشية أن تلد له ابنًا أقوى منه. فشق هيفايستوس (أو تبعًا لرواية أخرى بروميثيوس) رأس زوس بفأس فقفزت منه أثينا بكامل عدتها الحربية، وهي الربة العذراء إلى الأبد.

    منذ البَدْء، تحتل مكانةً ساميةً في الديانة الشعبية لدى الإغريق. وتصورها التراتيل الهومرية محبوبة والدها الذي لم يرفض لها طلبًا. إذا أراد الإغريق أن يحلفوا يمينًا مغلظة، قرنوا اسم أثينا مع اسمَيْ زوس وأبولو بطريقةٍ تدل على أن هؤلاء الأربابَ الثلاثة يمثِّلون كاملَ السلطة الإلهية.

    كانت أثينا في الأصل، ابنة رب السماء العذراء، الأثير الرائق الشفاف، التي يبدو صفاؤها في تألُّق غير مقنعٍ خلال السحب المحيطة بها. وكربَّة للجو، هي سيدة الرعد والبرق مع زوس. وتحمل، مثل زوس، ترس البروق المسمى «أيجيس» وبوسطه رأس الجورجونة رمزًا للعاصفة وأهوالها. وعلى ذلك صورت في كثير من التماثيل وهي تقذف الصاعقة.

    اعتبرت أثينا أيضًا ربة الحرب. وبهذا المعنى تظهر في القصص كصديقةٍ لجميع المحاربين الجريئين، مثل بيرسيوس وبلليروفون وجاسون وهرقل وديوميديس وأوديسيوس.

  • أريس Ares أو مارس Mars: ابن زوس وهيرا، الذي اعتقد هوميروس أنه ورث حب المشاغبة من والدته، واشتدَّ ولعه بالعراك حتى إنه لم يعد يسره شيء ما غير القتال وسفك الدماء. ويجعله تعطشه للدماء مكروهًا من والده وسائر الآلهة الآخرين وخصوصًا أثينا. ومأواه المفضل هو أرض التراقيين المحبين للحرب. كان المثل الأعلى للأبطال المحاربين في الصورة والمعدات. وتبعًا لهوميروس، يتقدم أريس، تارة سائرًا على قدميه، وتارة أخرى راكبًا عربة حربية تجرها الجياد الجميلة وتصحبه شقيقته المتعطشة للدماء مثله إريس Eris (النزاع) وأبناؤه ديموس Deimos وفوبوس Phobos (الخوف والفزع) وأنيو Enyo (ربة المعارك ومخربة المدن)، مندفعًا في غضب أعمى فيقتل بغير تمييز. ورغم أنه كان يقاتل إلى جانب الطرواديين، فإن سفك الدماء محبب إلى قلبه. غير أن قُوَّته الجامحة وشجاعته العمياء تنقلب ضد صالحه وتجلب عليه الهزيمة دائمًا في حضرة أثينا ربة الكتائب المنظمة، كما أنه يُغلب أيضًا على يد الأبطال الذين تحت قيادتها، مثال ذلك عندما هزمه هرقل في المباراة مع كوكنوس Cycnus، وديوميديس أمام طروادة.
  • أفروديت Aphrodite أو «فينوس Venus» عند الرومان: ربة الحب الإغريقية. وتضم اختصاصاتها، مع الفكرة الهيلينية، كثيرًا جدًّا من المظاهر الشرقية، ولا سيما الفينيقية الأصل التي لا بد أن يكون الإغريق قد خلطوها مع آرائهم القومية في غابر العصور المتغلغلة في القدم. تظهر منذ عصرٍ قديمٍ جدًّا باسم Aphro-geneia أي «المولودة من الزبد»، و«أناديوميني» أي «التي صعدت» من البحر. وخطت إلى شاطئ قبرص التي كان الفينيقيون قد استعمروها في زمن لا يعلمه إلا الله.
    تُبدي أفروديت قوتها في حياة الآلهة والبشر بصفتها الربة الذهبية ذات الابتسامة الحلوة، للجمال والحب اللذين تعرف كيف تحتفظ بهما أو تطردهما. تتألف حاشيتها من أيروس (كيوبيد) والساعات والجراكيات وبيثو Peitho (الإغراء)، وبوثوس Pothos وهيميروس Hemeros (تمثيل للشوق والحنين). وإذ ربطت بين الأجيال برباط الحب، صارَت ربة الزواج والحياة العائلية، ونتيجة لهذا كانت ربة قرابة المجتمع كله.
  • بوسايدون Poseidon: ابن كرونوس وريا، ورب البحر له سلطان على العواصف والرياح، ويرسل الخراب أو يهب السلامة للملاحين، ويُشرف على جميع العمليات البحرية كالصيد والتجارة البحرية. كان له قصرٌ ذهبي بجوار أيجاي في يوبويا Euboea في أعماق البحر وعلى سطح المياه حيث كان يسود الهدوء عند قدومه. وكان يركب عربة عسجدية تجرها جياد سريعة العدو ذات حوافر برنزية وعروف ذهبية يخبط بها الأرض فتتزلزل أركانها والصخور فتنشق رواسيها.
  • ثيتيس Thetis: ابنة نيريوس ودوريس، ربة البحر، قامت هيرا بتربيتها وتزوجت بيليوس الذي كان بشرًا، وصارت والدة أخيل العتيد. وإذ كان أخيل فانيًا أرادت أمه أن تجعله غير قابل للجراح فحملته من عقبيه وغطسته في نهر الستوكي فصار الفتى غير قابلٍ للجراح بالحراب ما عدا عقبَيه.
  • زوس Zeus أو جوبيتر Jupiter عند الرومان: حاكم العالم ورئيس سائر الآلهة والبشر. كان ابن كرونوس وريا، وشقيق بوسايدون وهيستيا وديميتير وبلوتو وهيرا التي صارت زوجته وأنجبَت له أريس وهيفا يستوس وهيبي.
    figure
    رأس زوس.

    اختص زوس بأن يُشرف على مجالس آلهة أوليمبوس العظام وهو يتأثر أحيانًا بآرائهم وبنصائح ومطالب الأفراد، ولكنه كان في الوقت نفسه يستطيع أن يُصرِّف الأمور دون الاستعانة بهم إذ كان يفوقهم جميعًا قوة، وكانت إيماءة واحدة من رأسه تكفي لتحقيق رغبته وتزلزل جوانب أوليمبوس، وكانت سائر الأشياء كذلك تحت سلطانه، حتى الحظ نفسه؛ فقد كان يظن أنه يخضع لإمرته ولو أنه كان يبدو في بعض الأحايين مستقلًّا عنه.

    وقد صُور زوس في هيئة ذات رهبة وجلال، له خصلات مناسبة ولحية كثة، وكانت هيبي من خدمه وكذلك جانوميديس وكانا حاملي الكئوس، وهيرميس رسوله الأمين ينقل أحكامه وأوامره في لمح البصر إلى أقاصي الأرض. وكان النسر من الأشياء الملتصقة به، وهو طائر زوس الذي يصور دائمًا ممسكًا بالصاعقة.

  • كرونوس Cronus: في الميثولوجيا الإغريقية، أصغر أبناء أورانوس وجيا، الذي تغلب على والده ومثل به، ثم جعل نفسه ملكًا على العالم، وبمساعدة أقاربه تغلَّب على التيتان. تزوج من أخته ريا، فأنجبت منه هستيا وديميتير وهيرا وهاديس وبوسايدون وزوس الذي أنقذته ريا بالخداع. عندما كبر زوس، حصل على مساعدة حورية المحيط ثيتيس في إجبار كرونوس على أن يتقيأ أولاده، ثم تغلب على كرونوس والتيتان بمساعدة أقاربه.
  • ليتو Leto: ابنة التيتان كويوس Coeus وفويبي Phoebe، وتبعًا لهسيود، كانت ليتو هذه زوجة زوس ذات «الثوب الداكن» والدائمة الرقة، قبل أن يزفَّ إلى هيرا، وهي والدة أبولو وأرتيميس.
  • هاديس Hades: ابن كرونوس وريا Rhea، الذي تسلم مملكة العالم السفلي عند تقسيم الكون بعد سقوط كرونوس، بينما صار شقيقاه زوس وبوسايدون سيدَي السماء والبحر على التوالي. كان يحكم مع ملكته برسيفوني Persephone على قوى مناطق الجحيم الأخرى وعلى أشباح الموتى. وكان رمز إمبراطوريته غير المرئية خوذة تجعله غير مرئي أعطاه إياها الكوكلوبس Cyclopes لتساعده في معركة الآلهة والعمالقة. كان المعتقد أولًا أنه يحمل الموتى بنفسه في عربته إلى العالم السفلي، أو يسوقهم بعصاه، ولكن المعتقد في الأزمنة اللاحقة هو أن هذه المهمة وكلت إلى هيرميس. وهاديس عدو كل حياة، وكان قاسي القلب لا يرحم؛ ولذلك كان ممقوتًا من الآلهة والبشر.
  • هيرا Hera: هي ملكة السماء وكبرى بنات كرونوس وريا، وشقيقة زوس وزوجته الشرعية. وتبعًا لهوميروس، ربَّاها في شبابها أوقيانوس وثيتيس. بيد أن كل مكانٍ تعبد فيه يؤكد أنها ولدت به وربتها حوريات منطقته. ويقال إنها عاشت مدةً طويلة في علاقةٍ سريةٍ مع زوس قبل أن يعلن أنها رفيقته الشرعية. وكان عبادها يحتفلون بعيد زواجها في الربيع.

    كانت هيرا تمثل أصلًا المظاهر الأنثوية للقوى الطبيعية التي يمثل زوس مظاهرها الذكرية أي أنها كانت تمثل الأمومة. وتقاسم زوس سلطته وأمجاده.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤