الفصل الثامن

إمكان أن يكون للنساء عمل خاص في المجتمع الحديث

عندما اشتدت حركة تحرير النساء في أواخر القرن الماضي، كثُر حديث الناس فيما سيشهده العالم من تغيرات ومعجزات إذا ما حان الحين الذي لا تقتصر الدنيا فيه على «صنع الرجال»، إذ ما هي إلا أن يتقدم النساء فيتولين نصيبهن من العمل، فتصلح الأشياء عما كانت عليه حينئذٍ. والواقع أن ما مُنِحته المرأة من حق الانتخاب، وما أُفسح أمامها من المجال لكل مهنة ممكنة، وما صدر في شأنها من التشريع مثل قانون سنة ١٩١٩م المسمَّى «القانون الإنجليزي لما يترتب على الجنس من عدم الكفاية»، كل هذا إنما يدل على أن النساء لم يكنَّ مُقبِلات على تولي نصيبهن من العمل، بل كنَّ في حقيقة الأمر مُدبِرات عن مجال اختصاصهن، أو إن شئت فقل آبقات منه. وها قد انقضى زمن يكفي لكل امرئ أن يدرك في جلاء أن النساء لم يتحررن ليستقبلن نوعًا جديدًا عجيبًا من حياة التخصص، بقدْر ما ضاع منهن ما كن متخصصات فيه.

ولكنَّ أنماطًا من العمل النسوي ما تزال باقية للمرأة؛ إذ بقي لها من واجبات الأمومة ما يستحيل أداؤه على صورة جمعية، ومن ذلك صنوف معينة من العمل كالرضاعة ورعاية الأطفال، حيث يتطلب الأمر شيئًا من السلطان لغير ملَكة الابتكار؛ وما يزال باقيًا لها كذلك أن تُعنى بجمالها، وأن تفيد من تلك القوة التي تستغل بها عناصر شخصيتها؛ وإن هذه القوة لتبلغ أوجهَا في كبريات الممثلات. فهذه ضروب من العمل ستظل نسوية إلى آخر الدهر، وأما في كل ما عداها فللمرأة كامل الحرية في هذا العصر أن تؤدي منه ما تستطيع أداءه، وأن تضع نفسها في المنزلة التي تتفق وكفايتها؛ فهي تكتب القصص والمسرحيات، وإذا قَصَرَتْ المرأةُ قلمها على دقائق الأخلاق الاجتماعية والروابط المنزلية، فإنها تنتج ما لا يستطيع رجل أن ينتجه، وهي تقود الطائرات وتقنص الحيوان المفترس مع شيء من المعونة اللازمة؛ وهي تجول في ميدان العلم، وتمارس الطب، وترافع في ساحات القضاء، وتملك الأملاك، وتدير الأعمال، وتفلح الحقول، وما إلى ذلك، فليس بين الأعمال ما تعجز عن محاولة أدائه إلا القليل النادر؛ وها هي ذي امرأة قبطانة كانت تقود سفينة روسية رست بها في ميناء لندن منذ عهد قريب؛ فمستوى قدرة النساء على العمل عالٍ في معظم الحالات، هو أعلى من مستوى الطبقة الثانية من الرجال، ولكن لن يزعم زاعم أن النساء مهما بلغن قد أبدين حتى اليوم في ميادين العمل الطليق، إذا استثنينا القَصَص الذي يدور حول شئون الأسرة، من الخصائص وقوى الإبداع ما يضعهن في منزلة واحدة مع الصف الأول من نوابغ الرجال، في أي جانب من جوانب هذا اللون من النشاط. نعم قد ينشأ من النساء نابغات، ولكنهن لم يظهرن حتى اليوم؛ وإن لهن في الأدب والفن والمعامل العلمية لميدانًا أبْدَين فيه شيئًا من القدرة، وأضفن إليه قدْرًا لا بأس به من الإنتاج، وليس أمامهن في ذلك المجال ما يعوقهن عن التقدم، ولكن ليس منهن مَن أبدت حتى الآن قوَّة عقلية مُنشِئة لها اتساع وعمق واطراد، مما يقرب بينها وبين أنبغ الرجال، ولم يُنْتِجْن شيئًا من قوانين العلم العامة التي تهدي الباحثين، وأبعدُ ما بلغته المرأة من التوفيق في النقد لم يكن حتى اليوم إلا ردودًا بعثتها عن عاطفة ثائرة، أو لمعات خاطفة من التعليق الشخصي.

ونكاد نجزم في يقين أن النساء لن يتفوقن على الرجال، بل لن يلحقنهم في الميادين التي وُفِّق فيها الرجال توفيقًا لا شك فيه؛ فهل ما يزال أمامهن فرصة بما يجوز أن ينتجنه في تلك الجوانب التي قَصَّرَ الرجال فيها حتى الآن بالنسبة إلى ما بلغوه في اختراع الآلات وإنشائها؛ وأعني به نواحي الاجتماع والسياسة والإدارة والتربية، التي ينصرف النظر فيها إلى الحياة البشرية، ويتركَّز في الشخصية الإنسانية أكثر مما يتوجَّه إلى الآلات والفكر المجرد؟ إن الإنسان ليقرر منذ النظرة الأولى بأن هذه هي الموضوعات التي يُرْجى أن يبدي فيها النساء ما لهن من نبوغ خاص؛ فقد تكون لهن غريزة التنظيم، وحب الاستطلاع فيهن ينزع بطبعه، فيما يلوح، تجاه مشكلات الحياة العملية أكثر مما يتجه نحو الآلات وما يتصل بها؛ فحيث يبسطن نفوذًا سياسيًّا — بتأثيرهن الشخصي في رجال السياسة — تجد الهيئات التشريعية نفسها مضطرة أن تنفق عناية أكبر في الموضوعات الاجتماعية؛ وأما في هيئات الحكم فعمل النساء ذو وزن لا يتطرق إليه الإنكار — على الرغم من أن النساء لم يُمَكَّنَّ من مثل هذه المناصب لجدارتهن إلا في حالات نادرة، والأغلب أن يتربعن في مناصب الحكم لأنهن زوجات أو بنات لذوي النفوذ من الرجال — فلئن كان نصيبهن في حركة السِّلم العالمية ضئيلًا (اقرأ كتاب «الحرب للسلم» وهو كتاب ممتاز أصدره Devere Allen عام ١٩٣١م) فلا يكاد يتطرق إلينا الشك في أن الدعوة لمنع الحرب (بكل نتائجها التي لا تزال تظهر شيئًا فشيئًا) جاءت نتيجة لفوزهن بحق الانتخاب كما يجيء المعلول في أثرِ علَّته؛ وإنه ليبدو لنا أنهن سيفعلن بالسياسة ما فعلنه بالمصنع، فيلقين ما تنوء تحته السياسة من أعباء ليستبدلن بها خلقًا ساميًا صريحًا.

ومع ذلك فهنالك بلد واحد يظهر أن قد ارتفعت النساء فيه إلى أعلى المناصب تبعة، وهو بلد ظروفه السائدة ليست تجري على النسق المألوف، ألا وهو الروسيا؛ فيكاد كل ما يُروى من الحقائق عن الروسيا يكون موضعًا لخلاف، ولكن يظهر أن الرأي مُجمِع على أن دوافع الحياة الجديدة هنالك — وإن شاء القارئ فليَعُدَّها دوافع شاذة ممقوتة — تؤدي بالنساء أن يتخلصن من صفاتهن التي تحد من نفعهن في البلاد الأخرى؛ ويقال إنهن في الروسيا يبدين استطلاعًا عقليًّا ونشاطًا ذهنيًّا يوازي ما يبديه الرجال؛ فلا يخشى أحد هنالك أن تتولى المرأة أي منصب من مناصب الدولة لئلا تدفعها أنوثتها إلى الحياء وإلى التلون بالصبغة الشخصية، والبُعد عن النزعة العملية، وضيق النظر؛ حتى ليُروى أن لم يَعُد بين الشبان والشواب في ذلك فرْق كائنًا ما كان، وللنساء من الحرية ما للرجال في انتقاء ما يؤدينه من الأعمال، بل هن في حقيقة الأمر يدخلن في كل ركن من أركان الإدارة في بلادهن؛ والنساء في القرى الروسية تُسند إليهن الرئاسة، ويساهمن في العمل في المزارع التعاونية التي أشرنا إليها فيما سلف كما يُستخدَمْن في المدن أفواجًا مفتشات، ومراقبات لمشروعات الإصلاح، ومثمِّنات وجابيات للضرائب؛ ومنهن عدد عظيم في الجيش، قليل منهن يعملن فيه جنديات بالمعنى الصحيح، والكثرة الغالبة تعلِّم الجنود أو تُعنى بصحتهم وظروف عيشهم؛ وقد قيل في أولئك النساء إنهن يقمن بهذا الضرب من الأعمال، لا كالرجال فحسب، بل جاوزنهم جودة؛ إذ بَرْهَنَّ في هذا الجانب من جوانب النشاط أنهن أكثر من الموظفين الرجال إحساسًا بوخز الضمير وأشد منهم عطفًا وأقل تعرضًا للرشوة والفساد؛ كل هذا يحدث في بلدٍ كانت نسبة الأمية بين نسائه فيما قبل الحرب خمسة وستين في المائة.

ويجمل بنا أن نلاحظ أنه حتى في الروسيا نفسها، حيث لم يَعُد الجنس سدًّا في وجوه النساء يحول بينهن وبين المناصب على اختلافها، يُشاهد أن النساء أشد إقبالًا من الرجال على دراسة الإدارة والتربية، وأن الرجال أشد من النساء إقبالًا على الموضوعات الفنية كالهندسة مثلًا.

ومما يجب إثباته أنه رغم كل ما أُعطي للمرأة من حقوق، فلم يكن بين الشخصيات البارزة التي قبضت على زمام الروسيا، توجِّه شئونها منذ الثورة، امرأةٌ واحدة؛ ولم ينشأ بين النساء زعيمات يقاومن التيارات الرجعية التي حوَّلت حكومة الروسيا من حكم الجماعة إلى أوتوقراطية طاحنة في يدي ستالين، فلما نهضت أرملة لينين تعارض ستالين، لم يتعذر سحقها دون أن يناصرها أحد من النساء، فعلى الرغم مما ظفرت به المرأة الروسية من حريات وظهور، فلا يزال عالم السوفييت صنيعة الرجال محكومًا بالرجال.

ولقد يكون هذا التحول الذي يُقال إنه طرأ على عقلية المرأة الروسية مبالغًا فيه، فلو فرضنا ذلك، أو لو فرضنا أنه في حالة صحته لا يزيد عن أن يكون تشكُّلًا ظاهرًا دعا إليه الموقف الجديد، فلا يزال يشوقنا أن نبحث الظروف التي أنتجته.

فما هي العوامل الفعالة التي أنشأت ذلك التحول؟

إننا نقرِّر قبل كل شيء هذا الحكم الذي سيكون بمثابة المفتاح لكل ما يُطلب من التعليل، وهو أن نساء الروسيا السوفييتية ملزمات أن يعملن ولو كن نافرات، وأن أقصى ما يبلغ منهن ضيق الصدر إنما يكون في دورهن، فازدحام السكان قد بلغ حدًّا مخيفًا، وكل مجهود يُبذل في توفير السعادة المنزلية مصيره إلى الفشل، ولم يَعُد ما يبعث الأمل ويحفز الهمة ويثير الرغبة إلا الحياة الجمعية في إحدى صورها، فتكون المرأة معلِّمة في المدارس، أو عاملة في المصانع، أو عضوًا في نوادي العمال، أو زارعة في المزارع الاشتراكية، فإن لم تخرج المرأة من دارها لتخالط الناس وتقاسمهم الحياة فلا يبقى لديها إلا أن تتعفن ويصيبها العَطَب. أما العامل الثاني فهو أننا نعيش في زمنٍ اشتد فيه الاضطراب العقلي؛ فالجو مليء بالأفكار الجديدة، ولا يبعُد في كل لحظة أن تخرج بعض هذه الأفكار أو إحداها إلى حيز التنفيذ، ونحن هنا في إنجلترا في مُكْنتنا أن نركن إلى ما يُطَمْئنُ نفوسنا من تَلكُّؤ زمني، يختلف من خمسين عامًا إلى مائة، يتوسط بين الإدراك العقلي لما ينبغي أن يكون وبين المحاولة الجدية في إخراج الفكرة إلى التنفيذ؛ بل إن الأمريكيين أنفسهم يتمهلون ليفكروا طويلًا فيما يريدون أن يُدخِلوه من نُظُم. أما الروسيا فمضطرة أن تفكِّر وأن تعمل كل يوم على نحو جديد. فلا بد للمرأة إذن أن تعلم شيئًا مما يدور في الأذهان؛ لأنها تتوقع في كل لحظة أن تنتقل الفكرة إلى عمل، فتنقلب لها أوضاع حياتها جميعًا. ونضيف إلى ذينك العاملين عاملًا ثالثًا، هو أن النساء في الروسيا مساويات للرجال بحكم القانون، وقد مُنحن الحرية فعلًا؛ فلهن من الفرص ما للرجال، ويملكن من المال قدْر ما يملكون، وهن سيدات أنفسهن، يعاونهن ما يقوم هنالك من مؤسسات لرعاية الأطفال ومن معاهد للحضانة، وما إلى ذلك، بما تقوم به تلك المنشآت من مجهودات جبارة تعمل على تقصير الأمد الذي لا مناص فيه من اعتماد المرأة على غيرها بسبب ما أُلقي عليها من واجب الأمومة. والنساء في الروسيا فوق هذا كله لا يستطعن بيع أعراضهن؛ إذ يستحيل عليهن في تلك البلاد أن يظفرن بحياة الرغد بجمال أجسادهن، مضافًا إليه قليل من الكذب وكثير من الرياء، بل هن لا يظفرن بحياة الرغد بالحب المتصل والولاء الشخصي والانصراف إلى واجبات الدار؛ فالحياة الراغدة في حقيقة الأمر متعذرة في الروسيا على أية صورة من الصور، وكل ما يمكن للمرأة تحصيله هو قسط تساهم به في أشد الأعمال إرهاقًا؛ ففي الروسيا أمَّة بأسْرها يعوزها التعلم، وهنالك تسعة ملايين امرأة يحضرن في فصول خاصة «لتصفية الأمية»، ويُؤخذن بالعلاج والتنظيم، ويُلَقَّن الآراء الجديدة. إن الحياة البدنية في الروسيا مروعة إذا قيست بمعايير البلاد الغربية، ولكن يظهر أن حياة العقل قد بلغت حدًّا خارقًا للمألوف من القوة الحافزة، أضف إلى ذلك أن عمل المرأة في هذا كله ضرورة محتومة، وهذا وحدَه في كثير من النساء كافٍ لتغيير لون حياتهن.

ويُخطِئ مَن ينتزع من التجربة الروسية نتيجةً كائنة ما كانت، اللهم إلا أن النساء قادرات على التشكل بحيث يلائمن البيئة؛ ففي مُكْنتهن في ظروف معينة أن يزحن عن كواهلهن ذلك الخمول العقلي وذلك التركُّز المسرف في حياتهن الذاتية، مما نراه في معظم الدول الأخرى؛ وليس ببعيد أن يكون النساء في صميمهن راغبات في النكوص إلى الحياة القديمة، وأنهن إذا ما يَسَّرت لهن الدولة الاشتراكية رغدًا في الحياة المادية، عُدْن مُغتبطات إلى قراءة القصص وتتبُّع «المودة»؛ ومن الجائز ألا يكون الأمر كذلك. ومهما يكن من الأمر فالنساء في أرجاء العالم كله، إن لم يبلغن في سُلَّم الأعمال ذروته، فلا ريب في أنهن دائبات على تحرير أرواحهن دأبًا متصلًا، وآخذات في الصعود بمستواهن العام أخذًا لا ينقطع.

ويجوز أن يكون في فطرة النساء الثبات على التعاون، مما لا يتوفر للرجال الذين هم بصفة عامة أقل منهن استقرارًا وأقل وضوحًا في الغرض، وأبعدُ عن تعقُّب الباحثين. ولقد بسطنا في الفصل السادس من هذا المبحث ما يؤديه النساء في معونة الرجال وشد أزرهم وإغرائهم، وسنعود هنا إلى ما أوردناه في ذلك الفصل من مقترحات؛ فالمستقبل يتكشف عن واجبٍ ستقوم به المرأة، هو بثُّ أسباب الثبات والاتساق والمتانة في بنيان الحياة. ولقد شهد الماضي بعض الأمم وبعض صنوف الثقافة حيث دافع النساء عن بعض الآراء الدينية، وبعض النُّظم، دفاعًا صانها من الانحلال؛ فقد كان عمل النساء في المجتمع بمثابة الملاط من أحجار البناء؛ فهن فيما يبدو أسرع قبولًا للآراء الجديدة، وأشد من الرجال سذاجة في اعتناقها، وهن أقوى من الرجال إخلاصًا في التمسك بها، فإذا ما جاء يومٌ اتحد العالم فيه في مجتمع واحد، أدق من مجتمعات اليوم خلقًا، وأعلى تربية، وأقرب إلى الروح العلمية في حكومته، أقول إذا نشأ هذا المجتمع العالمي الذي هو المنقذ الوحيد للإنسانية من كوارثها، فإن ذلك الواجب النسوي سيكون ألزم ضرورة لحفظ كِيان الجماعة منه فيما مضى؛ ذلك هو ما أرجِّح أن يتجه إليه النساء في المستقبل؛ إذ هو عندي أقرب احتمالًا لهن من أن يقمن بأدوار الكواكب، فسيظل النساء أمهات يرعين الأطفال، ويعاونَّ الجنس البشري ويحمينه ويسعدنه ويكافئن مَن أحسن فيه، ويمسكن أفراده في بناء متصل.

لقد كان عمل النساء حتى اليوم وسيلةً للتزيُّن أو للخدمة، ولا يزال يُتخذ — فيما يبدو — للزينة في شيء من التستُّر، ولكنه يُستخدم في معونة الرجال عن رضًى وإحساس بالشرف؛ وإن ما كسبته المرأة من الحرية في العصور الحديثة قد وسَّع من مجال اختيارها للرجل الذي تخصه بعبادتها وخدمتها، ولكنه لم يُضِف إلى شئون الحياة ضربًا جديدًا من ضروب الابتكار؛ ولئن كان هذا القول لا يُرضي أشياع الحركة النسوية المتحمسين الذين يؤازرون المدرسة الفكرية التي ظهرت في أواخر القرن الماضي، فهو قول يصوِّر الحق الواقع، ولا ينبغي لامرأة أن تأسف على شيء مما أثبتناه هنا، ما دام حافز الخدمة هو الذي يسود العالم كما يبدو.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤