ملحق: موجز لبرامج هابرماس البحثية الخمسة

(١) برنامج المعنى البراجماتي

أسئلة أساسية: كيف للمرء أن يفهم معنى الكلام الملفوظ؟ ما الوظيفة البراجماتية للكلام؟ كيف يُنَسِّق الكلام تصرفات الفاعلين الاجتماعيين؟ ما العلاقة بين الصحة والمعنى؟ وما أنواع ادعاءات الصحة؟

أجوبة أساسية: للمعنى نوعان؛ أدائي (براجماتي) وافتراضي. والوظيفة البراجماتية للكلام هي الحث على الوصول إلى إجماع عقلاني. وينسِّق الكلام التصرفات عبر ادعاءات الصحة. وادعاء صحة كلام ملفوظ يحدد كيفية فهم معناه. وهناك ثلاثة أنواع لادعاء الصحة؛ ادعاء صحة الحقيقة، وادعاء صحة الصواب، وادعاء صحة الصدق.

(٢) نظرية العقلانية التواصلية

أسئلة أساسية: ما الأنواع الجوهرية للفعل؟ وما الفرق بينها؟ أي أنواع الفعل أسبق أو أكثر جوهرية؟ وما سند ذلك؟

أجوبة أساسية: الفعل نوعان: الأول التواصلي، والثاني الأداتي والاستراتيجي. الفرق بينهما يكمن في أن الأفعال التواصلية تهدف إلى ضمان الفهم وتحقيق الإجماع، بينما الأفعال الأداتية والاستراتيجية تهدف إلى النجاح العملي. الفعل التواصلي أكثر جوهرية؛ لأنه مستقل بذاته على عكس الفعل الأداتي والاستراتيجي.

(٣) برنامج النظرية الاجتماعية

(٣-١) المشروع الاجتماعي

أسئلة أساسية: كيف يمكن خلق نظام اجتماعي؟ ما الذي يحافظ على تماسك المجتمعات الحديثة؟ كيف يتم التنسيق بين أفعال الملايين من الفاعلين الاجتماعيين؟

أجوبة أساسية: يعتمد النظام الاجتماعي على المعنى والصحة، وكذا على تكامل عالم مَعيش يتم الحفاظ عليه بواسطة التواصل والخطاب. وهو يعوِّل أيضًا على درجة من القوة الدامجة للأفعال الأداتية والاستراتيجية داخل أنظمة كالأسواق والإدارات. تحافظ المعاني والتفاهمات والأسباب المشتركة على تماسك المجتمع، وكذلك تفعل الأنظمة المنظمة من العقلانية الأداتية.

(٣-٢) الأنطولوجيا الاجتماعية

أسئلة أساسية: ما شكل المجتمعات الحديثة؟ ومِمَّ تتكون؟

أجوبة أساسية: تتألف المجتمعات الحديثة من كيانين اجتماعيين؛ العالم المَعيش والنظام. العالم المَعيش هو محل التواصل والخطاب، أما النظام فهو منشأ الأفعال الأداتية والاستراتيجية.

(٣-٣) النظرية الاجتماعية النقدية

أسئلة أساسية: ما السبب الكامن وراء أمراض الحياة الاجتماعية الحديثة؟ لِمَ يقبل الناس عمومًا أنظمة اجتماعية تخالف مصالحهم ويستَبْقونها؟ ما أكثر الأخطار الحالية تهديدًا لاستبقاء العالم المَعيش؟ وماذا يمكن أن نفعل حيالها؟

أجوبة أساسية: تتوسع الأنظمة — ممثلة في الأسواق والإدارات — وتستعمِر العالم المَعيش الذي هو محل الفعل التواصلي والخطاب والذي تعتمد عليه تلك الأنظمة نفسها. ويُجبَر الناس على اتباع أنماط من الفعل الأداتي والاستراتيجي، فيمسون منفصمين عن أهدافهم الأصلية؛ ومن ثم فهم يفقدون المعنى ويخسرون استقلالهم. تستدعي الحاجة الحفاظ على العالم المَعيش دون مساس، والحد من وطأة الآثار الضارة المترتبة على تدخل الأنظمة في النطاقات غير النظامية.

(٤) برنامج أخلاقيات الخطاب

(٤-١) نظرية الخطاب الخلقي

أسئلة أساسية: كيف يمكن أن يوجد نظام أخلاقي؟ وما الذي يجعل فعلًا ما صوابًا/خطأً أخلاقيًّا؟ كيف نعرف، بل وكيف نتعلم، الخطأ/الصواب؟

أجوبة أساسية: يعتمد النظام الأخلاقي على وجود معايير صحيحة بالدليل، وعلى أن أغلب الفاعلين يميلون إلى الالتزام بتلك المعايير. وما يجعل أي فعل صوابًا/خطأً هو إجازة/تحريم المعيار الأخلاقي الصحيح له. وما يجعل المعيار صحيحًا هو أنه يجسد بالدليل مصلحة عامة. وإننا نكتشف إنْ كان المعيار يجسد مصلحة عامة باختبار المعايير المرشحة للتأكد من أهليتها لتحقيق اتفاق عقلاني في سياق الخطاب الأخلاقي.

(٤-٢) نظرية أخلاقيات الخطاب

أسئلة أساسية: ما الذي يميز القضايا الأخلاقية عن القضايا الخلقية؟ ما الأهمية الاجتماعية والسياسية للقضايا الأخلاقية؟

أجوبة أساسية: يُعنى الخطاب الأخلاقي بقضايا السعادة الفردية وصالح الجماعات. وينطوي الخطاب الأخلاقي على تخصيص نقدي للتقاليد وتفسير للقيم.

(٥) برنامج النظرية السياسية

(٥-١) نظرية سياسات الخطاب

أسئلة أساسية: كيف يمكن خلق نظام سياسي محكم التنظيم؟ وما الذي يجعل القوانين والسياسات والقرارات السياسية شرعية؟

أجوبة أساسية: النظام السياسي المحكم التنظيم هو الذي يتحقق فيه التوازن السليم بين الاستقلال الشخصي والعام، ويتحقق فيه الاستقرار للنظام السياسي إلى حد بعيد بواسطة القرارات العقلانية التي تصدرها المؤسسات المطلعة على النطاقات العامة غير الرسمية للمجتمع المدني. وتتصف القوانين بالشرعية فقط عندما تتسق مع الآراء والقيم والمعايير التي تُولَّد في المجتمع المدني تداوليًّا.

(٥-٢) نظرية قانون الخطاب

أسئلة أساسية: ما القانون الصحيح؟ وما دور المعايير القانونية الصحيحة؟

أجوبة أساسية: القانون الصحيح هو الذي يتصف بالواقعية وقابلية الإنفاذ والشرعية. والقوانين الشرعية يجب أن تتسق مع الاعتبارات الأخلاقية والخلقية والبراجماتية، وتخدم مصلحة المجتمع القانوني. وتخوِّل المعاييرُ القانونية الصحيحة السلطةَ السياسية وتزودها بأدواتها، فضلًا عن أنها تدعم المعايير الخلقية وتساعد على تحقيق الانسجام بين الأفعال الفردية وإقامة نظام اجتماعي.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤