مينارفا بلا مساء

«من يسأل يدفعك إلى خصام أصيل مع ذاتك، مع من صرت دون أن تعلم. ليس ثمة كاتب يعرف سلفًا من سيكون. هو فقط يقود علاقة متوترة بين الأرض والسماء في قلبه: بين أرض الكينونة وسماء اللغة. من سيكون هو أحد اختراعات الكتابة. لكنه لن يكون من دون خصام أصلي يقبع داخل اللغة التي يتكلمها.»

إن الأسئلة تعيد الفكر إلى فراغه الخاص، ولا معنى لفكر لا يرعى فراغه الخاص؛ أي حاجته المتوارية إلى الأسئلة. ولذا فإن «فتحي المسكيني» يتهيأ في كتابه هذا إلى ملاقاة أسئلة اللغة من قبيل: هل قلنا فعلًا ما نريد؟ أم أنَّ بيوت المعنى قد سكنها غيرنا من قبل ومن بعد وأنَّ ما ندَّعيه لا يرانا؟ نادرًا ما نكون قد قلنا ما قالته اللغة بنا؛ فهناك مساحة فارغة بين ما يقصده الكاتب وما تعنيه اللغة التي يكتب بها، حيث تولد الأسئلة الأصيلة في أفقها الخاص، وليس في اتهامات المتخرِّصين على براءة الكاتب. ولذا فإن من يسأل فعلًا لا يسأل أحدًا، بل يفتح الأفق كي تبزغ إمكانية مخنوقة باللغة. ولذا فالأسئلة وحدها هي التي تقبض على الفراغ الداخلي لما يُقال وتساعد كاتبًا على العودة. لأن كل كتابة هي قبول بتحدي الكينونة: أن نغيّر ماهية أنفسنا، ولكن دون حداد على أي هوية.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيد الدكتور فتحي المسكيني.

تحميل كتاب مينارفا بلا مساء مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٥.

عن المؤلف

فتحي المسكيني: شاعرٌ وفيلسوف ومترجِم تونسي كبير. أثرى المكتبةَ العربية بالعديد من المؤلَّفات والترجمات القيِّمة في الفكر والفلسفة، ونال جائزة الشيخ زايد للكتاب في الترجمة عام ٢٠١٣م لترجمته كتاب «الكينونة والزمان» للفيلسوف الألماني «مارتن هيدغر».

وُلد عام ١٩٦١م في مدينة بوسالم بتونس، أحبَّ الشعرَ كثيرًا وبدأ نظمَه وهو في عمر مبكر متأثرًا بحبه ﻟ «جبران خليل جبران» وكتاباته، وما زال يكتب الشعر إلى الآن، وإلى جانب شغَفه الأدبي عُنِي كثيرًا بدارسة الفلسفة، وخاصةً الفلسفة الألمانية، وكان شديدَ الاهتمام بالتعرُّف على فكر الفيلسوف الألماني الشهير «مارتن هيدغر»، ولحبه الشديد بالفلسفة ركَّز دراستَه في هذا المجال، وحصل فيه على دكتوراه الدولة عام ٢٠٠٣م، وهو يشغل حاليًّا منصبَ أستاذ تعليم عالٍ في الفلسفة المعاصِرة بجامعة تونس.

من مؤلَّفاته العديدة: «الهُوِية والزمان»، و«نقد العقل التأويلي»، و«هيجل ونهاية الميتافيزيقا»، و«الثورات العربية»، و«الهجرة إلى الإنسانية»، و«الدين والإمبراطورية»، و«الفيلسوف والإمبراطورية». أمَّا عن ترجماته فنذكر منها: «في جينالوجيا الأخلاق»، و«المثالية الألمانية»، و«قلق الجندر»، و«الدين في حدود مجرد العقل»، و«بيان ثانٍ من أجل الفلسفة»، هذا فضلًا عن مقالاته المتعددة ودراساته التي نشرها في المجلات والصحف التونسية والعربية والأجنبية، وكتَبها باللغات العربية والألمانية والفرنسية.

رشح كتاب "مينارفا بلا مساء" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥