الفصل الثالث عشر

ألفت الحياة في القاهرة، وبدأت أعتاد ضجَّتها وسرعة حركتها وضخامة هيكلها، وبدأت أتذوق ما فيها من معالم القرن العشرين وأطلال العالم القديم.

فكنت في ذهابي إلى بيتي أمر بشارع فؤاد، وأنقل بصري فيه متأملًا ما هناك من تبرُّج وبراعة وسذاجة وصراحة فيها شبه من بلاهة الطفولة المدلَّلة المغرورة، ثم أمضي في سبيلي حتى إذا اقتربت من مسجد أبي العلاء وجدت نفسي في مدينة أخرى من بقايا عالم قديم كان يمتاز بالغموض والكبرياء والوعي الغريزي، ولكنه عالم اندثَرَ ولم يبقَ منه إلا روح متمرِّد جبار يتحصن في بقايا الأطلال المتداعية حتى لا تقهره المدنية الجديدة.

فإذا اقتربتُ من بيتي، أو بقول آخر: إذا اقتربتُ من بيت الشيخ مصطفى حسنين خُيِّل إليَّ أيضًا أنني انتقلت من مدينة إلى أخرى أو من عالم إلى عالم آخر، ولستُ أدري ما الذي جعلني أرتاح إلى الإقامة في هذا الحي على ما فيه من قذارة وظلام وفوضى، فإني مع شعوري بكل ما فيه من عيوب كنت أجد في جوه شيئًا مُؤنسًا ساحرًا لا أدري ما هو.

وكانت عطفة الشيخ مصطفى لا تكاد تبلغ في سعتها أربعة أمتار، وكانت دائمًا مبللة بما يُلقى إليها من الماء القذر من أعلى البيوت أو من أسفل الأبواب، وأما جدران البيوت فكانت عارية تبرز منها أسنان من الطوب الأحمر المتآكل، وتتخلَّلها نوافذ لا تزيد على ثقوب تسترها قطع من الصفيح أو القماش أو جانب قفص من الجريد، ومع هذه فإنها أصبحت مألوفة عندي، وألفتُ غرفتي حتى صرت لا أجد فيها شيئًا من الضيق عندما كنت أضطرُّ للاستحمام في «محل الأدب» من صفيحة ماء، ولا عندما كان الهواء البارد يهبُّ عليَّ في ساعة الصباح من النافذة المكسورة.

وكنت في كل يوم أقضي ساعة بعد عودتي إلى المنزل لأُعدَّ عشائي مما أحمله معي من البيض والجبن والزيتون، ثم أجلس ساعة قصيرة أشرب بعض أكواب صغيرة من الشاي الذي كنت أتحرى في اختياره وأتأنَّق في إعداده، وأبدأ بعد ذلك في عمل الليل وهو القراءة والكتابة.

واشتريت مصباحًا جديدًا قوي الضوء حتى لا أُتعب بصري بضوء المصباح الصغير الذي أعده الشيخ مصطفى لساكن غرفته، فكان ذلك يُساعدني على الاستمرار في القراءة والكتابة إلى ما بعد نصف الليل أحيانًا، ولكن النوم العميق الذي كنت أغرق فيه بعد هذا كان يجعلني أهبُّ في الصباح نشيطًا صافي الذهن مستبشرًا.

هكذا قضيت الشهرَين الأوَّلين من إقامتي بالمنزل حتى رأيت يومًا فطومة ابنة الشيخ مصطفى تأتي إليَّ في الصباح الباكر، وفوق رأسها صينية كبيرة عليها طعام من الفول المدمس والطعمية والبيض المقلي وفنجان من الشاي الثقيل القاتم اللون.

وشكرتها مُخلصًا على هذه الخدمة؛ لأني كنت بدأت أضيق بخدمة نفسي، فصارت الفتاة تحمل إليَّ إفطاري كل صباح فتضعه على عتبة الباب حتى إذا قمت من النوم وجدته ينتظرني، ولما مضت بضعة أسابيع أخرى بدأت فطومة تترقَّب الميعاد الذي أستيقظ فيه، فإذا أحست بأنني أتممت لبسي صعدت إليَّ تحمل الصينية، فتضعها على المنضدة، ثم تجلس عند عتبة الباب حتى أفرغ من الأكل فتحملها، وكان من الضروري أن أتَّفق على ثمن هذا الطعام، ورضيت فطومة بعد تمنُّع كثير أن أدفع كل شهر جنيهًا واحدًا، ولكنِّي كنت أدفع لها مائة وخمسين قرشًا؛ لأن هذا أقل ما كنت أفطر به في المدينة فوق ما في طعام البيت من كرامة وراحة ونظافة، ولما مضت أشهر الربيع أصبحت في المنزل كأني أحد أفراد الأسرة، وصرتُ لا أغض طرفي كلما مررت بشقة الشيخ مصطفى، كما صارت فطومة تصعد إلى غرفتي في أوقات مُختلفة من اليوم وتقضي معي أحيانًا ساعة طويلة تثرثر وتغني.

وكانت فتاة في نحو الخامسة عشرة من العمر، ولكنَّها تبدو في أحاديثها ومعاملاتها أكبر سنًّا من هذا، كانت وهي تنتظر فراغي من الإفطار تجلس عند الباب تقصُّ عليَّ أحاديث شتى من الشرق والغرب عن أمها وأبيها وجيرانها رجالًا ونساءً، وتُعيد عليَّ الأخبار التي تتلقفها من الطريق ومن حوانيت السوق، وكنت أعجب أشد العجب من إلمامها لما لا تلمُّ به صغيرة مثلها، كما كنت أعجب من دقة نظراتها التي تنمُّ عن أنها على مقدار عظيم من الذكاء الفطري.

وكانت لا تخجل أن تُحدثني عن نفسها أحاديث تخجل الفتاة الصغيرة من مثلها، فقد عرفت منها أن شهاب أفندي الموظَّف الذي كان يسكن في الغرفة من قبلي كان يريد أن يتزوجها، وقصت عليَّ بعض أخباره ونوادر مغازلاته، فكنتُ أشعر بالحرج من سماعها، وأنكمش في نفسي خجلًا، ولكنها كانت تَضحك مُكركرة في مرحٍ جريء عندما تلمح خجلي.

وأما عملي فإني اندمجت به بعد قليل ووجدت فيه عالَمًا واسعًا ممتعًا بعد أن كنت في مبدأ الأمر شاعرًا بالغضاضة من أني لا أزيد على قارئ بروفات، وقد تعرَّفت زملائي من قراءة بروفات مقالاتهم أكثر مما كنتُ أعرفهم من وجوههم، حتى صار لكل منهم في ذهني صورة مجردة تُميِّزه عن الآخرين تمييزًا واضحًا.

وبدأ الأستاذ علي مختار يطلب منِّي الكتابة بعد أن قضيت في الدار الشهور الثلاثة الأولى، ولم ألبَث إلا قليلًا حتى طلب منِّي أن أستقل بباب خاص، فاخترت له عنوان: «أنا الشعب» مُستعيرًا تلك الصرخة التي كنتُ أصرخها وأنا في سجن مركز دمنهور، وكان الأستاذ يبدي إعجابه بأسلوبي «الحريف»، فشجَّعني ذلك على أن أطلق العنان لما كان يجيش في صدري من المشاعر الثائرة التي تجد وقودًا كل يوم من أحوال الناس والسياسة، فصار لما أكتب صدًى قويٌّ على ما ظهر لي من الرسائل التي أخذت تنهال عليَّ مع البريد كل صباح.

كانت الثورة تتأجَّج في النفوس من تحت الرماد، ولا يمنعها من الانفجار إلا الخوف من العسف.

وتطوَّع الأستاذ علي مختار بعد قليل بزيادة مرتبي إلى ثلاثين جنيهًا في الشهر، كما زاد أجري على القصة إلى عشرة جنيهات، فأصبح ما يصل إليَّ في كل شهر نحو خمسين جنيهًا، وهو دخل لم يَخطر لي ببالٍ في يوم من الأيام.

وهكذا صرتُ قادرًا على أن أبعث إلى أمي ما يزيد على كفايتها.

والتحقتُ بقسم الصحافة بالجامعة الأمريكية، ووجدت في هذه الدراسة تسلية فوق ما فيها من فائدة؛ لأنها شغلت جزءًا من الوقت الذي كنتُ أضيق به كلما خلوت من العمل.

هكذا قضيت في القاهرة شهرًا بعد شهر بغير أن أذهب إلى دمنهور، مع أني عندما سافرت إلى القاهرة في أول الأمر كان يُخيَّل إلي أنني لن أنقطع أسبوعًا واحدًا عن زيارة مسقط رأسي العزيز، ومنى! أنسيتها؟ ما أعجب أسرار النفس الإنسانية وما أشدَّها غموضًا، لم أنس ذكر منى في هذه المدة يومًا واحدًا، ولكنِّي كنت أتعمَّد أن أصرف نفسي عن التفكير فيها، كنت أحس شيئًا يشبه الحنق كلما خطرت لي صورتها العزيزة، ولكنه كان مع هذا أبعد شيء عن الحنق عليها، هو شعور أقرب إلى الحنق على نفسي وعلى كل شيء آخر غيرها، وماذا يُجديني الاسترسال في التعلق بها وهي لا تَزيد على أمل بعيد يُشبه النجم في السماء أو الأفق وراء الجزيرة أو السراب في الصحراء، كنت أصرف نفسي عنها عامدًا كما يتعمَّد المسافر أن يصرف نفسه عن الحبيب الذي يفارقه خوفًا من الانهيار في موقف الوداع، ولكن العجيب في أمري شيء آخر قد لا يخطر على بال أحد، وذلك أن فطومة الساذجة المسكينة الصغيرة بدأت تُؤنسني كلما جاءت إليَّ تحمل صينية الإفطار.

وبعد مرور عدة أشهُر بدأتْ تتجرأ في بعض الأحيان، وتدخل الغرفة لتجلس على طرف الكنبة بدلًا من الجلوس على العتبة، وكنتُ أحيانًا أضيق بها إذا تكلمت عن أشياء لا أعرف عنها شيئًا، أو لا تهمني، أو تُثقِل على سمعي فأقول لها في عنف: «مالي وكل هذا؟» ولكنها كانت لا تغضب بل تضحك قائلة: «وما له؟»

وتبيَّن لي بعد حين أن لها براعة في الغناء والفكاهة، فكنتُ لا أردُّها عن زياراتي، وأدعها تمضي على سجيتها كطفلة مرحة خفيفة الروح، وأجد في انطلاقها ما يرفه عني إذا كنت متعبًا، وكانت أحيانًا تُثير رحمتي عندما تذكر أنها تَشتهي شيئًا، ولا تستطيع أن تشتريه فأعطيها ما تشتريه به، وأجد جزاءً وافيًا في تعبيرها عن سرورها بطريقتها الساذجة، إذ كانت تهب كالعاصفة وتُطوِّق عنقي بذراعَيها وتُغني أغنية بلدية فيها مداعبة جريئة، فأنزع ذراعيها عن عنقي في ترفق وأعنفها تعنيفًا يسيرًا لا يَزيدها إلا معابثة ومرحًا.

ولكن المسكينة بدأت بعد حين تتكشَّف عن نواحٍ أخرى لم أتوقعها من قبل، فقد حدث يومًا أن جاءت إليَّ ومعها قطعة من مادة سمراء رفعتها أمام عيني بين أصابعها قائلة: احزر ما هذه.

فسألتها: ما هذا؟

وهممت بأن آخذها منها لأفحصها، فابتعدت عنِّي ضاحكة، وقالت هامسة: نصف ريال.

فأعدت سؤالي: ما هذا؟

فضحكت قائلة: فرفوشة!

فسألتها متعجبًا عن معنى «فرفوشة» فضحكت ضحكة عالية فيها شيء من التبذل، وقالت: كان شهاب أفندي يَطلُب مني كل يوم قطعة ويعطيني ريالًا، ولكنها لك بنصف ريال، كنت أموت من الضحك عندما أسمعه يتكلَّم بعد أن يضعها في سيجارة ويَشربها، ألا تعرفها يا سيد أفندي؟ جرب! ضعها في سيجارة وأشعلها تجد نفسك سعيدًا.

وضحكَتْ مرةً أخرى قائلة: تعيش بها في الجنة يا سيد أفندي!

تعوَّدت فيما بيني وبين نفسي أن أسمي هؤلاء السادة المزيفين باسم المساكين، ولكن هذا لم يَعصمني من محاولاتهم في إفسادي، نعم فقد حاول بعضهم أن يُساومني على ضميري كما تعوَّد أن يُفسد غيري.

دعاني يومًا محسن باشا أحد كبار الزعماء، وكانت ليلة الاحتفال بذكرى وطنية، ولما جلست مع الزعيم قرَّبني وأظهر لي ما لا مزيد عليه من الإكرام والإجلال، وبدأ يتملقني على مسمع من الحلقة المحيطة به، ووكَّد لي مودَّته وتقديره لحُسن أسلوبي وطلاوة عبارتي وسداد آرائي، وبدأ يعرج على ما كنت أكتبه في مقالاتي تحت عنوان: «أنا الشعب» حتى قال لي بعد تمهيد طويل: أنا واثق من حسن قصدك، ولكن الناس قد يَفهمون أنك تقصدني.

وكنت حقًّا أقصده بكثير مما أكتب في هذه المقالات فقلت له في بساطة: لست أكذب عليك فإني أقصد كل مَن يَصدُق عليه قولي.

فقال متمالكًا نفسه: تُعجبني فيك الصراحة دائمًا، وإنه لمما يُسعدني أننا متفقان في الرأي.

فقلت في شيء من السخرية: هذا يسعدني أكثر.

فقال: إننا جميعًا طلاب حرية.

فقلت في دفعة: المهم هو تحديد معنى الحرية.

فقال: المعنى واضح لا يحتاج إلى تحديد، الحرية هي الحرية، هي المبدأ الذي نُجاهد من أجله.

فاندفعتُ قائلًا في حنق: لستُ أفهم يا سيدي هذا اللفظ إلا إذا كان يُترجَم في حقائق، أين تكون الحرية بغير العدالة التي تَكفل للجميع حقوقهم وترعى حرماتهم وتُسوي بينهم في الواجبات؟ أين تكون الحرية إذا انعدمت الأخلاق العامة وفسدت النزاهة وعمَّت عبادة المال؟ أين تكون الحرية إذا كان السادة يَسرقون ويُضاربون ويَضربون أمام أعين الجماهير أسوأ الأمثلة للأخلاق؟ ما هي الحرية إذا انعدمت المقاييس الأخلاقية وانفرط عقد الناس، وصاروا فوضى لا يؤمن كل منهم إلا بنفسه ومصلحته؟

فاحتقن وجهه ولكنه كظم غيظه وقال عاتبًا: أما كان أولى بك لو جئت إليَّ، فأطلعك على الحقائق.

فقلت في ارتياح: هذا يُسعدني، ولك يا سيدي أن تكذب ما تراه كاذبًا من أقوالي.

فكبر قولي على الجالسين في الحلقة، وبدءوا يتدخَّلون في الحديث، وأدهشني أن الزعيم انفجر في أحدهم بدلًا من أن ينفجر فيَّ أنا وصرخ فيه قائلًا: اخرس أنت!

وأدهشني أكثر من ذلك أن ذلك السيد التابع خرسَ فعلًا، وانزوى في ركنه صامتًا مع أنه كان يَنتفِش إذا ظهر أمام الناس كالديك الرومي.

واتجه الزعيم إليَّ قائلًا: إني فضلتُ أن أدعوَكَ إلى هنا لأُكلِّمَك حتى تعلم أني لا أريد بك إلا كل خير، بل إني فكرت في أن أُسند إليك وظيفة.

فابتسمتُ في سري وقلت له: أشكرك يا سيدي لأني لا أطلب وظيفة.

فزاد وجهُه احمرارًا، وبدأ يرفع صوته في المناقشة، وكان كلَّما سمع أحد أتباعه يتكلم يصيح به في جفاء قائلًا: «اسكت أنت!»

وكانت لفتاتُه ونغمة صوته تدلُّ على أنه كان يُنفِّس من غيظه بالانفجار في هؤلاء الأتباع الذين يعرف أنهم حوله مثل الكلاب الأليفة.

واستمرَّت بينَنا مناقشة طويلة، وكانت حرارة الزعيم تزداد شيئًا فشيئًا، ولم يطل انتظاري للانفجار المتوقَّع، فإنه أخذ بعد قليل يَخبط بيدَيه على المكتب الذي أمامه، ويَصيح بأعلى صوته: من لا يكون معي أُحطمه! من لا يكون معي أكسره!

وخُيِّل إلي أنني حِيال مجنون هائج، فضحكتُ في رثاء، وكانت ضحكتي هذه المرة ظاهرة، وتذكرت موقفي القديم مع السيد أحمد جلال عندما قال لي هو الآخر إنه يحطمني، وقلت في نفسي: إن هؤلاء جميعًا لا يعتمدون إلا على مقدرتهم في التدمير والتحطيم، فلننظر!

وقلت له هادئًا: وماذا يدعوك إلى تحطيمي؟

فزاد حنقًا من هدوئي، واستمر يخبط بيديه الاثنتين على المكتب كأنه ثور مسعور، وانتفخت أوداجُه حتى كأنه يريد أن ينفلق.

وتذكَّرتُ موقفي القديم من السيد أحمد جلال، وما قلته له عندما هددني فاندفعت صارخًا في وجهه: اعلم أنك لا تَقدر أن تُحطمني ولا أن تكسرني، ومن أنت حتى تحطمني؟ لست إلهًا ولست صاعقة، وما أنت إلا بشر مثلي، لا تُصدِّق أنك تستطيع أن تحطم أحدًا إلا إذا كان هو يحطم نفسه، إنك أنت تُحطِّم نفسك بمثل هذا الغرور الذي يجعلك تظن أنك إله، ليكن سلطانك ما يكون فإنك لن تجد سبيلًا عليَّ؛ لأني لا أطمع في شيء عندك.

وقمتُ لأنصرف، فتمسك بي أتباعه وأجلسوني قسرًا، وتعجبت من الزعيم الكبير عندما رأيته يهدأ على أثر دفعتي، بل إنه أخذ يُخاطبني خطابًا لينًا، ويقول لي في هدوء: «إنك أسأت فهمي ولم أقصدك بكلمتي، وما أنت إلا مثل ولدي.»

ولم أبق في المجلس بعد ذلك إلا ريثما يهدأ الجو بعد المنظر العاصف، ثم قمتُ خارجًا فقام ورائي عدد من الأتباع، وجعلوا يَلومُونني على أني رفعتُ صوتي في حضرة الزعيم الذي لا يجرؤ وزير على أن يرفع صوته أمامه.

فقلت لهم في هدوء: أحمد الله على أن لي صوتًا أرفعه.

ثم مضيت من ساعتي إلى «بريد الأحرار» لأكتب مقالًا آخر عن «الزعماء المزيفين».

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤