شكر وتقدير

جاء هذا الكتاب ثمرة الحلقات النقاشية التي قدمتُها ضمن برنامج الدكتوراه في دراسات السينما في جامعة ييل. يَعرف المشاركون في هذا البرنامج، على مدار السنوات الخمس الماضية، مقدار ما شاركوا به في تصميمه، وفي نقاشه، سواء أأعجبَهم هذا أم لم يُعجبهم. خُضنا نقاشات حماسية حول ما كانت عليه السينما، وما يُمكن أن تُصبح عليه في حياتهم. أعرف أنهم استفادوا — وإن لم يكن بما يُداني استفادتي — من قراءة أعمال كلٍّ من: جاريت ستيورات وماري آن دون وديفيد رودوفيك وفيفيان سوبشاك وديفيد بوردويل وفريدريك جيمسون ويوري تزيفيان وجيمس لاسترا وفيل روزين وروبرت راي وكريستيان كيثلي وتوم جاننج وإدوارد برانيجان، ومن مقابلتهم. كما استفادوا بقدر أكبر من زملائي الذين جعلوا برنامج ييل الناشئ نابضًا بالحياة والنشاط. كما صُقِلت أفكاري بفضل المحادَثات المستفيضة مع كثير من هؤلاء، وخصوصًا: فرانشيسكو كاسيتِّي ونوا ستايماتسكي وجون ماكاي وتشارلز ماسر وبريدجيت بوكر وديفيد جوسليت. كانت مدينة تورونتو الموطن الثاني الذي ترعرعت فيه أفكار هذا الكتاب؛ إذ تبلور هذا الكتاب عام ٢٠٠٤ في مركز الدراسات الإنسانية في جامعة تورونتو؛ حيث نظم تشارلي كيل حلقة نقاشية مكثَّفة بحضور ستة طلاب موهوبين. وانتهى الكتاب عام ٢٠٠٩ في جامعة يورك؛ حيث دعتْني تيمينوجا تريفونوفا لاختبار الفصول التي كتبتُها، في مُناخ فكري مثالي. وخلال تحضيري لكل هذه الحلقات النقاشية، نشأتْ أهم الأفكار التي عنَّت لي في حوار مُثير مع أنجيلا دالي فاتشي، ومن محادثات مستمرة مع جيمس تويدي وناتاشا دوروفيكوفا ودانيل مورجان وبراكاش يانجر ولويس شوارتس. ثم يأتي دور توماس إلسيسر الذي كان دائمًا صاحب إدراك حادٍّ، وذكاء بلا حدٍّ، في ييل وعبر العالم. وينبغي أن يكون التبادل الأكاديمي دائمًا غزيرًا ومفيدًا هكذا.

علَّمني كثيرٌ من الباحثين الفرنسيين، بالمثال كما بالنقاش، أهمية وجود أكثر من توجُّه لنظرية الفيلم، ومن هؤلاء: ريموند بيلور وروجيه أودان وجاك أومو وميشيل لاني ومارك فرنيه وميشيل ماري وفيليب دوبوا. منذ سنوات مضت، شجَّعني جون ناربوني، وكذلك أندريه لابارت، فيما كتبتُه عن الناقد الفرنسي أندريه بازان، وكان رائعًا البقاءُ على تواصل معهم. ذكَّرني حضورهم بغياب جانين بازان التي كانت صديقة عزيزة. يُحزنني ألَّا أستطيعَ أن أرسل إليها ما كتبتُه. أود شكر كلِّ مَن في دورية «كاييه دو سينما» التي زرتها مرارًا كي أستحضر عبَق تقاليدها، وأتحدَّث مع كلودين باكو وإيمانويل بوردو وجون ميشيل فرودون، الذين واصلوا ذلك التقليد على نحوٍ مُبهر ووسَّعوه، حتى حينما كانت ملكية الصحيفة تتبدَّل. ولعلها تصمد وتستمر في الإسهام في ثقافة فرنسا السينمائية الفريدة. ولسعادتي، قابلتُ جون ميشيل في أنحاء مختلفة من العالم، وخصوصًا في نيو هيفن؛ حيث كان برفقته أكثر من مرة — بفضل دلفين سيل وساندرين بوتو، العاملتين في مكتب الخدمات الثقافية الفرنسية في نيويورك — أرنو ديبليشان الذي أصبحتُ أكثر إعجابًا بأفلامه بعد أن سمعتُه يتحدَّث باعتزاز شديد عن بازان وتروفو وداني. لكن الفضل الأكبر أدين به لهيرفي جوبير-لورينسان؛ لمساهمته فيما نعرفه عن بازان، والطريقة التي سنفكر بها فيه في المستقبل. لا أدين له فقط بكثير من الأفكار المكوِّنة لجوهر هذا الكتاب، ولكن أيضًا بالطموح للبحث عن جانب من فكر بازان أكثر مدعاة للحيرة، ثم قراءة أعماله في ضوء معايير الماضي المحافظة، وبكامل عطائه. أخذني هذا المسعى إلى أماكن كثيرة، وأفلام كثيرة، وظل يفعل ذلك سنوات كثيرة — وإن لم يكن هذا كافيًا بعدُ — بصحبة ستيفاني.

دُعيتُ لاختبار بعض من هذه الأفكار بصورة مبدئية في مَعاهد عدة. دعُوني أخص بالذكر بعض المحادَثات التي لا تُنسى في جامعة بيتسبرج مع كولين ماكِّيب، وفي جامعة ستانفورد مع سكوت بوكاتمان وبافلي ليوِي، وفي جامعة كونكورديا مع مارتن لوفيفر، وفي جامعة فاندربيلت مع سام جرجس، وفي جامعة كامبريدج مع ديفيد تروتر.

طُبِعت أقسام مختلفة من هذا الكتاب في مطبوعات مثل: «فيلم كوارترلي» المجلد ٥٧ (العدد ٣) والمجلد ٦١ (العدد ٤)، و«سينماز» المجلد ١٧ (العدد ٢)، وكتاب «عَتَبات السينما» (شيكاجو: أودين، ٢٠٠٧).

أما غِلاف النسخة الإنجليزية من الكتاب والمأخوذ من كتاب «جمهورية الصور» لآلان وليامز، فهو مُهدًى من دار نشر جامعة هارفرد؛ وجميع حقوق الطبع محفوظة للرئيس وللزملاء في هارفرد كوليدج. وأُعيدت طباعة غِلاف كتاب «السينما الفرنسية: من بداياتها حتى الآن» لريمي فورنييه لانزوني بإذن من مؤسسة كونتنيووام؛ وحقوق الطبع محفوظة لكونتنيووام إنترناشونال بابليشينج جروب، ٢٠٠٤.

دادلي أندرو

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤