الفصل الثاني

الرحلة

ضحكت أليس من ذعرها، وقالت لدانكن: «ظننت للحظة أنه شبح! عليّ أن أتحلى بالشجاعة أكثر كابنة أصيلة لعائلة مونرو، ما دمنا سنصطدم بمونتكالم.»

قال دانكن: «ماجوا يعرف طريقه حول بحيرة ليك جورج. إذا كنا سنعود إلى حصن فورت ويليام هنري بأمان، فهو من سيدلنا على الطريق. ولن تكون هناك فرصة لمواجهة مونتكالم.»

سألته أليس: «هل تعرف ماجوا جيدًا؟ أعني، هل تثق به؟»

أجاب دانكن: «أعرفه جيدًا، وأثق به بالفعل. يقال إنه من أبرع المرشدين من الهنود الحمر. وانتهى به الحال في معسكرنا بالمصادفة إلى حد ما، لكنني لا أعرف قصة انضمامه إلى معسكرنا بالكامل. أعتقد أن أباك كان طرفًا في ذلك الأمر. وفي النهاية يكفي أنه صديقنا.»

سألته أليس: «أعتقد أنني لن أخشاه كثيرًا إذا سمعته يتحدث، هل من الممكن أن تتحدث معه يا دانكن؟»

أجاب دانكن: «إنه قليل الكلام، لكنه يعلم الطريق؛ لا داعي للخوف. انظري، لقد توقف.»

بالفعل توقف ماجوا أمامهم، ثم أشار إلى أيكة بجانب الطريق العسكري وقال: «هذا هو الطريق.» كان ممرًّا مليئًا بالأشجار والأجمات الكثيفة.

سألت أليس: «ما رأيك يا كورا؟ أليس من الآمن أن نسلك الطريق الذي سلكه الجنود هذا الصباح؟ أم ينبغي لنا عدم التمسك بذلك الطريق؟»

لكن كورا أجابت: «إذا وصل الفرنسيون إلى ذلك الطريق فسنكون في خطر. لعله من الأفضل أن نسلك الطريق الذي أشار إليه ماجوا، بحيث يبقى سفرنا سرًّا، فآخر ما نتمناه أن تقع ابنتا جنرال إنجليزي في أسر الفرنسيين!»

ثم ركلت حصانها بكعب حذائها وجذبت اللجام وسارت بين الشجيرات خلف ماجوا، ثم تبعتها أليس ثم دانكن.

كان الطريق وعرًا، وساروا دون أن ينطق أحد بكلمة واحدة. وفجأة سمعوا صوت حصان يتقدم نحوهم فتوقفوا. ثم رأوا رجلًا طويل القامة يركب فوق مهر صغير. كان هو الرجل نفسه الذي حاول أن يكلم دانكن وماجوا بالحصن!

صاح دانكن: «أنت لست رسولًا، أرجو أن تكون حسن النية.»

قال الرجل: «سمعت أنكم متجهون نحو حصن فورت ويليام هنري، وأنا أيضًا في طريقي إلى هناك وفكرت في أن نذهب معًا. يمكنكم أن تستفيدوا من صحبتي.»

قال دانكن: «لم تسألنا هل نحن بحاجة إلى صحبتك من الأساس أم لا!»

قال الرجل: «لقد فكرت في ذلك كثيرًا، ووجدت أنكم بحاجة إلى صحبتي بالفعل.»

قال دانكن ببرود: «الطريق إلى البحيرة في الاتجاه الآخر.»

قال الرجل: «أجل أعلم ذلك الطريق إلى الحصن، لكنني سمعت أن الجنود خرجوا هذا الصباح، ولا أريد الاصطدام بالفرنسيين، وأعلم أن لديك الهدف ذاته، ويبدو أنك تعرف طريقًا سريًّا، لذا ها أنا ذا أسير معكم.»

لم يعلم دانكن هل يضحك أم يستسلم لغضبه المتزايد، وسأل الرجل: «من أنت؟ ما اسمك؟»

أجاب الرجل بفخر: «أنا أستاذ في فن الغناء، واسمي ديفيد جاموت.»

قال دانكن: «لا أظن أننا بحاجة إلى سماع أغانيك. لا بد أن نسير في هدوء لـ …»

قاطعته أليس: «بربك يا دانكن، لا تغضب. دعه يأتِ معنا.»

نظر دانكن إلى أليس لبرهة، ثم رضخ لرغبتها في النهاية، فهو لا يستطيع أن يرفض طلب شخص عزيز جدًّا على قلبه. أثناء مواصلة المجموعة سيرها في الطريق بدأت كورا ودانكن يتحدثان عن الوقت الذي يمكن أن يستغرقوه للوصول إلى الحصن، بينما سألت أليس ديفيد في أدب عن عمله. وعلى الفور، بدأ معلم الموسيقى في الغناء بأعلى صوته.

قال دانكن: «سيكون من الأفضل إن التزمنا الهدوء ونحن نشق طريقنا في الغابة. معذرة يا أليس، أعلم أنك تستمتعين بسماع الأغنية، لكن هذا سيعرضنا للخطر.»

أجابته أليس: «لكنها أغنية جميلة للغاية!»

قال: «لا يهمني سوى سلامتك أنت وكورا. من فضلك يا سيدي لا بد أن تتوقف عن الغناء.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤