شاعرية بوئثيوس
ومن الإنصاف أن نقول: إنَّه إذا كانت بعض القصائد في «عزاء الفلسفة» لم تُحلِّق عاليًا رغم جودتها، فإن بعضها قد بلغ من الإتقان مبلغًا عظيمًا جعلها تراثًا مُقدسًا يُرتل في الكنائس (مثل القصيدة الخامسة في الكتاب الأول)، وبعضها متفقٌ على روعته وعمق تأثيره (مثل بعض قصائد الكتاب الثالث والرابع، وبخاصة تلك التي يروي فيها قصة أورفيوس ويوريديكي)، أما القصيدة التاسعة في الكتاب الثالث فقد أجمعت الآراء عبر العصور على سموها وجلالها ونالت شهرة استثنائية في العصور الوسطى وحظيت بتعليقات خاصة من كبار الكتاب.
أما نثر بوئثيوس فقد بلغ مرتبةً عاليةً واتسم بالبساطة والصفاء والسلاسة والتركيز والبعد عن التشتت والتعقيد الذي يَسِم كُتَّاب عصره.