المغول

المغول أو المغل قبيلة من التتر كانت تقيم حوالي بحيرة بيقال (أو بيكال) في جنوبي سيبيريا، وتاريخهم القديم سقيم؛ لأنهم لم يظهروا إلا بظهور جنكيز خان في أوائل القرن السابع للهجرة، وكانوا قبله مثل سائر القبائل الرحل، يعيشون بالغزو والنهب والصيد والقنص في تلك البلاد البعيدة عن التمدن، وقد كفوا الناس خيرهم وشرهم ولا شأن لهم بين الأمم؛ لأنهم كانوا لا يزيدون على ٤٠٠٠٠ خيمة، فإذا حسبنا في الخيمة عشر أنفس لم يزد عددهم على ٤٠٠٠٠٠ نفس، فلما كانت أيام جنكيزخان حمل بهذا العدد القليل من بدو المغول على ما يحيط ببلادهم من الممالك العامرة واكتسحوها في بضعة عشر عامًا، كما خرج بدو العرب في أول الإسلام وافتتحوا مملكتي الروم وفارس في نحو تلك المدة. وفي الحالين كان النصر للبداوة على الحضارة؛ لأن المسلمين كانوا في أيام جنكيزخان قد تحضروا وانغمسوا في الترف وانقسموا على أنفسهم، كما كان الروم والفرس عند ظهور الإسلام — والتاريخ يعيد نفسه.

(١) جنكيزخان

كان والد جنكيزخان أميرًا على ١٣ قبيلة من المغول، تحت رعاية الخان الأكبر ملك التتر بعهود متبادلة بينهما، ولد جنكيزخان سنة ٥٤٨ فسموه تموجين وهو اسمه الذي كان يعرف به في نشأته الأولى. وبعد أربع عشرة سنة توفي أبوه فاستخف رؤساء القبائل بتموجين وتمردوا عليه، وأصبح كل منهم يطالب بالسيادة لنفسه. وكان تموجين شديد البطش من حداثته، فجمع رجاله وحارب الثائرين وتغلب عليهم. وهذه أول وقائعه فهابه الناس، على أنه لم يستغن عن استنجاد الخان الأعظم، فأنجده وأكرمه وثبته في إمارة أبيه وزوجه ابنته.

وكان تموجين قد شب على ظهور الخيل وتعلم رمي النشاب، وضرب السيف وأتقن الفروسية بسائر فروعها، وكان قوي البدن شجاعًا صبورًا على التعب والجوع والعطش والبرد والألم، وعود رجاله على ذلك فاجتمعت كلمتهم على نصرته وانقادوا لأمره.

ولما علت منزلة تموجين عند الخان هاجت عوامل الحسد في أعضاء أسرته وغيرهم من رجال الدولة، وكان تموجين قد أغرى الخان بأولئك الأمراء فضيق الخان عليهم، فأوعرت صدورهم فثاروا عليه وشقوا عصا الطاعة وحاربوه وغلبوه، فاستنجد تموجين فأنجده وأعاده إلى كرسيه ومثل بأعدائه، حتى ألقى سبعين رجلًا منهم في الماء الغالي وهم أحياء.

فلما ظفر تموجين وأظهر القسوة والشدة خافه حموه وحسده، وأدرك تموجين ذلك فسعى في إصلاح ما بينهما بالحسنى فلم ينجح، فعزم على محاربته فتحاربا فانتصر تموجين فخافه الأمراء وحسدوه وحاربوه وكان الفوز له، فتولى عرش المغول.

وحارب تموجين بعد ذلك حروبًا فاز فيها، فازداد أمراؤه تعلقًا به، واحتفلوا بتهنئته احتفالًا عظيمًا في سهل على ضفاف سلنكا، فاجتمع الأمراء والخانات فوقف فيهم خطيبًا وكان قوي العارضة فأبدع. ثم جلس على لبادة سوداء فرشوها له هناك، وأصبحت تلك اللبادة أثرًا مقدسًا عندهم من ذلك الحين. ثم وقف بعض الحضور وكان من أهل التقوى والنفوذ فقال: «مهما بلغ من قرتك فإنها من الله، وهو سيأخذ بيدك ويشد أزرك. فإذا فرطت في سلطانك صرت أسود مثل هذه اللبادة، ونبذك رجالك نبذ النواة». وفي هذا القول من حرية البداوة والجرأة مثل ما يروونه عن جرأة العرب على خلفائهم وأمرائهم في صدر الإسلام. ثم تقدم سبعة أمراء أنهضوه باحترام، وساروا بين يديه حتى أقعدوه على عرشه، ونادوا باسمه ملكًا على المغول، وكان في جملة الحضور شيخ يعتقدون فيه الكرامة والقداسة، فتقدم وليس عليه كساء وقال: «يا إخوتي، قد رأيت في منامي كأن رب السماء على عرشه الناري تحدق به الأرواح، وقد أخذ في محاكمة أهل الأرض، فحكم بأن يكون العالم كله لمولانا تموجين، وأن يُسمى جنكيزخان أي: الملك العام». ثم التفت إلى تموجين وقال: «لبيك أيها الملك، فإنك تدعى منذ الآن جنكيزخان بأمر الإله». ولم يعد يعرف بعد ذلك إلا بهذا الاسم.

فلما تهيأ له تأسيس دولته وتدريب جنده، عمد إلى فتح العالم فسار أولًا نحو الشرق إلى مملكة الصين، وكان لإمبراطور الصين جزية على المغول يؤدونها كل سنة، فلما استفحل أمر جنكيزخان أبى الدفع، ومعنى ذلك الإباء إشهار الحرب. فحمل جنكيزخان بجيشه على الصين واخترق سورها العظيم، وأمعن فيها قتلًا ونهبًا، والصينيون يومئذ أسبق الأمم في الاختراعات الحربية، فاستخدموا النار اليونانية التي استعان بها اليونان على دفع العرب، وقذفوا على المغول كرات فيها البارود قبل أن يعرفه أهل الغرب بأزمان، على أن ذلك لم يكن ليرد غارات تلك القبائل، فما زال جنكيزخان زاحفًا حتى احتل بكين عاصمة الصين وسائر بلادها الشمالية. فازداد ذلك الفاتح رغبةً وقوةً، فتحول بجنده الجرار نحو الغرب أي: غربي بلاده وهي مملكة الإسلام.

وكانت المملكة الإسلامية بما وصفناه من الضعف والاختلال، وقد انقسمت إلى عدة ممالك كردية وتركية وفارسية، وأقربها من بلاد المغول المملكة الخوارزمية من السلاجقة والأتراك، وسلطانها يومئذ علاء الدين خوارزمشاه، وكانت سلطة علاء الدين قد امتدت في أواخر أيامها على معظم العراق العجمي وسجستان وكرمان وطبرستان وجرجان وبلاد الجبال وخراسان وفارس وما وراء النهر وقسم من أفغانستان وبعض الهند. وكانت قصبة تلك الدولة مدينة خوارزم، ومنها سمي سلطانها «خوارزم شاه»، فحمل جنكيزخان نحو الغرب وجنده يزيد على ٧٠٠٠٠٠ مقاتل، واكتسح تركستان وما وراءها، وأوغل فيها قتلًا ونهبًا مما تقشعر له الأبدان.

ومما حمله على ارتكاب الفظائع، أنه لما وصل بجنده إلى تركستان سير جماعة من التجار الأتراك ومعهم الذهب إلى سمرقند وبخارى من بلاد ما وراء النهر (تركستان)؛ ليشتروا له ثيابًا للكسوة، فوصلوا إلى مدينة من بلاد الترك اسمها أترار وهي آخر مملكة خوارزمشاه مما يلي بلاد جنكيزخان، وكان لخوارزمشاه هناك نائب، فلما جاءته هذه الطائفة من التتر أرسل إلى خوارزمشاه يعلمه بوصولهم ويذكر ما معهم من الأموال، فبعث خوارزمشاه يأمر بقتلهم وأخذ ما معهم وإنفاذه إليه. فقتلهم وسير ما معهم وكان شيئًا كثيرًا ففرقه خوارزمشاه في تجار بخارى وسمرقند وأخذ ثمنه منهم. وعذره في هذه المعاملة أن المغول كانوا قد غزوا كاشغار وبلاساغون وغيرهما من تركستان، وصاروا يحاربون عساكره؛ فلذلك منع الميرة عنهم.

فلما قتل نائب خوارزمشاه أصحاب جنكيزخان، حمي غضبه وجمع من الرجال فوق ما كان عنده وحمل على مملكة الإسلام، وكتب إلى علاء الدين خوارزمشاه يقول: «تقتلون أصحابي وتأخذون أموالهم؟ تهيأوا للحرب. فإني قادم إليكم بجمع لا قبل لكم به». فلما قرأ خوارزمشاه الرسالة قتل الرسول وأمر بحلق لحى الجماعة، وأعادهم إلى جنكيزخان يخبرونه بما فعل بالرسول ويقولون له: «إن خوارزمشاه يقول لك: أنا سائر إليك ولو أنك في آخر الدنيا، حتى أنتقم وأفعل بك كما فعلت بأصحابك» — فاستخف خوارزمشاه بالمغول كما استخف هرقل بالعرب إذ جاءته كتبهم في أوائل الإسلام.

وقد فعل جنكيزخان كما قال تمامًا، فزحف بعساكره على المملكة الإسلامية، فدوخوها من بلاد تركستان فما وراءها غربًا، وهم ينتقلون من مدينة إلى أخرى يفتكون وينهبون ويحرقون ويهدمون، لا يخلفون وراءهم إلا الأطلال البالية مما لم يسبق له مثيل في تاريخ الإنسان. وهنا يفترق بدو المغول عن بدو العرب، فإن هؤلاء أبقوا على البلاد التي فتحوها وأمنوا أهلها وجعلوهم في ذمتهم، واقتبسوا تمدنهم وبنوا عليه تمدنًا من عند أنفسهم. وأما المغول فلم يكن همهم غير القتل والنهب كالوحوش الكاسرة، وليس هنا محل الإفاضة في سيرة هذا الرجل.١ وإنما يقال بالإجمال: إنه تمكن في حياته من إنشاء مملكة لم يتوفق لمثلها أحد من الفاتحين قبله ولا بعده، لا الإسكندر المقدوني ولا يوليوس قيصر الروماني ولا نادرشاه الفارسي ولا نابليون بونابرت الفرنسي — أنشأ مملكة تمتد من البحر المحيط إلى البحر الأسود، ودخل في سلطانه ملايين من الصينيين والتنكوت والأفغان والهنود والفرس والأتراك غيرهم.

أنشأ جنكيزخان هذه المملكة الواسعة وهو لا يعرف الكتابة ولا القراءة، وكذلك معظم رجاله، فاستعان في وضع الشرائع والنظام بمن دخل في سلطانه من المسلمين ورعاياهم، كما استعان العرب في إنشاء دولتهم أول الإسلام بالفرس والروم وغيرهم، وقد توفي جنكيزخان سنة ٦٢٤ﻫ وهو في السادسة والسبعين من عمره بعد أن حكم ٢٢ سنة.

وبعد وفاته اقتسم أولاده مملكته على عادة المغول في هذه الحالة، باعتبار أن البلاد ملكه فيورثها لأعقابه فيقتسمونها كما يقتسمون سائر أمواله، فانقسمت مملكة المغول بعده إلى أربعة فروع تفرقت في أولاده الأربعة، ثم تفرع كل منها إلى غير فرع مما يطول شرحه، فنكتفي بذكر ما يهمنا منها:

إن أولاد جنكيزخان الذي أفضت الحكومة إليهم أربعة: أقطاي وطلوي وجوجي وجقطاي، فانقسمت المملكة فيما بينهم على ما يأتي، ويعرف ملوكها بالخاقانات وهم:

  • (١)

    دولة أقطاي في زنقاريا وغيرها من سنة ٦٠٣–١٠٤٣ﻫ.

  • (٢)

    دولة طلوي في بلاد المغول من سنة ٦٥٤–٧٥٠ﻫ.

  • (٣)

    دولة جوجي في بلاد القفجاق وغيرها من سنة ٦٢١–٩٠٧ﻫ.

  • (٤)

    دولة جقطاي في ما وراء النهر من سنة ٦٢٤–٧٦٠ﻫ.

فالدولة الأولى (أقطاي) كانت لها السيادة العظمى، وأول ملوكها جنكيزخان نفسه ولا يهمنا تاريخها في هذا المقام. أما الدولة الثانية فيهمنا من فروعها فرع له شأن في تاريخ الإسلام، نعني به فرع «هولاكو» وهو ابن طولوي بن جنكيزخان، تولى بعض المقاطعات في مملكة أبيه واستقل بها وملك فارس سنة ٦٥٤ﻫ، وعرفت دولته فيها بدولة إيلخان أو مغول الفرس، وكان في بلاد فارس بقايا مملكة خوارزمشاه فضمها إليه، وأقدم على ما لم يقدم عليه أحد من أسلافه — وذلك أنه لما استقر له الملك في فارس حمل على بغداد.

(٢) هولاكو وسقوط بغداد

والسبب في ذلك أن المنافسات بين السنة والشيعة ببغداد تكررت في أواخر الدولة، فلا تمضي سنة لا يقع فيها بين الطائفتين قتال تتوسط الحكومة في إصلاحه، وبما أن الحكومة سنية فالضغط كان يقع غالبًا على الشيعة، كانوا يقيمون معًا في الكرخ ببغداد وهم صابرون على ما يكابدونه من الاضطهاد، والحكومة مع ذلك توليهم مصالحها وتعهد إليهم بتدبير شؤونها. وكان الخليفة في أيام هولاكو المستعصم بالله، تولى الخلافة سنة ٦٤٠ﻫ، وكان ضعيف الرأي ووزيره رجل من الشيعة اسمه مؤيد الدين بن العلقمي ذو دهاء ومكر. فاتفق وقوع فتنة بين السنة والشيعة على جاري العادة. وكان لتخليفه ولد اسمه أبو بكر شديد العصبية على الشيعة، فاستعان بقائد الجند (الدوادار)، وأمر العسكر أن يفتكوا بالشيعة، فهجموا على الكرخ وهتكوا النساء وركبوا منهن الفواحش، فعظم ذلك على الوزير ابن العلقمي ولم يعد يستطيع صبرًا، فكتب إلى هولاكو سرًّا وأطمعه في ملك بغداد، وأرسل إليه أخاه ليحرضه على القدوم، فزحف هولاكو على بغداد بجيش عظيم، فلما علم الخليفة المستعصم بقدومهم، بعث الداودار فيمن بقي ببغداد من الجند وهم لا يزيدون على ٢٠٠٠٠ مقاتل، فالتقى الجيشان على مرحلتين من بغداد فانهزم عسكر الخليفة وتشتت.

أما هولاكو فأقبل حتى نزل الجانب الشرقي من بغداد، وأرسل قائدًا من قواده نزل الجانب الغربي قبالة دار الخلافة، والمستعصم لا يعلم بما دبره ابن العلقمي، فأنفذه لمخابرة هولاكو بشأن الصلح، فكمل مكيدته وعاد وقال للخليفة: «إن هولاكو يبقيك في الخلافة كما فعل بسلطان الروم، ويريد أن يزوج ابنته من ابنك أبي بكر». وحسن له الخروج إلى هولاكو، فخرج إليه في جمع من أكابر أصحابه، فأنزلهم في خيمة، ثم استدعى الوزير الفقهاء والأماثل، فاجتمع هناك جميع سادات بغداد، فلما اجتمعوا أمر هولاكو بقتلهم فقتلوا، ثم بذلوا السيف في بغداد، وهجموا على دار الخلافة وقتلوا كل من كان فيها من الأشراف، إلا الأطفال فأخذوهم في جملة الأسرى والسبي. ودام القتل والنهب في دار السلام أربعين يومًا، ثم نودي بالأمان ودخلت بغداد في سلطة هولاكو سنة ٦٥٦ﻫ، وذهبت الخلافة العباسية من العراق على يد الشيعة العلوية، كما كان يخاف ذهابها المنصور والمهدي والرشيد، وقد نكبوا وزراءهم وقوادهم خوفًا من ذلك. على أن الخلافة العباسية لم تنقرض تمامًا، بل انتقل من بقي من العباسيين بعد مذبحة هولاكو إلى مصر، وأقاموا في ظل السلاطين المماليك كما تقدم.

أما هولاكو فلما ملك عاصمة الإسلام في ذلك العهد طمع في فتح ما وراءها، فحمل على الشام وكانت في حوزة السلاطين المماليك بعد الدولة الأيوبية فردوه عنها، فقنع بما دخل في حوزته، وقد امتدت مملكته من الهند إلى الشام وأورثها لأولاده، فانقضت دولته ولم يتم عليها القرن «٦٥٤–٧٥٠ﻫ»، وانقسمت إلى ولايات صغيرة ما زالت في اضطراب وتضعضع حتى أخضعها تيمور لنك.

(٣) تيمور لنك

ينسب هذا القائد العظيم إلى دولة جنكيزخان. وليس هو من نسله ولكنه من عائلته، وكان جده وزيرًا جقطاي بن جنكيزخان. ولد تيمور سنة ٧٣٦ﻫ، ولما ترعرع تولى بعض الأعمال في دولة أقطاي في ما وراء النهر، ثم ترقى إلى رتبة الوزارة فطمع في الملك، فغلب على ملكه محمود وحمل على العالم كما حمل جنكيزخان قبله، ففتح بلاد فارس بعد حروب كثيرة سفكت فيها دماء غزيرة، ولم تمض سبع سنوات حتى دوخ خراسان وجرجان ومازندران وسجستان وأفغانستان وفارس وأذربيجان وكردستان، ثم جاء العراق فاستخرج بغداد من الجيلارية وكانوا قد تملكوها بعد هولاكو، ثم حول أعنة خيوله شرقًا نحو الهند، فغزا كشمير ودلهي، وتحول غربًا لفتح آسيا الصغرى وكانت في حوزة العثمانيين وسلطانهم يومئذ بايزيد، فبلغ تيمور لنك في فتوحه إلى أنقرة وحارب بايزيد وأسره سنة ٨٠٤ﻫ، واكتسح سائر بلاد المشرق إلى آخر حدود الشام، وبايعه سلاطين مصر على الطاعة، فتحول لمحاربة الصين، فمات في الطريق سنة ٨٠٧ﻫ، قبل أن ينظم حكومته، فذهبت فتوحه هدرًا فعادت البلاد التي فتحها إلى ملوكها الأولين، وعادت الأحوال إلى ما كانت عليه قبله. على أن الدولة التيمورية طال حكمها في ما وراء النهر إلى سنة ٩٠٦ﻫ، بوفاة تيمور لنك ينقضي العصر المغولي، وبانقضائه ينقضي الدور الأول من تاريخ الإسلام.

١  راجع الهلال السادس من السنة الثالثة عشرة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤