القلب البشري

عنوان خطاب ألقاه الناظم في جمعية شمس البر سنة ١٩٠١. والقصيدة الآتية، والتي تليها «العصفور» قيلتا الأولى في مطلع الخطاب، والثانية في الختام.

أَسْعَدَ اللَّهُ مَسَاءَ الصُّحُبِ
سَادَةِ الفَضْلِ الكِرَامِ النُّجُبِ
وَحَمَى اللَّهُ حِمَى جَمْعِيَّةٍ
جَمَعَتْكُمْ يَا خِيَارَ العَرَبِ
هِيَ شَمْسُ البِرِّ إِلَّا أَنَّهَا
تَجْمَعُ اليَوْمَ شُمُوسَ الأَدَبِ
مَا عَسَى يَنْظِمُ فِيكُمْ شَاعِرٌ
شَاعِرٌ بِالعَجْزِ لَا بِالتَّعَبِ
وَقَفَ اليَوْمَ خَطِيبًا بَيْنَكُمْ
بَعْدَمَا وَدَّعَ فَنَّ الخُطَبِ
قَلْبُهُ أَصْلُ بَلَاهُ فَاعْذُرُوا
إِنْ شَكَا مِنْ قَلْبِهِ المُضْطَرِبِ
رَامَ أَنْ تُجْلَى لَكُمْ أَسْرَارُهُ
فَغَدَا يَرْقُصُ لَا مِنْ طَرَبِ
وَغَدَا خَلْفَ حِجَابِ الصَّدْرِ لَا
يَتَمَنَّى غَيْرَ شَقِّ الحُجُبِ

•••

سَيِّدَاتِي لَسْتُ أَرْضَى فِئَةً
أَنْكَرَتْ مَا بَيْنَنَا مِنْ نَسَبِ
إِنَّمَا القَلْبُ كِتَابٌ غَامِضٌ
فِيهِ لِلْمَرْأَةِ أَسْمَى مَطْلَبِ
وَالَّذِي تَكْتُبُهُ فِيهِ لَنَا
مَا رَأَيْنَا مِثْلَهُ فِي الكُتُبِ
وَلِذَا لَمْ تَلْقَ قَلْبًا خَافِقًا
لَا يُنَادِي هِيَ أَصْلُ السَّبَبِ
وَخُفُوقُ القَلْبِ دَاءٌ مُزْعِجٌ
حَيَّرَ النَّاسَ فَقَالُوا: عَصَبِي
زَعَمُوا الطِّبَّ عَلَيْهِ قَادِرًا
وَأَنَا أَدْرَى فَقَدْ جَرَّبْتُ بِي
وَسَمَاءُ الحُبِّ مَنْ مِنَّا تُرَى
لَمْ يُضِئْ فِيهَا لَهُ مِنْ كَوْكَبِ؟
كَانَ فِي الخَاطِرِ أَنْ أَنْظُمَهُ
لَكُمُ مِنْ كُلِّ مَعْنًى عَذْبِ
إِنَّمَا عَهْدُ التَّصَابِي قَدْ مَضَى
فَقَضَى الشِّعْرُ بِهِ وَهْوَ صَبِي

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤