أثينا

أُذِيعت من راديو الشرق يوم انتصار الأنصار.

حَدِّثِينَا عَنِ العُلَى حَدِّثِينَا
فَلِوَاءُ الأَنْصَارِ فَوْقَ أَثِينَا
حَرَّرُوهَا فَحَرَّرُوا صَفَحَاتٍ
عَزَّ فِيهَا التَّارِيخُ دُنْيًا وَدِينَا
بَلَدُ الظُّرْفِ وَالأَنَاقَةِ وَالفِكـْ
ـرِ وَمَهْدُ الأَبْطَالِ وَالخَالِدِينَا
وَمَنَارُ الحُرِّيَّةِ البِكْرِ لَمَّا
فَجَّرَتْهَا الدِّمَاءُ مِنْ «سَلَامِينَا»
يَا لَهَا ذِكْرَيَاتِ عَهْدٍ قَدِيمٍ
لَمْ يَزَلْ مَجْدُهُ يُضِيءُ القُرُونَا
يَوْمَ كَانَتْ سُلْطَانَةَ البَحْرِ بَحْرِ الرْ
رُومِ وَالفُرْسُ دُونَهَا صَاغِرُونَا
يَوْمَ كَانَتْ جُيُوشُهَا تَزْرَعُ الْأَرْ
ضَ أَمَانًا وَحِكْمَةً وَفُنُونَا
وَلَهَا فِي مَجَالِسِ الأُنْسِ جَيْشٌ
آخَرُ يَزْرَعُ الحَيَاةَ مُجُونَا
جِيلُ أَسْبَازِيَا وَفِدْيَاسَ وَالسُّمـْ
ـمَارِ وَالعَازِفِينَ وَالمُنْشِدِينَا
وَعَلَى الأَكْرَبُولِ أَبْدَعُ مَا لِلـْ
ـفِكْرِ وَالفَنِّ شَيَّدَ البَانُونَا
لَمْ يَكُنْ مِثْلَهَا غِنًى وَجَمَالًا
وَبَرَكْلِيسُ مِثْلُهُ لَنْ يَكُونَا

•••

إِيهِ يَا مَوْطِنَ الغَطَارِفَةِ الإِغـْ
ـرِيقِ، زِدْنِي جَوًى وَزِدْنِي حَنِينَا
لَسْتُ أَنْسَى عُدْوَانَ رُومَا وَطَاغِيـ
ـهَا، وَكَيْفَ اسْتَبَاحَ مِنْكَ العَرِينَا
فَرَأَى مَا أَشَابَ مِنْهُ النَّوَاصِي
وَأَثَارَ الإِعْجَابَ فِي العَالَمِينَا
ثُمَّ جَاءَ النَّازِي يَصُبُّ عَلَيْكَ النـْ
ـنَارَ طَيْرًا وَدَارِعًا وَسَفِينَا
وَيَدِينُ الأَحْرَارَ، حَتَّى إِذَا مَا
أَزِفَتْ سَاعَةُ انْتِقَامِكَ، دِينَا
فَخَبَا نَجْمُهُ وَضَلَّ هُدَاهُ
وَحَبَتْكَ الأَقْدَارُ نَصْرًا مُبِينَا

•••

يَا مِنِرْﭬَﺎ مِنَ الأُلُمْبِ أَطِلِّي
وَابْسِمِي كَالشُّعَاعِ لِلْفَاتِحِينَا
دَارُكِ اليَوْمَ حُرَّةٌ، وَبَنُوهَا
أُسُدٌ فِي الوَغَى كَمَا تَعْهَدِينَا
قَدْ قَرَعْنَا لَكِ النَّوَاقِيسَ لَيْلًا
وَأَنَرْنَا الشُّمُوعَ لِلْهَازِجِينَا
وَأَدَرْنَا الكُئُوسَ بِاسْمِكِ تَتْرَى
وَأَعَدْنَا أَعْيَادَ ﭬَﺎنُوسَ فِينَا
حَدِّثِينَا عَنِ العُلَى حَدِّثِينَا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤