بكاء الأطفال

للشاعرة الإنكليزية مسز برونن «بتصرف»
هَلْ سَمِعْتَ الأَطْفَالَ يَا صَاحِ تَبْكِي
قَبْلَ أَنْ تَعْرِفَ الأَسَى وَالشَّقَاءَ؟
كُلُّ طِفْلٍ فِي حُضْنِ مَنْ وَلَدَتْهُ
يَتَعَزَّى لَوْ كَانَ يَرْضَى العَزَاءَ
العَصَافِيرُ فِي الرِّيَاضِ تُغَنِّي
وَثُغَاءُ الخِرَافِ يَحْكِي الغِنَاءَ
وَابْتِسَامُ الأَزْهَارِ كُلَّ صَبَاحٍ
بِشَذَاهَا يُعَطِّرُ الأَرْجَاءَ
إِنَّمَا الطِّفْلُ وَحْدَهُ يَا صُحَابِي
بَاتَ يَبْكِي وَيَسْتَلِذُّ البُكَاءَ

•••

هَلْ سَأَلْتَ الطِّفْلَ الصَّغِيرَ لِمَاذَا
رَاحَ يَبْكِي وَدَهْرُهُ مَا أَسَاءَ؟
يَذْرِفُ الشَّيْخُ دَمْعَهُ لِشَبَابٍ
ضَيَّعَ الصَّبْرَ بَعْدَهُ وَالرَّجَاءَ
وَغُصُونُ الأَشْجَارِ تَحْزَنُ إِذْ تَخـْ
ـلَعُ أَيْدِي الخَرِيفِ عَنْهَا الرِّدَاءَ
وَجِرَاحُ الأَبْدَانِ تُؤْلِمُ إِنْ لَمْ
يَمْسَحِ البُرْءُ وَهْجَهَا وَالدِّمَاءَ
إِنَّمَا الطِّفْلُ وَحْدَهُ لَسْتَ تَدْرِي
مَا الَّذِي فِي البُكَا لَهُ يَتَرَاءَى

•••

إِنَّ فِي أَدْمُعِ الصِّغَارِ لَسِرًّا
لَقَّنَتْهُ أَرْوَاحُهَا الشُّعَرَاءَ
أَرْضُكُمْ ظُلْمَةٌ وَنَحْنُ صِغَارٌ
وَلَنَا أَرْجُلٌ تُحَاكِي الهَوَاءَ
مَا مَشَيْنَا عَلَيْكِ يَا أَرْضُ إِلَّا
خُطُوَاتٍ وَقَدْ سَقَطْنَا عَيَاءً
فَسَلُوا الشَّيْخَ مَا دَعَا لِبُكَاهُ
لَا صِغَارًا فِي أَرْضِهِمْ غُرَبَاءَ
رَاحَةُ الشَّيْخِ فِي التُّرَابِ وَلَكِنْ
نَحْنُ جِئْنَا هُنَا نُقَاسِي البَقَاءَ
١٩٠١

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤