نذير الشيب

في سبتمبر سنة ١٩٤٢
أهلًا وسهلًا بالنذيـ
ـر ومرحبًا بك يا مشيب
لاحت بعارض مفرقي
نجمًا يخالطه شحوب
ولئن رضيت وإن كرهـْ
ـت فأول الغيث الهبوب

•••

قالوا: كبرت! وكيف يكبـ
ـر من له قلب طروب؟!
بعض القلوب جلامد
والبعض من شوقٍ يذوب
كيف السلوُّ وفوق سطـ
ـح الأرض رعبوب ربيب
قلبي يجس وهذه
عيني تحث فيستجيب

•••

ما العمر إلا ليلة
في ظلها رَضِيَ الحبيب
غفل الزمان فجاد عن
سهو بها الزمن الجديب
حرصوا على تفويتها
وجرى بها القدر العجيب

•••

فاشرب على ذكر الحبيـ
ـب وإن ترصَّدك الرقيب
وقل: السلام عليك يا
عهدًا دعائمه ذنوب
يزهو بها الرجل الكريـ
ـم ورُبَّ ذنب لا يعيب

•••

أيام أنطقني الهوى
فشدا بلحن العندليب
أيام كنت مع الظبا
ء كبعض مَن ضم الكثيب
نرمي الشباك وقد تُحـ
ـاك لنا فنقنط أو نصيب
نلهو بهن كما لهو
ن فأيُّنا الخصم السليب؟
نسقي ونُسقى والهوى
كأس تداولها القلوب
نطوي الحديث وفي العيو
ن رسائل عنا تنوب
نعني بهند زينبا
ولغير فاطمة النسيب
ونخص ليلى بالحديـ
ـث لعلَّ بثنة تستريب

•••

درج الشباب ولم يزل
عهدي بأوله قريب
هذا نصيبك من شبا
بك والصبا بئس النصيب!
فاخلع عذارك واستبح
ما لا يريب وما يريب

•••

يا قلب لجَّ كما لججـ
ت فليس مثلك من ينيب
كم قلت متَّ ولم تمت
أفأنت قلب أم قلوب
ولئن سلوتَ فلست قلـ
ـبي إن قلبي لا يتوب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤