مقدمة

بقلم  توفيق الرافعي

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد، فهذا كتاب «جوامع الكلم» لنابغة الفلاسفة الدكتور غوستاف لوبون، قد لخص فيه كثيرًا من آرائه في مؤلفاته على ما قاله في مقدمة هذا الكتاب وتراه مبثوثًا في تضاعيف أسطره وثنايا أوراقه.

والدكتور غوستاف لوبون ليس بدعًا من الفلاسفة، فقِدمًا سارت حِكَمهم وأمثالهم مسير الشمس في الفلك والنور في الحلك يتناقلها الرواة ويشيد بذكرها الركبان، يردُ نميرها الملك والأمير، ويهتدي بهديها الغني والفقير. هذا، ومكانة صاحب هذا المؤلَّف مكانته بين فلاسفة الغرب والشرق ومنزلته منزلته عند رجال الحكمة وأمراء البيان.

ولذا اعتنى علماء الأمم وكُتَّابها بجميع ما خط يَراع هذا الفيلسوف العظيم، وفي مقدمة هؤلاء الأستاذ العلامة المرحوم أحمد فتحي زغلول باشا.

فقد كان لهذه المؤلفات منزلة خاصة في نفسه، جعلته يحرص كل الحرص على ترجمتها وتعميم فائدتها، فنقل إلى اللغة العربية منها «سر تطور الأمم» و«روح الاجتماع» وهذا الكتاب، وحالت المنية بينه وبين إتمام ترجمة باقيها.

ولما كانت هذه الكتب مما تحتاج إليه الأمم الشرقية، لا سيما في أيام نهضتها ودَور انتقالها، آثرنا إعادة طبعها ونشرها إلى الناس، فنشرنا لهم: سر تطور الأمم، وروح الاجتماع، وهذا الكتاب. والله نسأل أن يوفقنا لخدمة هذه الأمة والعمل لمصلحتها، والسلام.

القاهرة في مارس سنة ١٩٢٢

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤