الفصل الرابع

الفكر والعمل

(١) العمل

  • العقل مفكر، والاعتقاد فعال.

  • لو أن الإنسان بدأ بالتفكير قبل العمل، لانتهت دائرة التاريخ من زمن بعيد.

  • الاعتقاد يبعث على العمل، سواء بني على الخيال أو على الواقع، والرجل لا عقيدة له، كالسفينة لا دفة لها، أو هو آلة بلا محرك.

  • إذا تمكن الاعتقاد بعث إلى العمل، وإن كان باطلًا أو مستحيلًا.

  • إنما يستدل على عقل المرء وخلقه بعمله.

  • التفكر نافع، وقد يجب العمل دون إطالة النظر، فأعظم نزعات الشجاعة، كانت لقوم ما فكروا إلا قصيرًا.

  • الأفكار مثل جميع مظاهر الحياة: علتها توازن غير ثابت متحول على الدوام.

  • قلما تتحول الأفكار الكلية من المطالعة، وإنما الكتب تسجل في الغالب تغير الأفكار.

  • كل عمل متبوع بآثاره والمرء يدعو تسلسل هذه الآثار مقدورًا.

  • علمك ما يجب عمله غير علمك بما أنت فاعل.

(٢) أوهام الديمقراطية

  • يظن دعاة الديمقراطية أنها نظرية عقلية، والحقيقة أن مبناها المشاعر والدين مما لا دخل للعقل فيه.

  • الديمقراطية عند العامة شيء، وعند المتعلمين شيء آخر.

  • أول ما يفهمه العامة من الديمقراطية المساواة، فلا يقولون بالإخاء بين الطبقات وليس لهم أقل عناية بالحرية، أما المستنيرون فظمؤهم إلى الحرية شديد، وميلهم للمساواة قليل.

  • ذاتية الديمقراطي الحقيقية فانية في فريقه، فليس له شخصية إلا بها.

  • يمتاز علم النفس عن الديمقراطية بكونه يرى أن ذاتية المجموع المسمى أمة أحط بكثير من ذاتية الفرد.

  • لا فرق بين تعدي فريق العمال في هذا الزمان، وتعدي الشرفاء ورجال الدين في الزمن السابق، مما تعبت الملوكية زمنًا طويلًا في محاربته.

  • كم من أمم تحتمل الاستبداد بلا عناء، ولا تطيق الحرية إلا بالجهد، وهي على الدوام تبدي كراهيتها للأول وحبها للثانية.

  • مبادئ الديمقراطية من فريق الأفكار التي برح الإنسان لا إلزام الغير بها، ولا يرضاها لنفسه إلا قليلًا.

  • كلما سطرت المساواة في القوانين، اشتد ميل الناس إلى الفروق الظاهرة المميزات بينهم.

  • حاجة الديمقراطية إلى الزهو والظهور، من أغلى الحاجات ثمنًا وأقلها نفعًا.

  • السر في شدة الميل إلى المساواة، هو في الغالب رغبة المرء في أن يتقدم على غيره، ولا يتقدم أحد عليه.

  • المساواة نظرية صناعية ولدت كراهية كل تفوق يبنى عليه مجد الأمة.

  • عاقبة الديمقراطية إقامة حرب الطبقات المستمر، مقام حرب الأمم المتقطع.

  • الطبيعة لا تعرف المساواة، وما كان من رقي فسببه التفاوت المتزايد كل يوم.

  • لا تميل الحضارة إلى التسوية بين الناس، بل هي تزيد في فرجة الفروق دائمًا.

  • ادعت الديمقراطية للعلم قوة لا وجود لها إلا في الخيال، وآل أمرها إلى أن عبدته وهو رب كاذب.

(٣) الأوهام الاشتراكية

  • الاشتراكية غاية مبدأ المساواة القصوى، وما هي إلا حالة ذهنية أكثر من كونها مذهبًا.

  • الديمقراطية والاشتراكية بعيدان بعدًا سحيقًا عن بعضهما، وإن كان الظاهر غير ذلك.

  • الاشتراكية تدعو إلى تسوية المقامات، فهي نقيض الديمقراطية في رأي المستنيرين الذين يقولون بإعلاء كلمة الكفاءة والنبوغ.

  • إبهام المبادئ الاشتراكية إحدى علل انتشارها، فمن حاجة المذهب أيًّا كان أن لا يتحدد ويستبين إلا بعد انتصاره.

  • انتشار الاشتراكية راجع في الأكثر إلى كونها صورة من صور مذهب (الحكومية)، وهي غاية الغايات لجميع الأحزاب السياسية في البلاد الفرنساوية.

  • مما يكثر أنصار الاشتراكية، قساوة بعض أصحاب المال وضعف أخلاقهم.

  • إذا مالت الحكومة إلى المغالاة في حماية الأفراد، قعدوا عن حماية أنفسهم، وفقدوا فضيلة الهمة الذاتية.

  • لما كانت المعتقدات لا تحتمل التكذيب، وضعت جناتها حيث لا وصول إليها، وإنما ضعفت الاشتراكية في كونها جعلت دار نعيمها في هذه الدنيا.

  • السعادة المنكمشة، وبعبارة أخرى المساواة في التسخير، مما تبشر به الاشتراكية، ليس خيالًا قويًّا يأخذ بلب الأمم طويلًا.

  • من لوازم تقدم الحضارة في هذا الزمان، إيجاد منبوذين يكثرون يومًا عن يوم، لا ينطبعون على عصرهم، ولا ينفكون عن محاربته، أولئك هم السواد الأعظم بين الاشتراكيين.

  • كانت الثروة قديمًا، قائمة على جمود رأس المال في مكانه، فأصبحت لا حياة لها إلا في تداوله، أعني في الفطانة التي يقتضيها استخدامه.

  • ستفضي الاشتراكية إلى استعباد عام، وكذلك شأن مذهب النقابات، غير أن هذا محدود في دائرة منافع كل فريق بحسب مهنته، فهو يمكِّن الفرد من مغالبة استبداد الهيئة الحاكمة.

  • السبب في معظم ما وصلت إليه الحضارة من الرقي، أمور معدودة: هي الهمة الذاتية، والمخاطرة، والمسابقة، وما كان من قبيل ما ذُكر، مما ترمي الاشتراكية إلى إعدامه.

  • إقامة همة الجماعة وتبعتها، مقام همة الفرد وتبعته، إنزال الإنسان إلى أحط دركات الكفاءات البشرية.

  • من المجاميع الإنسانية ما تفنى فيه روح الفرد، وذلك تقهقر تتطور به الأمة إلى الوراء.

  • ما خرج الإنسان من الهمجية إلى الحضارة، إلا بهروبه من مساواة العصور الأولى، مما ترمي الاشتراكية إلى إرجاعنا إليه.

(٤) السلْم والحرب

  • الحياة جهاد، والجهاد ناموس عام، ولو أن الناس كانوا سلميين لما ارتقوا.

  • لولا أنه لا رحمة في الطبيعة بالضعفاء، لسادت الوحشية، ولما انبثق شعاع واحد من نور الحضارة.

  • الأمم التي يحق لها أن تجنح إلى السلم وتطيقه، هي التي كثرت مدافعها.

  • أحكام الأهبة، وقوة الاعتقاد، وشدة كراهية العدو، هي شروط الظفر في الحروب دائمًا.

  • الإحجام لتصور نافلة الإقدام، رغبة من أول الأمر عن النجاح.

  • إذا تألف الجيش من جنود يجادل بعضهم بعضًا، ظفر به الجيش من الهمج الذين لا قدرة لهم على النظر ولكنهم سباقون إلى الطاعة من غير جدال.

  • الخوف من الهزيمة يزيد التعرض لها، وحمل الجيش على الاعتقاد بأرجحيته يضاعف شجاعته وحظه في النصر.

  • شجاعة الفرد أندر من شجاعة الجماعة.

  • قد تكون عاطفة الميل وحدها، سبب المحبة بين الأفراد، وأساس المصافاة بين الجماعات، المنافع المادية، تدوم بدوامها، وتنعدم بانعدامها.

  • منافع الأمم الاقتصادية تحملها على حب السلام. ولكن اختلاف المشاعر والمعتقدات، يدفعها دائمًا إلى الخصام.

  • لو أن هناك أمة سلمية بطبيعتها لمحيت من التاريخ على عجل.

(٥) الثورات

  • أبقى الانقلابات ما كان في المعقولات.

  • أساس الانقلابات العلمية، تصورات عقلية، أما الثورات السياسية والدينية فمنشؤها مشاعر ومعتقدات وأفكار عامة.

  • تتأثر حياة الأمم من الانقلابات العلمية، أكثر كثيرًا من الثورات السياسية.

  • قد تبنى الثورة السياسية في أول أمرها على اعتبارات معقولة لكنها لا تنتشر إلا بضغط المشاعر والمعتقدات والجماعة، مما لا دخل لشيء من العقل فيه.

  • الثورات والحروب دليل على انتقال تنازع القوى النفسية من عالم الكون إلى عالم الظهور.

  • ليست الثورة على الدوام حادثًا ينقضي متبوعًا بحادث يبتدى، بل قد تكون حادثة واحدة مستمرة سريعة الخُطى.

  • تشدد الأمة في الاحتفاظ بالتقاليد، يسلمها إلى الثورة العنيفة؛ لأنها لا تقدر على التطور فتضطر إلى التحول فجأة.

  • الشقي من ألقي في قلبه أنه شقي، وكذلك يفعل القواد ليضرموا نار الثورة في النفوس.

  • يظن قواد الثورة أن العقل رائدهم، وما هم إلا مُسيرون بمشاعر ومعتقدات، وروح جماعات لا يتنبهون لها.

  • العدوى الفكرية أعظم البواعث على انتشار روح الثورة.

  • الجماعات محط الثورة لا مصدرها.

  • أساطين الثورة: أفكار، وقواد، وجند وجماعة.

  • كل ثورة ناجحة تقوم بها العامة، رجوع وقتي إلى الهمجية، لما فيها من انتصار الشهوة على العقل، وتخطي القيود الاجتماعية التي هي الفارق بين المدني والهمجي.

  • لا تذهب الثورة ببناء شاده العقل جيلًا بعد جيل، وإنما تنال من صورته فقط.

  • أثر الثورة القريب، الخروج من رق إلى رق.

  • ليست الاصطلاحات الاجتماعية الكبرى من عمل الثورات، بل لها، كالتغيرات الچيولوچية، أسباب صغيرة تتوفر على مهل.

  • يطلب السواد الأعظم من الناس أن يساسوا لا أن يثوروا.

  • قلما تعقل الأمة شيئًا من الثورة التي تقوم بها.

  • لا تدرك الأمة سبب ثورتها إلا بعد أن تكون هذه انطفأت منذ زمن طويل.

  • من السهل نزول الملك عن عرشه، لكن المبادئ التي يمثلها تدوم من بعده، فأغلب الثورات إنما تأتي بملوكية بدل أخرى.

  • إذا تفككت روابط الجيش فأنذر الأمة بالثورة، وقد ماتت الملوكية في فرنسا يوم تمرد الجند فقعد عن حماية الملك.

  • الثورة عند بعض الناس حالة عقلية بقطع النظر عن محلها، وإذا كان هذا مصدرها فلا شيء يطفئ نارها.

  • الغالب أن سبب الثورة المقبلة نهاية معتقد مدبر.

(٦) حكومة الأمة

  • ما حكومة الأمة إلا حكومة طائفة من الزعماء.

  • أبعد ما يرمي إليه خيال المتسوسين، اعتبار الأمة إلهًا معصومًا لا يسأل عما يفعل.

  • شرط بقاء الحكومة الديمقراطية، عملها بالأفكار الباطلة السائدة في الجموع.

  • الحكومات الديمقراطية مسيرة على الدوام بالمغالاة والتظاهر بمحبة الإنسانية والخوف.

  • لا إنصاف ولا تسامح في حكومة الأمة؛ لأنها خاضعة لشهوات كثيرة، وهي لا تدوم إلا بالإيغال في الاستبداد.

  • استبداد الفرد أقل عسفًا، حذر التبعة، من استبداد الجماعة إذ لا تبعة عليها.

  • من السهل قلب الاستبداد الفردي، ولا حيلة للمظلوم من استبداد الجماعة.

  • ليس الظلم هو المكروه غالبًا، بل المكروه دائمًا هم الظالمون.

  • أقسى المظالم محتمل، إذا جهل مصدره.

  • لا يستقيم أمر حكومة الأمة إلا إذا ساد فيها روح اليعاقبة.١
  • تتولد روح اليعاقبة من ضيق الفكر، وتطرف الشهوة وثورة المعتقد وعدم قابلية التعقل الصحيح.

  • ليس اليعقوبي من أهل النظر العقلي، بل هو من أهل الاعتقاد، فهو لا يحاول مطابقة معتقده للعقل، بل يعمل على إدماج العقل في معتقده.

  • تنقسم بعض الأمم من حيث السياسة إلى يعاقبة لا يفقهون للماضي سرًّا، وإلى محافظين لا يدركون ضرورات الحاضر.

  • سياسة الجمع منحطة دائمًا، وليس لحكومة الأمة إلا هذه السياسة.

  • لولا أن الضرورات الاقتصادية تصد من شهوات حكومة الأمة، لكانت يدها معول خرابها.

  • تبدأ الديمقراطية إذا انتصرت بهدم الطبقات الممتازة قديمًا ثم توجد طبقات ممتازة مرة أخرى.

  • جرائم الملوك لا تعد بجانب آثام الأمم.

  • ورثت حكومة هذا العصر في نظر الجموع سلطان الملوك أيام كانوا ظل الله في الأرض.

  • لطيف الخوف شأن كبير في حكومة الأمة، فالخوف من الجيش ومن الكنيسة ومن العمال ومن الموظفين، هو الذي يملي أكثر قوانيننا منذ عشرين عامًا.

  • سلطة الحكومة الديمقراطية التي تنتقل وزاراتها مسرعة من وزير إلى وزير، بيد المصالح التابعة إليهم. فالوزراء يحسبون أنهم يحكمونها، وهم بها محكومون.

  • كلما ضعفت الحكومة عظم سلطان فريق الموظفين.

  • ما أسرع الفوضى إلى أمة، إذا حلت فيها كلمة الجماعة محل كلمة القانون.

  • يخف عسف حكومة الأمة بقلة ثباتها؛ لأن سرعة تعاقب الأحزاب في دست الحكم، يجعل ظل كل منها سريع الزوال.

  • إما تصير الحكومة الديمقراطية هيمنة عسكرية، وإما تؤول إلى حكومة ذوي الأموال، وتلك صورة من أشد صور الاستبداد ظلمًا.

  • لا يستدل على حقيقة حال الأمة السياسي بدستورها، ولا بقوانينها، وإنما مقياس ذلك في المقابلة بين شأن الحكومة وشأن الأفراد في الأعمال العامة وفي الأعمال الخاصة.

  • ترى حكومة الأمة أن إقفال المعابد أقل ضررًا من إقفال حانات الخمور، وسترى أن الأول أعظم خطرًا.

  • أمة تنشد المساواة على الدوام، هي قاب قوسين من الاسترقاق.

(٧) روح السياسة

  • المسائل السياسية في هذا الزمان، شبيهة بأسئلة أبي الهول المذكور في القصص القديمة: إما أن يحلها من يزاولها، وإما أن يغتال.

  • لا يدرك السياسة من جهل روح الشعوب والأمم والأفراد والجماعات.

  • الأمة وحدة ذات قوى متنافرة تحتاج إلى التوازن، فإذا اختل توازنهم بدت الفوضى.

  • تنحصر السياسة في أمرين: علم وبصر.

  • الحكومة بنت عصرها، لا أمه.

  • إذا لم يكن من القوى ما يمهد للذرات الطبيعية والخلايا الحية والأفراد البشرية طريق فعلها، فهي عثير لا فائدة منه.

  • سلطان الحكومة بخضوع المحكومين طوعًا أكبر من سلطانها بقوتها.

  • ما عرفت الأمم حتى الآن من أشكال الحكومات إلا أثرة الفرد أو أثرة الجماعة، والثانية كانت على الدوام أقسى من الأولى.

  • العلم بالنتائج البعيدة للأعمال السياسية متعذر، ولهذا كان الشغف بالإصلاحات الكلية خطرًا كبيرًا.

  • لا تنبت الحوادث السياسية فجأة، ولكنها نتيجة سلسلة أسباب سابقة.

  • عدُّك الحادث لا مفر منه، يجعله قضاءً محتومًا.

  • الفوز في السياسة كما في الحياة لأهل اليقين، وقلما فاز المترددون.

  • ضعف ثقة طائفة بحقوقها يضيعها كما وقع للشرفاء قديمًا، وما هو واقع لأهل الطبقة الوسطى حالًا.

  • الأمور المعروفة الواضحة أقل أهمية من التي يغشاها الإبهام سيان في ذلك السياسة والحياة الفردية.

  • لا تتولد الحرية بنقل الأثرة من يد إلى أخرى.

  • ليس ضرر الحكومة المطلقة من المستبد بالأمر فيها، بل من ألوف صغار المستبدين الذين يتقاسمون سلطانه.

  • اختلاط السلطات نتيجة اختلاط الأفكار.

  • النظريات السياسية كالمعتقدات الدينية، لا ينبغي الحكم عليها من جهة انطباقها على العقل، بل من حيث أثرها في الناس.

  • كثير من الخطأ السياسي صادر عن نظريات صحيحة عقلًا.

  • عدم الأفكار الرئيسية في السياسة، أقل ضررًا من الأفكار الباطلة.

  • زوال الحكومات بخطئها، أكثر من زوالها بفعل أعدائها.

  • لولا أن استبداد الأحياء محدود باستبداد أسلافهم فيهم، لتجاوزوا فيه كل حد.

(٨) فن الحكم

  • الاجتماع بلا وازع متعذر، كما أنه لا نهر إلا بضفاف تحصر تيار مياهه.

  • أنجع الوسائل في هدم مبدإ السلطة، إلفات الناس إلى ما لهم من الحقوق، وإغفال تذكيرهم بما عليهم من الواجبات، فكل على استعداد للأخذ بالأولى، وقليل يأبه للثانية.

  • لا يكفي أن تهتم الحكومة بمنافع الأمة المادية، بل لا بد من العناية أيضًا بآمالها.

  • السلطان الأدبي لا يقاوم بالقوانين ولا بالجند.

  • لا يسوس الناس إلا من عرف أنه لا تلازم بين تطور النفس الشاعرة وتطور النفس العاقلة، وأن الواحدة منهما لا تتأثر بالأخرى إلا قليلًا.

  • من أسرار فن سياسة الأمم استخدام نزعات النفس الشاعرة والنزعات الدينية وتوجيهها في طريق معقول.

  • يحتاج الفكر الجديد إلى سند يتكئ عليه حتى ينتشر، فإذا ما ثبت صار مُتَّكَأً.

  • ينبغي للوازع أن لا يشارك قومه في شهواتهم، لكن يجب عليه أن يكون على علم بها.

  • سياسة الأمة متعذرة على من جهل أن من المفتقدات الباطلة عقلًا، ما هو أفعل في الناس من الحقائق الناصعة.

  • من الخطر معاداة الدين، وكل حكومة تضطهد الأمة في معتقدها هالكة من يد هذا المعتقد.

  • ينبغي للحكومة أن تبتعد عن الاضطهاد، ولو لم تقصد من عملها إلا المنفعة الحقة؛ لأن العنف يفيد المذاهب المضطهدة أكثر مما ينفع مضطهديها.

  • وظيفة العالم قتل الأوهام، ووظيفة السياسي استخدامها.

  • إذا عمدت الحكومة إلى متابعة الرأي العام ولم توجهه، بطلت سيادتها.

  • سلطان غير موثوق به، يوشك أن تزول حرمته.

  • إذا تفرقت التبعة فهي الإباحة.

  • استخدام السلطان لفائدة طائفة يزيد في جشعها، ولا تلبث أن تنقلب عدوة لصاحبه.

  • من وسائل فن الحكم، اجتذاب قواد الأغلبيات أو معارضتهم بأمثالهم.

  • لا يفل الزعماء إلا الزعماء.

  • من السهل تمزيق روح الجماعة لأنها عرضية، لكن من المتعذر إماتة روح الأمة لأنها روح دائمة.

  • الإرجاء للاستعداد حكمة كما قال «ميكاڨيل»، لكن من الخطر أن يكون الغرض منه ترك تمهيد السبيل للزمن.

  • عدم الرضا علة المجهود، فما طمحت إلى الرقي نفس راضية برزقها.

  • ينبغي للحكومة أن تجعل من الأخلاق سدودًا، قبل أن تصير هذه ضرورة حالة، ولات حين بنائها.

  • إذا لاح وجوب التسليم، وجب أن لا ينتظر به حتى لا يكون مهرب منه.

  • من عوامل التفريق بين الأمم، مذهب حب الإنسانية والخوف ولا عذر لمن تصدى للحكم في الأخذ بهما.

  • التساهل دائمًا أمام التهديد، والطرق القهرية، يولد في النفوس اعتقادًا بأن المطالب تنال من طريق الوعيد أو التخريب.

  • التساهل لا يمنع حربًا لزمت، ولكنه يزيد في نفقتها ويكثر من ضررها.

  • عقوبة صارمة مؤقتة، أفضل من عقوبة هينة مستمرة.

  • إنما يفيد الإرهاب في زجر النفوس إذا لم يطل أمده.

  • حكومة تعودت التحالف مع الاضطراب، مقتولة به.

  • إذا تعذر حكم الأمة طبقًا لمبادئ صحيحة، وجب التعويل على حكمها طبقًا لما اتفق على أنه صحيح.

  • من الخرق معارضة اندفاع الأمة، بل الحكمة تقضي بتحويله شيئًا فشيئًا.

  • الرجل الممتاز يعرف كيف يستخدم القدر، كما يستخدم الربان الرياح من أي ناحية هبت.

  • لكل حادث ظهر أسباب خفية اقتضته، من لم يستطع استكناهها جاهل بفن سياسة الأمة.

  • السياسة التي لا تعنى إلا بالحاضر، سياسة منحطة.

  • سلامة الذوق والخلق، أنفع غالبًا للسياسي من حدة الذكاء.

  • لا دوام لمجتمع إن لم يكن له أفكار ثابتة، ولا يترقى الفرد إلا بتطور أفكاره.

  • الحاضر مثقل بالماضي، فمن أراد النظر إلى ما هو آت، وجب عليه أن يذكر ما فات.

  • التبصر مفيد، والتقية أفيد: ذاك يعصم من المفاجأة وهذه تعصم من آثارها.

  • سياسي لا بصر فيه، محدث أقدار كبير ضررها.

هوامش

(١) فريق من أهل الثورة الفرنساوية اشتهر بالعسف والقسوة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤