غُرْبة

كنْتُ الليلةَ في حَضْرَةِ أُمِّي،
لمْ أَرَها
ولمْ أَسْمعْها،
لكنَّ حضورَها كانَ يَمْلأُ المكان.
وكانَ مَعِي أصدقاء،
ثَلاثةٌ من الشُّعَراءِ على الأقلِّ،
أحمد طه وعبد المنعم رمضان ومحمد عيد،
وكانَ الأَخيرُ يحبُّ خُبْزَ أُمِّي وجُبْنَها،
لكنَّه اكْتَفَى الليلةَ بِكُوبٍ مِن الحليب
تَجَرَّعَه بِنَهَمٍ غَريب.
وكانَ معي آخَرونَ لا أعْرفُهم،
كانَ الجميعُ يَأْكُلون
ويَشْرَبون ممَّا ابْتكرتْ يَداها في الغُرْبةِ
ويَبْتَهِجُون بِالحياةِ في حَضْرَتِها.
وَكُنْتُ وَحْدي أَكْتَفي بالطمأنِينَة
أُخَزِّن حِصَّتي منها
حتَّى لو لمْ أَرَها
ولمْ أَسْمعْها
ولمْ أتناولْ شيئًا
ممَّا ابْتكرتْ يداها في الغربة
كانَ يَكْفيني أنَّني في حَضْرَةِ أُمِّي.
٢٠ / ٣ / ٢٠١٥م

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥