كما لم تكنْ قطُّ
في صباحِ الجُمعةِ ٤ / ٩/ ٢٠١٥ م
كانتْ هنا
ممدَّدةً على سريرِها
فتيةً وجميلةً كما كانتْ دائمًا
حولَ وجهِها هالةٌ من سحرٍ مَلَكي كما كانتْ
دائمًا
بشكلٍ يُؤكِّدُ أنَّها الوريثةُ الشرعيةُ
لنفرتيتي سيدةِ المَلِكَات
لكنَّها أيضًا تبدو وكأنَّها لا تزالُ تجيدُ
صناعةَ الخُبْز
وصناعةَ الرِّجال
كما كانتْ دائمًا
وأيضًا، كما لم تكنْ قطُّ،
تبدو مُسترخِيةً وغير مباليةٍ.
نهضْتُ من غفوة الصباحِ على صوتي يُعاتبُها
مثل صبيٍّ مراهقٍ يعاتبُ أُمًّا لم تنشغلْ
طوالَ يومٍ كاملٍ بطعامِه أو شرابِه.
نهضْتُ لأدركَ على الفورِ،
كما في حكاياتِ الحُوريَّاتِ
والجنِّيَّات،
أنَّها لم تَعدْ هنا.
حلَّقتْ إلى هناك منذ ستةِ شهورٍ، حيثُ ينبغي
أن تكونَ من وقتِها في حَضْرةِ ملكِ الملوكِ،
وحيثُ لا بُدَّ أنه من غير اللائق أنْ تُفكِّرَ
أمٌّ في طعامِ طفلِها أو شرابِه في حَضْرةِ
ملكِ الملوك.
لكنَّ الغريبَ حقًّا أن طفلَها الذي صار
شيخًا في غفوة قصيرةٍ يفكِّر منذ نهضَ من
غفوتِه في سطرٍ كتبَه شخصٌ كان يحمل اسمَه في
سبعينياتِ القرنِ العشرين:
«أتزوج امرأةً تجيدُ صناعةَ الخبزِ الطَّريِّ
…»
لا بُدَّ أنَّه سطرٌ غريبٌ حقًّا من فتًى
يَتملْملُ بين مدرَّجاتِ كُلِّيَّة الطبِّ، تحت
إبطِه حزمةٌ من دواوينِ الشِّعرِ، وفي رئتيه
حزمةٌ من الأحلامِ، ليحفظَ اتِّزانه، ولا يفهمُ
حتَّى الآنَ من أين أتتْ هذه الأمنيةُ
الغريبة:
«أتزوجُ امرأةً تجيدُ صناعةَ الخبزِ
الطَّريِّ …»
منذ أربعةِ عقودٍ
أو كيف انبعثَت اليومَ في ذاكرةٍ
شاختْ
لتُهيمنَ عليها مثل طاغيةٍ محترف.
١٠ / ٩/ ٢٠١٥م