٢٠١٥م
يهبِط عليك ضيفًا ثقيلًا

بدونِ اسْتئذانٍ،
يَهبِطُ عليك ضيفًا ثقيلًا كالموت،
وقبل أن ينفضَ عن وجهِه ترابَ السَّفر،
وقبل أن يَفتحَ حقائبَه،
يتمدَّدُ في سريرِكَ وينامُ بعمقٍ،
لكنَّ هذا لا يَعْني أنَّه همجيٌّ
أو فوضويٌّ
فَهْوَ يَأتي في موعدِه،
الموعدِ الذي يُحدِّدُه لنفسه
أو تُحدِّدُه له السَّماء،
رُبَّما يكون موعدًا عبثيًّا
لكنَّه موعدٌ على أي حال،
وها هو ذا منذُ يومينِ يُقيمُ معكَ
ولا تعرفُ إنْ كان عليكَ أن ترحِّبَ به
أم تَعبسَ في وجهِه.
يَهبطُ عليكَ ويَبقَى مُقِيمًا
حتى يأتي موعدُه أو يأتي موعدُك،
لا تَعْرفُ كيف تَبدأُ الكلامَ
ولا تعرفُ كيف تواصلُ الصَّمْتَ،
تَخشَى أنْ يُسيءَ تَفسيرَ الكلامِ
وتَخشَى أن يُسيءَ تَفسيرَ الصَّمتِ،
تَخشَى أن تضحكَ وتَخشَى أن تَبكِي.
إنه ضيفُكَ على أيِّ حالٍ
حتَّى لو تَعاملَ وكأنَّه صاحبُ الدَّارِ
وتصرَّفَ في دارِكَ كما يَحلو له
وتصرَّفَ فيكَ كما يَحلو له
وشاركَكَ الطَّعامَ والشَّرابَ،
النومَ واليقظة،
الأحزانَ والأحزانَ
وشاركَكَ ما تحبُّ وتَكرهُ،
عليكَ على أيِّ حالٍ أن تَتَصرَّفَ بلباقةٍ
قبلَ أنْ يستقرَّ تمامًا
ويَستولي عليكَ
ويُكوِّمَكَ في صُرَّتِه
ويَمضِي إلى حيثُ يَشاء.
٢ / ١/ ٢٠١٥م 

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥