كأنَّكَ أنتَ
قد يَسْقطُ عليكَ بيتُ أبيكَ فجأةً
قد تَموتُ أُمُّكَ فجأةً
وقد يَموتُ أبوكَ فجأةً
قد تَلْتفتُ إلى اليمين
وتَلْتفتُ إلى اليسار
وتَلْتفتُ أمامَكَ
وتَلْتفتُ خلفَكَ
ولا تَعْثرُ على جدارٍ تَسندُ إليه
ظهرَك.
قد تَتَطَّلعُ إلى الكونِ
الشَّمْسُ مُشرِقةٌ كالمعتاد
والناسُ يَهيمون على وجوهِهم كالمعتاد
وكأنَّ بيتَ أبيكَ لم يَسقطْ عليكَ
فجأةً
وكأنَّ أُمَّكَ لم تَمُتْ فجأةً
وكأنَّ أباكَ لم يَمُتْ فجأةً
وكأنَّ عمودَكَ الفقريَّ لا يَخذلُكَ
فجأةً.
تَصرُخُ في السَّماء
تَبدو وكأنَّ كلَّ قاطنيها رحلوا،
تَصرُخُ في البشر
يبدو وكأنَّهم دمًى يحرِّكُها بَهْلوانٌ
خياليٌّ
تَصرُخُ في البشرِ وكأنَّهم بشر
تَصرُخُ في نَفْسِكَ وكأنَّك نَفْسُك.
تَصرُخ
يَنْحبسُ صوتُكَ في العتمَة
ولا يَعرفُ كيف يفرُّ
تَبكي بحرارةٍ وتَنام ببرودٍ
وكأنَّك أنتَ.
٢٥ / ١١/ ٢٠١٥م