خمسة أضرحة

قد تَسْتيقظُ فَجْأةً
مَدينًا للكونِ بخمسةِ أضْرِحةٍ.
قد تَستَيقظُ فجأةً على حالةٍ تتشكَّلُ، حالةٍ تَقفزُ على طَرفِ اللِّسان أو الأَنَاملِ، تَقفزُ مباشرةً إلى أوراقِكَ وأنتَ لا تَدْري، تَتبخْترُ برشاقةٍ، حالةٍ تتعثَّرُ وتَهوِي على الأرضِ لتَتهشَّم ذراعُها أو ساقُها، حالةٍ تَسْقطُ على دِمَاغِها لتَمشِي مترنِّحةً أو تروحُ في غَيبوبةٍ، ثم تموتُ، ليكونَ عليكَ أن تَبنيَ لها ضَريحًا مناسبًا.
وقد تَستيقظُ فجأةً لتَجدَ حالتينِ من هذا النَّوعِ تَتَصارعانِ حتَّى الموتِ، وتَتَدخَّلَ في الوقتِ المناسبِ وتَنجحَ في عقد صُلحٍ بينهما وتصنع منهما مُرَكَّبًا فريدًا، وقد لا تَنجحُ، ليكونَ عليك أن تَبنِي لهما ضَريحينِ مناسبين.
لكنَّ الكارثةَ تَحُلُّ حين تَستيقظُ فجأةً لتجدَ خَمْسَ حالاتٍ تتصارعُ، ويكونَ عليكَ أن تتناومَ أو تَسقطَ مغشيًّا عليكَ من هَوْلِ ما ترى، لتَستيقظَ فجأةً أمام حَشْدٍ من القَتْلَى والجَرْحَى والمُنْهَكين، لتُعاودَ النَّومَ مرغَمًا، وأنتَ لا تَعرفُ كيف تَبْنِي خمسةَ أضرحةٍ في يومٍ واحد.
وهكذا تَستيقظُ فجأةً
مَدينًا للكونِ بخمسةِ أضرحة.
١٧ / ١٢/ ٢٠١٥م 

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥