الموتى المشردون!

(وجهت إلى جلالة الملك فاروق الأول.)

مولاي! حبُّ الشعب أعظم ثروة
لك من كنوز التاج والسلطان
كن أنت رائده ووزِّع أرضه
لبنيه (كالفاروق)١ في الإحسان
ما شأن آلاف الفدادين٢ التي
هي كالمقابر للسواد العاني؟!
ذهبوا بأرجاء البلاد تشردًا
وتكفنوا بمذلة وهوانِ
وجميعهم موتى، وتلك لحودهم
ملء الضياع الفخمة العمرانِ
تركوا المقابر صاغرين فعيشهم
ومماتهم بهوانهم سيان
وتجاوبوا بأنينهم وسقامهم
وجراحهم في عالم البهتان
أنت العظيم، فلا تدع إخلاصهم
لك يُستباح بلا هدى وأماني
بل لا تدعهم في الورى أمثولة
لتدهور الإنسان بالإنسان!
١٩٤٣
١  الخليفة العادل عمر بن الخطاب.
٢  ضياع الإقطاعيين الذين يملكون على قلتهم معظم ثروة الأمة حينما الأغلبية الساحقة منها في حكم الموتى المشردين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤