عابر سبيل

الربيع
إصدحي يا خواطري
وامرحي يا مشاعري
وارقصي رقص حرَّة
غالبت كل آسر
كل حلم عشقته
عاد حيًّا لناظري
جاء في موكب سمَا
(بالربيع) المجاهر
لم يعد بعد خافيًا
سرُّه عن سرائري
لم تكن روحه سوى
روح فن مسامر
جاء سمحًا مغردًا
ساحرًا أي ساحر
أشرب النور والهوى
مسرفًا وهو عاذري
وهو يعطي كأنَّما
ردَّ دينًا لخاطري
قلت: مهلًا! وإن أكن
ظامئًا غير صابر
وادخر بعضه، عسى
يرتوي منه هاجري
فيناجي صبابتي
بهوى منه نادر
نتلاقى وخمره
بين همس الأزاهر
قال: مهلًا؟! ومن أنا
غير إحسان عابر؟!
لم تفرق سماحتي
بين عان وقادر
لم أسوف ولم أكن
بالبخيل المحاذر
لم أحاسب مبددًا
خاطفًا من جواهري
أجلب الفرحة التي
هي دنيا البشائر
كل شيء مَسَسْته
ماس في سمت قاهر
إنَّ حبي عبادة
لم تلوث بكافر
إنَّ حظي رسالة
ألفت كل نافر
إنَّ عُمري هُنيهة
للمنى والنواظر
وهو عمر مجدَّدٌ
في نهى كل شاعر!
١٩٤٣

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤