فن الجحود

تعودت عرفان الجميل ولا أرى
مبالغتي في الحمد تصغر من ديني
كأني استطبت الفضل للناس كلهم
عليَّ وإن عاشوا على الغدر والمَين
وكم فاخروا بالسيئات وأسرفوا
جحودًا، وهاموا بالنكاية والغبن
أحاول تعظيم الأيادي التي لهم
وأصغر من فضلي عليهم وأستغني
كأنَّ شعوري أنْ أراهم أكارمًا،
وإنْ عجزوا، حظ تمثل في عيني
فلم أرَ منهم غير إصغار نخوتي
وجازوا سموي بالتحامل والمنِّ
لدن قدَّسوا من سامهم كل نكبة
ومن بادل الإحسان بالكيد والطعن
كذلك حال النَّاس في كل بيئة
وقد حسبوا أنَّ الجحود من الفن!
١٩٤٤

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤