حوريات الماء

من وحي شاطئ استانلي برمل الإسكندرية
يا للهوى والغواني الساحليات
اللاعبات بلبي المستحيات
الخاطرات أمامي في مغازلة
غناء في طرف للفن أشتات
عفن الملابس إلا ما تبوح لنا
وسرن للفن آيات وآيات
وللرشاقة لون في تعثرها
بل في تعثرها أحلى الرشاقات
في موكب من أمان شبه ربات
ومعرض من معانٍ عبقريات
تلقَّف الأدب المحروم متعتها
نبع الحياة لأنضاء وأموات
وأمعن النظر المشدوه محتسيًا
خمرًا ونارًا بلذات ولذات
وتابع القلب دقات خطون بها
دق النواقيس في مجلى العبادات
رفت أنوثتها في كل جارحة
ورف قلبي لها في طي آهاتي
لم تلفح الشمس هذا الجسم عابثة
إلا استحال إلى خمر وجنات
وما تأمل لحظي في مفاتنها
إلا وتاه سعيدًا في ضلالاتي
يا ضيعة الحسن واللون الرفيف به
إنْ لم يخلد بأشعاري وآياتي
ولم يسجل بألحان معطرة
من الحياة ولم يصقل بمرآتي
ولم أشمه طويلًا في مناجاتي
ولم أذقه شهيًّا من سلافاتي
ولم أطعم ترانيمي بنفحته
حتى أعيشَ بها في عمري الآتي
حتى أهيم كموج البحر منطلقًا
وقد يزل ولكن غير زلاتي!
١٩٤٤

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤