ربيع الحر

ربيعَ الحرِّ أشرقْ يا ربيعي
وثبْ فرحًا مع الحمل الوديعِ
ولا تحجب حياء كالعذارى
سناءك أو صلاتك عن سميعِ
لقد نم الأريج عليك لمَّا
أريق شفاعة الحب الصريعِ
ونمَّ عليك همس من غصون
ووسوسة البراعم في خشوع
وسقسقة الغرام تذوب لحنًا
بأمواج الضياء على الزروع
وآمال السلام وقد تراءت
نجومًا في السماء وفي الربوع
وتحنان الجماد لكل حيٍّ
يرفُّ بلهفة الطفل الرضيعِ
وأنداء الصباح مضمَّخات
بعطر الحسن في نسق بديعِ
وآلاف الروائع سافرات
وإن خفيت عن الحس الوضيعِ
يفيض الجوُّ سحرًا عبقريًّا
تفرَّد بالأصالة والنزوعِ
كأنَّ جميع آلهة المعاني
حبته كنوزهنَّ على الشيوعِ
كأنَّ الكون يخفق في حبور
خفوق الشعر في الروح الرفيع
تقدّس كلُّ شيء في عيوني
وقد ران الجمال على الجميع
فكيف إذا سفرت لنا فتيًّا
بثوب العرس تخطر في الجموع؟
وكيف إذا الأناشيد الغوالي
أغثن الروح من ظمأ وجوعِ
ولقَّن العبادة كل قلبٍ
وأطلعن الشموس من الشموع؟

•••

ربيع الحرِّ أشرق يا ربيعي
وثب فرحًا مع الحمل الوديع
كلانا كان في عنت وضيقٍ
يُعاني الأسر في سجن منيعِ
وكنتَ معذبًا شاهت نُهاه
وكنتُ ضحية القدر الفظيع
فعدنا اليوم يجمعنا إخاءٌ
وأرض لم تسخَّر للرقيع!
١٩٤٨

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤