حسني الزعيم

(بردى) أيلقى النطع خير بنيكا
ويموت من أحيا العظائم فيكا؟!
لهفي على شعب يُباع ويشترى
والبائعون المشترون بنوكا!
تشجى العصور من المآسي حولهم
وتعاف عدَّ طغاتها أهليكا
ماذا دهى الشعب العزيز وقد غدا
صيدًا لكل مغامر مملوكًا؟
يأبى النهوض كأنما أجداده
حفروا الخنادق معقلًا مهتوكًا
وتجنبوا رفع الصروح، وآثروا
ذلًّا، فصاروا الخامل الصعلوكا!
ماذا دهاه وكان موئل عزَّةٍ
لرجائنا، فأطاحه منهوكا؟
من شجَّع الإجرام غير رضائه
بالضيم يتبع سوقةً وملوكا؟
ساموه خسفًا لا يحدُّ، ودعَّموا
فوضى ذرته الواهن المفلوكا
يا شعب! إن رمت المذلة فاغتبط
أو لا، فأين قصاص من نهبوكا؟
ليس العدوُّ ألدَّ ممن عفَّروا
تلك الجباه تحكُّمًا ورثوكا!

•••

(حسني الزعيم)! كتبت ذكرك خالدًا
في المصلحين له، دمًا مسفوكا
يا من ترفَّع عن صغار خصومه
تعب الخصيم وما أثار شكوكا
إنْ عد مثلك خائنًا لبلاده
نعم الخيانة للعظيم سلوكا
يا حافظ الحرمات، هذي غايةٌ
للمتقين نكايةً وحلوكا
شتان بين هوان ما أورثته
وجلالك المزري بمن ورثوكا
النَّاس هم تلك الذئاب وخيرهم
صلبوا (المسيح) ومجدوا المأفوكا
وقضوا على البطل الهمام بإفكهم
مذ عدَّ للبطل الهمام شريكا!
إنْ يهنأ اليوم الذئاب، ففي غدٍ
سيروعون من العقاب وشيكا!

•••

مهلًا زعيم المصلحين فربما
ناب الممات فراح يستهديك
ليرى الأواخر ما صنعت ويهتدوا
وليتمموا بوفاء من يفديكا
ماذا يريد الغادرون — وما دروا
إلا الخيانة — بالنداء ركيكا؟
أنقذتهم، فإذا بهم في دأبهم
مثل العقارب تبغض التحريكا!
وسبقت عصرك والنبوغ جناية
وأبيت شعبك تائهًا منهوكًا
أوسعت صدرك للعداة وهكذا
أوسعت صدرك للرصاص ضحوكًا
فارقد! لعلَّ ثَرى بلادٍ صنتها
تحنو عليك حنوَّ من عرفوكا!
١٩٤٩

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤