جواب الصديق الشاعر نعمه الحاج

وقيت الضنى وأمنت الخطر
وأبعد عنك الإله الضرر
وكل هزار شدا في السطور
فدًا لك أو إن شدا في الشجر
أبا الشاديات الزكي الفؤاد
تفردَّت باللطف بين البشر
أتيت تؤانسني في الضنى
وتبعد عني الأسى والضجر
بنفثة سحر من المعجزات هزْ
ـزَت فؤادي هزَّ الوتر
ومعجز أحمد فيما مضى
ومعجز أحمد فيما حضر
شعورك ألهب فيَّ الشعور
بشعرك يا خير من قد شعر
وروحك جادت على مهجتي
بما جاد للظامئين المطر
برئت وزايل عزمي الخور
ولم يبقَ للطلع بي من أثر
وما من علاج ولكنَّه
دعاء الصديق الوفي الأبر
أخي وكتابك فيه الرقى
وفيه العظات وفيه الدرر
وفيه أرق النشيد حكى
أرق النسيم سرى في السحر
تنشقت منه عبير الورود
ونشر الخزام ونفح الزهر
وطالعت فيه رواء الربيع
وما في الخريف سبى من صور
سجاياك تلك حلت واللسان
يقصر مهما عليها شكر
إذا ما شقيت بخدمة شعب
تريه الوفا ويريك البطر
وتصبر صبر الكريم الحليم
فما أنت أول حر صبر
صرخنا إلى أن يئسنا كمن
يُخاطب حتى يلين الحجر
ومن غرَّه مظهر في الورى
فإنِّي أرى دونه ما استتر
مدالسة ورياءٌ هناك
وما اغترَّ من علَّمته العبر
فما زال للنعرات النفوذ
هي المبتدا عندهم والخبر
وليس لأهلية المرء بل
لمذهبه كان لفت النظر
وقد عجز العلم أن يقهر الـ
ـخرافات فيهم فيمن قهر
يعيشون بالزي في عصرهم
وأفكارهم في زمان غبر
ومن زاد بذخًا بتهريجه
فذاك هو السيد المعتبر
ترى ما يسوءك أنَّى التفتَّ
وأما المسرُّ ففيما ندر
قبورٌ مكلسة نتنها
توارى وزخرفها قد ظهر
فلا أمل منهم يُرتجى
فسلم رجاك لأمر القدر
عسى بعد أن يتولى القديم
يحقق في مقبل منتظر
ويعتدل الغصن لكن إذا
غدا حطبًا وشددت انكسر
١٩٤٩

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤