تِلِمَاك

«بُهرت كَلِبسو بقصة تِلماك، فشغَفها تِلماك حبًّا، وبذلت كلَّ ما تستطيع لتثير فيه عينَ الإحساس. وجدَت عونًا كبيرًا في فِينوس التي أتَت بكوبيدون إلى الجزيرة آمِرةً إياه أن يصيب قلبَ تِلماك بسِهامه. يُصاب تِلماك من غير أن يعرف، فيرغب متذرِّعًا بشتَّى الذرائع أن يقيم بالجزيرة على الرغم من نصائح مَنْتور الحكيمة.»

تحمِل الأعمال الإبداعية الكبرى مضمونًا داخليًّا مهمًّا، فلا يمكِن النظر إلى الملاحم اليونانية القديمة على أنها مجرَّد حكاياتٍ شعبية خيالية، بل إنها تعبِّر عن القِيم والعادات الأصيلة، وكثيرًا ما تحمِل إسقاطاتٍ سياسية واجتماعية على الأوضاع التي يرغب صاحب النص في انتقادها دون تصريح؛ ربما بسبب الرقابة السُّلطوية أو الدينية أو نحو ذلك. وفي هذا الكتاب نستمتع بملحمة البطل الإغريقي «تِلماك»، التي تحكي رحلةَ بحثه عن والده «أُوَلِيس»، برفقة صديقه الحكيم «مَنْتور»؛ فتتقاذفهما المخاطر والأهوال، حتى يصلا إلى الدار الآخرة، فيطَّلِع «تِلماك» على مقعد الملوك المسالمين العادلين في الجنة، ومستقَر الملوك الأشرار في جهنم؛ ومن ثَمَّ يقدِّم هذا العمل رسالةً ناصحة للحُكَّام عن أهمية العدل والسَّهر على مَصلحة شعوبهم.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر أصل هذا الكتاب باللغة الفرنسية عام ١٦٩٩.
  • صدرت هذه الترجمة عام ١٩٥٧.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.

عن المؤلف

فرانسوا فنلون: رئيسُ أساقفةٍ وشاعرٌ فرنسي، وأصبح أحدَ أبرز رجال الدين الفرنسيين في القرن السابع عشر الميلادي بعد دعوته الشهيرة للإصلاح الديني والروحي.

وُلد «فرانسوا دو ساليناك دو لا موث فينيلون» في ٦ أغسطس عام ١٦٥١م، في «بيريجور» في فرنسا، مُنحدرًا من أسرة عريقة من النبلاء. تلقَّى تعليمَه المبكر على أيدي معلِّمين خصوصيين، وفي سن الثانية عشرة، أرسلَته أسرته إلى جامعة «كاهور» ليدرس الفلسفة اليسوعية والخطابة الدينية، ثم رُسِّم كاهنًا كاثوليكيًّا بعد أن أتمَّ دراسته العليا في باريس. تُوِّجت مسيرته العملية بتقليده منصبَ أسقف كامبريه في عام ١٦٩٥م، ومشارَكته في الوعظ الديني في البلاط الملكي.

كان من دُعاة الحركة الإصلاحية للكنيسة، مُركِّزًا على الروحانية الداخلية للفرد، وشارَك في النقاشات السياسية بتأييده نظامَ الحكم العادل الديمقراطي، وشارَك أيضًا بدَوْره الكنسي المهم في الدفاع عن مبدأ «التصوُّف الصامت» ﻟ «مدام دو غويون».

ترَك العديد من المؤلَّفات الدينية والأدبية المؤثِّرة، مثل كتابه الشهير «فنون تليماك» الذي ظهَر عام ١٦٩٩م، وهو إرشادٌ تعليمي لدوق بورغندي، ويُعَدُّ نقدًا غير مباشِر لحكم «لويس الرابع عشر».

تُوفِّي «فنلون» في ٧ يناير عام ١٧١٥م في كامبري عن عُمر ناهز الثالثة والستين.

رشح كتاب "تِلِمَاك" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤