الأدب والأدباء

نضج الأدب في هذا العصر وزاد استقلالًا عن سائر العلوم، ومال بالأكثر إلى النظر في الشعر والشعراء من شرح أو تلخيص أو انتقاد، ويمتاز على الخصوص بنقد الشعر بعد أن نضج وتعددت أبوابه ومواضيعه، فتعوَّد الأدباء بعد شيوع المنطق والفلسفة وعلم الكلام النظر في الأدب نظر الناقد الممحِّص بالمقابلة والموازنة — وإن نكروا الفلسفة على أصحابها واتَّهَموهم بالكفر، فإن روح النقد والنظر الفلسفي دبَّت في عروقهم وهم لا يعلمون، فنبغ منهم نُقَّاد الشعر كقدامة بن جعفر وابن رشيق، وفيهم من انتقد الرواية والأخبار كأبي الفرج الأصبهاني صاحب الأغاني وعمر بن حمزة. ونظروا إلى فحول الشعراء فشرحوا أقوالهم في الجاهلية والإسلام كشروح الحماسة والمعلقات، وجمعوا أقوال الشعراء ومحَّصوها وجمعوا بينها كما فعل الثعالبي إمام المؤلفين في ذلك العصر، وانتقدوا آداب المجالسة، ووضعوا للندماء شروطًا، وغير ذلك كما سيظهر في تراجم الأدباء. وهاك أشهرهم حسب سني الوفاة:

(١) أبو الفرج الأصبهاني (توفي سنة ٣٥٦ﻫ)

قد يفهم من لقبه أنه فارسي الأصل، وهو عربي أموي يتَّصل نسبه بمروان بن الحكم من بني أمية، وهو مع ذلك شيعي، ويندر التشيع في بني أمية، واسمه علي بن الحسين، وكنيته أبو الفرج، وإنما لقب الأصبهاني لأنه ولد في أصبهان، لكنه نشأ في بغداد، وكان من أعيان أدبائها وأفراد مصنفيها، وقد رَوَى عن كثيرين، وطالع كثيرًا من الكتب، وكان قوي الحافظة؛ فوعى في ذاكرته ألوفًا من الأشعار والأغاني والأخبار والآثار والأحاديث والأنساب بأسانيدها وأسماء قائليها ورُواتها، فضلًا عن توسُّعه في اللغة والنحو والسير والمغازي وعلوم الجوارح والبيطرة والطب والنجوم والأشربة وغير ذلك، وكان انقطاعه بالأكثر إلى الوزير المهلبي المتقدم ذكره، وكان يلقى سواه من ملوك ذلك العصر وأمرائه فيعرفون فضله ويجيزونه.

ولم يقتصر من العلم على الحفظ والاختزان كما يفعل كثيرون، لكنه تدبَّر تلك المعارف، وأخرج منها كتبًا نافعة أشهرها كتاب الأغاني وبه اشتهر، وألَّف أيضًا كتاب القيان، وكتاب الإماء الشواعر، وكتاب الديارات، وكتاب دعوة الأطباء، وكتاب مجرد الأغاني، وكتاب أخبار جحظة البرمكي، ومقاتل الطالبيين، وكتاب الحانات وآداب الغرباء، وحصل له ببلاد الأندلس كتب صنفها لبني أمية ملوك الأندلس يوم ذاك وسيَّرها إليهم سرًّا، وجاءه الإنعام منهم سرًّا، فمن ذلك كتاب نسب بني عبد شمس، وكتاب أيام العرب ألف وسبعمائة يوم، وكتاب التعديل والانتصاف في مآثر العرب ومثالبها، وكتاب جمهرة النسب، وكتاب جمهرة بني شيبان، وكتاب نسب المهالبة، وكتاب نسب بني تغلب، ونسب بني كلاب، وكتاب الغلمان المغنين وغيرها، وهي كثيرة لكن أكثرها ضاع بتوالي الإحن فنأتي على ذكر ما وصلنا خبره منها:
  • (١)

    كتاب الأغاني: هو أشهر من أن يُعرَّف، وقد وقع الاتفاق على أنه لم يعمل مثله في بابه. ويقال: إنه اشتغل في جمعه وتأليفه نحو خمسين سنة، وبلغ خبره إلى الحكم بن الناصر صاحب قرطبة وهو أموي مثله، فسأله أن يرسل الكتاب إليه قبل إخراجه لبني العباس وبذل له على ذلك ألف دينار، ولما تم تأليفه حمله إلى سيف الدولة بن حمدان، فأعطاه ألف دينار واعتذر له، ولم يبق أحد من أمراء ذلك العصر إلا اقتناه ليستغني به عن سواه، وقد علمت أن الصاحب بن عباد كان إذا سافر حمل كتبه على عشرات من الجمال، فلما اقتنى كتاب الأغاني استغنى به عنها.

    وهو أجزاء كثيرة وصل إلينا منها ٢١ جزءًا في نحو ٤٠٠٠ صفحة، واسم الكتاب يدل على المراد بوضعه في الأصل، نعني «الأغاني»، فصدَّره بمائة صوت كان الرشيد أمر إبراهيم الموصلي مغنيه وغيره أن يختاروها له، ثم وقعت للواثق بعده فأمر إسحاق بن إبراهيم فاختار له منها ما رأى أنه أفضل وأضاف إليها أشياء أخرى، فسار أبو الفرج على هذه الخطة معوِّلًا على ما اختاره غير هؤلاء أيضًا من أهل العلم بصناعة الغناء، وقد يعترض على وضع هذا الكتاب بين كتب الأدب؛ إذ يجدر به أن يكون بين كتب الموسيقى، لكن أهميته قائمة بما فيه من الأخبار والأشعار؛ لأن المؤلف إذا ذكر أبياتًا على لحن وعين نغمها ومن غنَّاها استطرد إلى ذكر ناظمها وترجمته والأحوال التي قيلت فيها من حرب أو حب في الجاهلية أو الإسلام، ومن غنَّاها ومن شهد ذلك وأسبابه وأحواله، فيُورِد تفاصيل ذلك بالدقة والإسناد، فاحتوى الكتاب على أخبار مئات من الشعراء والأدباء والمغنِّين والعُشَّاق والخلفاء والقُوَّاد، وأكثر أيام العرب وأخبار قبائلهم وأنسابهم ووقائعهم وغزواتهم ومياههم. وفيه خيرة أشعار الجاهلية والإسلام، ولا سيما ما كانوا يغنون به، وآداب القوم في طعامهم وشرابهم، واجتماعهم، وحروبهم، وزواجهم وطلاقهم، وسائر أحوالهم.

    فأهمية هذا الكتاب متوقِّفة على ما حواه من تلك التراجم والأخبار، ويكاد يكون منفردًا بها، ولولاه لضاع كثير من أخبار الجاهلية وصدر الإسلام وأيام بني أمية. وهو ثقة لتدقيقه وتمحيصه؛ لأنه لا يكتفي بالإسناد إلى الرواة، بل هو ينتقدهم ويبيِّن أوجه الخطأ أو المناقضة بين رواياتهم ثم يرجع إلى رأيه، وكان أشد وطأة في النقد على ابن خرداذبه وابن الكلبي مما على سواهما، وفي مرويَّاته كثير من الأخبار والحوادث تلقَّنها عن أناس عاصروه، فحدثوه بما علموه فدوَّنه وهو منفرد بتدوينه، وأخذ عن كتب ضاعت.

    وقد طبع الأغاني بمصر في ٢٠ جزءًا سنة ١٢٨٥ﻫ، ثم عثروا على جزء في بعض خزائن الكتب بأوروبا فطبعوه في برونو سنة ١٨٨٨، فصارت ٢١ جزءًا، ووضع لها الأستاذ جويدي المستشرق الإيطالي فهرسًا أبجديًّا مطولًا سنة ١٨٩٥، وأعيد طبع الأغاني كاملًا بمصر في ٢١ جزءًا سنة ١٣٢٢ مع فهرس أبجدي مبني على فهرس جويدي. وقد لخص الأغاني جمال الدين الحموي المتوفى سنة ٦٩٧ﻫ في كتاب منه نسخة خطية في المتحف البريطاني، وجرده الأب أنطون صالحاني اليسوعي من الأسانيد والأغاني، وأبقى الروايات على حدة في كتاب سماه «روايات الأغاني»، وهو جزآن الأول في الروايات الأدبية، والثاني في الروايات التاريخية طبع بيروت سنة ١٨٨٨ و١٩٠٨.

  • (٢)

    كتاب الديارات: وصف فيه الأديار في العراق ومصر وغيرهما، وفيه كثير من أخبار الشعراء وأشعارهم في مجالس العباسيين، وخصوصًا الرشيد، إلى المعتضد. منه نسخة في مكتبة برلين. وبعضهم يشك في نسبة هذا الكتاب إليه ويرى أنه للشابشتي.

    وترجمته في ابن خلكان ٣٣٤ ج١، واليتيمة ٢٧٨ ج٢.

(٢) أبو علي التنوخي (توفي سنة ٣٨٤ﻫ)

هو أبو علي المحسن بن علي التنوخي. ولد في البصرة، وكان أبوه قاضيًا وشاعرًا وأديبًا (ترجمه الثعالبي في اليتيمة ١٠٥ ج٢)، وانتقل المحسن إلى بغداد وتلقَّى العلم عن الصولي وغيره، ثم تعيَّن قاضيًا على قصر بابل وما يليه، وتنقَّل في مناصب أخرى، وأهم آثاره:
  • (١)

    كتاب الفرج بعد الشدة: قد تقدَّم ذكره في كلامنا عن ابن أبي الدنيا، وهو من كتب الأدب المفيدة لما حواه من الحقائق التاريخية والاجتماعية.

  • (٢)

    كتاب المستجاد من أفعال الأجواد: فيه حكايات وأخلاق أكثرها عن الخلفاء العباسيين. في مكاتب غوطا وأكسفورد والإسكوريال وبطرسبورج وأياصوفيا.

  • (٣)

    كتاب نشوان المحاضرة وأخبار المذاكرة: مجموع أخبار تاريخية. في باريس.

وترجمة التنوخي في ابن خلكان ٤٤٥ ج١، ويتيمة الدهر ١١٥ ج٢.

(٣) أبو هلال العسكري (توفي سنة ٣٩٥ﻫ)

هو أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري. تلقَّى العلم في بغداد والبصرة وأصبهان، وهو غير أبي أحمد العسكري اللغوي الآتي ذكره، وكلاهما اسمه الحسن بن عبد الله، فكثيرًا ما يقع الالتباس بينهما وكانا متعاصرين. وأبو هلال تلميذ أبي أحمد، وتوفي هذا سنة ٣٨٢ﻫ. أما أبو هلال فقد خلَّف كثيرًا من الكتب هاك أهم ما بلغنا خبره منها:
  • (١)

    كتاب جمهرة الأمثال: طبع في بومباي سنة ١٣٠٦، وفي مصر على هامش أمثال الميداني سنة ١٣١٠.

  • (٢)

    كتاب الصناعتين النظم والنثر: منه نسخة في باريس وكوبرلي، وطبع في الآستانة سنة ١٣٢٠، وهو مفيد جدًّا في بابه.

  • (٣)

    ديوان المعاني: هو معجم لمعاني الشعر مرتب حسب المواضيع. قال مؤلفه في مقدمته: إنه جعله ١٢ بابًا في ٥٠٠ ورقة، ثم رأى ذلك يكبر حجمه؛ فجعل كل باب منها في كتاب. منه نسخة في المتحف البريطاني، وفي كتب الشنقيطي في المكتبة الخديوية كتاب خطي بهذا الاسم مؤلف من ١٧١ ورقة (٣٤٢ صفحة)، يشتمل على الباب السابع، وفيه وصف السحاب والمطر والبرق والرعد والمياه والرياض والنبات والنسيم وغيرها، والثامن في وصف الحرب والسلاح، والتاسع في وصف الدواة والبلاغة، والعاشر في صفات الخيل والإبل والفلوات والوحوش والطيور، والحادي عشر في الخضاب والعلل والموت والزهد، والباقي معانٍ متفرقة. وهو جزيل الفائدة لطلَّاب المعاني الشعرية.

  • (٤)

    كتاب المصون في الأدب: في الإسكوريال.

  • (٥)

    روى ديوان أبي محجن: في أيا صوفيا.

  • (٦)

    كتاب الأوائل: اختصره السيوطي في كتاب الوسائل، وهو أول من ألَّف فيه.

  • (٧)

    التفضيل بين بلاغتي العرب والعجم: طبع بالآستانة.

وأخباره في معجم الأدباء ١٣٥ ج٣.

(٤) أبو منصور الثعالبي (توفي سنة ٤٢٩ﻫ)

قد تقدم ذكره بين المنشئين، وأجَّلنا الكلام عن كتبه في غير الإنشاء إلى هنا، والثعالبي المذكور مدوِّن أخبار العصر الذي نحن في صدده، وخصوصًا الشعر والشعراء والأدب والأدباء، وله كتب كثيرة في مواضيع مختلفة هاك ما وصلنا منها:
  • (١)

    يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر: تشتمل على أخبار شعراء المائة الرابعة للهجرة، وهو العصر العباسي الثالث في أربعة مجلدات، قسم الكلام فيها إلى أبواب باعتبار البلاد؛ فأفرد بابًا لشعراء الشام وما كان من أحوال سيف الدولة ومحاسن الشعراء، ولا سيما المتنبي وأبو فراس استغرق الكلام عنهما ٢٠٠ صفحة، وبابًا لشعراء مصر والمغرب، وآخر لشعراء الموصل، وآخر عن آل بوية وشعرائهم وكتابهم، وآخر عن شعراء البصرة فالعراق فبغداد فابن العميد والصاحب بن عباد مفصلًا، ثم شعراء أصبهان والطارئين على الصاحب، وشعراء الجبل وفارس والأهواز وجرجان، ثم محاسن الدولة السامانية ومن فيها من الشعراء، ففضلاء خوارزم وفصول لكل من أبي بكر الخوارزمي والهمذاني والبستي والميكالي، وشعراء خراسان والطارئين على نيسابور وغير ذلك. والكتاب مطبوع في دمشق سنة ١٣٠٤ في ٤ مجلدات تحتوي على نحو ١٥٠٠ صفحة، ومنه نسخ خطية في أكثر مكاتب أوروبا، وينتقد على مؤلفه أنه جعل عبارته مسجعة وهي لا تليق بكتب التاريخ والأخبار، وأنه أغفل الوفيات فيندر أن يذكر سنة الوفاة أو الولادة، وإنما هو قاصر على الأمثلة من الأشعار أو الإنشاء وإطرائها مع بعض الأخبار. وألف أبو الحسن الباخرزي المتوفى سنة ٤٦٧ ذيلًا لليتيمة سماه دمية القصر وعصرة أهل العصر سيأتي ذكره.

  • (٢)

    لطائف المعارف: هو جزيل الفائدة في موضوعه؛ لأنه يشتمل على فوائد لا يتصل إليها إلا بمطالعة الكتب الكثيرة: (١) باب الأوائل من كل شيء، وفيه فوائد تاريخية هامة، كقوله: «أول من جلس على سرير من ملوك العرب جذيمة، وأول من كسا الكعبة الحرير نتيله … إلخ.» (٢) ألقاب الشعراء الذين لقبوا بأشعارهم كالمرقش والممزق وأسباب ذلك، (٣) الألقاب الإسلامية للوجوه والأعيان، (٤) كتاب المتقدمين، (٥) في المتناسقين بأحوال مختلفة، (٦) في الغايات من طبقات الناس. (٧) الاتفاق في الألقاب والكنى، (٨) فنون شتى من المعارف النبوية والقرشية وصنائع الأشراف والملوك، (٩) غرائب الأحوال وعجائب الأوقات، وأخيرًا نموذج من خصائص البلدان، وهو مطبوع في ليدن في نحو ٢٠٠ صفحة سنة ١٨٦٧ بعناية المستشرق دي يونغ، وقد سبقه ابن قتيبة إلى بعض هذه المواضيع في كتابه «المعارف».

  • (٣)

    فقه اللغة: هو معجم معنوي جمعت فيه المعاني المتقاربة أو المترابطة في باب واحد، مع بيان الفرق بينها أو تدرجها أو تفرُّعها مما يفتقر إلى درس طويل. وذكر في المقدمة أسماء اللغويين والرواة والنحاة الذين عوَّل عليهم. وقد طبع في بيروت سنة ١٨٨٥ وفي مصر.

  • (٤)

    الإعجاز والإيجاز: يشتمل على أبلغ ما قيل مع الإيجاز. طبع في بيروت سنة ١٨٩٧، وفي الآستانة في جملة رسائل أخرى.

  • (٥)

    خاص الخاص: وفيه خلاصة الخلاصة في الأدب. طبع بمصر.

  • (٦)

    نثر النظم أو حل العقد: هو عبارة عن تحويل الشعر المنظوم إلى شعر منثور. طبع بمصر سنة ١٣١٧.

  • (٧)

    مكارم الأخلاق: فيه فصول في العقل والعلم والزهد وغيرها. طبع في بيروت.

  • (٨)

    غرر أخبار ملوك الفرس: في التاريخ. طبع في باريس.

  • (٩)

    ثمار القلوب في المضاف والمنسوب: في الأدب، وفيه فوائد تاريخية على أسلوب خاص به؛ لأنه مقسوم إلى فصول باعتبار أشياء مضافة إلى أشياء أخرى يتمثل بها ويكثر استعمالها في النظم والنثر على ألسنة العامة والخاصة، كقولهم: غراب نوح وذئب يوسف وعصا موسى وخاتم سليمان وبردة النبي ونحو ذلك وشرح كل منها، وهو كبير الحجم. منه نسخة خطية في المكتبة الخديوية، وطبع بمصر سنة ١٣٢٦ في نحو ٦٠٠ صفحة.

  • (١٠)

    شمس الأدب في استعمال العرب: جزآن؛ الأول في أسرار اللغة، والثاني في مجاري ألفاظها ورسومها وما يتعلق بالنحو والإعراب منها، وقد يسمى سر الأدب في مجاري لسان العرب، منه نسخة خطية في كل من مكتبتي برلين وليدن.

  • (١١)

    الكناية والتعريض: في البلاغة، ويشتمل على ما يرد من الأوصاف بالكناية عن النساء والغلمان والطعام والمقابح والعاهات وغيرها، ومنه نسخ خطية في برلين وفينا والإسكوريال وفي المكتبة الخديوية.

  • (١٢)

    أجناس التجنيس: في الجناس، بمكتبة الإسكوريال.

  • (١٣)

    سحر البلاغة: في مكتبة برلين وفينا وباريس وكوبرلي وغيرها، وقد طبعت بالآستانة منتخبات منه في جملة رسائل أخرى.

  • (١٤)

    غرر البلاغة وطرف البراعة: في مكتبة برلين.

  • (١٥)

    اللطف واللطائف: مؤلف من ١٦ بابًا. في الإسكوريال وفينا، وفي المكتبة الخديوية من كتب الشنقيطي.

  • (١٦)

    من غاب عنه المطرب: وهو يشتمل على منتخبات من الشعر والحكم في الخط والبلاغة والربيع وأوصاف الليالي والأيام والغزل والخمريات والإخوانيات. منه نسخ خطية في برلين وباريس والمتحف البريطاني والإسكوريال، وطبع في مجموعة التحفة البهية بالآستانة.

  • (١٧)

    برد الأكباد في الأعداد: هي مجموعة أخبار وملح عن النبي والصحابة وغيرهم مرتَّبة حسب الأعداد مما جاء فيه لفظ اثنين فثلاثة إلى العشرة. ففي باب العدد ثلاثة مثلًا يقول: «ثلاثة لم يسلم منهن أحد: الظن، والطيرة، والحسد.» وقس عليه. طبع في الآستانة في جملة رسائل أخرى، ومنه نسخة خطية في المكتبة الخديوية.

  • (١٨)

    التوفيق للتلفيق: في برلين.

  • (١٩)

    النهاية في الكناية: في المتحف البريطاني والإسكوريال والمكتبة الخديوية، وقد طبعت منتخبات منه في الآستانة.

  • (٢٠)

    مرآة المروءات وأعمال الحسنات: في برلين.

  • (٢١)

    التمثل والمحاضرة: يحتوي على ما يحتاج إليه الأديب مما يتمثَّل به في الكتابة من أقوال الشعراء والمنشئين. موجود في المكتبة الخديوية وفي ليدن. وطبع منه منتخبات بالآستانة.

  • (٢٢)

    كتاب الغلمان: في برلين والإسكوريال.

  • (٢٣)

    تحفة الوزراء: في مكتبة غوطا.

  • (٢٤)

    كنز الكتاب: فيه أمثلة من أقوال ٢٥٠ شاعرًا لاستعمال الكتاب. منه نسخ خطية في المكتبة الخديوية وفي فينا والآستانة.

  • (٢٥)

    أحاسن المحاسن: في مكتبة باريس والمكتبة الخديوية.

  • (٢٦)

    أحسن ما سمع: في كوبرلي بالآستانة، وفي المكتبة الخديوية.

  • (٢٧)

    المبهج: فيه أخلاق ومواعظ وآداب وبلاغة في ٧٠ بابًا. منه نسخة خطية في برلين وباريس وكوبرلي والمكتبة الخديوية. وقد طبعت في الآستانة منتخبات منه.

  • (٢٨)

    اللطائف والظرائف: في مدح أشياء وأضدادها. موجود في برلين والإسكوريال وليدن. وقد جمعه أبو النصر المقدسي مع المحاسن والأضداد للثعالبي هذا في كتاب سماه الظرائف واللطائف طبع على الحجر في مصر سنة ١٢٧٥.

  • (٢٩)

    يواقيت المواقيت: في مدح الشيء وذمِّه، في برلين وليدن.

  • (٣٠)

    لطائف الصحابة والتابعين: في مكتبة ليدن، وطبع منه قطع في ليدن للتعليم.

  • (٣١)

    أحاسن كلام النبي والصحابة والتابعين وملوك الجاهلية والإسلام والوزراء والكُتَّاب والبلغاء والحكماء. موجود في ليدن وباريس، وطبع بعضه في ليدن سنة ١٨٤٤.

  • (٣٢)

    كتاب الشكوى والعتاب.

  • (٣٣)

    المقصور والممدود.

  • (٣٤)

    المتشابه: منها نسخ خطية في المكتبة الخديوية.

  • (٣٥)

    المنتحل: يحوي جيد الشعر للجاهليين والمخضرمين والمولَّدين إلى أيامه. وهو منتخب من أحاسن الأشعار لأحسن الشعراء. طبع بمصر سنة ١٣٢١ مع تراجم الشعراء الواردة أسماؤهم فيه للشيخ أبي علي الأزهري. وبعضهم ينسب المنتحل لأبي الفضل الميكالي معاصر الثعالبي.

  • (٣٦)

    الجواهر الحسان في تفسير القرآن: في كتب الشنقيطي بالمكتبة الخديوية، وترجمة الثعالبي في ابن خلكان ٢٩٠ ج١، وطبقات الأدباء ٤٣٦.

(٥) الشريف المرتضى (توفي سنة ٤٣٦ﻫ)

هو من سلالة موسى الكاظم من أشراف العلويين، وكان نقيب الطالبيين في بغداد، واسمه علي بن الطاهر، وكان إمامًا في علم الكلام والأدب والشعر، وهو أخو الشريف الرضي الشاعر الذي تقدم ذكره، وله تصانيف فقهية على مذهب الشيعة وديوان شعر كبير لم يصل إلينا. ومن تصانيفه:
  • (١)

    كتاب نهج البلاغة: وهو يشتمل على خطب وأقوال تنسب إلى الإمام علي، والمشهور أن الشريف المرتضى جمع خطب علي وأقواله ودوَّنها في ذلك الكتاب، وهو من أهم كتب الأدب بالنظر إلى ما حواه من بلاغة الأسلوب والدقة في التعبير والحكم في الأقوال، وإن كنا نرى كثيرًا من تلك الخطب لست لعلي، بدليل اختلاف الأسلوب ومخالفة ما فيها من المعاني لعصره وغير ذلك مما لا محل لتفصيله. أما خطبه في المواقف التاريخية، وكتبه إلى قواده ورجاله فهي له. وقد طبع نهج البلاغة في بيروت، وعليه شرح قليل للشيخ محمد عبده سنة ١٨٨٥، وطبع أيضًا بمصر. ولابن أبي الحديد شرح مطول في ٢٠ جزءًا طبع في طهران سنة ١٢٧١ في مجلدين كبيرين على الحجر، وفي آخره إضافات لم يذكرها جامعه، وقد تقدم الكلام عن نهج البلاغة في باب الخطابة بالجزء الأول من هذا الكتاب.

  • (٢)

    كتاب الدرر والغرر في المحاضرات: منه نسخة خطية في المكتبة الخديوية وأخرى في برلين.

  • (٣)

    كتاب الشهاب: طبع في الآستانة.

وترجمة المرتضى في ابن خلكان ٣٣٦ ج١.

(٦) ابن رشيق القيرواني (توفي سنة ٤٥٦ﻫ)

هو أبو العباس الحسن بن رشيق، من أهل القيروان. أبوه مملوك رومي من موالي الأزد، كان صائغًا في بلده المحمدية، فعلمه أبوه صناعته، ثم قرأ الأدب وقال الشعر، وتاقت نفسه إلى التزيد منه، فرحل إلى القيروان، واشتهر بها وامتدح صاحبها واتصل بخدمته ولم يزل بها حتى هجم عليها العرب وقتلوا أهلها وأخربوها، فانتقل إلى صقلية وأقام بمازر إلى أن مات، وله مؤلفات كثيرة أشهرها وأهمها:
  • (١)

    كتاب العمدة: وبه اشتهر. يبحث في صناعة الشعر ونقده وعيوبه، وهو أجلُّ كتاب في هذا الموضوع، يقسم إلى أبواب في فضل الشعر وأشعار الخلفاء والقضاة والفقهاء، ومن رفعه الشعر ووضعه، ومن قضى له وقضى عليه، واحتماء القبائل بشعرائها، والتكسب بالشعر، ومنافع الشعر ومضاره، والمقلين من الشعراء، وحدود الشعر وأوزانه وبحوره، والبلاغة والإيجاز والاستعارة إلخ … وسائر أوجه البلاغة، وأنواع الفصاحة، والجوازات والأوزان، وفي آخره فصول في النسب، وأيام العرب، وملوك العرب، والخيول، والزجر، والقيافة، والوصف وغير ذلك. وفي خلاله طائفة من أحسن الأشعار، وبحث تحليلي في الشعر ومعانيه على طريق الانتقاد. قال ابن خلدون: «إن كتاب العمدة هو الكتاب الذي انفرد بهذه الصناعة وأعطاها حقها، ولم يكتب فيها أحد قبله ولا بعده مثله.» طبع في القاهرة في جزءين سنة ١٩٠٠ وفي غيرها. وقد ألَّف زميله ومعاصره أبو عبد الله بن شرف رسائل سماها «رسائل الانتقاد» تقدم ذكرها.

  • (٢)

    كتاب قراضة الذهب في نقد أشعار العرب: منه نسخة خطية في باريس. وقد ضاعت سائر كتبه.

وترجمته في ابن خلكان ١٣٣ ج١، ومعجم الأدباء ١٢٧ ج١.

(٧) كتب أخرى في الأدب

وهناك طائفة من كتب الأدب نكتفي بذكر أصحابها بدون تراجمهم:

  • (١)

    الجليس الصالح الكافي: في مائة مجلس لابن طرار الجريري المتوفى سنة ٣٩٠ منه أجزاء في المكتبة الخديوية وبرلين وباريس وكمبريدج.

وترجمة ابن طرار في ابن خلكان ١٠٠ ج٢.

  • (٢)

    زهر الآداب: للحصري القيرواني المتوفى سنة ٤١٣. منه نسخة خطية في المكتبة الخديوية في ٥٠٠ صفحة. وفيه أخبار وقطع تاريخية ومقامات وأشعار.

وترجمة الحصري في ابن خلكان ١٣ ج١، ومعجم الأدباء ٣٥٨ ج١.

  • (٣)

    شرح الحماسة: للمرزوقي المتوفى سنة ٤٢١. منه نسخة في المكتبة الخديوية.

  • (٤)

    الموازنة بين الطائيين: لابن بشر الآمدي. توفي سنة ٣٧٠ﻫ، منه نسخة خطية في المكتبة الخديوية في ٤٤٠ صفحة كبيرة، وطبع في الآستانة.

وترجمة الآمدي في معجم الأدباء ٥٤ ج٣، والفهرست ١٥٥.

  • (٥)

    الأشباه والنظائر أو حماسة الخالديَّيْن: هي مجموعة مختارات من أشعار المتقدمين الجاهليين والمخضرمين وغيرهم، ومنها كثير لم يرد في حماسة أبي تمام. وهي تنسب إلى الخالديين من أدباء العصر الثالث، وهما أبو بكر محمد وأبو عثمان سعيد ابنا هاشم الخالديان، كانا يشتركان في نظم الشعر ولا يكادان يفترقان. ولهما أشعار نشرها الثعالبي في يتيمة الدهر (٥٠٧ ج١)، ولهما أيضًا هذه الحماسة، منها نسخة خطية في المكتبة الخديوية في ٣٠٠ صفحة.

  • (٦)

    قطب السرور في وصف الخمور: لأبي إسحاق الكاتب القيرواني المتوفى سنة ٣٨٣، منه نسخة خطية في برلين والإسكوريال وفينا وغيرها.

  • (٧)

    مجموعة المعاني: لمؤلف مجهول، لكنها نفيسة، وتشتمل على مائة معنى من جيد النظم. وقد أضاف المؤلف إلى كل معنى ما يناسبه أو يضاده، طبعت في الآستانة في ٢٢٠ صفحة.

(٨) المحاضرات

هي علم من علوم الأدب تحصل به الملكة على إيراد كلام الغير بما يناسب المقام، وفائدته الاحتراز من الخطأ في تطبيق الكلام المنقول عن الغير على المقام حسب اقتضاء المخاطبة من جهة معانيه الأصلية، وهو من الفنون الأجنبية، يقال: إن مخترعه رجل من اليونان قبل القرن الثالث للميلاد، وقد أخذه العرب في جملة ما أخذوه عن الأعجام في خلافة أبي جعفر المنصور على يد عبد الله بن المقفع عندما ترجم كليلة ودمنة من الفارسية إلى العربية، فكانت ترجمته هذه أساسًا لهذا الفن، لكنه لم يتضح إلا في العصر الثالث الذي نحن في صدده، وأشهر من ألَّف فيه ابن حيَّان التوحيدي المتوفى سنة ٤٠٠ﻫ ألَّف كتابًا سماه كتاب المحاضرات والمناظرات، وقد تقدَّم ذكر كتاب الشريف المرتضى في هذا الموضوع. وأشهر ما بين أيدينا من كتب المحاضرات كتاب «محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء» لأبي القاسم الراغب الأصبهاني، وسيأتي ذكره.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤