النحو والنحاة

كان النحاة كثيرين في هذا العصر، ولكنهم لم يأتوا شيئًا كثيرًا في النحو وقلَّ الذين ألفوا فيه من عند أنفسهم، وأكثر ما دونوه شروح على سيبويه أو إعراب أو نحو ذلك وأكثرها ضاع، وهاك أشهر من خلف مؤلفات في النحو من أهل هذا العصر وبقي منها ما يستحق الذكر، نرتبهم حسب الوفاة ونذكر مؤلفاتهم في المواضيع الأخرى:

(١) ابن خالويه (توفي سنة ٣٧٠ﻫ)

هو أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه أصله من همذان، ودخل بغداد وأدرك حلبة العلماء فيها ورحل إلى الشام ثم أقام في حلب وتقرب من آل حمدان وقدمه سيف الدولة، وله معه محاضرات حسنة، ومن آثاره الباقية:
  • (١)

    رسالة في إعراب ثلاثين سورة: منها نسخة خطية في المتحف البريطاني وفي أيا صوفيا.

  • (٢)

    كتاب الشجر: في برلين.

  • (٣)

    كتاب ليس: في الشواذ العربية طبع في أوروبا عن نسخة خطية وجدت في المتحف البريطاني بعناية ديرنبرج، وطبعت في مصر في جملة كتاب الطرف الأدبية.

وترجمته في ابن خلكان ١٥٧ ج١ وطبقات الأدباء ٣٨٣، ويتيمة الدهر ٧٦ ج١، والفهرست ٨٤.

(٢) أبو بكر الزبيدي (توفي سنة ٣٧٩ﻫ)

هو أبو بكر محمد بن الحسن بن عبد الله بن مذحج الزبيدي الإشبيلي، نزيل قرطبة من تلاميذ أبي عليٍّ القالي اللغوي، وكان أوحد عصره في النحو وحفظ اللغة وأخبر أهل زمانه بالإعراب والمعاني والنوادر والسير، ولم يكن بالأندلس في فنه مثله، وقد اختاره الحكم المستنصر بالله صاحب قرطبة ليعلم أبناءه، فعلَّم هشام المؤيد ولي عهده الحساب والعربية، وكانت له منزلة رفيعة عنده ونال منه دنيا عريضة حتى تولى قضاء إشبيلية وخطة الشرطة، وحصل له نعمة توارثها بنوه بعده، وكان شاعرًا، وقد ألف كتبًا كثيرة منها طبقات اللغويين والنحاة في المشرق والأندلس من زمن أبي الأسود إلى قرب زمنه، وظل هذا الكتاب موجودًا إلى آخر القرن التاسع للهجرة، وأخذ السيوطي عنه في المزهر ولا نعلم خبره، وله كتب أخرى في لحن العامة وآخر في الأبنية، ومختصر كتاب العين ذكره السيوطي، ولم يبلغنا من مؤلفاته إلا:
  • (١)

    كتاب الواضح في النحو والعربية: وهو جزيل الفائدة منه نسخة خطية في الأسكوريال.

  • (٢)

    كتاب الاستدراك على سيبويه: استدرك فيه أشياء فاتت سيبويه، طبع في رومية سنة ١٨٩٠ بعناية جودي المستشرق الإيطالي.

وترجمته في ابن خلكان ٥١٤ ج١، يتيمة الدهر ٤٠٩ ج١.

(٣) ابن جني (توفي سنة ٣٩٢ﻫ)

هو أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي، قرأ على أبي علي الفارسي، وكان أبوه مملوكًا روميًّا، ولعل اسمه «جني» معرب عن لفظ يوناني مثل «جنايس»، توفي ابن جني ببغداد، وهو أعظم نحويي هذا العصر وأكثرهم آثارًا، وكان شاعرًا مطبوعًا وله منظومات حسنة لكن النحو غلب عليه، وله فيه مؤلفات هامة فيها فلسفة ونقد، هاك أشهر ما بقي منها:
  • (١)

    الخصائص في اللغة: كتاب كبير عظيم الفائدة يبحث في أصول النحو على مذهب أصول الكلام والفقه، وهو بحث فلسفي في اللغة وأصولها واشتقاقها وأحكامها ومآخذها وما يجوز القياس فيه، والكتاب عدة أجزاء ضخمة منها الجزآن الأول والثاني في المكتبة الخديوية تزيد صفحاتهما على ٧٠٠ صفحة، والجزآن ٣ و٤ في مكتبة غوطا، وأجزاء أخرى في مكتبتي راغب ونور عثمانية في الآستانة.

  • (٢)

    سر الصناعة في النحو: هو كتاب ضخم في نحو ٦٠٠ صفحة يشتمل على أحكام حروف المعجم وأحوال كل حرف منها من حيث موقعه، وفيه أبحاث في الصوت ومخارج الحروف ولفظها والحركات، وما هي وأجناس الحروف وفروعها وما يناسب تقاربه منها في اللفظ ونحو ذلك من الأبحاث الدقيقة، فبدأ بالهمزة فالباء وما بعدها إلى آخر الأبجدية، ونظر في كل حرف وأين يكثر أو يقل من حيث موقعه من الألفاظ، وأحكام ما يصيبه من القلب والإبدال وغير ذلك من المواضيع، التي تهمُّ طالب تحليل الألفاظ وفلسفة اللغة، منه نسخ خطية في برلين وليدن وباريس وراغب وكوبرلي، وفي المكتبة الخديوية ومكتبة الظاهر في دمشق.

  • (٣)

    شرح تصريف المازني: في مكتبتي راغب باشا وكوبرلي بالآستانة.

  • (٤)

    كتاب العروض: هو مختصر لطيف في برلين وفينا وليدن.

  • (٥)

    مختصر القوافي: في الأسكوريال.

  • (٦)

    اللمع في النحو: في برلين وأيا صوفيا وعليها شروح عديدة.

  • (٧)

    المحتسب في إعراب الشواذ: في مكتبة راغب.

  • (٨)

    شرح المتنبي: في المكتبة الخديوية.

  • (٩)

    المبهج: هو شرح أسماء شعراء الحماسة شرحًا لغويًّا لا تاريخيًّا، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٧٢ صفحة.

  • (١٠)

    مختصر التعريف الملوكي، أو جمل أصول التصريف: مطبوع في ليبسك مع ترجمة لاتينية سنة ١٨٨٥.

  • (١١)

    علل التثنية: منه نسخة خطية في ليدن.

  • (١٢)

    التنبيه في شرح الحماسة: هو كتاب ضخم في نيف و٤٠٠ صفحة فيها شرح لغوي نحوي موجود في ليدن وفي المكتبة الخديوية.

وترجمة ابن جني في ابن خلكان ٣١٣ ج١، ويتيمة الدهر ٧٧ ج١، وطبقات الأدباء ٤٠٦.

(٤) نحاة آخرون

واشتهر في العصر نحاة يرجع إليهم في التحقيق، وإن لم يخلفوا كتبًا؛ فإن في الناس من يحسن التعليم دون التأليف، ومن مشاهير النحاة الذين لم يصلنا من مؤلفاتهم ما يستحق الذكر:
  • ابن درستويه المتوفى سنة ٣٤٧ من تلاميذ المبرد، وهو فارسي الأصل ألف عدة كتب لم يبق منها إلا «الألفاظ للكتاب» منه نسخة خطية في مكتبة أكسفورد. وترجمته في ابن خلكان ٢٥١ ج١.

  • أبو سعيد السيرافي ويعرف بالقاضي، توفي سنة ٣٦٨، وكان واسع العلم عريض الجاه، تولى قضاء بغداد وشرح كتاب سيبويه، وألف كتاب ألفات الوصل والقطع، وكتاب أخبار النحويين البصريين وغيرها لم يصلنا منها شيء، وكان الرجل ثقة يشتغل عليه الطلاب عدة فنون في القرآن واللغة والرياضيات والشعر وغيرها. وترجمته في معجم الأدباء ٨٤ ج٣، وابن خلكان ١٣٠ ج١، وطبقات الأدباء ٣٧٩.

  • أبو علي الفارسي المتوفى سنة ٣٧٧، وكانت له منزلة عند سيف الدولة وعضد الدولة. ومن مؤلفاته كتاب الإيضاح والتكملة شرحه كثيرون ومنه شروح خطية في المكتبة الخديوية أحدها للعكبري. وترجمته في ابن خلكان ١٣١ ج١، ومعجم الأدباء ٩ ج٣، وطبقات الأدباء ٣٨٧.

  • أبو حسن الرماني المتوفى سنة ٣٨٤، له عدة مؤلفات وشروح، وابن بقية المتوفى سنة ٤٠٦، والربعي سنة ٤٢٠، والأفليلي سنة ٤٤١، والثمانيني سنة ٤٤٢، وغيرهم مما يطول شرحه وقد ترجمهم ابن خلكان.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤