التاريخ

إن التاريخ من أدل آداب اللغة على حالة الأمة؛ لأنه يدون أعمالها ويتكيف على ما تقتضيه أحوالها، فإذا كان تشتت المملكة الإسلامية وكثرة أصحاب السيادة فيها من الملوك والأمراء بعث على الإكثار من تدوين السير الإفرادية لأولئك العظماء، فاكتساح تلك المملكة ودخول كثير منها في حوزة المغول وذهاب الدول التي كانت تأخذ بناصر العلم والعلماء بعث على جمع تلك السير وأمثالها في كتب عامة للتراجم من كل الطبقات مرتبة على أحرف الهجاء، وهي المعاجم التاريخية مع إعمال الفكرة والترجيح بين الروايات، وزادت الرغبة في تدوين التاريخ العام للاعتبار بأحوال الدول بالنسبة بعضها إلى بعض، فنبغ في هذا العصر طائفة من المؤرخين لا يشق لهم غبار لا تزال كتبهم بين أيدينا وعليها معولنا في تحقيق الحوادث؛ ونظرًا لذهاب معظم الأصول التي نقلوا عنها أصبحت هي المرجع الوحيد في التاريخ.

ففي هذا العصر ظهر ابن خلكان صاحب وفيات الأعيان، وابن أبي أصيبعة صاحب طبقات الأطباء، وصلاح الدين الصفدي صاحب الوافي في الوفيات، وأبو الفداء صاحب التاريخ المشهور، وشمس الدين الذهبي صاحب تاريخ الإسلام، وابن شاكر الكتبي صاحب فوات الوفيات، وابن الطقطقي صاحب الآداب السلطانية، وابن خلدون والعسقلاني والمقريزي السيوطي وغيرهم من أساطين التاريخ، ونظرًا لذهاب الدالة والوساطة بذهاب الدولة المسيطرة على الآداب العربية واحتكاك الأفكار بتوالي الإحن مع كثرة الاختلاط دخل التاريخ شيء من الانتقاد والفلسفة ظهر ناضجًا في مقدمة ابن خلدون الآتي ذكرها.

(١) النقد التاريخي

نعني بالنقد التاريخي النظر في التاريخ بعين النقد، وبيان ما قد يعتوره من المغالط أو الأوهام، وهو آخر ما التفت إليه أدباء العرب من ضروب النقد، فإنهم بدأوا بنقد الشعر ثم الإنشاء واللغة وقد تقدم الكلام عنها، ونحن الآن في صدد الكلام على النقد التاريخي.

كان العرب في صدر دولتهم من أبعد الناس عن نقد التاريخ، وإنما كان همهم تحقيق الحوادث بالإسناد أو الرواية، فإذا جاءتهم الرواية مسندة إلى الثقات قبلوها ولم يكلفوا أنفسهم النظر فيها وتدبرها وانتقادها؛ ولذلك أسباب أهمها:

(١-١) الإسناد

إن الاشتغال بالتاريخ عند المسلمين كان الغرض منه أولًا خدمة الحديث والتفسير؛ لأنهم لما اشتغلوا في تفسير القرآن وجمع الأحاديث احتاجوا إلى تحقيق الأماكن والأحوال التي كتبت بها الآيات أو قيلت فيها الأحاديث فعمدوا إلى جمع السيرة النبوية ودونوها، واضطروا لتحقيق مسائل الحديث والفقه والنحو والأدب إلى البحث في أسانيدها والتفريق بين ضعيفها ومتينها، فجَرَّهم ذلك إلى النظر في الرواة وتراجمهم وسائر أحوالهم، وقسموا رواة كل فن إلى طبقات. فتألف من ذلك تراجم العلماء والأدباء والفقهاء والنحاة وغيرهم مما يعبرون عنه بالطبقات كطبقات الشعراء وطبقات المفسرين أو النحاة أو الفقهاء أو الحفاظ أو النسابين أو غيرهم، وكان ذلك من أهم أسس علم التاريخ، واضطروا لنحو هذا السبب في صدر الإسلام أن يبحثوا في البلاد المفتوحة لتحقيق أسباب الفتح عنوة أو صلحًا فجرهم ذلك إلى تعرُّف البلاد وعلة فتحها.١

واتخذوا في تحقيق ذلك كله نفس الطريقة التي توخوها في تحقيق الأحاديث، نعني الإسناد من راوٍ إلى راوٍ؛ ولذلك رأيت تواريخ القرون الإسلامية الأولى لا تخلو من الإسناد، والحادث الذي لا يزيد نصه على سطر واحد قد يستغرق إسناده بضعة أسطر، وقد يقتضي تحقيقه إيراد عدة روايات لكل منها أسانيد متعددة، فربما استغرق تحقيق الحادث المشار إليه صفحتين أو أكثر، وهم على الغالب يوردون الروايات بأسانيدها ولو كانت متناقضة ولا يبدون فيها رأيًا، وإنما يكتفون بإيرادها للقارئ على اختلاف رواياتها.

تلك هي طريقة الطبري في تاريخه، والبلاذري في فتوحه، والأغاني في رواياته، وأكثر الذين دونوا الحوادث التاريخية في القرون الإسلامية الأولى، ثم أخذوا يجردونها من الأسانيد شيئًا فشيئًا، لكنهم لم يتعرضوا لنقدها إلا بعد حين.

(١-٢) مجاراة المؤرخ لولاة الأمر

نعني اضطرار المؤرخ إلى مجاراة صاحب الأمر بما يريده؛ لأنه إنما يكتب لإرضائه ولا رزق له بدونه، وأكثر المؤرخين كتبوا بإيعاز من الخليفة أو السلطان أو الأمير وليس لهم يومئذ ما لكتاب هذا الزمان من وسائل الطبع والنشر والتعويل في الرزق على القراء من الجمهور، فالمؤرخ في تلك الأعصر لا مندوحة له عن مسايرة أميره وكتابة ما يوافق أغراضه وأمياله والإغضاء عما لا يرضيه، وقد يجاري أغراضه فيصور الحقائق على خلاف ما هي، فالمؤرخ في دولة العباسيين لا يمكنه الثناء على بني أمية وذكر محامدهم وآثارهم، وإذا كان الأمير من أهل السنة مثلًا وكان متعصبًا على سواها لا يسع مؤرخه انتقاد أئمتها والثناء على العلويين، ولا يسع السنيين ولا الشيعيين ذكر محامد المعتزلة أو الزنادقة؛ ولذلك ضاع كثير من أخبار هاتين الطائفتين ولم يصلنا من تراجم رجالهما إلا النزر اليسير؛ ولهذا السبب أيضًا ضاع كثير من أخبار بني أمية؛ لأن التاريخ لم يتم نضجه في أيامهم، فما كان مدونًا تحت عنايتهم محاه مؤرخو العباسيين أو شوهوه أو بدلوه.

ولذلك لا تجد في التواريخ التي كتبت تحت رعاية هذه الدولة ما يحفل به من محامد الأمويين أو الشيعة أو المعتزلة ولا عيوب العباسيين، وإنما تجد ذلك متفرقًا عرضًا في كتب الأدب أو الرحلة أو غيرها مما لم تصل إليه نقمة ولاة الأمر، أو في كتب الفِرَق الأخرى المخالفة لهم، كل فرقة تذكر عيوب سواها وتخفي عيوب نفسها، فإذا عرضت لك حقيقة تاريخية عن إحدى هذه الفرق وأشكل عليك تعليلها ابحث عنها في كتب الفِرق الأخرى، فإنك في الغالب تجدها مطولة واضحة، وكثيرًا ما وقف ذلك عقبة في أبحاثنا التاريخية فتوخينا المقابلة بين الأقوال المختلفة فانكشفت لنا الحقيقة؛ لأنك لا تجد عيوب الخلفاء العباسيين إلا في كتب الشيعة أو في بعض كتب الأدب إذا كان كتَّابها بعيدين عن بغداد أو هم في غنى عن خلفائها كصاحب الأغاني والمسعودي أو من كتب بعد ذهاب دولتهم وهو على غير رأيهم كالفخري.

وكثيرًا ما يغضي المؤرخ عن عيوب وجيه أو وزير له عليه يد فلا يذكره بغير الثناء عليه أو هو يعدد فضائله ويغضي عن سيئاته، وتبقى هذه السيئات متناقلة على الألسنة حتى يدونها من يأتي بعد ذهاب دولة ذلك الوزير أو بعد تقلب الأحوال وهو حي كترجمة الصاحب بن عباد في يتيمة الدهر وفي معجم الأدباء، ولولا ضيق المقام لأتينا بالأمثلة الكثيرة، وربما فعلنا ذلك في مكان آخر.

(١-٣) تنزيه بعض العظماء عن الخطأ

ومما يزيد التاريخ تشويشًا من هذا القبيل رغبة بعض الكتاب في تنزيه الخلفاء ونحوهم عن الخطأ، فإذا وقع لهم كتاب فيه طعن بأحدهم أنكروه وتواصلوا بإزالته، وقد لا يكون من ذلك الكتاب إلا نسخ قليلة يسهل عليهم إعدامها، وإذا لم يستطيعوا ذلك اكتفوا بنزع المطاعن من النسخ التي بين أيديهم وزعموا أن ما يوجد في سواها دخل عليها من وضع الوراقين أو النساخين. وكثيرًا ما اتهم النساخون بذلك، وقد تكون التهمة في محلها كما تكون في غير محلها، ولكنهم يتذرعون بها إلى نزع ما يطعن في نزاهة من يريدون تنزيهه من كبرائهم وذويهم، وقد فعلوا ذلك في بعض ما نشر من الكتب بالطبع في القرن الماضي، فحذفوا منها قطعًا تراءى للناشر أنها تسيء بعض الأقوام، ولا تزال هذه القطع موجودة في نسخ خطية أخرى، وقد يطبع الكتاب الطبعة الأولى كاملًا فيحذفون منه شيئًا في الطبعة الثانية لاعتبار ديني أو سياسي.

وقد جرى ذلك في نشر كتاب تاريخ مختصر الدول لأبي الفرج الملطي بين طبعتيه في أوكسونبا وبيروت، فإذا تيسر وقوع التبديل اليوم في كتاب طبع ونشر، فكيف قبل ظهور الطباعة والأمير صاحب الأمر يفعل ما يشاء؟ أما إذا لم يتيسر لهم نزع المطاعن فإنهم يسيئون الظن بالمؤرخ ويتهمونه بالكذب أو الخيانة أو العصبية.

(١-٤) الوصف والتصوير

وزد على ذلك أن أولئك المؤرخين كان أكثر معولهم في تعريف أبطال التاريخ على الأوصاف المجردة من إطراء أو إعجاب، ويندر أن يشيروا إلى وصف المظاهر الطبيعية أو الصناعية أو الأبنية أو غيرها من المرئيات ولا كانوا يصورون المواقع ولا الرجال لأسباب ذكرناها في كلامنا عن التصوير في الإسلام من هذا الكتاب، فترتب على ذلك نقص هام في التاريخ العربي لخلو كتبه من الخرائط والرسوم أو الصور المنقولة عن الطبيعة ولا سيما في إبان التمدن الإسلامي، إلا ما وضعه بعض أصحاب التقاويم أو الجغرافية من الخرائط وأكثرها ضاع، ولكنك تجد كتب المتأخرين في العصر المغولي وما بعده تشتمل على بعض الرسوم الموضحة للفنون الحربية كما ستراه في مكانه، فهذا النقص وأمثاله من بواعث الإبهام والغموض والمناقضة تبعث على إعمال الفكرة لاستخراج الأسباب وتحقيق الوقائع، لكن كتَّاب العرب لم يتعرضوا لشيء من ذلك إلا بعد زوال الدول المسيطرة ونضج المبادئ الانتقادية في نفوسهم، ولا يبعد أن يكون بعض الكتاب المتقدمين في العصر العباسي كتب انتقادًا لم يصلنا، لكن المشهور أن القوم صرفوا قرائحهم الانتقادية إلى الأبحاث الكلامية أو الفقهية أو الشعرية مما لا يسيء الخليفة ولا الأمير، بخلاف الانتقاد التاريخي فإنه لا يخلو من إساءة.

(١-٥) مقدمة الفخري

ومن أقدم الذين تصدوا للنظر في التاريخ نظر الانتقاد والتدبر أو نشروا شيئًا يسيء صاحب الأمر أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني، وابن مسكويه في كتاب تجارب الأمم، والمسعودي في مروج الذهب، ولا نجد في هذه الكتب شيئًا كثيرًا مجموعًا في باب ولكنك تراه يتجلى في بعض المواضع، وهو أكثر وضوحًا في الآداب السلطانية للفخري المتوفى سنة ٧٠١. والرجل كتب بعد ذهاب الدولة العباسية وكان شيعيًّا وهو عاقل نقاد، فصدر كتابه بمقدمة انتقادية استرسل فيها بتقرير الحقائق التاريخية بلا ملاحظة ولا مراعاة لا يبالي أن ينحي بالطعن عند الحاجة. وجاء ذكر الرشيد في عرض كلامه وأورد البيت الذي قاله فيه أبو نواس وهو:

قد كنت خفتك ثم أمنني
من أن أخافك خوفك الله

فعقب على ذلك بقوله: «لم يكن الرشيد يخاف الله وأفعاله بأعيان علي عليه السلام وهم أولاد بنت نبيه لغير جرم تدل على عدم خوفه من الله تعالى، لكن أبا نواس جرى في ذلك على عادة الشعراء»، فمثل هذا التصريح لم يجرأ عليه مؤرخ تحت رعاية العباسيين. وفي مقدمة الفخري هذه انتقادات على مصنفي الكتب لتوخيهم الفصاحة والبلاغة حبًّا بالظهور والمباهاة لا حبًّا بإفادة القراء، وأتى بالأمثلة على ذلك، وقبح عادة القوم يومئذ في تحريض الشبان على حفظ المقامات لما تحويه من حوادث الحيل التي تصغر الهمم؛ لأنها مبنية على السؤال والاستجداء والتحيل القبيح، فإن نفعت من جانب اللغة أضرت من جانب الأخلاق، وهي انتقادات راقية جديرة بالاعتبار حتى في هذا العصر.

(١-٦) مقدمة ابن خلدون

فمقدمة الفخري هذه من قبيل الانتقاد التاريخي، لكن ابن خلدون خطا في مقدمته خطوة أخرى، فصدرها بفصل طويل في التاريخ وتحقيق مذاهبه مع ما يعرض للمؤرخين من المغالط والأوهام وأسبابهما، يدخل في نيف وعشرين صفحة كبيرة جزيل الفائدة، لكنه لم يسلم من آثار الرغبة في تنزيه العباسيين عن العيوب، فأنحى باللائمة على من زعم أن الرشيد أسرف أو أترف في الملابس والزينة وأنكر قول بعض المؤرخين أن العباسيين كانوا في صدر دولتهم يقتنون الحلي من الذهب أو غيره في لباسهم أو ركوبهم؛ لأن أول من أحدث الركوب بحلية الذهب المعتز بن المتوكل ثامن الخلفاء بعد الرشيد، وأن هذا كان حالهم أيضًا بملابسهم، لكنه عاد فغالط نفسه في نفس تلك المقدمة في باب انتقال الدولة من البداوة إلى الحضارة، وأشار إلى ما أنفقه المأمون في عرسه فذكر أنه أعطى عروسه في مهرها ليلة زفافها ألف حصاة من الياقوت وأوقد شموع العنبر وبسط لها فرشًا كان الحصير منها منسوجًا بالذهب مكللًا بالدر والياقوت. والمأمون ثاني الخلفاء العباسيين بعد الرشيد لا ثامنهم، واعتبر ذلك أيضًا في مواقف أخرى كدفاعه عن نسب عبيد الله المهدي مؤسس الدولة الفاطمية وغيره.

لكن هذا لا يقلل فضل ابن خلدون في فتحه باب الانتقاد التاريخي، وقد اقتدى به غيره بعده، وإن لم يتناول انتقادهم تراجم المعاصرين أو تدوين الحوادث الجارية في زمن المؤلف إلا قليلًا. للسبب الذي قدمناه من افتقار المؤرخين إلى الارتزاق من الذين يؤرخونهم؛ لأن المؤرخ كان يؤلف تاريخه غالبًا لصاحب الأمر في عصره تزلفًا إليه والتماسًا لعطائه، وإذا لم يكن يرجو عطاء وقال الحقيقة فلا يأمن غضبه. ولذلك ظل الناقدون من المؤرخين في اللغة العربية قليلين إلى عهد غير بعيد.

(١-٧) فلسفة التاريخ

ويدخل في الانتقاد التاريخي تدبر الحوادث التاريخية واستخراج الأحكام العامة منها وهي فلسفة التاريخ، وهذه قليلة عند مؤرخي العرب قد تجد نتفًا منها في خلال كتب السياسة أو الحكمة أو نحوها عرضًا في سبيل النصح أو العبرة أو نحو ذلك، وأول من أطال في هذا الباب أبو بكر الطرطوشي المتوفى سنة ٥٢٠ في كتابه «سراج الملوك»، فإنه وضع للسياسة قواعد وللحكومة شروطًا مبنية على تدبر الحوادث التاريخية لكنه لم يجعل ذلك علمًا ولا بناه على الأدلة المعقولة، ولا توسع به حتى يصح أن ينسب إليه، وهكذا يقال في سائر من نحا نحوه من أصحاب كتب السياسة أو كتب الأخلاق والآداب أو في مقدمات كتب التاريخ كما فعل الفخري وغيره.

وإنما يرجع الفضل في استنباط هذا العلم إلى ابن خلدون، فإنه وضع في فلسفة التاريخ علمًا سماه «طبيعة العمران في الخليقة» فصَّله في مقدمة تاريخه تفصيلًا لم يسبقه أحد إلى مثله، وقد ذكرنا قوله إنه مستنبط هذا العلم، وإليك تصريحه بذلك أيضًا في صدر مقدمته، قال: «ونحن ألهمنا الله إلى ذلك إلهامًا، وأعثرنا على علم جعلنا بين بكره وجهينة خبره، فإن كنت قد استوفيت مسائله وميزت عن سائر الصنائع أنظاره وإنحاءه فتوفيق من الله وهداية، وإن فاتني شيء في إحصائه واشتبهت بغيره مسائله فللناظر المحقق إصلاحه، ولي الفضل لأني نهجت له السبيل وأوضحت له الطريق والله يهدي بنوره من يشاء»، وسنأتي على تفصيل ذلك عند كلامنا عن هذه المقدمة.

(٢) المؤرخون

ونقسم المؤرخين في هذا العصر نحو ما قسمناهم في العصر الماضي حسب المواطن، فهم بهذا الاعتبار قسمان كبيران:
  • (١)

    مؤرخو مصر والشام.

  • (٢)

    مؤرخو سائر البلاد.

ويقسم مؤرخو مصر والشام إلى أقسام باعتبار مواضيع كتبهم إلى مؤرخي السِّير والأفراد وأصحاب التراجم ومؤرخي البلاد والدول وأصحاب التاريخ العام، فلنبسط الكلام في كل باب على حدة حسب سني الوفاة:

(٢-١) مؤرخو مصر والشام

أولًا: أصحاب السير

  • (١)
    ابن عبد الظاهر (توفي سنة ٦٩٣ﻫ): هو عبد الله بن عبد الظاهر بن نشوان بن عبد الظاهر بن نجدة الجذامي المصري القاضي محيي الدين، ولد سنة ٦٢٠ وكان كاتبًا وشاعرًا تحدى القاضي الفاضل في أسلوبه، وله رسائل ذكر أمثلة منها صاحب فوات الوفيات في ترجمته (٢١٢ ج١) وجاء بأمثلة من نظمه، وإنما اشتهر بتاريخه «الروضة البهية الزاهرة في خطط المعزية القاهرة»، ومنها استقى المقريزي في تأليف خططه. وقد ذكرها كشف الظنون ولا نعلم محل وجودها أو لعلها ضاعت، وإنما وصلنا من مؤلفات ابن عبد الظاهر:
    • (أ)

      سيرة السلطان الملك الظاهر بيبرس، المتوفى سنة ٦٧٦ﻫ منظومة شعرًا منها نسخة في المتحف البريطاني، وأخرى في مكتبة محمد الفاتح بالأستانة، وقد وضعها نثرًا شافع العسقلاني المتوفى سنة ٧٣٠ في كتاب سماه «المناقب السرية المنتزعة من السيرة الظاهرية» في ليدن.

    • (ب)

      الألطاف الخفية من السيرة الشريفة السلطانية الأشرفية: وهو تاريخ مصر في زمن السلطان الملك الأشرف خليل بن قلاوون (٦٨٩–٦٩٣) ألفها في أيامه ورتبها على السنين، منها الجزء الثالث في منشن بخط المؤلف يبدأ بحوادث الشهر الثالث من السنة ٦٩٠ إلى ٢٧ محرم سنة ٦٩١ وقد طبعت في أوربا.

    • (جـ)

      مقامة في مصر والنيل، في برلين (فوات الوفيات ٢١٢ ج٢).

  • (٢)
    ابن سيد الناس (توفي سنة ٧٣٤ﻫ): هو فتح الدين اليعمري الأندلسي من كبار المحدثين أصله من إشبيلية، وولد في القاهرة سنة ٦٦١ وأقام في دمشق ثم عاد إلى القاهرة ودرس في المدرسة الظاهرية، وكان من بيت رئاسة وعلم وأدب وشعر، يهمنا من مؤلفاته:
    • (أ)

      عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير: في غزوات سيد ربيعة ومضر وفي شمائله إذ هي أشرف شمائل البشر، هو من مطولات السيرة النبوية استخرجه مما كُتب من هذه السيرة قبله، منها نسخ في برلين وغوطا وباريس وأيا صوفيا وكوبرلي والمتحف البريطاني، وفي المكتبة الخديوية نسخة في مجلدين صفحاتهما ١١٢٠ صفحة كبيرة وفيها فوائد هامة لا توجد في سواها، وقد اختصرها هو بكتاب سماه «نور العيون في تلخيص سيرة الأمين والمأمون» منه نسخة في المكتبة الخديوية في جزء صغير، ولها مختصرات أخرى، وعليها شرح اسمه «نور النبراس على سيرة ابن سيد الناس» لسبط بن العجمي في برلين وباريس، وفي المكتبة الخديوية منه جزءان.

    • (ب)

      بشرى اللبيب في ذكرى الحبيب: هي قصيدة في مدح النبي طبعت في ستراليسوندي سنة ١٨١٥ وغيرها.

      (فوات الوفيات ١٦٩ ج٢ والدرر الكامنة ج٣ وطبقات الحفاظ ٧٠).

  • (٣)
    ابن عربشاه (توفي سنة ٨٥٤ﻫ): هو أحمد بن محمد بن عبد الله شهاب الدين بن شمس الدين الدمشقي الرومي، ويعرف بابن عربشاه وبالعجمي، ولد سنة ٧٩١ بدمشق ونشأ فيها وهرب مع أمه وأخوته إلى بلاد الروم ومنها إلى سمرقند وبلاد الخطا، وأقام في تركستان وتلقى العلم على شيوخ تلك البلدان وغيرهم، ثم نزح إلى المملكة العثمانية في آسيا الصغرى وخدم سلطانها محمد الأول (تولى سنة ٨٠٥–٨٢٤) فنقل له بعض الكتب من الفارسية إلى التركية، وتولى ديوان الإنشاء وكتب عنه إلى ملوك الأطراف عربيها وفارسيها وتركيها، فلما مات السلطان المذكور عاد ابن عربشاه إلى الشام، فأقام في حلب وقد تزايدت معارفه وانقطع للمطالعة في الفقه والبيان، ونزح إلى القاهرة في زمن الملك الظاهر جقمق (تولى سنة ٨٤٢–٨٥٧) حتى مات سنة ٨٥٤ في الخانقاه بالصالحية، وكان بارعًا في النظم والنثر وسائر العلوم يكتب في اللغات الثلاث العربية والفارسية والتركية وأتقن الخط، وهذه أشهر مؤلفاته التي وصلت إلينا:
    • (أ)

      عجائب المقدور في نوائب تيمور: هو تاريخ تيمورلنك الفاتح المغولي بسط فيه حال ذلك الطاغية وما ارتكبه في أثناء حروبه من الفظائع وقد عاصره وسمع به، وهو مسجع العبارة، طبع بمصر مرارًا، ونقل إلى اللاتينية وطبع غير مرة في مجلدين في ليدن وباريس وأوكسفورد.

    • (ب)

      التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر (جقمق): في جزءين منه نسخة في المتحف البريطاني، بعضه في سيرة هذا السلطان والبعض الآخر في التاريخ العام من سنة ٨٤١–٨٤٣، ومنه نسخة في المكتبة الخديوية بين كتب زكي باشا.

    • (جـ)

      فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء: في الأدب على ألسنة الحيوانات نحو كتاب كليلة ودمنة منقولة عن مرزبان نامة نثرًا مسجعًا، منها نسخ في أهم مكاتب أوربا والمكتبة الخديوية، وقد طبعت في الموصل سنة ١٨٦٩ وفي مصر مرارًا وفي بونا سنة ١٨٣٢.

    • (د)

      مرزبان نامة، تشبه المتقدم ذكرها، طبعت في مصر على الحجر سنة ١٢٧٨.

    • (هـ)

      جلوة الأمداح الجمالية في حلتي العروض العربية، قصيدة في ١٨٣ بيتًا في برلين.

  • (٤)
    القسطلاني (توفي سنة ٩٢٣ﻫ): هو الإمام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد القسطلاني القتيبي المصري من المحدثين المشاهير، ولد في القاهرة وحج إلى مكة مرتين، وقد ذكرناه هنا؛ لأنه ألف في السيرة النبوية كتابًا نفيسًا، وهاك ما يهمنا ذكره من مؤلفاته:
    • (أ)

      المواهب اللدنية في المنح المحمدية: هو كتاب جليل القدر ليس له نظير في بابه، رتبه على عشرة مقاصد في نسب النبي وولادته ورضاعه ومغازيه وسراياه مرتب على السنين إلى وفاته، وفيه فصول في أسمائه وأولاده وأزواجه وأعمامه وخدمه ومعجزاته وخصائصه، فرغ من تبييضه سنة ٨٩٩، وطبع في القاهرة سنة ١٢٨١ وغيرها، وعليه عدة شروح منها شرح الزرقاني (١١٢٢) طبع بمصر سنة ١٢٧٨ في ثمانية مجلدات، وقد ترجمت المواهب اللدنية إلى التركية وطبعت بالأستانة سنة ١٢٦١.

    • (ب)

      إرشاد الساري إلى شرح البخاري: طبع بمصر سنة ١٣٠٦ في عشرة مجلدات وله مؤلفات في الحديث أغضينا عنها (الخطط التوفيقية ١١ ج٦).

سير أخرى

  • (٥)
    سبك النضار وكسب المفاخر ونثر الدرر ونظم الجواهر: في سيرة المعز الأشرف السيفي أقباي، لعبد الله بن محمد بن عبد الله التركي الغزي، هو أقرب إلى كتاب مدائح منه إلى سيرة أو ترجمة، منه نسخة من جملة كتب زكي باشا في المكتبة الخديوية.
  • (٦)
    تاريخ السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون وبنيه: لشمس الدين الشجاعي، منه جزءان في برلين من سنة ٧٣٧–٧٤٥.
  • (٧)
    الدر النضيد في مناقب الملك الظاهر أبي سعيد: لمحمد بن عقيل في برلين.
  • (٨)
    الدرة المضية في الدولة الظاهرية: هي سيرة السلطان برقوق لمحمد بن صرصراء، ألفها نحو سنة ٨٠٠ منها نسخة في أكسفورد.
  • (٩)
    الدر الثمن في سيرة نور الدين (زنكي): لبدر الدين محمد بن الشهيد الدمشقي (غير الآتي ذكره) كتبها سنة ٨٧٤ منها نسخة في أكسفورد.
  • (١٠)
    تاريخ الملك الأشرف قايتباي: في أكسفورد، ليس عليه اسم المؤلف.
  • (١١)
    إيضاح الظلم وبيان العدوان: في تاريخ النابلسي الخارج الخوان للحسن بن أحمد بن عربشاه وهو ابن شهاب الدين المتقدم ذكره فيها دفاع عن سكان دمشق ضد إبراهيم النابلسي الذي استبد فيها في القرن التاسع للهجرة.

ثانيًا: المعاجم التاريخية في مصر والشام

  • (١)
    ابن أبي أصيبعة (توفي سنة ٦٦٨ﻫ): هو موفق الدين أبو العباس أحمد بن القاسم بن أبي أصيبعة السعدي الخزرجي، ولد في دمشق سنة ٦٠٠ وكان أبوه طبيبًا يعالج الرمد فيها فتلقى الطب عنه ثم أتم العلم في المارستان الناصري في القاهرة، وانتظم في خدمة الدولة الأيوبية، ونال المناصب في دولتهم ودعاه عز الدين أيدمر إلى صرخد فرحل إليه، وتوفي هناك سنة ٦٦٨ واشتهر بكتابه في التراجم المسمى: عيون الأنباء في طبقات الأطباء، ألفه لأمين الدولة وزير الملك الصالح وهو من خيرة كتب التراجم، لا يشبهه منها إلا كتاب أخبار الحكماء للقفطي المتقدم ذكره، لكنه أوسع منه وأوفر مادة، ويختلف عنه أن التراجم فيه غير مرتبة على الأبجدية كما في ذاك بل هي مرتبة حسب البلاد وأطباء كل بلد حسب الوفاة من أقدم أزمنة التاريخ إلى أيامه. طبع في كونكسبرج سنة ١٨٨٤ بعناية المستشرق مولر الألماني نقلًا عن نسختين في إحداهما زيادات لبعض تلامذته، وطبع في مصر ١٢٩٩ في مجلدين كبيرين.

    يشتمل الأول منهما على تراجم أطباء اليونان إلى ظهور الإسلام، وتراجم أطباء العرب في صدر الإسلام وأطباء السريان في الدولة العباسية ونقلة العلم من اليوناني والسرياني إلى العربي، والأطباء الذين ظهروا ببلاد العجم من مسلمين وغيرهم، وفي الجزء الثاني تراجم من بقي من أطباء العجم وأطباء الهند وبلاد المغرب ومصر والشام، وربما زادت التراجم فيه على ٤٠٠ ترجمة لأشهر الأطباء والحكماء والفلاسفة ونحوهم مما لا يستغنى عنه في تاريخ آداب اللغة العربية، فضلًا عما يشتمل عليه من الفوائد الاجتماعية والأدبية والاقتصادية، وقد عول المستشرق لاكلارك عليه وعلى أخبار الحكماء في تأليف كتابه «تاريخ الطب العربي» في اللغة الفرنساوية، طبع في باريس سنة ١٨٧٦.

    وترجمه ابن أبي أصيبعة في الجزء الثاني من كتاب لاكلارك المذكور صفحة ١٨٧.

  • (٢)
    ابن خلكان (توفي سنة ٦٨١ﻫ): هو قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان الأربلي أحد الصدور العظام من بيت كبير في العراق ينتسب إلى البرامكة، ولد سنة ٦٠٨ في إربل وخرج منها سنة ٦٢٦، ودخل حلب أقام فيها سنتين وتنقل في غيرها حتى استقر في دمشق سنة ٦٣٣، وتولى قضاء الشام ودرس في عدة مدارس ورحل إلى الإسكندرية ومصر وأقام فيها سنة ٦٣٧ ثم عاد إلى الشام يدرس في المدرسة الأمينية بدمشق، وتوفي وهو ابن ٧٣ سنة، وكان له نظم حسن ومحاضرات في غاية الجودة وإنما اشتهر بكتابه: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان مما ثبت بالنقل أو السماع أو أثبته العيان: هو معجم تاريخي قال في مقدمته: إنه كان مولعًا بالاطلاع على أخبار المتقدمين فجمع منها شيئًا كثيرًا وتعب في تحقيق وفياتهم وموالدهم، فنقل عمن سبقه وأخذ من أفواه الأئمة المعاصرين، قضى في ذلك عدة سنين فاجتمع عنده تراجم كثيرة فرتبها على الأبجدية لتسهل مراجعتها، ولم يذكر من الصحابة ولا التابعين إلا جماعة قليلة دعت الحاجة إلى ذكرهم، وكذلك الخلفاء لم يذكر أحدًا منهم اكتفاء بالمصنفات الكثيرة في هذا الباب، وترجم ما خلا ذلك من العلماء والملوك والأمراء والوزراء والشعراء وكل من له شهرة بين الناس يقع السؤال عنه، وقد بذل العناية في تحقيق نسب كل واحد وسنة ولادته وسنة وفاته، وهذا من مميزات كتابه، ويمتاز أيضًا بتقييده الأعلام بالحركات وتعريف الأمكنة والأشخاص مما يفتقر إليه طالب التاريخ، وفرغ من تأليفه سنة ٦٧٢. لم يخلف ابن خلكان غير هذا الكتاب لكنه يساوي مئات من الكتب وهو ذخيرة علم وأدب وتاريخ ولغة، جمع فيه زبدة ما ألفه العلماء قبله في تراجم الرجال وأضاف إليه ما عرفه هو من معاصريه وحقق ودقق، وتجد في خلاله كثيرًا من دلائل العناية في الضبط والروية، تزيد عدد التراجم فيه على ثمانمائة ترجمة، وإنما ينتقد عليه أنه رتب الأعلام على أسماء أصحابها وإن لم يشتهروا بها كما فعل أكثر أصحاب المعاجم التاريخية في ذلك العصر، فهم يترجمون ابن سينا مثلًا بباب الحاء لأن اسمه الحسين، وصلاح الدين الأيوبي بباب الياء؛ لأنه اسمه يوسف، على أن هذا يمكن استدراكه بوضع فهرس أبجدي بعد الطبع. طبع هذا الكتاب في باريس سنة ١٨٣٨–١٨٤٢ وفي غوتنجن سنة ١٨٣٥–١٨٤٣ وفي مصر مرارًا، وهو شائع متداول وعليه معولنا في تحقيق كثير من التراجم.

    والظاهر أن المخطوطات التي نشرت هذه الطبعات عنها كان ينقصها بعض التراجم؛ لأن صاحب كشف الظنون ذكر أن عدد التراجم فيه ٨٤٦ ترجمة وليس في النسخ المطبوعة أكثر من ٨٢٥ ترجمة، ويؤيد ذلك أنهم عثروا في مكتبة أمستردام على ١٣ ترجمة جديدة طبعوها في أمستردام مع ترجمة لاتينية سنة ١٨٤٥ وهي تراجم أبي العباس القسطلاني وحاتم الأصم وابن مسكين والحسن بن علي وشبيب بن شيبة وشعبة بن الحجاج وشعيب بن حرب وأبي وائل الأسدي وصالح بن عبد القدوس وصالح بن بشر وأم المؤمنين عائشة وعافية بن زيد وعبد الله بن عباس، ولا يبعد أن يظفروا بتراجم أخرى، ويا حبذا لو أضيفت هذه الزيادات إلى الطبعات الأولى.

    ونظرًا لأهمية هذا الكتاب فقد اهتمت الأمم بنقله إلى ألسنتها، فنقله إلى الفارسية يوسف بن عثمان سنة ٨٩٥ في المتحف البريطاني، وابن أويس اللطيفي في أكسفورد، وترجمه إلى الإنكليزية دي سلان ونشر في لندن سنة ١٨٤٢–١٨٧١ في أربعة مجلدات ضخمة، ونشر بعضه مع ترجمة لاتينية في ليدن سنة ١٩٠٨، واشتغل كثير من الأدباء في اختصاره والتذييل عليه أو انتقاده، وقد فصل ذلك صاحب كشف الظنون في أماكن كثيرة، فمن مختصراته مختصر لابنه موسى في المكتب الهندي بلندن، وآخر للبارزي في باريس وآخر لابن حبيب الحلبي في برلين، وأما ذيوله فأشهرها «تالي وفيات الأعيان» للموفق فضل الله بن فخر الصقاعي في تراجم من توفي بمصر والشام من سنة ٦٦٠–٧٢٥ منه نسخة في باريس، و«فوات الوفيات» لمحمد بن شاكر الكتبي الآتي ذكره، و«التجريد» في مختصر تاريخ ابن خلكان لوحدي بن إبراهيم المتوفى سنة ١١٢٦ منه نسخة في المكتبة الخديوية في ١١٢ صفحة بخط المؤلف، وممن انتقده تاج الدين المخزومي المتوفى سنة ٧٤٣، فإنه ذيل عليه ٣٠ ترجمة وزيف كلامه وفضل ابن الأثير عليه، وقد شنع عليه بعض المؤرخين من جهة اختصاره تراجم كبار العلماء وتطويله في تراجم الشعراء والأدباء، لكن ذلك لم يقلل شيئًا من قدر هذا الكتاب النفيس (ترجمته في فوات الوفيات ١٥٥ وابن خلكان ٤٢٢ ج٢).

    ابن خلكان آخر: وفي مكتبة أكسفورد كتاب اسمه «التاريخ الأكبر في طبقات العلماء وأخبارهم» ينسب إلى بهاء الدين محمد بن محمد بن خلكان المتوفى سنة ٦٨٣، فلعله أخوه.
  • (٣)
    الادفوي (توفي سنة ٧٤٨ﻫ): هو كمال الدين جعفر بن ثعلب الأدفوي، كان فقيهًا ولغويًّا ولد سنة ٦٨٥ وعاش في قرية بجوار القاهرة حتى توفي سنة ٧٤٨ أهم مؤلفاته:
    • (أ)

      الطالع السعيد الجامع لأسماء نجباء الصعيد، يشتمل على تراجم مشاهير عصره في الصعيد، رتبه على حروف المعجم، وصدره بمقدمة في هذا الإقليم مع ذكر محاسنه ثم ترجم نجباءه. فرغ من تأليفه سنة ٧٣٨ بالقاهرة. منه نسخة في المكتبة الخديوية في نحو ٦٨٠ صفحة، ومنه أيضًا نسخ في أكسفورد وباريس، وقد استعان في تأليفه بكتاب المقال المخصوص في مدح مدينة قوص لمحمد بن أفضل الدين القدسي المخزومي القوصي منه نسخة في غوطا.

    • (ب)

      البدر السافر وتحفة المسافر، في تراجم مشاهير القرن السابع للهجرة في فينا.

    • (جـ)

      الإمتاع بأحكام السماع، بحث في ضروب الغناء من حيث جوازه أو تحريمه وفيه فوائد موسيقية عن آلات العزف والضرب، في المكتبة الخديوية ٣٣٢ صفحة.

    • (د)

      فرائد الفوائد ومقاصد القواعد في الفروض، في غوطا (الدرر الكامنة ج١).

  • (٤)
    صلاح الدين الصفدي (توفي سنة ٧٦٤ﻫ): هو صلاح الدين أبو الصفاء خليل بن أيبك الصفدي، ولد في صفد سنة ٦٩٦ﻫ وتلقى العلم في دمشق عن ابن نباتة الشاعر المتقدم ذكره وعن أبي حيان اللغوي وابن جماعة والمزي الفقيهين، وتولى ديوان الإنشاء في صفد والقاهرة ثم في حلب، وتولى وكالة بيت المال في دمشق ومات هناك سنة ٧٦٤، وهو من أعظم كُتاب العصر المغولي ومن أوسعهم علمًا وأكثرهم عملًا، ألف في مواضيع شتى وعلى أساليب حسنة وغلبت عليه التراجم التاريخية نذكر ما وقفنا على خبره منها:
    • (أ)

      الوافي في الوفيات، هو معجم للتراجم لعله أكبرأن هذا الكتاب النفيس لا يوجد كاملًا المعاجم التاريخية المعروفة من نوعه، يدخل في نحو خمسين مجلدًا جمع فيه تراجم الأعيان ونجباء الزمان ممن وقع عليه اختياره، فلم يغادر أحدًا من أعيان الصحابة والتابعين والملوك والأمراء والقضاة والقراء والمحدثين والفقهاء والمشايخ والصلحاء والأولياء والنحاة والأدباء والشعراء والأطباء والحكماء وأصحاب النحل والبدع والآراء وأعيان كل فن ممن اشتهر أو أتقن إلا ذكره، وذكر كل من فتح فتحًا يسره أو خبرًا قرره أو جودًا أرسله أو رأيًا أعمله أو حسنة أسداها أو سيئة أبداها أو بدعة سنها وزخرفها أو كتابًا وضعه أو تأليفًا جمعه أو شعرًا نظمه أو نثرًا حكمه، رتبه على أحرف الهجاء لكنه بدأ بالمحمدين، وأتم بعدهم حرف الميم ثم عاد إلى الألف فما بعدها، ويأتي في آخر ترجمة كل اسم بأسماء الذين اشتهروا بذلك الاسم ولهم أسماء أخرى، فيشير إلى أماكن تراجمهم من الكتاب وبأي اسم ترجمهم فيه.

      ومن موجبات الأسف أن هذا الكتاب النفيس لا يوجد كاملًا في مكان واحد، وربما لا يتيسر جمع نسخة كاملة من الأجزاء المتفرقة في المكاتب التي بلغنا خبرها، فمنه قطعة بخط المؤلف في غوطا وتسعة أجزاء غير متناسقة في مكتبة تونس، والجزء الأول في فينا والأجزاء ٣ و٩ و٢٤ و٢٥ في المتحف البريطاني، و٥ و٦ و١١ و١٣ و١٤ و١٥ و١٦ و٢٠ و٢١ و٢٤ و٢٦ في أكسفورد، والثامن والخامس عشر في باريس، ومنه ٤ أجزاء في مكتبة حلب وسبعة أجزاء في نور عثمانية، ووقفنا في الخزانة التيمورية على ستة أجزاء منه وهي: الأول ينقص من أوله والثالث يبدأ بترجمة محمد بن عبد وينتهي بترجمة المنذر بن سعيد، والخامس من ترجمة إبراهيم إلى أحمد والسادس من أحمد بن سلام إلى أحمد بن محمد، والأجزاء ١٢ و١٣ و١٤ تبدأ بحيدر بن مسرور وتنتهي بعباد بن محمد، وصفحات الأجزاء الستة المذكورة ١٧٣٠ صفحة كبيرة بخط مغربي، وفي هذه الخزانة أيضًا نسخة أخرى من الجزء الأول منقولة عن مكتبة حلب في ١٥١٦ صفحة، فاعتبر كم يكون مجموع صفحاته كلها، فلا غرو إذا قلنا: إنه أكبر كتب التراجم، وقد طبعت مقدمة هذا التاريخ في المجلة الآسيوية الفرنساوية سنة (١٩١١–١٩١٢)، ونشرت في كتاب على حدة مع ترجمة فرنساوية لإميل أمار، ولا يبعد أن توجد من هذا المعجم نسخة كاملة في بعض المكاتب الخصوصية البعيدة، فمن علم بذلك وأعلنه لأصحاب الشأن فإنه يخدم آداب اللغة العربية خدمة حسنة.

    • (ب)

      التذكرة الصلاحية: هي مطول في الأدب والشعر في ٣٠ مجلدًا مرتب نحو ترتيب كتاب المستطرف حسب المواضع، وفيه كثير من الفوائد التاريخية والاجتماعية، ويقسم إلى أبواب في أنواع الفضائل والرذائل، وفيه كثير من تراجم الشعراء والأدباء، لا يوجد منه نسخة كاملة في مكان نعرفه ولكن منه أجزاء متفرقة في غوطا وأكسفورد والمتحف البريطاني، وفي المكتبة الخديوية أربعة أجزاء غير متتالية تدخل في نحو ألف صفحة بخطوط مختلفة، ويظهر من اسمها وترتيبها أنه ألفها كالمذكرة للكاتب يرجع إليها إذا أراد اقتباس الأقوال أو الأشعار في موضوع يريد الكتابة فيه.

    • (جـ)

      نصرة الثائر على المثل السائر: هو انتقاد على المثل السائر لابن الأثير استدرك عليه فيه أشياء فاتته، وانتقد عليه إعجابه بنفسه وإطراءه عمله، والحق يقال: إن ابن الأثير صاحب المثل السائر من أكثر الناس إعجابًا بنفسه، وقد بالغ في ذلك كما يظهر من مقدمة كتابه المذكور فآخذه عز الدين بن أبي الحديد في كتابه «الفلك الدائر»، فلم يجد صلاح الدين الصفدي ذلك وافيًا بما يريده فألف نصرة الثائر هذه، منها نسخة في المكتبة الخديوية في ٢٠٠ صفحة.

    • (د)

      تشنيف السمع في انسكاب الدمع: جمع فيه ما قاله الشعراء في الدمع ووصفه، جعل ذلك في مراتب، فبدأ بالبكاء في شعر الجاهلية كقول امرئ القيس: «قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل» وقول قيس بن ذريح: «هل الحب إلا عبرة ثم زفرة»، وتدرج إلى زعمهم إن الدمع فاضح سرهم، إلى أن خرج عن دائر الأمر المعهود فصار كالمطر المنهمل وجرى كالأنهار أو البحور مع بحث انتقادي منه نسخة في المكتبة الخديوية في ١٧٧ صفحة.

    • (هـ)

      أعيان العصر وأعوان النصر: مجموع تراجم مشاهير القرن الثامن للهجرة إلى أيامه من النساء والرجال، منه نسخة في الأسكوريال وأيا صوفيا في تسعة أجزاء كاملة، ومنه أجزاء متفرقة في مكتبة عاشر أفندي بالأستانة.

    • (و)

      نكت الهميان ونكت العميان: أخبار مشاهير العميان منه نسخ في برلين وبطرسبورج وفي كتب زكي باشا بالمكتبة الخديوية، وطبع بمصر سنة ١٩١٠.

    • (ز)

      ألحان السواجع بين البوادي والمراجع أو الغادي والراجع، وهي مكاتباته مع معاصريه مرتبة على الهجاء باعتبار أسمائهم، منها نسخ في أكثر مكاتب أوربا والأستانة.

    • (ح)

      الشعور بالعور: نحو نكت الهميان في العميان في برلين.

    • (ط)

      الشعور بالعور: نحو نكت الهميان في العميان في برلين.

    • (ي)

      تحفة ذوي الألباب: أرجوزة نظم بها كتابًا لابن عساكر في أمراء مصر منه نسخة في بطرسبورج.

    • (ك)

      منشآت الصفدي: مجموع مقالات أو رسائل على لسانه أو لسان الأشراف أو غيره وتواقيع وتقارير رسمية ومناشير ونحو ذلك، ويشتمل على كثير من الفوائد الاجتماعية والعادات السياسية والتاريخية. منه نسخة في المكتبة الخديوية في ١٤٠ صفحة.

    • (ل)

      تمام المتون في شرح رسالة ابن زيدون: صدرها بترجمة ابن زيدون مطولًا ومراسلاته مع انتقادات شعرية ونوادر تاريخية على الملوك والقواد يليه الشرح، منه نسخة خطية في المكتبة الخديوية في ٢٤٠ صفحة.

    • (م)

      الغيث المنسجم في شرح لامية العجم: هو شرح قصيدة الطغرائي الشهيرة مطولًا في ٥٥٠ صفحة، طبعت في الإسكندرية سنة ١٢٩٠ وفي مصر ١٣٠٥ في مجلدين وفيها فوائد تاريخية هامة.

    • (ن)

      دمعة الباكي ولوعة الشاكي: يشتمل على أخبار أهل الغرام وفيه كثير من أقوالهم، ويسمى أيضًا «المقدمة السنية والجوهرة البهية» منه نسخ في غوطا وباريس وطبع بمصر سنة ١٣٠٧ وفي الأستانة.

    • (س)

      ديوان الفصحاء وترجمان البلغاء: مجموع قطع بليغة نظمًا ونثرًا جمعها للسلطان الملك الأشرف، منها نسخة في فينا بخط المؤلف.

    • (ع)

      الحسن الصريح في مائة مليح: مجموع أشعار في الغلمان منها نسخ في المتحف البريطاني وأيا صوفيا.

    • (ف)

      كشف الحال في وصف الخال: أكثر فيه من الجناس المصحف، وفيه خلاعة. منه نسخة في هفينا.

    • (ص)

      جنان الجناس: في البديع، طبع في الأستانة سنة ١٣٠٠.

    • (ق)

      فض الختام في التورية والاستخدام: من أبواب البيان، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٢٠٠ صفحة وفي كوبرلي.

    • (ر)

      الروض الناسم والثغر الباسم، في الأدب في الأسكوريال.

    • (ش)

      الكشف والتنبيه على الوصف والتشبيه: مجموع أمثلة في باريس.

    • (ت)

      رشف الزلال في وصف الهلال: أشعار في وصفه في برلين.

    • (ث)

      رشف الرحيق في وصف الحريق: مقامة، في الأسكوريال.

    • (خ)

      اختراع الخراع: في علوم اللغة والعروض، في ليدن.

    • (ذ)

      صرف العين عن حرف العين: بالأدب، في المكتبة العمومية بالأستانة.

    • (ض)

      نفوذ السهم فيما وقع فيه الجوهري من الوهم: انتقاد على الصحاح وإصلاح ما فيه، منه عشر كراريس في المكتبة العمومية بالأستانة.

    • (ظ)

      له عدة قصائد وموشحات متفرقة في المكاتب (ترجمته في الدرر الكامنة ج١).

  • (٥)
    ابن شاكر الكتبي (توفي سنة ٧٦٤ﻫ): هو محمد بن شاكر بن أحمد بن عبد الرحمن صلاح الدين (أو فخر الدين) الحلبي الداراني الدمشقي الكتبي، تعلم في حلب ودمشق وكان فقيرًا فاتجر ببيع الكتب فاكتسب بذلك ثروة، وله:
    • (أ)

      فوات الوفيات: اشتهر به، وقد جعله ذيلًا لوفيات الأعيان لابن خلكان، ذكر فيه ما فات ابن خلكان، ذكره من التراجم، فبلغ ذلك نحو ٥٥٠ ترجمة مرتبة على الهجاء، منها تراجم قليلة أوردها ابن خلكان، طبع بمصر سنة ١٢٨٣ عن نسخة كانت في مكة منقولة عن خط المؤلف، وطبع أيضًا بمصر سنة ١٢٩٩ في مجلدين.

    • (ب)

      عيون التواريخ: هو مجموع للتراجم مرتب على السنين، انتهى فيه إلى سنة ٧٦٠ في ستة مجلدات، منه نسخة في المكتبة الظاهرية بدمشق، ومجلد في غوطا فيه التراجم من سنة ٢٩٧–٣٣٧ ومجلد في باريس وآخر في المتحف البريطاني وفي الفاتيكان برومية (ترجمته في الدرر الكامنة ج٣).

  • (٦)
    ابن حجر العسقلاني (توفي سنة ٨٥٢ﻫ): شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد المعروف بابن حجر العسقلاني الكناني، هو معدود من المحدثين لكننا وضعناه بين أصحاب التراجم لكثرة مؤلفاته في هذا الباب، أصله من عسقلان وولد في مصر العتيقة سنة ٧٧٣ توفي والداه وهو صغير فاحتضنه أحد أقاربه، وحج وهو غلام ثم جاء مصر وتعاطى التجارة وأحب الشعر، ثم عكف على العلم فتلقاه عن شيوخ مصر، وسافر إلى الصعيد وفلسطين ثم اليمن وتعرف في زبيد إلى الفيروزآبادي صاحب القاموس، وحج ثانية وعاد إلى القاهرة، ورحل سنة ٨٠٢ إلى دمشق وله رحلات أخرى عديدة إلى اليمن وغيرها، ووجه عنايته إلى الحديث والفقه وتولى الإفتاء والتدريس وكثر تلاميذه، وعينه الملك الأشرف برسباي قاضي قضاة مصر كلها سنة ٨٢٧، وكانوا يعولون عليه في الإفتاء لسعة علمه وقوة حجته، وكان خطيبًا بليغًا واشتغل في التأليف فزادت مؤلفاته على مائة كتاب انتشرت في حياته وتهاداها الملوك واستنسخها الأكابر، وكان لطيف المجلس ظريف النادرة. وقد ترجمه شمس الدين السخاوي الآتي ذكره بمجلد خاص ذكر فيه مناقبه وأعماله سماه «الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر» منه نسخة في باريس، وكذلك فعل القضاعي في كتابه «فهرست مصنفات شيخ الإسلام ابن حجر» منه نسخة في ليدن، وتوفي في القاهرة سنة ٨٥٢ وهاك ما يهمنا ذكره من مؤلفاته:
    • (أ)

      الإصابة في تمييز الصحابة: هو مطول في التراجم مرتب على حروف المعجم جمع فيه ما في الاستيعاب وذيله وأسد الغابة واستدرك عليها كثيرًا، وطبع في كلكتة سنة ١٨٥٦ وفي مصر سنة ١٣٢٣ في ثمانية مجدات ضخمة، تتضمن تراجم الصحابة والتابعين قسمها إلى أربع طبقات؛ الأولى من وردت صحبته بطريق الرواية عنه أو عن غيره، والثانية في ذكر الصحابة الذين ولدوا في زمن النبي، والثالثة في ذكر المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام ولم يرد أنهم اجتمعوا بالنبي، والرابعة فيمن ذكر على سبيل الوهم والغلط، واختص الجزء السابع من الكتاب بالصحابة المعروفين بالكنى، والثامن لأسماء النساء، وكل قسم من هذه الأقسام مرتب على حروف المعجم وهو من أهم الكتب لتراجم رجال صدر الإسلام.

    • (ب)

      المعجم المفهرس: في الحديث، ألفه بناء على طلب بعض الإخوان رتب فيه الأحاديث على حروف المعجم بعد تجريدها من الأسانيد ليسهل تناولها على الناس، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٣٧٠ صفحة.

    • (جـ)

      المجمع المؤسس للمعجم المفهرس: ذكر فيه أسماء شيوخه وأساتذته ورتبها على الهجاء في قسمين: الأول من أخذ عنه بطريق الرواية والثاني من أخذ عنه بطريق الدراية، ألفه سنة ٨٣٢ منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٤٦٦ صفحة كبيرة.

    • (د)

      الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة: معجم وافٍ لتراجم مشاهير القرن الثامن للهجرة، ترجم فيه الذين توفوا بين أول سنة ٧٠١ وآخر سنة ٨٠٠ﻫ من العلماء والملوك والأمراء والكتاب والوزراء والأدباء والشعراء والرواة، ممن عرفهم أو سمع عنهم ولا سيما في مصر والشام، واقتبس شيئًا من كتاب أعيان العصر لصلاح الدين الصفدي المتقدم ذكره ومجالي الغرر لأبي حيان ودمية القصر، وأخذ عن الذهبي والعمري والمقريزي وغيرهم، ورتب التراجم على حروف الهجاء، هو أهم كتاب في بابه منه نسخة في المكتبة الخديوية في مجلدين نحو ألف صفحة كبيرة، ويوجد أيضًا في باريس وفينا والمتحف البريطاني، وله ذيل وصل به إلى سنة ٨٣٢ منه نسخة في الخزانة التيمورية بخط المؤلف.

    • (هـ)
      رفع الأصر عن قضاة مصر: ذكر فيه قضاة مصر من أول فتحها إلى آخر المائة الثامنة، ورتبه طبقات على السنين معتمدًا في تأليفه على أخبار القضاة للكندي وعلى ذيله لابن زولاق وغيرهما. منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٥٧٢ صفحة، وقد طبع قسم منه في ذيل كتاب نشرته لجنة تذكار جيب سنة ١٩٠٨ مؤلف من كتابين: الأول أخبار ولاة مصر لأبي عمر الكندي المتوفى سنة ٣٥٥٢ يشتمل على أخبار أمراء مصر من عمرو بن العاص إلى الفتح الفاطمي في نحو ٣٠٠ صفحة، وفي صدره ترجمة الكندي وبحث في سنة وفاته وأنها ينبغي أن تكون بعد ٣٥٥ﻫ، والثاني في أخبار قضاة مصر للكندي المذكور رواية أبي محمد البزاز في نيف و٢٠٠ صفحة مرتبة على السنين، وفي ذيل هذه الطبعة ملحق لاستيفاء أخبار القضاة الذين تولوا مصر بين سنة ٢٣٧ و٤١٩ يشتمل على تراجم جمعت من كتاب رفع الأصر عن قضاة مصر ومن كتاب النجوم الزاهرة بتلخيص أخبار قضاة مصر والقاهرة لجمال الدين سبط ابن حجر المذكور، ومن تاريخ الإسلام للذهبي، والملحق المذكور في ١١٥ صفحة، ومع هذا الكتاب فهارس أبجدية ومقدمة بالإنكليزية لروفون كيست، ولشمس الدين السخاوي ذيل على رفع الإصر، سيأتي ذكره، وقد اختصره وأئمة جمال الدين ابن شاهين في كتاب سماه «النجوم الزاهرة بتلخيص أخبار قضاة مصر والقاهرة» في برلين.
    • (و)

      أنباء الغمر بأبناء العمر: هو تاريخ مصر والشام سياسيًّا وأدبيًّا منذ ولادته إلى سنة ٨٥٠ مما أدركه أو سمعه، وقد رتبه على السنين فيذكر حوادث السنة ثم تراجم الوفيات فيها، ويصح أن يكون من حيث الحوادث العامة ذيلًا لكتاب ابن كثير «البداية والنهاية» منه نسخ في برلين وغوطا وباريس ويني جامع وأيا صوفيا وفي مكتبة الظاهر في دمشق ونور عثمانية، وعليه مختصر للدميري في باريس.

    • (ز)

      الإعلام فيمن ولى مصر في الإسلام أو تاريخ مصر: أطلعنا الأستاذ مرجليوث على نسخة خطية منه في مكتبة أكسفورد بالصيف الماضي في ثلاثة مجلدات.

    • (ح)

      نزهة الألباب في الألقاب: أي ألقاب المحدثين مرتبة على الأبجدية، منه نسخة في المتحف البريطاني والخزانة التيمورية وفي المكتبة الخديوية في ١٠٣ صفحات.

    • (ط)

      تهذيب الكمال، أو مختصر تهذيب الكمال في معرفة الرجال أي: تراجم المحدثين لابن النجار، طبع في دهلي سنة ١٨٩١.

    • (ي)

      الديباجة: في الحديث، طبع في لكناو الهند سنة ١٢٥٣ وفي لاهور سنة ١٨٨٨ في ١٢ مجلدًا.

    • (ك)

      ترجمة السيد أحمد البدوي: في برلين.

    • (ل)

      نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر: متن متين في علوم الحديث، له شرح طبع في الهند سنة ١٨٦٢ وفي مصر سنة ١٣٠١.

    • (م)

      مختصر أساس البلاغة للزمخشري: في المتحف البريطاني.

    • (ن)

      محاسن المساعي في مناقب الأوزاعي: فيه ترجمة الأوزاعي المحدث، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٦٤ صفحة.

    • (س)

      تقريب التهذيب: في رجال الكتب الستة في الخزانة التيمورية بخط المؤلف، وطبع في دهلي سنة ١٣٠٨ في ٤٠٠ صفحة.

    • (ع)

      فتح الباري في شرح صحيح البخاري: مطول في الحديث طبع بمصر سنة ١٣٠١ وغيرها في ١٤ مجلدًا.

    • (ف)

      تعجيل المنفعة برواية رجال الأئمة الأربعة: طبع في حيدرآباد سنة ١٣٢٤.

    • (ص)

      الرحمة الغيثية في الرحمة الليثية: طبعت بمصر سنة ١٣٠١ مع خلاصة تذهيب التهذيب للخزرجي، وسيأتي ذكرها.

    • (ق)

      توالي التأنيس بمقال ابن إدريس: طبع مع الكتاب المذكور (الرحمة).

    • (ر)

      غبطة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر (الجيلاني): طبع في كلكتة سنة ١٩٠٣، وله كتب أخرى في الحديث وغيره أغضينا عنها (ترجمته في الخطط التوفيقية ٣٧ ج٦ وحسن المحاضرة ٢٠٦ ج١).

  • (٧)
    ابن قطلوبغا (توفي سنة ٨٧٩ﻫ): هو أبو الفضل زين الملة والدين القاسم بن عبد الله بن قطلوبغا تلميذ ابن حجر المتقدم ذكره وهو من الفقهاء الحنفية له في التراجم كتاب: تاج التراجم في طبقات الحنفية، مرتب على الأبجدية طبع في ليبسك سنة ١٨٦٢ مع شروح وملاحظات للمستشرق فلوغل، وله كتب كثيرة في الفقه أغفلنا ذكرها.
  • (٨)
    البقاعي (توفي سنة ٨٨٥ﻫ): هو برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي، ولد في البقاع في سوريا سنة ٨٠٩ وتوفي بدمشق سنة ٨٨٥ وله كتب في القرآن والتفسير والأحكام والأدب والمنطق والمساحة والتاريخ يهمنا منها ما يأتي:
    • (أ)

      عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والأقران: جمع فيه تراجم شيوخه وأساتذته ومعاصريه وتلاميذه على حروف المعجم مع تحقيق أسمائهم وأنسابهم ووفياتهم منه نسخة في كوبرلي، وقد انتقده السخاوي الآتي ذكره لكنه فعل ذلك لمنافسة كانت بينهما وهما شريكان في الدرس.

    • (ب)

      عنوان العنوان: هو مختصر الكتاب المتقدم ذكره، منه نسخة في أكسفورد.

    • (جـ)

      مختصر سيرة النبي وثلاثة من الخلفاء الراشدين: منه نسخة في برلين.

    • (د)

      أسواق الأشواق في مصارع العشاق: هو مختصر مصارع العشاق للسراج القاري مع زيادات، منه نسخة في باريس والأسكوريال.

    • (هـ)

      الباحة في علمي الحساب والمساحة، أرجوزة مشروحة منها نسخة في المكتبة الخديوية في نحو ٢٠٠ صفحة.

    • (و)

      أخبار الجلاد في فتح البلاد، في مكتبة لا له لي بالأستانة.

  • (٩)
    شمس الدين السخاوي (توفي سنة ٩٠٢ﻫ): في هذا الكتاب ثلاثة يلقب كل منهم بالسخاوي: أحدهم علم الدين من القراء تقدم ذكره صفحة ١٠٢، والثاني محمد بن أبي بكر الأديب توفي نحو سنة ٩٠٠، له كتاب بهجة الناظر في الحكايات والنوادر في برلين، والثالث شمس الدين الذي نحن في صدده، وهو أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي تلميذ ابن حجر — المتقدم ذكره — سمي سخاويًّا نسبة إلى سخا بلد في مصر، وقد حج سنة ٨٩٧، وتوفي في القاهرة سنة ٩٠٢، وخلف آثارًا تشهد بسعة اطلاعه وعلو همته أهمها:
    • (أ)

      الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع: هو معجم تراجم مشاهير ذلك القرن، في خمسة مجلدات، منه نسختان في مكتبة الجامع الأموي والمكتبة الظاهرية بدمشق ونسخة في مكتبة السجادة الوفائية في القاهرة ينقصها الجزء الأول، وفي ليدن قطع منه تشتمل على حروف الألف والعين والغين والفاء والقاف وبعض الميم، وقد تصدى معاصروه لانتقاده والتشنيع عليه، منهم السيوطي، ألَّف في انتقاده كتابًا سماه «الكاوي في تاريخ السخاوي»، ولا عبرة في ذلك، فإن الكتاب نادر المثال في بابه، وقد اختصره ابن عبد السلام المتوفى سنة ٩٣١ في كتاب سماه «البدر الطالع من الضوء اللامع» منه نسخ في فينا وبرلين. واختصره أيضًا زين الدين الشماع الحلبي المتوفى سنة ٩٣٦ في كتاب سماه «القبس الحاوي لغرر ضوء السخاوي» في أكسفورد.

    • (ب)

      التبر المسبوك في ذيل السلوك: هو تاريخ يومي مرتب على السنين كاليومية مثل طريقة تاريخ الجبرتي، دوَّن فيه السخاوي ما حدث في أيامه يومًا يومًا، فإذا فرغت السنة ذكر تراجم من توفي فيها، جعله ذيلًا لكتاب السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي الآتي ذكره، طبع التبر المسبوك بمصر سنة ١٨٩٦.

    • (جـ)

      الكوكب المضيء: ترجم فيه العلماء من معاصريه، له مختصر في برلين.

    • (د)

      وجيز الكلام في ذيل تاريخ دول الإسلام: للذهبي الآتي ذكره من سنة ٧٤٥–٨٩٨ منه نسخ في برلين وفينا وأكسفورد والمتحف البريطاني وكوبرلي.

    • (هـ)

      ذيل رفع الإصر عن قضاة مصر: لابن حجر العسقلاني — المتقدم ذكره — منه نسخ في باريس وليدن.

    • (و)

      الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التواريخ: فيه تعريف التاريخ وموضوع هذا العلم عند الأمم، وما ألِّف فيه، وأسماء المؤرخين على حروف الهجاء، وفيه نقد على بعض المؤرخين ولا سيما ابن خلدون، منه نسخة في الخزانة التيمورية في ٢٢٦ صفحة، وقد وصفها تيمور بك صاحب الخزانة المذكورة في مجلة الآثار التي تصدر في زحلة بالسنة الثانية الجزء الأول.

    • (ز)

      الجواهر المجموعة والنوادر المسموعة في الأدب، بالأسكوريال.

    • (ح)

      المقاصد الحسنة في تمييز الأحاديث المشهورة على الألسنة: هو كتاب مفيد رتبه على حروف أوائل الأحاديث، بعثه على تأليفه تسارع الناس إلى نقل ما لم يعلم، منه نسخ في المكتبة الخديوية ونور عثمانية ويني جامع.

    • (ط)

      الجواهر والدرر في ترجمة ابن حجر (العسقلاني): منه نسخة في باريس.

    • (ي)

      إرشاد الغاوي بل إسعاد الطالب والراوي: في مكتبة أيا صوفيا، وله مؤلفات أخرى لا يهمنا ذكرها.

ومن كتب المعاجم أو الطبقات الهامة

طبقات الشافعية: للإسنوي المتوفى سنة ٧٧٢ في المتحف البريطاني والخزانة التيمورية.

ثالثًا: مؤرخو البلاد أو الدول في مصر والشام

  • (١)
    الكمال بن العدي (توفي سنة ٦٦٠ﻫ وقيل ٦٦٦): هو أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة كمال الدين العقيلي الحلبي المعروف بابن العديم، ولد سنة ٥٨٦، وسمع من أبيه وعمه وجماعة بدمشق وحلب والقدس والحجاز والعراق، وكان محدثًا فاضلًا حافظًا ومؤرخًا وفقيهًا وكاتبًا، صنف وكتب وترسل عن الملوك، وكان جميل الخط ولا سيما النسخ، ولي قضاء حلب خمسة من آبائه متتالية وتولاه هو حتى إذا جاء التَّتر حلب سنة ٦٥٨ فر إلى الملك الناصر بمصر ومات فيها، وقد ألف كثيرًا من الكتب وصلنا منها:
    • (أ)

      بغية الطلب في تاريخ حلب: أدركته المنية قبل إكمال تبييضه، وهو عبارة عن تاريخ علمائها، رتبه على الأبجدية في عشرة أجزاء منها جزء في باريس وآخر في المتحف البريطاني، وله مختصر اسمه «الدر المنتخب من تاريخ مملكة حلب» لابن خطيب الناصرية المتوفى سنة ٨٤٣، منه المجلد الثالث في المتحف البريطاني وغوطا.

    • (ب)

      زبدة الحلب في تاريخ حلب، اختصره من بغية الطلب — المتقدم ذكرها — ورتبه على السنين إلى سنة ٦٤١ منه نسخ في بطرسبورج وباريس، وطبع منه المستشرق فرايتاغ نتفًا سنة ١٨١٩ في باريس وسنة ١٨٢٠ في بن، ونشرت منه ترجمة فرنساوية في المجلة الشرقية تباعًا سنة ١٨٩٦–١٨٩٨.

    • (جـ)

      الدراري في ذكر الذراري، كتبه سنة ٦١٠ للملك الظاهر غازي عند ولادة ابنه الملك العزيز، منه نسخة في نور عثمانية.

    • (د)

      الوسيلة إلى الحبيب في وصف الطيبات والطيب، في برلين.

    • (هـ)

      قصيدة في مدح عائشة، في بطرسبورج (فوات الوفيات ١٠١ ج٢ وأبو الفداء ٢٢٤ ج٣).

  • (٢)
    جمال الدين بن الجزار (توفي سنة ٦٧٩ﻫ): هو جمال الدين أبو الحسن يحيى بن عبد العظيم بن الجزار الأنصاري ولد سنة ٦٠١ له: العقود الدرية في الأمراء المصرية، قصيدة تاريخية ذكر فيها حكام مصر إلى الملك الظاهر بيبرس المتوفى سنة ٦٧٦، وأضاف إليها بعضهم ذيلًا إلى الملك الظاهر جقمق المتوفى سنة ٨٥٧، منه نسخ في ليدن والأسكوريال وبرلين.
  • (٣)
    ابن وصيف شاه (في أواخر القرن السابع): هو إبراهيم بن وصيف شاه المصري له كتاب: جواهر البحور ووقائع الأمور وعجائب الدهور في أخبار الديار المصرية أو تاريخ مصر من أقدم أزمانها الخرافية إلى سنة ٦٨٨ مختصرًا، وقد أخذ عنه المقريزي في خططه، وله مختصر مع زيادات إلى السلطان الغوري المتوفى سنة ٩٢٣ وبعده، منه نسخ في غوطا وبطرسبورج وفي الخزانة التيمورية ونشر منه وستنفيلد قطعًا في مجلة الشرق والغرب الألمانية سنة ١٨٦١.
  • (٤)
    جمال الدين بن واصل (توفي سنة ٦٩٧ﻫ): هو محمد بن سالم بن واصل، كان عالمًا بالفقه الشافعي والفلسفة والرياضيات والهيئة والتاريخ في حماه، ثم رحل إلى القاهرة سنة ٦٥٩ فأرسله السلطان الملك الظاهر بيبرس سفيرًا إلى منفرد بن فريدريك الثاني صاحب صقلية في مهمة، فلقي منه رعاية وإكرامًا ووصف ما شاهده من تقريب منفرد للمسلمين، فلما عاد جعله الملك الظاهر قاضي القضاة وشيخ الشيوخ في حماه، وما زال في ذلك المنصب حتى مات سنة ٦٩٧ اشتهر بمؤلفه:
    • (أ)

      مفرج الكروب في أخبار بني أيوب، تاريخ الدولة الأيوبية في ثلاثة مجلدات منها قطعة في باريس وله ذيل إلى سنة ٦٩٥ لعلي بن عبد الرحمن، اختصره المستشرق الفرنساوي رينو بالفرنساوية باسم «خلاصة تاريخ عربي» طبع في باريس سنة ١٨٢٢، ومنه قطع متفرقة في غوطا وغيرها.

    • (ب)

      تجريد الأغاني في ذكر المثالث والمثاني، اختصار كتاب الأغاني في أيا صوفيا (أبو الفداء ٣٩ ج٤).

  • (٥)
    علم الدين البرزالي (توفي سنة ٧٣٩ﻫ): هو القاسم محمد بن يوسف البرزالي الإشبيلي الدمشقي علم الدين الحافظ المحدث المؤرخ، ولد سنة ٦٦٥ في إشبيلية، تلقى العلوم الشرعية على أشهر علمائها في عصره ورحل إلى بعلبك وحلب ومصر، وكانت له معرفة جيدة بمعاصريه وتوفي سنة ٧٣٩ في خليص بين مكة والمدينة، وهاك ما وصلنا خبره من مؤلفاته:
    • (أ)

      تاريخ مصر ودمشق، أو كتاب الوفيات، ذيل لتاريخ دمشق، تأليف أبي شامة. وصل به إلى سنة ٧٣٨ منه نسخة في كوبرلي وله مختصر في برلين، وقد ذيله تلميذه تقي الدين بن رافع السلامي المتوفى سنة ٧٧٤ في كتاب سماه «الوفيات» من سنة ٧٣٧–٧٧٤، منه نسخة في المكتبة الخديوية.

    • (ب)

      مختصر المائة السابعة، فيها أخبار أعيان هذه المائة من سنة ٦٠١–٧٣٦ باختصار، مرتبة على الوفيات، منه نسخة في برلين (طبقات الحفاظ ٧٢ وفوات الوفيات ١٣٠ ج٢).

  • (٦)
    ابن حبيب الحلبي الدمشقي (توفي سنة ٧٧٩ﻫ): هو بدر الدين (أو شهاب الدين) أبو محمد الحسن بن عمر بن حبيب الدمشقي الحلبي، ولد في دمشق سنة ٧١٠ وتعين أبوه محتسبًا في حلب فانتقل إليها، ثم توفي أبوه وأتم هو دروسه وحج ورحل إلى مصر سنة ٧٣٦ فأقام في الإسكندرية مدة، ثم سافر إلى القدس والخليل، فمكة، ثم رجع إلى بلده فطرابلس الشام عند الأمير سيف الدين منجك، ولما صار هذا أميرًا على دمشق رافقه ثم عاد إلى حلب وتوفي فيها سنة ٧٧٩ وله من المؤلفات:
    • (أ)

      درة الأسلاك في ملك الأتراك: تاريخ السلاطين المماليك المصرية مرتب على السنين من سنة ٦٤٨–٧٧٧ﻫ، ومن مات في أثناء ذلك من العلماء والأعيان، وأتمه بعده ابنه عز الدين طاهر إلى سنة ٨٠٢ منه نسخ في برلين ويني جامع وباريس، وأطلعنا الأستاذ مرجليوث على نسختين من هذا الكتاب في أكسفورد إحداهما مسجعة والأخرى مرسلة، وقد لقب في إحداهما بدر الدين وفي الأخرى شهاب الدين. وفي مكتبة ديفريمري جزء من درة الأسلاك بخط المؤلف.

    • (ب)

      المسجع في التاريخ: له مختصر اسمه «جهينة الأخبار في ملوك الأمصار» يشتمل على نتف تاريخية مرتبة في طبقات حسب الأعصر والدول من الأنبياء فاليهود فالفرس فالقبط فالعرب فالمسلمين إلى المغول باختصار، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٩٢ صفحة وفي كوبرلي.

    • (جـ)

      تذكرة النبيه في أيام المنصور وبنيه: أخبار السلطان قلاوون وبنيه، منه نسخة في برلين والمتحف البريطاني.

    • (د)

      النجم الثاقب في أشرف المناقب (النبوية): رتبه على ثلاثين فصلًا، في برلين.

    • (هـ)

      المقتفى في ذكر فضائل المصطفى: مختصر السيرة النبوية منه نسخة في المكتبة الخديوية في ١٢٦ صفحة.

    • (و)

      نسيم الصبا: مجموع منتخبات شعرية مرتبة حسب المواقف وفيه أنواع من البديع على عادة مؤلفه، طبع في الإسكندرية سنة ١٢٨٩، وفي مصر سنة ١٣٠٧ ومنه نسخة خطية في المكتبة الخديوية (الدرر الكامنة خط ج١).

  • (٧)
    ابن دقماق المصري (توفي سنة ٨٠٩ﻫ): هو صارم الدين (أو غرس الدين) إبراهيم بن محمد بن أيدمر العلائي الشهير بابن دقماق، مؤرخ الديار المصرية، له من المؤلفات:
    • (أ)

      نزهة الأنام في تاريخ الإسلام: أكثره عن مصر مرتب على السنين إلى سنة ٧٧٩ في ١٢ مجلدًا منه قطعة من سنة ٤٣٦–٥٥٢ في غوطا بخط المؤلف، وقطعة أخرى من سنة ٦٢٨–٦٥٩ في باريس، ومن ٧١٠–٧٤٢ ومن ٧٦٨–٧٧٩ في غوطا وفي المكتبة الخديوية قطعة في ٨٠ صفحة تبدأ بالملك المنصور علي من سنة ٧٧٨–٨٠٤ﻫ.

    • (ب)

      الانتصار بواسطة عقد الأمصار: هو تاريخ كبير في عشرة مجلدات، كان منه الجزءان الرابع والخامس في المكتبة الخديوية بخط المؤلف، طُبعا بمصر سنة ١٣٠٩ و١٣١٠ مع فهارس مطولة للإعلام، فيهما وصف مطول للفسطاط وأسواقها وجوامعها ومدارسها وسائر أبنيتها وشوارعها، وكذلك الإسكندرية وضواحيها وجانب كبير من قرى مصر وبلادها، ويتخلل ذلك مقادير خراجها أو عبرتها ومساحتها وغير ذلك.

    • (جـ)

      الدرة المضيئة في فضل مصر والإسكندرية، هو مقتطف من كتاب الانتصار ويظن أنه أحد الجزءين اللذين تقدم ذكرهما.

    • (د)

      الجوهر الثمين في سير الخلفاء والسلاطين: هو تاريخ مصر إلى سقوط السلطان برقوق، منه نسخ في برلين وأكسفورد والمتحف البريطاني وفي أيا صوفيا.

    • (هـ)

      نظم الجمان في طبقات أصحاب إمامنا النعمان: في ثلاثة مجلدات، الأول في مناقب أبي حنيفة، والثاني والثالث في أصحابه، منه نسخ في برلين ومنشن وباريس (حسن المحاضرة ٣٢٠ ج١).

  • (٨)
    ابن عنبة (توفي سنة ٨٢٨ﻫ أو ٨٢٥): هو أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهنا بن عنبة الداودي، يتصل نسبه بأبي طالب، له:
    • (أ)

      كتاب عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب: يشتمل على نسب العلويين وتراجمهم، فرغ من تأليفه سنة ٨١٤، وقدمه لتيمورلنك منه نسخة في الخزانة التيمورية في ٣٥٣ صفحة، وقد طبع في بمباي سنة ١٣١٨ وذكر اسمه هناك ابن عتبة (بالتاء)، ومنه نسخة في المكتبة الخديوية واسم المؤلف عليها «كمال الدين الحسيني المعروف بابن عنبسة المتوفى سنة ٨٢٧.»

    • (ب)

      بحر الأنساب: يشتمل على نسب بني هاشم، رتبه على مقدمة وخمسة فصول، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٢٧٦ صفحة في آخرها كتابة بخط السيد مرتضى الزبيدي صاحب تاج العروس تفيد أنه اطلع عليها، وهو غير بحر الأنساب للنجفي النسابة وغير بحر الأنساب المنسوب للباز الأشهب الآتي ذكرهما.

  • (٩)
    تقي الدين المقريزي (توفي سنة ٨٤٥ﻫ): هو أبو العباس تقي الدين بن علاء الدين بن محيي الدين الحسيني العبيدي، أصله من بعلبك ويعرف بالمقريزي نسبة إلى حارة كانت تعرف بحارة المقارزة، وكان جده من كبار المحدثين في بعلبك وتحول والده إلى القاهرة وولد له تقي الدين فيها سنة ٧٦٦ وسمع الحديث على جده لأمه شمس الدين بن الصائغ والبرهان الآمدي وغيرهما، وحج وسمع في مكة من كثيرين، وكان حنفيًّا على مذهب جده لأمه، فلما بلغ العشرين من عمره صار شافعيًّا وكان متهمًا بمذهب ابن حزم (الظاهري)، ونظر في عدة فنون، وكتب بخطه كثيرًا عن الكتب، ونظم ونثر وتعلم وعلَّم وتولى النيابة في الحكم، وكتابة التوقيع والحسبة في القاهرة، والخطابة بجامع عمرو والسلطان حسن، والإمامة بجامع الحاكم، وقراءة الحديث بالمؤيدية. واتصل بالظاهر برقوق ودخل دمشق مع ولده الملك الناصر سنة ٨١٦، وعاد معه، وصحب يشبك الدوادار، وأصاب منه ثروة، وتنقل في مناصب كثيرة في دمشق أيضًا، ثم استقر في القاهرة وانقطع للعلم واشتغل بالتاريخ وألَّف فيه مؤلفات هامة هي مرجع الناس في حالة مصر السياسية والاجتماعية، فضلًا عن التاريخ. هاك أهم ما وصلنا منها:
    • (أ)

      المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: ويعرف بخطط المقريزي، وعليه كان معولنا في كثير مما كتبناه عن مصر وأحوالها، والمراد به في أصل وضعه جمع ما تفرق من أخبار الديار المصرية وأحوال سكانها، بحيث يلتئم من مجموعها معرفة مجمل أقاليم مصر، فإذا حصل ذلك في ذهن القارئ عرف ما كان فيها من الآثار الباقية والبائدة. وأراد أن يجعل ترتيبه على السنين أو على أسماء الناس فلم يتيسر له ذلك، ولا وجده وافيًا بالغرض، فاختار أن يجمع تلك الحقائق التاريخية في أبواب تجمعها الخطط والآثار، فإذا وصف أثرًا أو بناءً أو شارعًا أو بلدًا أو جامعًا أو سورًا أفاض في تاريخه وتاريخ مؤسسه وما توالى عليه من الأحوال التاريخية أو تخلله من النكات الاجتماعية أو تعلق به من الأحوال الأخرى. فلما ذكر الفسطاط مثلًا بدأ بما كان في موضعها وما بعث على إنشائها، فتطرق إلى ذكر فتح مصر في زمن عمرو بن العاص ومن توالى بعده على الفسطاط من الأمراء. ولما ذكر القاهرة ذكر أصل وضعها وما تقلبت عليه فاقتضى ذلك ذكر تاريخ الدولة الفاطمية والدول التي خلفتها إلى أيامه، وقس على ذلك سائر ما اقتضاه سياق الكلام من ذكر الحقائق التاريخية أو الاجتماعية، وفيه كثير من التراجم والتواريخ التي لا تجدها في سواه؛ فهو خزانة علم وتاريخ وجغرافية ومدنية وفلسفة واجتماع حتى الشرع، فإنك تجد منه أشياء هامة بينها فصل في الفرق الإسلامية وتاريخ تفرقها جزيل الفائدة، لكن تلك الحقائق مشتتة فيه لا يتصل إليها إلا بالمطالعة والتنقيب.

      ويظن السخاوي المتقدم ذكره أن السبب في إحرازه هذه الفوائد الكثيرة أن صاحبه ظفر بمسودات كتاب للأوحدي في هذا الموضوع، فأخذها وزاد عليها، مع أن المقريزي لم يقصر في ذكر المصادر التي نقل عنها بل هو يسند كل فقرة إلى صاحبها، فلو أخذ عن الأوحدي لم يهمه أن يذكره، ولكن السخاوي كان معاصرًا للمقريزي، ويندر أن يخلو المعاصرون من التحاسد. وقد طبعت خطط المقريزي في مصر سنة ١٢٧٠ في مجلدين كبيرين وأعيد طبعه بالأمس في مصر. ومنه نسخ خطية في برلين وغوطا وباريس والمكتبة الخديوية ويني جامع وغيرها. وقد ترجم إلى اللاتينية وطبعت الترجمة سنة ١٧٢٤، ونقل منه شيء إلى الفرنساوية، وطبع بباريس سنة ١٨٩٥ و١٩٠١، واستخرج منه كازانوفا المستشرق وصف قلعة القاهرة وتاريخها بالفرنساوية وأوضحهما بالخرائط والرسوم، وطبع ذلك سنة ١٨٩٤–١٨٩٧ في مجلدين، وفعل نحو ذلك رافيس في خطط القاهرة وأوضحها بالخرائط، وطبع سنة ١٨٨٨ و١٨٩٠ في قسمين. وترجم وستنفيلد القسم المختص بتاريخ القبط إلى الألمانية، وطبعه مع الأصل العربي في غوتنجن سنة ١٨٤٥، وترجم أيضًا ما يتعلق بوصف المارستانات في القاهرة نقلًا عن مسودات غوطا وفينا ونشرها في مجلة خلاصة العلوم.

      وللأصل العربي مختصرات كثيرة منها «الروضة البهية» لأحمد الحنفي في غوطا و«قطف الأزهار» لأبي السرور البكري في ليدن وباريس. وقد قلده في هذا الشكل من التأليف علي باشا مبارك، فألف الخطط التوفيقية في عشرين مجلدًا سيأتي ذكرها في كلامنا عن النهضة الأخيرة من هذا الكتاب.

    • (ب)

      السلوك لمعرفة دول الملوك: هو تاريخ مصر من سنة ٥٧٧–٨٤٤ ذكر فيه أنه لما أكمل كتاب «عقد جواهر الأسفاط» وكتاب «اتعاظ الحنفاء» الآتي ذكرهما: وهما يشتملان على من ملك من مصر من الأمراء والخلفاء وما كان في أيامهم من الحوادث منذ فتحت إلى أن زالت دولة الفاطميين، أراد أن يصل ذلك بذكر من ملك مصر بعدهم من الأكراد والأتراك والجراكسة غير مقيد فيه بالتراجم والوفيات، فألف هذا الكتاب رتبه على السنين، يذكر حوادث السنة ثم يترجم من مات فيها من الأعيان ترجمة مختصرة، وإنما يطيل في الحوادث، منه نسخ خطية في غوطا وباريس والمتحف البريطاني وأيا صوفيا وكوبرلي ويني جامع، ونسخة في مكتبة محمد الفاتح في ١١ جزءًا، وأطلعنا الأستاذ مرجليوث على نسخة منه بأكسفورد اسمها «واسطة السلوك في دول الملوك» في أربعة مجلدات، وكتاب آخر عنوانه «تاريخ الجراكسة للمقريزي» لعله مقتطف من واسطة السلوك، وقد عني بترجمة كتاب السلوك إلى الفرنساوية كاترمير المستشرق الفرنساوي، وطبع في باريس سنة ١٨٣٧–١٨٤٥ في مجلدين وسماه «تاريخ السلاطين المماليك»، وألف السخاوي ذيلًا عليه سماه التبر المسبوك في ذيل السلوك، تقدم ذكره.

    • (جـ)

      كتاب المقفى: وصف فيه عيشة الأمراء والمشاهير الذين أقاموا بمصر، رتبه على الأبجدية، وقدر أنه يستغرق ثمانين مجلدًا لم يظهر منه إلا ١٦ مجلدًا، منها ثلاثة مجلدات في ليدن ومجلد في باريس، كلها بخط المؤلف.

    • (د)

      درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة: هو معجم لتراجم الأعيان من معاصريه في ثلاثة مجلدات، منه قطعة في حرف الألف وأخرى في حرف العين بخط المؤلف في غوطا.

    • (هـ)

      اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الخلفاء: تاريخ الدولة الفاطمية، منه نسخة في غوطا بخط المؤلف، عني المستشرق بونز بنشرها سنة ١٩١١ في توبنجن.

    • (و)

      الدرر المضيئة في تاريخ الدولة الإسلامية: من مقتل عثمان إلى المستعصم آخر الخلفاء العباسيين، في كمبريدج.

    • (ز)

      إمتاع الأسماع في ما للنبي من الحفدة والأتباع: في أقرباء النبي وأصحابه في ستة مجلدات حدث به في مكة والمدينة، منه نسخ في غوطا وكوبرلي.

    • (ح)

      نبذة العقود في أمور النقود، يشتمل على تاريخ النقود العربية، ألفها بأمر مطاع فتكلم أولًا في النقود القديمة عند الفرس والروم وأجزائها ثم النقود الإسلامية وتاريخها من الجاهلية وما كان يُنقش عليها، ثم تكلم عن نقود مصر في أيامه، منها نسخ في برلين وليدن والأسكوريال، ونُقلت إلى الإيطالية وطبعت في روستوكي سنة ١٧٩٧، وترجمها دي ساسي إلى الفرنساوية ونشرت في باريس ١٧٩٧ وقد طبعت في مصر سنة ١٢٩٨.

    • (ط)

      المكاييل والموازين الشرعية: هي رسالة تبحث في المكاييل والأوزان العربية بالنظر إلى الشرع، منها نسخة في ليدن وأخرى في المكتبة الخديوية في ١٨ صفحة وقد ترجمت إلى الإيطالية وطبعت في روستوكي سنة ١٨٠٠.

    • (ي)

      مقالة لطيفة وتحفة سنية شريفة: في حرص النفوس الفاضلة على بقاء الذكر، رسالة في المتحف البريطاني.

    • (ك)

      ضوء الساري في معرفة خبر تميم الداري: في المتحف البريطاني.

    • (ل)

      النمل وما فيه من غرائب الحكمة: في كمبريدج.

    • (م)

      الطرفة الغريبة في أخبار حضرموت العجيبة: رسالة في إرشاد الحاج بطريق مكة، في كمبريدج، وقد طبعت في يونيو مصورة ومشروحة سنة ١٨٦٦.

    • (ن)

      البيان والإعراب عما في أرض مصر من الأعراب: منها نسخة في فينا وباريس والمكتبة الخديوية، وقد ترجمها وستنفيلد إلى الألمانية ونشرها في غوتنجن سنة ١٨٤٧.

    • (س)

      الإلمام بمن في أرض الحبشة من ملوك الإسلام: كتاب صغير طبع في بتافيا مع ترجمة فرنساوية سنة ١٧٩٠ وفي مصر ١٨٩٥.

    • (ع)

      معرفة ما يجب لآل البيت الشريف من الحق على من عداهم، في فينا.

    • (ف)

      الذهب المسبوك في ذكر من حَج من الملوك: ذكر فيه ٢٦ نفرًا أولهم النبي فالخلفاء الراشدون ومن بعدهم إلى أيامه في خمسة أجزاء، منه نسخة في كمبريدج.

    • (ص)

      النزاع والتخاصم بين بني أمية وهاشم: كتاب صغير منه نسخة في فينا، وقد ترجم إلى الألمانية وطبع في ليدن سنة ١٨٨٨.

    • (ق)

      الإشارة والأسماء إلى حل لغز الماء، في المكتبة الخديوية.

    • (ر)

      إزالة التعب والعناء في معرفة حال الغناء، في باريس.

    • (ش)

      ذكر ما ورد في بني أمية وبني العباس من الأقوال، منه نسخة في فينا.

    • (ت)

      كتاب الخبر عن البشر: هو كبير في ستة أجزاء، ذكر فيه القبائل وأنساب النبي، منه نسخ في أيا صوفيا وفي خزانة الفاتح وفي ستراسبورج، ونقلت عنه مجلة المشرق فصلًا في تاريخ الكتابة العربية في الإسلام (سنة ١٠ صفحة ٤٧٨).

    • (ث)

      جني الأزهار من الروض المعطار: منه نسخة في المكتبة الخديوية في ١١٦ صفحة، ذكر فيها أنه خلاصة «الروض المعطار في عجائب الأقطار»، وفيه وصف أهم الأقاليم ومساحاتها، وفي صدر هذه النسخة سمي المؤلف شهاب الدين المقريزي فإذا صحت التسمية كان المؤلف أحد أعقاب تقي الدين المقريزي؛ لأن الروض المعطار الذي لخصه تأليف أبي عبد الله الحميري المتوفى سنة ٩٠٠ أي: بعد تقي الدين المقريزي بنصف قرن.

    • (خ)

      إغاثة الأمة بكشف الغمة، في المكتبة الخديوية.

    • (ذ)

      البيان المفيد في الفرق بين التوحيد والتلحيد، في المكتبة الخديوية.

    • (ض)

      تراجم ملوك الغرب، فيه أخبار أبو حمو ومن خلفه على تلمسان، منها نسخة في ليدن وفينا في جملة مجموعة فيها بضعة عشر مؤلفًا من مؤلفات المقريزي التي تقدم ذكرها.

    • (ظ)

      عقد جواهر الأسفاط في أخبار الفسطاط: لم نقف على خبره (ترجمته في التبر المسبوك ٢١ وحسن المحاضرة ٢٣١ ج١).

  • (١٠)
    صالح بن يحيى (في أواسط القرن التاسع): هو من أمراء الغرب في سوريا بأواسط القرن التاسع للهجرة، وكان عالمًا بالنجوم ومؤرخًا له كتاب في «تاريخ بيروت وأخبار الأمراء البحتريين من بني الغرب» من القرن السادس إلى التاسع، طبع في بيروت بعناية الأب شيخو سنة ١٩٠٢ في ٣٢٠ صفحة وفيها الملحقات والفهارس والخرائط.
  • (١١)
    شمس الدين الباعوني (توفي سنة ٨٧١ﻫ): هو شمس الدين أبو الفضل (أو أبو عبد الله) محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الباعوني الشافعي، ولد سنة ٧٧٦ وفي اسمه اختلاف كثير، وصلنا من مؤلفاته:
    • (أ)

      تحفة الظرفاء في تاريخ الخلفاء: أرجوزة تتضمن أسماء الأمراء والخلفاء والسلاطين الذين تولوا مصر من أول الإسلام إلى الأشرف برسباي مطلعها «يقول راجي ربه محمد»، وذيلها ابن أخيه بهاء الدين الآتي ذكره إلى زمن قايتباي، وسماها «الإشارة الوفية»، منها نسخ في غوطا وليبسك والمتحف البريطاني، وتسمى أيضًا «فرائد السلوك في تاريخ الخلفاء والملوك».

    • (ب)

      منحة اللبيب في سيرة الحبيب: رجز عن سيرة النبي في غوطا.

    • (جـ)

      ملخص تضمين الملحة: نظم ملحة الإعراب للجريدي، في هفنيا.

    • (د)

      الليث العابس في صدمات المجالس: في أيا صوفيا، وله أشعار أخرى.

  • (١٢)
    أبو المحاسن تغري بردي (توفي سنة ٨٧٤ﻫ): هو أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن تغري بردي عبد الله الظاهري الجويني، ولد سنة ٨١٣ في القاهرة وأبوه مملوك تركي للسلطان الملك الظاهر برقوق كان أميرًا على حلب ودمشق، توفي سنة ٨١٥ وابنه جمال الدين هذا طفل يتيم من أبويه، وتلقى العلم في القاهرة على المقريزي وغيره، وحج سنة ٨٦٣، وقد خلف مؤلفات هامة اقتفى آثار أستاذه فيها أهمها:
    • (أ)

      النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: هو تاريخ مصر من الفتح الإسلامي إلى الدول الأشرفية سنة ٨٥٧ في عدة مجلدات مع استطرادات كثيرة لأخبار البلاد المجاورة، مرتب على السنين، وفي آخر كل سنة تراجم من مات فيها وزيادة النيل ونقصانه. ولما فتح السلطان سليم العثماني مصر، واطلع على هذا الكتاب أمر بنقله إلى التركية فنقله شمس الدين أحمد بن سليمان قاضي العسكر في الأناضول يومئذ، ومن الأصل العربي نسخ في برلين وغوطا وأبسالا وبطرسبورج وباريس والمتحف البريطاني وكوبرلي، وفي نسخة غوطا ذيل إلى سنة ٨٦٥ واهتم المستشرق جونيل الهولندي في نشره فطبع الجزءين الأول والثاني في ليدن سنة ١٨٥١–١٨٦١ وينتهيان إلى أوائل الدولة الفاطمية، لكنه توفي وظل العمل متروكًا إلى الأمس، فتصدى وليم بوبر أحد أدباء أميركا لإتمامه فنشر قسمًا منه سنة ١٩٠٩ يحتوي على أخبار الخليفتين الفاطميين العزيز بالله والحاكم بأمر الله في ١٢٣ صفحة (من سنة ٣٦٥–٤١١) فعسى أن يوفق إلى نشر الباقي، وقد لخص المؤلف كتابه هذا وسماه «الكواكب الباهرة من النجوم الزاهرة» لا نعرف مكانه.

    • (ب)

      مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة: اقتصر فيه على ذكر الخلفاء والسلاطين بغير مزيد، واستفتح بذكر النبي فالخلفاء الراشدين إلى الخليفة القائم بأمر الله، ثم ذكر العبيديين ومن خلفهم على مصر إلى أيامه، منه نسخة في مكتبة محمد الفاتح ومكتبة بشير آغا في الأستانة، وفي غوطا مع ذيل إلى سنة ٩٠٦ وفي باريس وأكسفورد وكمبريدج وتونس، وطبع في كمبريدج سنة ١٧٩٢ وله ذيول منها «منهل الظرافة لذيل مورد اللطافة» بأسماء أمراء مصر إلى سنة ٨٨٤ في برلين.

    • (جـ)

      منشأ اللطافة في ذكر من ولي الخلافة: وهو تاريخ مصر من أقدم أزمانها إلى سنة ٧١٩ في باريس.

    • (د)

      المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي: هو معجم لمشاهير الرجال العظام من سنة ٦٥٠ إلى آخر أيام المؤلف، أراد به أن يكون ذيلًا للوافي تأليف الصفدي المتقدم ذكره، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ثلاثة مجلدات كبيرة صفحاتها نحو ٣٠٠٠ صفحة منقولة عن مكتبة عارف بك بالمدينة، ترجم فيها مئات من الأعيان والعلماء وأسند كل رواية إلى صاحبها.

      ومن لطيف ما جاء في مقدمته، وقد خالف به أكثر مؤلفي عصره قوله: «كنت قد اطلعت على نبأ من سيرهم وأخبارهم (يعني رجال التاريخ) ووقفت في كتب التاريخ على الكثير من آثارهم فحملني ذلك على سلوك هذه المسالك وإثبات شيء من أخبار أمم الممالك غير مستدعي إلى ذلك من أحد من أعيان الزمان، ولا مطالب به من الأصدقاء والخلان، ولا مكلف لتأليفه وترصيفه من أمير ولا سلطان، بل اصطفيته لنفسي وجعلت حديقته مختصة بباسقات غرسي؛ ليكون في الوحدة لي جليسًا وبين الجلساء مسامرًا وأنيسًا … إلخ» وهذا يخالف طريقة سائر المؤلفين في ذلك العهد، وقد اختصره في كتاب سماه «الدليل الشافي على المنهل الصافي» منه نسخة في مكتبة بشير آغا بالأستانة.

    • (هـ)

      نزهة الرأي في التاريخ: هو تاريخ مفصل على السنين والشهور والأيام في عدة مجلدات، منها الجزء التاسع في أكسفورد لحوادث سنة ٦٧٨–٧٤٧.

    • (و)

      حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور: جعله ذيلًا على كتاب السلوك للمقريزي بدأ به حيث انتهى ذاك إلى سنة ٨٥٦ لكنه خالف المقريزي في طريقته فأطال في التراجم إلا ما جاء ذكره منها في المنهل الصافي، منه نسخ في برلين والمتحف البريطاني وأيا صوفيا.

    • (ز)

      البحر الزاخر في علم الأوائل والأواخر: مطول في التاريخ على السنين منه جزء صغير في باريس من سنة ٣٢–٧١ﻫ (ترجمته في دائرة المعارف ٣٣٤ ج٢).

  • (١٣)
    شهاب الدين الأشرفي (توفي سنة ٨٨٠ﻫ): هو توغان المحمدي الأشرفي الحنفي شهاب الدين، نبغ في أواخر القرن التاسع للهجرة، وهاك ما بلغنا خبره من مؤلفاته:
    • (أ)

      كتاب البرهان في فضل السلطان: هو مختصر ألفه للظاهر خوشقدم بمكة المكرمة، ويشتمل على كثير من الفوائد الشرعية والسياسية، منه نسخة في أيا صوفيا.

    • (ب)

      المقدمة السلطانية في السياسة الشرعية، ألفها للسلطان الملك الأشرف قايتباي، رتبها على تسعة أبواب بيَّن فيها الخلاف بين الأئمة في أهم الأحكام الشرعية، وفي آخرها باب واسع في ذكر من ولي مصر من عمرو بن العاص إلى قايتباي، وهو مفيد، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٣٣٦ صفحة، وفي برلين.

    • (جـ)

      منهاج السلوك في سير الملوك، ألفه سنة ٨٧٥، منه نسخة في أيا صوفيا.

  • (١٤)
    النجفي النسابة: هو محمد بن أحمد بن عميد الدين علي الحسيني النجفي النسابة، لم نقف على وفاته ولا على عصره تمامًا، وإنما استلفت انتباهنا كتاب له في الأنساب وقفنا عليه في المكتبة الخديوية عظيم الأهمية سماه:
    بحر الأنساب أو المشجر الكشاف لأصول السادة والأشراف: وهو غير بحر الأنساب لابن عنبة — المتقدم ذكره — وغير بحر الأنساب المنسوب للباز الأشهب الآتي ذكره، قسمه إلى ١٥ بابًا لتسهيل البحث وهي: بحر الأنساب أو المشجر الكشاف لأصول السادة والأشراف: وهو غير بحر الأنساب لابن عنبة المتقدم ذكره وغير بحر الأنساب المنسوب للباز الأشهب الآتي ذكره، قسمه إلى ١٥ بابًا لتسهيل البحث وهي:
    • (أ)

      نسب النبي.

    • (ب)

      ذرية محمد الباقر.

    • (جـ)

      ذرية زيد الشهيد.

    • (د)

      عبد الله الباهر.

    • (هـ)

      عمر الأشرف.

    • (و)

      الحسين الأصغر.

    • (ز)

      ذرية على الأصغر.

    • (ح)

      جعفر الخطيب.

    • (ط)

      عبد الله المحض.

    • (ي)

      إبراهيم الغمر.

    • (ك)

      داود بن الحسن.

    • (ل)

      الحسن المثلث.

    • (م)

      الحسن بن زيد.

    • (ن)

      علي بن أبي طالب.

    • (س)

      ذرية العباس وأبي طالب. وقد أوضح كل طبقة أو سلسلة أو ذرية من هؤلاء بشكل المشجر المتفرع، وفيه أيضًا شجر أنساب بعض السلاطين من المغول ولا سيما جنكيزخان وهولاكو والسلاطين الأيوبيين وغيرهم، منه نسخة خطية في المكتبة الخديوية في ٤٨٠ صفحة كبيرة أكثرها جداول ملونة بالأحمر والأسود يحتاج تفهمها إلى أعمال الفكرة.

  • (١٥)
    أبو البقاء بن الجيعان (نحو سنة ٩٠٠ﻫ): في هذا الكتاب ثلاثة أسماء كل منها «ابن الجيعان»:
    • الأول: اسمه علم الدين شاكر بن عبد اللطيف بن الجيعان القبطي الأصل، توفي سنة ٩٠١ تقدم ذكره بين الشعراء.
    • والثاني: شرف الدين يحيى بن المعمر بن الجيعان الجغرافي من أهل أواخر القرن الثامن سيأتي ذكره بين الجغرافيين.
    • والثالث: القاضي أبو البقاء بن يحيى المؤرخ من أهل القرن التاسع الذي نحن في صدده، وهو ابن شرف الدين يحيى المذكور، ويظهر من تقارب الوقت بينه وبين علم الدين شاكر أنهما واحد أوهما إخوان، ولأبي البقاء مؤلفان` هما:
      • (أ) القول المستظرف في سفر الملك الأشرف: ذكر فيه ما جرى في سفر الملك الأشرف قايتباي سنة ٨٨٢ منه نسخة في المكتبة الخديوية مذهبة الحواشي، وقد طبع في تورينو وسمي «تاريخ قايتباي»، وفيه فوائد اجتماعية من عادات تلك الأيام وأحوال أهلها.
      • (ب) طوالع البدور في تحويل السنين والشهور: في علم الميقات، منه نسخة في المكتبة الخديوية.
  • (١٦)
    العليمي (توفي سنة ٩٢٧ﻫ): هو أبو اليمن عبد الرحمن بن محمد مجير الدين العليمي الفخري الحنبلي قاضي قضاة بيت المقدس له:
    • (أ)

      الأنيس الجليل في تاريخ القدس والخليل: منه نسخ في أكثر مكاتب أوربا وفي المكتبة الخديوية في ٤٤٠ صفحة وقد طبع بمصر سنة ١٢٨٣ وغيرها، وهو في وصف القدس والخليل وما جاء في أخبارهما وآثارهما والوقائع الحربية المتعلقة بهما.

    • (ب)

      المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد (ابن حنبل): منه نسخة في الخزانة التيمورية في مجلدين صفحاتهما ٥٢٣ صفحة، وهو مرتب على سني الوفاة.

كتب أخرى من تواريخ البلاد والدول بمصر والشام

  • (١)
    الأعلاق الخطرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة: في التاريخ والجغرافية لأبي عبد الله عز الدين بن شداد المتوفى سنة ٦٨٤ منه نسخة في المتحف البريطاني.
  • (٢)
    تاريخ الفيوم وبلاده: لأبي عثمان النابلسي الصفدي ألفه للملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل بن العادل، وفيه وصف هذا البلد على الإجمال وأحوال سكانه وإقليمه وما تقلب عليه من الأحوال السياسية، طبع بمصر سنة ١٨٩٨.
  • (٣)
    مرشد الزوار إلى قبور الأبرار: لموفق الدين بن عثمان الفقيه الإمام في أواخر القرن الثامن، في زيارة القبور بسفح المقطم، منه نسخة في المتحف البريطاني وغوطا والمكتبة الخديوية، كتبه بعد سنة ٧٧١ﻫ.
  • (٤)
    الإعلام في وفيات الأعلام: لإسماعيل الذهبي (٧٨٠) في أيا صوفيا.
  • (٥)
    الدر المنتخب في تكملة تاريخ حلب: لعلاء الدين بن خطيب الناصرية، توفي سنة ٨٤٣، تقدم ذكره في ترجمة ابن العديم.
  • (٦)
    العقود الدرية في الأمراء المصرية: لمحمد بن الحسن البنبي (٨٢٦) مرتب على السنين إلى أيام برسباي، منه نسخة في المتحف البريطاني.
  • (٧)
    الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب: لمحب الدين ابن الشحنة هو ابن الحافظ قاضي حلب ابن الشحنة الآتي ذكره، توفي سنة ٨٩٠، منه نسخ في ليدن وبرلين وفينا وغوطا وبطرسبورج ونور عثمانية، وطبع في بيروت سنة ١٩٠٩ وفيه وصف آثارها ومدارسها، فضلًا عن التاريخ.
  • (٨)
    الدر الثمين المنظوم في ما ورد عن مصر وأعمالها: بالخصوص والعموم، للخطيب الجوهري ابن داود (٨٩٠)، في باريس.
  • (٩)
    شفاء القلوب في مناقب بني أيوب: قدمه مؤلفه إلى الملك الأشرف أحمد صاحب حصن كيفا في أوائل القرن التاسع للهجرة، منه نسخة في المتحف البريطاني.
  • (١٠)
    تاريخ مدينة فاس: مطبوع في بالرم سنة ١٨٧٨ في ٧٥ صفحة بدون اسم المؤلف، يشتمل على أخبار مدينة فاس إلى سنة ٨٠٣.
  • (١١)
    التاريخ لما تقدم عن الآباء: لأبي الفتح بن أبي الحسن السامري في أواسط القرن الثامن، وفيه تاريخ هذه الطائفة، طبع في غوطا سنة ١٨٦٥.

رابعًا: أصحاب التواريخ العامة في مصر والشام

  • (١)
    المكين بن العميد (توفي سنة ٦٧٢ﻫ): هو جرجيس (أو عبد الله) بن أبي ياسر بن أبي المكارم المكين بن العميد، ولد في القاهرة سنة ٦٠٢ وكان أبوه مسيحيًّا من كتَّاب الجيش في الشام تحت إمارة علاء الدين طيبرس، وتولى ابنه نحو هذا المنصب وهو شاب. ثم غضب السلطان على طيبرس فقبض عليه وعلى كتَّابه وفيهم جرجيس وأبوه وساقهم إلى مصر وسجنوا فيها، وتوفي الأب سنة ٦٣٦ وأطلق سراح الابن وعاد إلى منصبه في الشام، وبلي بالمناظرين مرة أخرى فحبس ثانية ثم أُطلق فعاد إلى الشام، وعاش معتزلًا حتى مات سنة ٦٧٢ وقد اشتهر بتاريخه: المجموع المبارك في التاريخ العام جعله في جزءين: الأول من الخليقة إلى ظهور الإسلام، منه نسخة في غوطا. والثاني من ظهور الإسلام إلى سنة ٦٥٨ في برلين وأكسفورد، وقد عني الإفرنج بأمره في نهضتهم فنقلوه إلى اللاتينية وطبعوه في ليدن سنة ١٦٢٥ مع الأصل العربي، وترجم إلى الإنكليزية وطبع في لندن ١٦٢٦ وإلى الفرنساوية وطبع في باريس سنة ١٦٥٧ ويعرف بتاريخ ابن العميد.

    وله ذيل اسمه «النهج السديد والدر الفريد في ما بعد تاريخ ابن العميد» للمفضل بن أبي الفضائل القبطي المصري، وفيه تراجم السلاطين المماليك من الملك الظاهر بيبرس ٦٥٨ إلى الملك الناصر بن قلاوون سنة ٧٤١، وفيه تاريخ البطاركة اليعاقبة والمسلمين في اليمن والهند والتتر، منه نسخة في باريس.

  • (٢)
    ابن الراهب القبطي (توفي سنة ٦٨١ﻫ): هو أبو شكر بطرس بن الراهب أبو كرم بن المهذب، رسم شماسًا قبطيًّا في دير المعلقة بالفسطاط سنة ٦٦٩، وما زال هناك حتى تولى سنة ٦٨١، وقد خلف كتابًا في التاريخ العام يبدأ بآدم ومن بعده من الآباء إلى قضاة بني إسرائيل، فملوك الروم إلى مجيء المسيح، ثم سير البطاركة من مرقص إلى أثناسيوس بطريرك الإسكندرية وما جرى في أيامهم، ثم تاريخ الخلفاء الراشدين ومن بعدهم إلى أيامه، وهو مرتب بالأكثر في جداول مقسومة إلى حقول: الحقل الأول: لاسم الشخص المترجم وأصله ونسبه وولادته وخلاصة أعماله وصفاته الشخصية. والثاني: لعدد سني حياته ومدة حكمه أو رئاسته. والثالث: لجملة ما تقدم من السنين.

    وفي أخبار المسلمين حقل رابع للتاريخين الهجري والإفرنجي.

    وقد اهتم به الإفرنج وترجموه إلى اللغات اللاتينية، ونشرت هذه الترجمة في باريس سنة ١٦٥١ بهمة إبراهيم الحاقلاني الماروني، ثم أعاد طبعها يوسف شمعون السمعاني وألحقها بترجمة ثانية من قلمه في البندقية سنة ١٧٢٩، وأما الأصل العربي فلم ينشر حتى عني الأب شيخو باستنساخه عن نسخة في الفاتيكان وتولى طبعه لأول مرة مع الترجمة اللاتينية بالتنقيح والتعليق سنة ١٩٠٣ في جزءين صفحاتهما نحو ٣٥١ صفحة مع الفهارس.

  • (٣)
    بيبرس المنصوري (توفي سنة ٧٢٥ﻫ): هو الأمير ركن الدين بيبرس المنصوري الدوادار من مماليك السلطان المنصور قلاوون، تولى إمارة الكرك ثم صار وزيرًا في زمن الأشرف وتولى مناصب أخرى حتى صار نائبًا للسلطنة ثم سجن وأطلق، وتقلبت عليه أحوال شتى على طرز تلك الأيام، وأخيرًا حج ومات وله ثمانون سنة وهاك مؤلفاته:
    • (أ)

      زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة: هو تاريخ عام للدولة الإسلامية من أولها إلى سنة ٧٢٤ في أحد عشر مجلدًا رتبه على السنين، وقد أعانه في جمعه وتأليفه كاتبه شمس الرئاسة بن بكر المسيحي، لا نعرف منه نسخة كاملة في مكان ولكن منه الجزء الرابع في أبسالا وفيه تاريخ الدولة العباسية إلى سنة ٢٥٢ والخامس إلى سنة ٣٢٢ في باريس، والسادس إلى السنة ٤٠٠ في أكسفورد، والتاسع من ٥٩٩–٧٤٤ في أكسفورد أيضًا، والعاشر في المتحف البريطاني، ومنه قطعة في المكتبة الخديوية مع مجلد من الكامل لابن الأثير.

    • (ب)

      التحفة الملوكية في الدولة التركية: هو تاريخ السلاطين المماليك من سنة ٤٦٧–٧٢١ في فينا (حسن المحاضرة ٣٢٠ ج١).

  • (٤)
    أبو الفداء (توفي سنة ٧٣٢ﻫ): هو السلطان الملك المؤيد صاحب حماه إسماعيل بن علي بن محمود بن المنصور محمد بن المظفر تقي الدين عمر بن نور الدين شاهنشاه بن نجم الدين أيوب، كان أميرًا على دمشق وخدم الملك الناصر وهو في الكرك وبالغ في ذلك فوعده بحماه ووفى له بوعده وجعله سلطانًا عليها يفعل فيها ما يشاء بلا مراقبة من مصر ولا غيرها، ولما زاره أبو الفداء في القاهرة أركبه بشعار الملك وأبهة السلطنة ومشى الأمراء والناس في خدمته وبالغ في إكرامه، وكان أبو الفداء يتوجه كل سنة إلى مصر بهدايا من الخيل والرقيق والجواهر، والناصر يبالغ في رفع قدره ويأمر أمراءه أن يكاتبوه بأجل الألقاب على اصطلاح تلك الأيام، وكان محبًّا للعلم وقد تمكن من الفقه والطب والفلسفة، وكان يقرب أهل العلم ويرتب لهم الجواري والأرزاق، وألف كتبًا نفيسة هي من أفضل مراجع التاريخ والجغرافية حتى الآن وهي:
    • (أ)

      المختصر في أخبار البشر: تاريخ عام في قسمين، الأول في الجاهلية، والثاني في الإسلام إلى سنة ٧٢٩ وكلاهما في أربعة أجزاء، يبدأ الجزء الأول بمقدمات مفيدة في مقابلة التواريخ (الرزنامة)، المعروفة في عصره، قابل فيها بين ما في التوراة العبرانية والسامرية واليونانية، ووضع لذلك جدولًا لطيفًا، ثم أتى على تواريخ الأنبياء والفرس القدماء والعرب الجاهلية والأمم الأخرى القديمة، وأفاض في العرب الجاهلية وأحيائهم وقبائلهم البائدة والباقية وملوكهم ودولهم، وكلامه في ذلك من أفضل ما كتب في هذا الموضوع. يلي ذلك ظهور الإسلام فالخلفاء الراشدون فالأمويون والعباسيون إلى خلافة المنصور، والجزء الثاني في تاريخ دولة الأمويين في الأندلس وما عاصرها من الدول الإسلامية إلى سنة ٥٢٣، والثالث ينتهي سنة ٦٦٣، والرابع سنة ٧٢٩. وقد جمعه من نيف وعشرين كتابًا أهمها الكامل لابن الأثير، وقد تحداه في ترتيبه على السنين، ويمتاز عنه بما تضمنه من الأخبار الأدبية والعلمية والاجتماعية مما لم يتصد له ذاك إلا قليلًا.

      ولهذا الكتاب منزلة رفيعة عند علماء أوربا وهو من أقدم كتب التاريخ الإسلامي التي اهتموا بنشرها وترجمتها، فطبعوه بالعربية أولًا في أوكسونيا سنة ١٧٣٢ ثم نقلوه إلى اللاتينية بقلم ريسكي وادلر ونشروه مع الأصل العربي في هفنيا في خمسة مجلدات كبيرة من سنة ١٧٨٩–١٧٩٤ تبدأ هذه الطبعة بمولد النبي وفيها الفهارس والجداول.

      أما القسم الأول المختص بالجاهلية فنقلوه على حدة وطبع سنة ١٨٣١، ونشرت قطعة أخرى منه عن ديار مصر مع ترجمة لاتينية وشروح في غوتنجن سنة ١٧٧٦ ونقلوا بعضه إلى الفرنساوية وغيرها، اطلعنا منها على ترجمة سيرة النبي مقتطفة من ذلك التاريخ نشرت في باريس سنة ١٨٣٧ مع ترجمة فرنساوية لديفرجه، وقد طبع كله في الأستانة سنة ١٢٨٦ في أربعة مجلدات نقلًا عن طبعة أوربا، وطبع بمصر أيضًا، وقد لخصه ابن الوردي وأضاف إليه وسماه «تتمة المختصر» إلى سنة ٧٤٩ سيأتي ذكره، وفعل نحو ذلك محمد بن إبراهيم بن أبي الرضى في كتاب سماه «لب لباب المختصر في أخبار البشر» منه نسخة في بطرسبورج، وكذلك فعل ابن الشحنة وسيأتي خبره.

    • (ب)

      تقويم البلدان: هو جغرافية عامة ذكر في أوله إنه طالع الكتب المؤلفة في هذا الموضوع في العربية من ابن حوقل إلى الإدريسي وياقوت وغيرهم، فوجد في كتبهم ما يحتاج إلى تصحيح ولا سيما الأسماء والأنساب فطالع ما كتبه العرب في تصحيح الأنساب والأسماء كالأنساب للسمعاني والمشترك لياقوت. وقرأ كتبًا أخرى عن الأطوال والعروض وغيرها وجمع ما تفرق فيها كلها في هذا الكتاب، وأضاف إليها أشياء لم يصل علمها لأحد قبله وبذل جهده في التحقيق، وجعله في شكل الجداول مثل تقويم الأبدان لابن جزلة، وقدم ما يجب معرفته من ذكر الأرض والأقاليم ثم ذكر البلاد، وعددها ٦٢٣ بلدًا، مرتبة على الأقاليم، وقد اهتم به الإفرنج قبل اهتمامهم بالتاريخ فنقلوا قطعًا منه إلى اللاتينية عن خوارزم وما وراء النهر وطبعوها مع الأصل العربي في لندن سنة ١٦٥٠، ونشروا قطعًا أخرى عن سوريا في ليبسك سنة ١٧٧٦ وعن إفريقية في غوتنجن سنة ١٧٩١ ونشرت كلها في اللاتينية سنة ١٨٣٥، ونشرها دي سلان في العربية سنة ١٨٤٠ في ٥٣٩ صفحة صدرها بمقدمة فرنساوية في وصف الكتاب وأحواله مع الفهارس والجداول والشروح، وترجمها رينو وجويار إلى الفرنساوية وطبعاها في ثلاثة مجلدات سنة ١٨٤٨–١٨٨٣ المجلد الأول منها مقدمة طويلة في تاريخ الجغرافية عند الشرقيين جزيلة الفائدة مع ثلاث خرائط، والمجلد الثاني ترجمة النصف الأول من الأصل العربي والمجلد الثالث فيه بقية الكتاب مع الفهارس، ويسمون هذا الكتاب في الفرنساوية «جغرافية أبي الفداء».

      واهتم غير الإفرنج أيضًا في هذا التقويم، فعني محمد بن علي الشهير بسباهي زاده المتوفى سنة ٩٩٧ بترتيب مواده على الحروف المعجمة، وأضاف إليه ما التقطه من المصنفات ليسهل تناوله، وسماه «أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك» وأهداه إلى السلطان مراد خان الثالث، ثم نقله إلى التركية وأهداه إلى الوزير محمد باشا، أما أوضح المسالك العربية فمنها نسخة في المكتبة الخديوية في ٥٤٤ صفحة بخط جميل، وتوجد أيضًا في المتحف البريطاني وفي جامع أيا صوفيا ونور عثمانية.

    • (جـ)

      الكناش في النحو والصرف، ألفه سنة ٧٢٧ منه نسخة في المكتبة الخديوية عليها خط صاحب كشف الظنون (فوات الوفيات ١٦ ج١ وفي صدر تاريخه وفي آخره).

  • (٥)
    شمس الدين الذهبي (توفي سنة ٧٤٨ﻫ): هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز أبو عبد الله شمس الدين الذهبي التركماني الفارقي الإمام الحافظ، وله سنة ٦٧٣ في دمشق وطلب الحديث من صغره ورحل في طلبه حتى رسخت قدمه فيه، ثم انتقل إلى مصر وقرأ فيها العلوم الشرعية وغيرها، ولما رجع إلى دمشق تعين أستاذًا للحديث في مسجد أم صالح ثم في المدرسة الأشرفية وغيرها، وكان معدودًا من المحدثين والمؤرخين، وكان إمام وقته وله مؤلفات عديدة أكثرها كبير هام هاك ما وصلنا خبره منها:
    • (أ)

      تاريخ الإسلام وطبقات المشاهير الأعلام: هو تاريخ كبير في نحو ١٢ مجلدًا رتبه على السنين، جمع فيه بين الحوادث والوفيات، يمتد من أول الإسلام إلى سنة ٧٠٠ للهجرة، وقد قسم هذه المدة إلى سبعين بابًا كل باب لعشر سنين. ورتب تراجم كل باب على المعجم. وقد استخرج منه مختصرات يعرف كل منها باسم خاص سيأتي ذكرها، ولم نقف على نسخة كاملة من هذا التاريخ في مكتبة من المكاتب الكبرى، فالجزء الأول في باريس يشتمل على حوادث السنين ١–٤٠ﻫ والثاني في أكسفورد من ٤١–١٣٠ والثالث في غوطا من ١٣١–١٩٠ وفي المكتبة الخديوية جزء من سنة ١٨١–٢٠٠ والرابع في أكسفورد من سنة ١٩١–٢٤٠ وهو ناقص، وفي باريس جزء آخر فيه أخبار سنة ٣٠١–٣٧٠ والسابع في غوطا والمتحف البريطاني من ٣٥١–٤٠٠ والثامن من ٤٠١–٤٥٠ في المتحف البريطاني، وقس على ذلك سائر الأجزاء بحيث يصعب جمع نسخة كاملة منها كلها، لكن في مكتبة أيا صوفيا نسخة في ١٢ جزءًا لعلها تكون كاملة، وقد اختصره محمد بن إسحق الأيوبي وذيله قاضي شهبة وغيره، وله ترجمة تركية في برلين.

    • (ب)

      الدول الإسلامية أو دول الإسلام: تاريخ عام للدول الإسلامية مختصر مرتب على أحرف الهجاء من الهجرة إلى سنة ٧٤٠، منه نسخة في مكتبة كوبرلي في الأستانة، وفي المكتبة الخديوية الجزء الأول منه ينتهي إلى خلافة المستظهر بالله سنة ٤٨٧ وهو ٣٦٠ صفحة.

    • (جـ)

      تذهيب تهذيب الكمال: الكمال معجم لأسماء رجال الحديث تأليف أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد علي المقدسي الجماعيلي في ثلاثة مجلدات، منه نسخة في مجلدين بالمكتبة الخديوية في ١٢١٦ صفحة، والكمال أيضًا لمحب الدين بن النجار المتقدم ذكره، وقد هذب الكمال وزاد عليه جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي المتوفى سنة ٧٤٢ في كتاب سماه «تهذيب الكمال» يشتمل على أسماء رواة العلم وحملة الآثار وأئمة الدين وأهل الفتوى والزهد والمشهورين من كل طائفة من طوائف أهل العلم مرتبة على الهجاء رجالًا ونساء، فهو من أكبر المعاجم التاريخية يحتوي على ١٧٠٠ ترجمة، منه نسخة في المكتبة الخديوية ١٢ مجلدًا في نحو عشرة آلاف صفحة، والذهبي أخذ تهذيب الكمال هذا ولخصه وأحسن ترتيبه وزاد عليه وسماه «تذهيب تهذيب الكمال» في خمسة مجلدات صفحاتها نحو ٢٢٠٠ صفحة، منه نسخة في المكتبة الخديوية ينقصها الجزء الرابع، ثم صفي الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي لخص هذا التهذيب في كتاب سماه «خلاصة تذهيب تهذيب الكمال» في جزء كبير طبع بمصر سنة ١٣٠١ في نحو ٥٠٠ صفحة عليها شروح.

    • (د)

      مختصر تاريخ بغداد لابن الدبيثي: ويسمى «المختصر المحتاج إليه من تاريخ بغداد» لأبي عبد الله محمد بن سعيد بن محمد الدبيثي انتقاه الذهبي مع زيادات. وتاريخ الدبيثي هذا هو ذيل على تاريخ بغداد لابن الخطيب، ومن المختصر المحتاج جزء في المكتبة الخديوية مكتوب عليه «الجزء الثاني من مختصر الحافظ أبي عبد الله الدبيثي للحافظ أبي عبد الله الذهبي»، وهو مرتب على الأبجدية يبدأ باسم محمد ثم بالألف وما بعدها في ٢٦٤ صفحة.

    • (هـ)

      التجريد في أسماء الصحابة: تاريخي، طبع في حيدرآباد سنة ١٣١٥ في مجلدين صفحاتهما ٨٣٠ صفحة.

    • (و)

      تذكرة الحفاظ: كبير، طبع في الهند في أربعة مجلدات.

    • (ز)

      المشتبه في الأسماء والأنساب: وفيه تراجم الأسماء المتشابهة في الصورة أو اللفظ، جمع فيه ما اشتبه من الرجال والنساء في الأسماء أو الأنساب أو الكنى أو الألقاب التي اتفق وضعها، واختلف نطقها مما يأتي في أسانيد الحديث وغيره، ورتبها على الأبجدية طبع في ليدن ١٨٦٣ في نحو ٦٠٠ صفحة ويسمى أيضًا «مشتبه النسبة».

    • (ح)

      ميزان الاعتدال في نقد الرجال: يعني رجال الحديث، رتبه على حروف المعجم، وهو كتاب جليل جمع فيه أسماء الرواة من الكتب الستة وزاد عليهم، طبع في لكناو الهند سنة ١٨٨٤ وفي مصر سنة ١٣٢٥ في ثلاثة مجلدات وله مختصرات عديدة.

    • (ط)

      الكاشف: في معرفة أسماء الرجال (رجال الحديث) منه نسخة في المكتبة الخديوية وفي الأسكوريال.

    • (ي)

      العبر في أخبار البشر ممن عبر: هو تاريخ عام في مجلدين اقتطفه من تاريخه الكبير (تاريخ الإسلام)، رتبه على السنين ذكر فيه أشهر الحوادث والوفيات من أول الهجرة إلى سنة ٧٤٠ منه نسخ في فينا وباريس والمتحف البريطاني وأيا صوفيا وكوبرلي، وقد ذيله واختصره كثيرون وصلنا من ذيوله تذييل ابن الشماع المتوفى سنة ٩٣٦ منه نسخة في المتحف البريطاني بخط المؤلف.

    • (ك)

      طبقات الحفاظ: اقتطفه من تاريخه الكبير أيضًا ورتب فيه التراجم حسب طبقاتهم، وقد اختصره السيوطي وأتمه في كتاب منه نسخة في غوطا وكوبرلي ويني جامع، وطبعه وستنفيلد في غوتنجن سنة ١٨٣٣ في ثلاثة أجزاء مع فهرس أبجدي.

    • (ل)

      طبقات القراء: اختصره من تاريخه الكبير ورتبه نحو ترتيب طبقات الحفاظ منه نسخة في باريس وكوبرلي، وقد ذيله كثيرون.

    • (م)

      تاريخ النبلاء: استخرجه من تاريخه الكبير أيضًا لا نعرف مكانه، لكن له ذيلًا اسمه «تعريف ذوي العلاء بمن لم يذكره الذهبي من النبلاء» في برلين.

    • (ن)

      مختصر أخبار النحويين لابن القفطي: في ليدن.

    • (س)
      المسترجل في الكنى: في مكتبة لي Lee الإنكليزي.
    • (ع)

      المقتنى في سرد الكنى: رتبه على الأبجدية له خلاصة في برلين.

    • (ف)

      معجم أشياخه: دون فيه تراجم شيوخه وهم نحو ١٣٠٠ شيخ ورتبه على الهجاء، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٤٠٠ صفحة.

    • (ص)

      طب النبي: طبع على الحجر في مصر وترجم إلى الفرنساوية وطبع في الجزائر سنة ١٨٦٠.

    • (ق)

      الكبائر وبيان المحارم: ذكر فيه ٧٦ كبيرة ونهى عنها، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٩٦ صفحة، وله كتب أخرى في الحديث وأحكامه لا فائدة من ذكرها (ترجمته في فوات الوفيات ١٨٣ ج٢ وطبقات الحفاظ ٦٨ ج٣).

  • (٦)
    عمر بن الوردي (توفي سنة ٧٤٩ﻫ): هو زين الدين عمر بن المظفر بن عمر بن الوردي المعري البكري، ويعرف بابن أبي الفوارس. ولد في المعرة سنة ٦٨٩ ومات في حلب سنة ٧٤٩. كان شاعرًا وأديبًا ونحويًّا وفقيهًا ومؤرخًا، فنظم الشعر وألف في النحو والتاريخ وغيره، وأشهر شعره لاميته المعروفة باسمه نظمها لابنه في ٧٧ بيتًا مطلعها:
    اعتزل ذكر الأغاني والغزل
    وقل الفصل وجانب من هزل

    وهي مشهورة وتعرف بنصيحة الأخوان، ولها عدة شروح وتخاميس منشورة، وله ديوان طبع في الأستانة سنة ١٣٥٠، وله مقامات وأشعار أخرى منها «المناظرات» في الأسكوريال والمتحف البريطاني و«شفو الرحيق في وصف الحريق» في برلين.

    وله في التاريخ كتاب «تتمة المختصر في أخبار البشر» لأبي الفداء فيه تذييل على تاريخ أبي الفداء إلى سنة ٧٤٩، طبع بمصر سنة ١٢٨٥ وفي الأستانة سنة ١٢٨٦، وله كتب في الفقه والتصوف لا يهمنا ذكرها (فوات الوفيات ١١٦ ج٢).

  • (٧)
    ابن أيبك (في أواسط القرن الثامن): هو أبو بكر بن عبد الله بن أيبك صاحب صرخد، كان والده يعرف بالدواداري انتسابًا لخدمة الأمير سيف الدين بلباي الرومي الدوادار الظاهري، له:
    • (أ)

      كتاب كنز الدرر وجامع الغرر: ألفه للسلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون بدأ بتأليفه سنة ٧٠٩، يبدأ بخلق الدنيا وينتهي سنة ٧٤٥ في تسعة أجزاء: الجزء الأول في بدء الخلق. (٢) في الأمم القديمة. (٣) سيرة النبي والراشدين. (٤) الدولة الأموية. (٥) الدولة العباسية. (٦) الفاطمية. (٧) الأيوبية. (٨) التركية. (٩) سيرة الملك الناصر الذي ألف الكتاب له رتب فيه الحوادث حسب الأعوام.

      منه نسخة في المكتبة الخديوية في نحو ٣٢٠٠ صفحة نقلها زكي باشا بالفوتوغراف من مكاتب الأستانة في جملة الكتب التي ابتاعتها نظارة المعارف، وأخذت في طبعها لأحياء آداب اللغة العربية.

    • (ب)

      درر التيجان وغرر تواريخ الأزمان: ألفه للخزانة العالية المولوية بدأ به سنة ٧٠٩ وأتم تسويده سنة ٧٣٢، جاء فيه على ذكر الخليقة وما كان قبل الإسلام من أخبار الجاهلية وشعرائها فالسيرة النبوية فالخلفاء ومن بعدهم، رتبه على السنين، وفيه أيضًا زيادات النيل إلى سنة ٧١٠ منه نسخة بين كتب زكي باشا بالمكتبة الخديوية في ٤٧٦ صفحة.

  • (٨)
    مغلطاي (توفي سنة ٧٦٢ﻫ): هو أبو عبد الله مغلطاي بن قليج بن عبد الله علاء الدين البكجري، هو تركي الأصل ولد سنة ٦٨٩ وتولى مشيخة الحديث في المظفرية والصرغتمشية والناصرية وغيرها، وتوفي سنة ٧٦٢ وله مؤلفات:
    • (أ)

      الزهر الباسم في سيرة أبي القاسم: وهي السيرة النبوية، ثم لخصه عاريًا من الشواهد وألحق به تاريخ الخلفاء وسماه «الإشارة إلى سيرة النبي المصطفى وآثار من بعده من الخلفاء» يشتمل على السيرة النبوية والخلفاء بعده إلى الدولة العباسية في بغداد وفتح هولاكو باختصار كلي، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ١٦٠ صفحة وفي برلين ومنشن والمتحف البريطاني.

    • (ب)

      شرح سنن ابن ماجة: منه نسخة في المكتبة الخديوية (ترجمته في تاج التراجم ٥٧ وطبقات الحفاظ ٧٩ ج٣)

  • (٩)
    ابن كثير (توفي سنة ٧٧٤ﻫ): هو أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير عماد الدين بن الخطيب القرشي البصروي، ولد في دمشق سنة ٧٠٠ وتخرج بيوسف المزي ولزمه، وتعين سنة ٧٤٨ أستاذًا للحديث في مسجد أم صالح ثم في الأشرفية، وهاك ما وصلنا من مؤلفاته:
    • (أ)

      البداية والنهاية: مطول في التاريخ العام في عشرة مجلدات اعتمد في تأليفه على النص من الكتاب والسنة وميز بين الصحيح والسقيم من الخبر الإسرائيلي، ورتب ما بعد الهجرة على السنوات إلى آخر عصره، وهو مما جمع بين الحوادث والوفيات، وأجود ما فيه السيرة النبوية عول في كثير منه على تاريخ البرزالي، وقد لخصه كثيرون وذيلوه، منه نسخة في فينا في ثمانية مجلدات تنقص الجزء الثالث من زواج النبي إلى السنة السابعة للهجرة، والجزء السادس من سنة ٢٩٨–٦١٤ والثامن ٧٤٧ إلى النهاية، والجزء الأول منه في برلين وغوطا وأكسفورد والمتحف البريطاني وفي المكتبة الخديوية، والثاني في أكسفورد من المسيح إلى المعراج وأجزاء في أيا صوفيا وكوبرلي وبيازيد وغيرها، وقد ترجم بعضه إلى التركية ومن الترجمة نسخ في ليبسك وباريس، وفي مكتبة إبراهيم باشا بالأستانة، ولشهاب الدين بن حجي المتوفى سنة ٨١٦ ذيل عليه من سنة ٧٤١–٧٦٩ منه نسخة في برلين، وللطبراني المتوفى سنة ٨٣٥ ذيل في برلين.

    • (ب)

      تفسير القرآن: في أكثر من عشرة أجزاء منه نسخة في المكتبة الخديوية، اختصره الكازروني في كتاب سماه «البدر المنير» في نور عثمانية.

    • (جـ)

      جامع المسانيد والسنن الهادي لأقدم السنن: في رواة الحديث، وكان قد ألف كتابًا في معرفة الثقات والضعفاء وسماه «التكميل» في عشرات من المجلدات أراد به تحقيق أصحاب الرواية في الحديث وما هي درجة ثقتهم، ثم جمع بهذا المعنى كتاب جامع المسانيد هذا نقلًا عن الكتب الستة ترجم فيه كل صحابي له رواية ورتبة على المعجم منه نسخة في المكتبة الخديوية في ثمانية مجلدات وفي كوبرلي.

    • (د)

      الاجتهاد في طلب الجهاد: ألفه إجابة لاقتراح الأمير منجك ليرسله إلى ما جاور البحر من البلاد ليأخذوا بحظهم من الجهاد، فأملاه وذكر فيه هجمات الإفرنج على الإسكندرية وانتقال عصائبهم إلى طرابلس وما فعلوه فيها وجرأتهم على سواها، وذكر طائفة من أخبار الفتح الإسلامي في زمن صلاح الدين تستحث النخوة، وهو المراد من تأليف هذا الكتاب، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٨٠ صفحة وفي كوبرلي (طبقات الحفاظ ٧٦ ج٣ والدرر الكامنة ج١).

  • (١٠)
    زين الدين ابن الشحنة (توفي سنة ٨١٥ﻫ): هو أبو الوليد محمد بن محمد بن محمود بن الشحنة زين الدين الحلبي، ولد سنة ٧٤٩ وكان قاضين الحنفية في حلب، كتب في عدة فنون وله عدة أراجيز في اللغة والدين والتصوف والأحكام والفرائض والمنطق متفرقة في برلين وباريس والمكتبة الخديوية، منها أرجوزة في البيان شرحها كثيرون وشروحها متفرقة في مكاتب أوربا، وإنما يهمنا من مؤلفاته هنا:
    • (أ)

      روض المناظر في علم الأوائل والأواخر: هو مطول في التاريخ ألفه بناء على إشارة عماد الدين محمد بن موسى النائب بمدينة حلب، وقسمه إلى مفتاح ومصراعين وخاتمة، أما المفتاح ففي بدء خلق الدنيا والمصراع الأول في ما بين هبوط آدم والهجرة والمصراع الثاني من الهجرة إلى آخر مدة يقدرها الله، والخاتمة مشتملة على ما يكون آخر الزمان، فانتهى المصراع الثاني سنة ٨٠٦ والظاهر أنه استعان بتاريخ أبي الفداء وزاد عليه، وفي المكتبة الخديوية نسخة في ٤٠٠ صفحة تنتهي سنة ٨٠٦ فهو مختصر، وقد طبع على هامش الكامل لابن الأثير سنة ١٢٩٠ في بولاق، ومنه نسخ خطية في معظم مكاتب أوربا.

    • (ب)

      الأرجوزة البيانية: في علم البيان منها نسخ خطية في أكثر مكاتب أوربا وعليها شروح أحدها لمحب الدين الحموي، في برلين وغوطا.

    • (جـ)

      أرجوزة في سيرة الرسول ٩٩ بيتًا، في برلين.

    • (د)

      الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب: تقدم صفحة ١٨٤ أنه لابنه محب الدين.

  • (١١)
    ابن قاضي شهبة (توفي سنة ٨٥١ﻫ): هو أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر تقي الدين بن قاضي شهبة الأسدي الدمشقي، ولد سنة ٧٧٩ وتولى التدريس في المدرسة الأمينية والإقبالية، ثم صار قاضيًا سنة ٨٢٠، وارتقى إلى رئاسة القضاء وتولى النظر في المارستان المنصوري وهو يلقي الدروس في أهم المدارس، وله عدة مؤلفات أهمها:
    • (أ)

      الإعلام بتاريخ الإسلام: هو ذيل لتاريخ الذهبي — المتقدم ذكره — في أخبار المشاهير رتبه على ترتيبه منه أجزاء متفرقة في أكسفورد وباريس.

    • (ب)

      مختصر عبر الذهبي: في المتحف البريطاني.

    • (جـ)

      مناقب الإمام الشافعي: في برلين.

    • (د)

      طبقات الشافعية: وفيه تراجم مشاهير الشافعية إلى سنة ٨٤٠ مرتب حسب الطبقات في ٢٩ بابًا، وكل باب مرتب على الحروف. منه نسخ في برلين وغوطا وبطرسبورج والمتحف البريطاني وفي المكتبة الخديوية، وقد نشر وستنفيلد منه قطعة في غوتنجن سنة ١٨٣٧.

    • (هـ)

      مختصر درة الأسلاك: لابن حبيب الحلبي، في باريس.

  • (١٢)
    بدر الدين العيني (توفي سنة ٨٥٥ﻫ): هو قاضي القضاة بدر الدين محمود بن أحمد بن موسى، ولد في عينتاب ونشأ فيها وسافر إلى حلب وتفقه بشيوخها وكان أبوه قاضيًا فيها ثم صار هو نائبًا عن أبيه، ورحل إلى دمشق وزار القدس وغيرها، وجاء القاهرة مع علاء الدين السيرافي فلازمه وأخذ عنه، ثم عاد إلى دمشق ورجع إلى القاهرة وأقام في البرقوقية وتقلب في المناصب وعاد إلى بلده، ثم عاد إلى القاهرة وهو رقيق الحال فألف كتابًا للأمير قلمطاي العثماني، فتوسط له حتى تقرب من الملك الظاهر، وتحسنت حاله وتولى الحسبة بدلًا من المقريزي فوقع بسبب ذلك نفور بينهما وتناوباها غير مرة، وتولى قضاء الحنفية ثم اعتزل الأعمال وعمد إلى التأليف، وكان عالمًا بعلوم شتى ولا سيما التاريخ، وكان جميل الخط سريع الكتابة، وله مؤلفات عديدة وصلنا منها:
    • (أ)

      عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان: تاريخ عام من الخليقة إلى سنة ٨٥٠ حسب الأعصر والأمم في بضعة وعشرين مجلدًا منه الجزء الأول في كمبريدج ينتهي إلى سيرة النبي والأجزاء ٢–٤ في بطرسبورج، وفي المكتبة الخديوية ستة مجلدات، هي الأول ينتهي إلى أول قصة إبراهيم، والثاني يشتمل على سائر قصص الأنبياء، والثالث فيه تاريخ ملوك الفرس والكلدان والفراعنة واليونان، والأجزاء الباقية فيها متفرقات غير متناسقة، ومنه أجزاء في باريس، ونسخة في ٢٤ جزءًا في مكتبة بيازيد.

    • (ب)

      تاريخ البدر في أوصاف أهل العصر: هو تاريخ كبير ترتبت فيه الحوادث على السنين من أول الخلق إلى أيامه، في أوله فذلكة جغرافية نقلًا عن تقويم البلدان ثم التاريخ، وقد عول فيه على «البداية والنهاية» لابن كثير أو كأنه لخصه وزاد عليه أشياء. وألحَق ذلك ببيان الغرائب، وأخذ أيضًا عن ابن دقماق أخذًا حرفيًّا أشار إليه ابن حجر العسقلاني في كتابه أنباء الغمر وضحك منه؛ لأنه ذكر نقله أقوالًا قالها ابن دقماق قول مشاهد بمصر فقالها العيني وهو في عينتاب، منه جزء في المتحف البريطاني.

    • (جـ)

      سيرة السلطان الملك المؤيد: نظمًا، في منشن وتعرف بالجوهرة.

    • (د)

      السيف المهند في سيرة المؤيد: وكله مدح وإطراء، في باريس.

    • (هـ)

      عمدة القاري في شرح البخاري: طبع بالأستانة سنة ١٣٠٨ في ١١ مجلدًا كبيرًا. وله مؤلفات أخرى في الحديث والفقه واللغة متفرقة في مكاتب أوربا (ترجمته في الخطط التوفيقية ١٠ ج٦، وحسن المحاضرة ٢٧٠ ج١).

  • (١٣)
    بهاء الدين الباعوني (توفي سنة ٩١٠ﻫ): هو محمد بن يوسف بن أحمد الباعوني الدمشقي، ولد في الصالحية بدمشق هو ابن أخي شمس الدين الباعوني المتقدم ذكره (صفحة ١٧٩)، ومؤلفاته مثل مؤلفات عمه، أراجيز تاريخية:
    • (أ)

      تحفة الظرفاء في تواريخ الملوك والخلفاء: هي نفس أرجوزة عمه أتمها إلى زمن قايتباي، منها نسخة في باريس.

    • (ب)

      القول السديد الأظرف في سيرة السعيد الملك الأشرف: أرجوزة في ٥٥٧ بيتًا تشتمل على سيرة برسباي إلى قايتباي، في برلين.

    • (جـ)

      اللمحة الأشرفية والبهجة السنية: إشعار في مدح قايتباي، في باريس.

    • (د)

      بهجة الخلد في نصح الولد: أرجوزة في التربية، في برلين.

ومن التواريخ العامة التي يحسن ذكرها

  • (١)

    مختصر سير الأوائل والملوك ووسيلة العبد المملوك: لابن بركات الحموي في أواخر القرن السابع، هو تاريخ الجاهلية والإسلام إلى الخليفة المهتدي (٢٥٥ﻫ) منه نسخة في باريس، وله «التاريخ المنصوري» في بطرسبورج.

  • (٢)

    مداولة الأيام: للبارزي المتوفى سنة ٦٨٣ وهي أرجوزة تاريخية في سيرة النبي والدول الإسلامية في آسيا وإفريقية والأندلس وجغرافية المملكة الإسلامية وغير الإسلامية، منها نسخة في فينا.

  • (٣)

    روضة الأعيان في أخبار مشاهير الزمان: لمحمد بن أبي بكر الموصلي نزيل البصرة ودفينها، ويعرف بابن حماد، توفي سنة ٧٥٠ بدأ فيه بسيرة النبي فالراشدين فالأمويين فالعباسيين فالفاطميين، وفيه أبواب لآل النبي والشعراء والأدباء والقواد وغيرهم، منه نسخة في الخزانة التيمورية في ٥٣٤ صفحة كبيرة.

  • (٤)

    ذيل العبر للذهبي: تأليف شمس الدين محمد بن علي الحسيني إلى آخر سنة ٧٦٤ منه نسخة في أكسفورد.

  • (٥)

    تاريخ الدول والملوك: من أول الهجرة إلى سنة ٧٩٩ لناصر الدين بن الفرات المتوفى سنة ٨٠٧ ويعرف بتاريخ ابن الفرات في مئة كراس، منه تسعة أجزاء في فينا وأجزاء متفرقة في مكاتب أخرى.

  • (٦)

    النجوم الزواهر في معرفة الأواخر: للبودي الدمشقي من أهل القرن التاسع، يقابل كتاب الأوائل للسيوطي، منه نسخة في مكتبة عارف حكمت بك في المدينة.

  • (٧)

    بهجة السالك: في تاريخ الخلفاء والسلاطين والملوك من ظهور الإسلام إلى سنة ٨٨٦ لنصر الدين الجعفري من أهل القرن التاسع، وله تاريخ آخر باسم «نهج الطرائق والمناهج والسلوك إلى تواريخ الأنبياء والخلفاء والملوك» كلاهما في باريس.

  • (٨)

    مخدرات القصور في تاريخ أهل العصور: لابن قطري المتوفى سنة ٨٩٨، وهو مختصر في التاريخ، منه نسخة في مكتبة عارف بك في المدينة.

  • (٩)

    درر الأبكار في وصف الصفوة الأخيار: لأبي الفتح بن صدقة السرميني من أهل القرن التاسع، جمع فيه طرفًا من أخبار السلف والصحابة والأئمة، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٣٠٦ صفحات بخط المؤلف سنة ٨٢١.

  • (١٠)

    تاج المعارف وتاج الخلائف: لأبي السعادات ابن أبي الجود السلموني، من آدم إلى سلطة قايتباي. وترجم فيه قضاة وأعيانها منه نسخة في الخزانة التيمورية وفي باريس.

  • (١١)

    بحر الأنساب: في المكتبة الخديوية نسخة من كتاب اسمه بحر الأنساب ينسب إلى الباز الأشهب البطائحي، في مجلدين صفحاتهما ١٤٥٠ صفحة، الأول منهما في النسب القديم من آدم فالآباء كالعادة، والثاني في نسب السيد البدوي وكراماته، وهو غير بحر الأنساب لابن عنبة وبحر الأنساب للنجفي النسابة، المتقدم ذكرهما.

  • (١٢)

    الجمان في أخبار الزمان: لمحمد الشطيبي المغربي من أهل القرن التاسع قسمه إلى فصول من أول بدء الدنيا، فمولد النبي إلى آخر أيام المؤلف. ويدخل في ذلك تاريخ الدولة الأموية والشام والعباسية في بغداد ثم بمصر إلى خلافة المستكفي سنة ٨٤٦ وملوك مصر العبيديين ومن جاء بعدهم من الأكراد والمماليك إلى الملك الظاهر خوشقدم، المتوفى سنة ٨٧٢ في أيام المؤلف. منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٤٣٤ صفحة.

  • (١٣)

    نيل الأمل: لعبد الباسط بن خليل بن شاهين الملطي المتوفى سنة ٩٢٠ هو ذيل على الذهبي من سنة ٧٤٤–٨٩٦ منه نسخة في أكسفورد.

(٢-٢) المؤرخون خارج مصر والشام

أولًا: المؤرخون في العراق

  • (١)
    ابن الساعي (توفي سنة ٦٧٤ﻫ): هو تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان بن عبد الله البغدادي خازن الكتب للمستنصر العباسي، صحب ابن النجار وأخذ عنه وعن غيره، وكان من المحدثين الثقات وألف في التفسير والتاريخ كتبًا كثيرة وصلنا منها:
    • (أ)

      مختصر أخبار الخلفاء: لابن الساعي، تاريخ كبير في نحو ٣٠ مجلدًا لم نقف عليه، وله «أخبار الخلفاء» وقفنا على مختصره هذا، وهو كتاب نفيس يبدأ بظهور الدولة العباسية وينتهي بانقضائها في بغداد، وفيه خلاصة مختصرة في بيوت الملك والإمارات في الإسلام، ويدخل فيها ذكر الدول الصغرى الإسلامية وملوكها المعاصرين له في جزيرة العرب والسودان وآسيا الصغرى والشام والمغرب وأمراء البدو في مصر والشام، طبع بمصر سنة ١٣٠٩، ويعرف بتاريخ ابن الساعي، في ذيل هذه الطبعة كتاب: «غاية الاختصار في أخبار البيوت العلوية المحفوظة من الغبار» لتاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة الحسيني نقيب حلب، فيه بحث في النسب بالمشجر وأنواعه، ألفه بإشارة الوزير أبي محمد الحسن بن أبي جعفر بن أبي الفضل الطوسي، فبدأ بذيول بني الحسن ففروع بني الحسين وما يلحق ذلك من الأنساب وفروعها في نيف ومئة صفحة.

    • (ب)

      الجامع المختصر في عنوان التواريخ وعيون السير: وهو تاريخ كبير في ٢٥ مجلدًا مرتب على السنين، بلغ فيه إلى آخر سنة ٦٥٦ يبدأ بالسنة فيذكر حوادثها ثم يأتي بتراجم من مات فيها، وذيل عليه تلميذه كمال الدين عبد الرازق بن أحمد المؤرخ المحدث المتوفى سنة ٧٢٣ في نحو ثمانين مجلدًا لم نقف عليه، أما الجامع المختصر فوقفنا على الجزء التاسع منه في الخزانة التيمورية، وفيه حوادث ١٢ سنة (من ٥٩٥–٥٠٦) في نحو ٤٠٠ صفحة. (طبقات الحفاظ ٦٣ ج٢).

  • (٢)
    أبو الفرج الملطي (توفي سنة ٦٨٥ﻫ/١٢٨٦م): هو غريغوريوس أبو الفرج بن أهرون الملطي ويعرف بابن العبري، ولد في ملطية قاعدة أرمينية الصغرى سنة ١٢٢٦م وتربى أحسن تربية؛ لأن أباه كان غنيًّا فتعلم اليونانية والسريانية والعربية، واشتغل بالفلسفة واللاهوت والطب، وكان من طائفة السريان اليعاقبة، ووافق شبابه تزاحم الفتن في المملكة الإسلامية على أيدي المغول والإفرنج بين قتل وسبي وإحراق، ففر به أبوه إلى أنطاكية سنة ١٢٣٤م فمال الغلام إلى الزهد وانفرد في مغارة، ثم شخص إلى طرابلس وقد نال ثقة البطريرك أغناطيوس سابا فجعله أسقفًا على جوباس من أعمال ملطية سنة ١٢٤٦م، ثم نقله إلى أسقفية لاقبين، وتوفي البطريرك في أثناء ذلك فوقع الشقاق بين الأساقفة على من يتولى البطريركية وتقلبت عليه أحوال شتى انتهت بتقربه من الملك الناصر فجعله البطريرك مفريانًا على المشرق، واعترض سيادته هناك أحن هولاكو لكنه أحسن السياسة مع هذا الفاتح واستعطفه فأنعم عليه وثبته، فأخذ يتجول في أسقفيته ويتفقد أحوال رعيته، وعمد إلى التأليف والتصنيف حتى توفي سنة (١٢٨٦ / ٦٨٥ﻫ) في مراغة من أعمال أذربايجان، وقد خلف ما يزيد على ثلاثين كتابًا في العربية والسريانية أكثرها أدبية ولاهوتية أو شروح دينية وشرائع كنائسية أو في الفلسفة والطب والتاريخ واللغة والشعر والأدب، وإنما يهمنا منها في هذا المقام تاريخه العربي المسمى: تاريخ مختصر الدول: ألفه أولًا في السريانية فطلب إليه بعض الوجهاء أن ينقله إلى العربية ففعل، لكنه اختصر في الفتوح وأطال في دولة الإسلام والمغول، وأدخل فيه تراجم العلماء وأسماء مؤلفاتهم في أثناء كلامه عن التاريخ السياسي، فهو يتضمن كثيرًا من آداب العرب من حيث العلوم القديمة ونقلها، اقتبس ذلك عن ثقات المؤرخين كصاعد الأندلسي وابن القفطي، وكان لكتابه هذا وقع عند الإفرنج من أول نهضتهم، فطبعه بوكوك في أوكسونيا (أكسفورد) سنة ١٦٦٣ مع ترجمة لاتينية، ثم أعيد طبعه في بيروت سنة ١٨٩٠ لكنهم حذفوا من هذه الطبعة الفقرة المتعلقة بإحراق مكتبة الإسكندرية مع وجودها في طبعة بوكوك، وترجمه بور إلى الألمانية سنة ١٧٨٣ (وترجمه أبي الفرج في صدر طبعة مختصر الدول البيروتية، وفي كتاب على حدة مطبوع في بيروت).
  • (٣)
    ابن الطقطقي (توفي سنة ٧٠١ﻫ): هو محمد بن علي بن طباطبا بن الطقطقي ولد نحو سنة ٦٦٠، ونشأ في الموصل، وألف لفخر الدين عيسى بن إبراهيم صاحبها كتابه: الآداب السلطانية والدول الإسلامية: وسماه «الفخري» نسبة إليه واشتهر به، وهو تاريخ عام يبدأ بالخلفاء الراشدين فالأمويين فالعباسيين وينتهي بانقضاء الدولة العباسية وسقوط بغداد، رتبه على السنين دولة دولة وخليفة خليفة، واختص كل خليفة من العباسيين ببسط حال الوزارة في أيامه ومن تولاها كأنه يريد تدوين أعمال الوزراء فهو يمتاز بذلك عما تقدمه، ويرى المطالع في أثناء كلامه روحًا انتقادية، وفي صدر الكتاب مقدمة طويلة في الأمور السلطانية والسياسات الملكية، وهي من قبيل فلسفة التاريخ أو البحث في أسباب الحضارة نحو ما فعل ابن خلدون في مقدمته مطولًا، والفرق بينهما أن ابن خلدون كان شديد المدافعة عن العباسيين والفخري ينتقدهم، وقد أشرنا إلى ذلك في كلامنا عن الانتقاد التاريخي، طبع الفخري في غوطا سنة ١٨٦٠، وفي باريس سنة ١٨٩٥ وفي مصر سنة ١٣١٧ وترجمت قطعة منه إلى الفرنساوية وطبعت سنة ١٨٤٧ ترجمها شربونو، وترجمه كله إلى الفرنساوية إميل إمار وطبع سنة ١٩١٠ في ٦٢٨ صفحة مع درس عن المؤلف مفيد.

ثانيًا: مؤرخو الحجاز ونجد

نبغ في شمالي بلاد العرب في هذا العصر غير واحد من المؤرخين، لكنهم بطبيعة محيطهم صرفوا اهتمامهم إلى أخبار الحرمين وسيرة النبي وآله كما انصرف مؤرخو الشام ومصر إلى تدوين تواريخ الدول لقيامهم بجوار السلاطين والملوك وعاصمة الدولة، هاك أشهرهم:
  • (١)
    تقي الدين الفاسي (توفي سنة ٨٣٢ﻫ): هو أبو الطيب تقي الدين محمد بن على الفاسي المكي المالكي، ولد سنة ٧٧٥ وكان من الحفاظ وولي قضاء المالكية بمكة ومات فيها وآثاره:
    • (أ)

      العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين: في تاريخ أعيان مكة وصفتها، وهو كتاب ضخم في عدة مجلدات رتبت فيه الأعيان على الأبجدية، منه الجزء الرابع في المكتبة الخديوية أوله حرف الغين وينتهي بالياء في ١٨٠ صفحة ثم ٧٢ صفحة للألقاب ومنه أجزاء خطية في باريس وتونس، وقد اختصر منه كتابًا سماه «عجالة القرى للراغب في تاريخ أم القرى»، وآخر سماه «تحفة الكرام في أخبار البلد الحرام» منه نسخة في باريس.

    • (ب)

      شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام: ألفه نقلًا عن الأزرقي، في برلين وغوطا والمكتبة الخديوية.

    • (جـ)

      تحصيل المرام في تاريخ البلد الحرام: في برلين، وهذه الكتب مأخوذ بعضها عن بعض.

    • (د)

      المقنع من أخبار الملوك والخلفاء: طبع في أوربا (طبقات الحفاظ ٧٥ج).

  • (٢)
    نور الدين السمهودي (في سنة ٩١١ﻫ): هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الحسيني نور الدين السمهودي الشافعي، أصله من سمهود في الصعيد وتعلم في القاهرة ثم حج وأقام في المدينة، واشتغل بالتعليم وتقدم وارتقى وخلف كتبًا أهمها:
    • (أ)

      وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى: هو مختصر كتاب مطول اسمه «الوفاء»، كان قد جمع فيه ما أمكنه الوقوف عليه من تواريخ المدينة، وما عاينه من أمور لم يظفر بها غيره، ثم اختصره قبل إتمامه في كتاب سماه «وفاء الوفاء» ثم احترق الأصل وبقي هذا، وقد طبع بمصر سنة ١٣٢٦ في مجلدين صفحاتهما نيف وألف صفحة كبيرة، وجاء في صدر هذه الطبعة أن السمهودي مؤلفه توفي سنة ١٠١١ نقل ذلك عن خلاصة الأثر (صفحة ٤٠ ج١)، وهو خطأ، والصواب أنه توفي سنة ٩١١ﻫ (راجع كشف الظنون مادة الوفاء).

    • (ب)

      خلاصة الوفاء، هي خلاصة الكتاب المتقدم ذكره، يقسم إلى ثمانية أبواب في المدينة وأسمائها وتفضيلها، وبحث في الإقامة فيها والدعاء لها وفضل زيارتها وأخبار سكانها وعمارة مسجدها وغير ذلك، فهي جغرافية مطولة للمدينة وضواحيها مع شيء من تاريخها منها نسخة خطية في المكتبة الخديوية في ٥٠٨ صفحات، وفي منشن وليدن والأسكوريال والمتحف البريطاني، ونشر منها وستنفيلد قطعة في تاريخ المدينة في غوتنجن سنة ١٨٦٤ وطبعت بمصر سنة ١٢٨٥، ولها ترجمة فارسية في برلين وأكسفورد.

    • (جـ)

      جواهر العقدين في فضل الشرفين: شرف العلم الجلي والنسب العلي، جعله قسمين، الأول: في فضل العلم والعلماء، والثاني: في شرف أهل البيت، منه نسخ في ليدن والأسكوريال وباريس.

      وله مؤلفات أخرى في الفقه واللغة والنحو لا حاجة بنا إلى ذكرها.

تواريخ أخرى عن الحجاز ونجد

  • (١)

    التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة: لابن خلف المطري المتوفى سنة ٧٤١، وصف به المدينة ومسجدها مفصلًا وضواحيها، منه نسخة في المكتبة الخديوية منقولة عن مكتبة المدينة في ١١٤ صفحة.

  • (٢)

    لقطة العجلان في مختصر وفيات الأعيان: مع زيادة ٣٢ ترجمة عليه لتاج الدين المخزومي المتوفى سنة ٧٤٣ منه نسخة في أكسفورد.

  • (٣)

    زبدة الأعمال وخلاصة الأفعال: لسعد الدين الإسفرائيني المكي المتوفى سنة ٧٦٢ الجزء الأول منه مختصر الأزرقي في تاريخ مكة، والثاني سيرة النبي ووصف قبره ومميزات المدينة، منها نسخة في باريس والمتحف البريطاني.

  • (٤)
    تحقيق النصرة بتخليص معالم الهجرة: لزين الدين العثماني المراغي المتوفى سنة ٨١٦، وهو تاريخ المدينة عن ابن النجار وغيره، منه نسخة في مكتبة لي (Lee) بخط المؤلف، وفي المتحف البريطاني.
  • (٥)

    الشرف الأعلى في ذكر قبور مقبرة باب المعلى: للعبدري الشيبي سنة (٨٣٧) في برلين.

  • (٦)

    دستور الإعلام بمعارف الأعلام: لابن عزم التونسي الوزيري (٨٩١) هو معجم تراجم المشاهير من المسلمين من صدر الإسلام إلى زمن المؤلف، مرتب على خمسة أقسام في من اشتهر باسمه أو كنيته أو نسبه أو غير ذلك، في برلين.

  • (٧)

    قرة العين في أوصاف الحرمين: للمحجوب أبي عبد الله من أهل القرن التاسع، في باريس.

  • (٨)

    غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام: لعبد العزيز بن فهد المكي الهاشمي عز الدين (٩٢١) يشتمل على تراجم أمراء مكة من أقدم الأزمان إلى زمن المؤلف، في برلين.

ثالثًا: مؤرخو اليمن

  • (١)
    عماد الدين إدريس (توفي سنة ٧١٤ﻫ): هو الأمير الكبير الشريف أبو محمد إدريس بن علي بن عبد الله بن سليمان عماد الدين، كان أميرًا على القحمة ولحج في زمن الدولة الرسولية بأيام الملك المؤيد، وكان محبًّا للعلم فلخص الكامل لابن الأثير في كتاب سماه «كنز الأخيار في معرفة السير والأخبار»، أضاف إليه أخبار العراق ومصر والشام إلى سنة ٧١٣ وأخبار اليمن إلى سنة ٧١٤ منه نسخة في المتحف البريطاني.
  • (٢)
    بهاء الدين الجندي (توفي سنة ٧٣٢ﻫ): هو القاضي أبو عبد الله يوسف بن يعقوب (وقيل: محمد بن يعقوب بن يوسف بهاء الدين الجندي) اشتهر بكتاب في تاريخ اليمن اسمه: السلوك في طبقات العلماء والملوك: جمع فيه غالب علماء اليمن وأضاف إليه طرفًا من أخبار الملوك إلى سنة ٥٧٧، واستقى أكثر أخبارهم من كتاب أبي حفص عمر بن علي بن سمرة وكتاب أحمد بن عبد الله الرازي وتاريخ صنعاء لابن جرير الصنعاني وغيره، منه نسخة في باريس. وكتب إلينا السيد محمد الكلالي في سنغافورة أنه اطلع على نسخة عند الأمير غالب القعيطي في حيدر أباد، وأن عند هذا أيضًا تاريخ بامخرمة الكبير وتاريخ باكثير وغيرهما من الكتب التاريخية المختصة باليمن وما يليها، وقد نشر من تاريخ الجندي فصل في أخبار القرامطة مع ترجمة إنكليزية في كتاب تاريخ اليمن لعمارة اليمني المطبوع في لندن سنة ١٨٩٢.
  • (٣)
    الملك الأفضل عباس (توفي سنة ٧٧٨ﻫ): هو الملك الأفضل عباس بن الملك المجاهد علي صاحب اليمن، تولى زبيد سنة ٧٦٤، وتوفي سنة ٧٧٨ وله من الكتب:
    • (أ)

      بغية ذوي الهمم في معرفة أنساب العرب والعجم: مختصر مفيد، منه نسخة في برلين.

    • (ب)

      العطايا السنية والمواهب الهنية في المناقب اليمنية: يشتمل على تراجم مشاهير اليمن من العلماء والرؤساء والفقهاء مرتب على الهجاء، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ١١٤ صفحة.

    • (جـ)

      نزهة العيون في تاريخ طوائف القرون: قال في مقدمته: إنه بعد أن ألف «العطايا السنية» أراد أن يستوفي الموضوع؛ فألف نزهة العيون في ٣٢ كتابًا، ذكر فيه مشاهير الناس على اختلاف الأعصر والأمم، ورتبه على حروف المعجم، ولا نظنه استوفى ذلك؛ لأن النسخة الموجودة في المكتبة الخديوية منه لا تزيد على ٤٥٠ صفحة.

  • (٤)
    أبو حسن الخزرجي (توفي سنة ٨١٢ﻫ): هو أبو الحسن علي بن الحسن بن وهاس الخزرجي النسابة، نبغ في أواخر القرن الثامن للهجرة في خدمة السلطان الملك الأشرف إسماعيل (تولى سنة ٧٧٨–٨٠٣ﻫ) من الدولة الرسولية التي خلفت الدولة الأيوبية في اليمن (من سنة ٦٢٦–٨٤٥)، وكانت مملكتهم تمتد من حضرموت إلى مكة، وينتسبون إلى رسول من الخليفة العباسي أنفذه إلى مكة وهي في حوزة الأيوبيين، فلما ملكها السلطان مسعود عين علي بن رسول أميرًا على مكة سنة ٦١٩، ثم توفي مسعود سنة ٦٢٥ فاستقل عمر بن علي بالمملكة وتوالى عليها أعقابه، وفي أيام أحدهم الأشرف إسماعيل نبغ علي بن الحسن الخزرجي، وألف كتابًا في تاريخ هذه الدولة سماه:
    • (أ)

      العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية: وهو يشتمل على تاريخهم من أول أمرهم إلى وفاة الأشرف المذكور سنة ٨٠٣ مرتب على السنين سنة سنة وشهرًا شهرًا، يذكر الحوادث العامة ثم التراجم لمن مات في تلك السنة، وقد عول كثيرًا على تاريخ الجندي المتقدم ذكره، وفي صدره مقدمة تمهيدية في تاريخ اليمن، ولم يكن من هذا الكتاب إلا نسخة في المكتب الهندي في لندن نقلت إلى مكتبة كمبريدج فعنيت لجنة تذكار جيب الإنكليزية في نشرها، وصدر الجزء الأول منها سنة ١٩١٢ بمصر وينتهي إلى سنة ٧٢١ والجزء الثاني تحت الطبع، وقد نقله الأستاذ براون المستشرق الإنكليزي إلى اللغة الإنكليزية وصدر الترجمة في ثلاثة مجلدات سنة ١٩٠٨.

    • (ب)

      طراز أعلام الزمن في طبقات أعيان اليمن: تراجم مرتبة على الهجاء اقتبس أكثرها من الجندي مع مقدمة في سيرة النبي، منه نسخة في ليدن والمتحف البريطاني.

    • (جـ)

      الكفاية والأعلام في دول اليمن: مرتب حسب الدول، منه نسخة في ليدن.

  • (٥)
    بدر الدين الصعدي (في أوائل القرن العاشر): هو بدر الدين محمد بن علي بن يونس الصعدي له كتاب: مآثر الأبرار في شرح البسامة: فرغ من تأليفها سنة ٩٠٦، وهي شرح قصيدة اسمها «جوهر الأخبار» نظمها صارم الدين إبراهيم بن محمد للإمام المؤيد محمد بن الناصر في اليمن، ضاهى بها قصيدة ابن عبدون المعروفة بالبسامة، واقترح الإمام المذكور علي بدر الدين هذا أن يشرحها ففعل، والقصيدة في أصلها ٣٦ بيتًا مطلعها:
    الدهر ذو عبر عظمى وذو غير
    وصرفه شامل للبدو والحضر

    فشرحها وسمي شرحه لها: «مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار»، وهو يشتمل على تاريخ أئمة اليمن، منه نسخة في الخزانة التيمورية في ٤٠٠ صفحة كبيرة.

تواريخ أخرى عن اليمن

  • (١)

    طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب: لعمر بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول الغساني (٧٢٠) فيه أنساب البشر من آدم، في برلين.

  • (٢)

    غربال الزمان مختصر مرآة الجنان وعبرة اليقظان لليافعي الآتي ذكره: لبدر الدين الحسين بن عبد الرحمن الحسيني الأهدل (٨٨٥) منه نسخة في فينا وباريس، وفي مكتبة عارف بك بالمدينة.

  • (٣)

    طبقات الخواص: في ملجأ أهل اليمن، لزين الدين الزبيدي (٨٩٣)، منه نسخة في الخزانة التيمورية.

  • (٤)

    الدر النفيس في مناقب الإمام إدريس: للحضرمي (٩٠٠) في برلين.

رابعًا: مؤرخو المغرب

نبغ في المغرب في هذا العصر جماعة من المؤرخين المحققين: أولهم بحسب الوفاة ابن سعيد المغربي، وأهمهم ابن خلدون وإليك تراجمهم:
  • (١)
    ابن سعيد المغربي (توفي سنة ٦٧٣ﻫ وقيل ٦٧٥): هو ابن الحسن نور الدين علي موسى بن محمد بن عبد الملك بن سعيد الغرناطي المغربي، وينتهي نسبه إلى عمار بن ياسر. ولد في غرناطة سنة ٦١٠ وتلقى العلم في إشبيلية ورحل إلى مصر والعراق والشام، ولقي من أمرائها كل رعاية، ودون ما شاهده في كتب عديدة، وكان شاعرًا مطبوعًا، وله عناية بالأدب والتاريخ فألف بضعة عشر كتابًا، ضاع معظمها، وإليك ما وصل إلينا خبره منها:
    • (أ)

      المغرب في حلى المغرب: هو كتاب عظيم القدر في نحو ١٥ مجلدًا ألفه لمحيي الدين محمد بن محمد الصاحب بن ندى الجزري، توارث تأليفه ستة من آباء المؤلف وأعمامه في نحو ١١٥ سنة، آخرهم نور الدين علي صاحب الترجمة، وكان هذا الكتاب ضائعًا لم يعلم أحد بمكانه؛ حتى وفق السيد محمد الببلاوي — وكيل المكتبة الخديوية — إلى العثور على نسخة ناقصة منه في جامع المؤيد بالقاهرة سنة ١٨٨٨، حدثنا أنه عثر وهو في ذلك الجامع لغرض آخر على أوراق مبعثرة (دشت) في بعض الجوانب. وكانت كتب الجامع قد نقلت إلى المكتبة الخديوية، فتوسم في تلك الأوراق شيئًا فأنبأ الدكتور فولرس، ناظر المكتبة الخديوية يومئذ، فسعى في نقل تلك الأوراق إلى المكتبة، وقابلوا خطها على خط عندهم يعرفونه لابن سعيد فوجدوا الخطين متشابهين وأخذوا يشتغلون في فرز تلك الأوراق، فإذا هي كتاب المغرب ففرقوا أوراقه إلى مجاميع حسب المواضيع، وهذه المجاميع التي وفقوا إلى فرزها بعضها من عشرين ورقة وبعضها من أربعين أو أكثر أو أقل وفيها الكامل والناقص، وإنما نذكر رؤوس المواضيع ليتبين للقارئ أهمية هذا الكتاب وهي: (١) النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة. (٢) الاغتباط في حلى مدينة الفسطاط. (٣) دولة بني أيوب. (٤) الخلب في حلى مدينة شلب بالأندلس. (٥) أردية الشباب في حلى الكتاب. (٦) الياقوت في حلى ذوي البيوت. (٧) السلوك في حلى الملوك. (٨) رغد العيش في قريش. (٩) ذهبية الماء في حلى النساء. (١٠) بلوغ الآمال في حلى العمال. (١١) تلقيح الآراء في حلى الحجاب والوزراء. (١٢) تاريخ سلاطين الأندلس. (١٣) تاريخ عمال مصر قبل ابن طولون. (١٤) الدولة الإخشيدية. (١٥) الدولة الفاطمية. (١٦) نجوم السماء في حلى العلماء، وقس على ذلك.

      ولما انتشر خبر هذه النسخة بين المستشرقين اهتموا بنشرها ودرسها، فنشروا منها تاريخ الإخشيديين وأهل الفسطاط في ليدن سنة ١٨٩٩ وقطعة عن صقلية نشرها الدكتور مورتس في جملة كتاب إيطالي صدر في بالرم سنة ١٩١٠ تذكارًا لميلاد آماري المستشرق، وقطعة نشرها فولرس عن ابن طولون سنة ١٨٩٤، ولا تزال الأصول الخطية باقية في المكتبة الخديوية.

    • (ب)

      بسط الأرض في طولها والعرض: في الجغرافية. منها نسخة في أكسفورد وبطرسبورج.

    • (جـ)

      عنوان المرقِّصات والمطربات: جعله مقدمة لكتاب جامع المرقصات والمطربات تأليف محمد بن معلي الأزدي، رتبها على الأعصار والطبقات التي يبنى الجامع المذكور على الكلام فيها وهي خمسة، المرقص والمطرب والمقبول والمسموع والمتروك، طبع بمصر سنة ١٢٨٦، ويسمى أيضًا «المرقص والمطرب في أخبار أهل المغرب».

    • (د)

      نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب: منه نسخة في مكتبة توبنجن.

    • (هـ)

      وصف الكون: في أكسفورد والمتحف البريطاني.

    • (و)

      القدح المعلي في التاريخ المحلي: تراجم شعراء الأندلس في النصف الأول من القرن السابع على طريقة قلائد العقيان لابن خاقان، لخصه محمد بن عبد الله بن جليل وقدمه للأمير أبي زكريا بن الخليفة المستنصر بالله الحفصي، منه نسخة في باريس.

      وله كتب أخرى هامة منها «المشرق في حلى المشرق» ذكر صاحب كشف الظنون أنه يدخل في ٦٠ سفرًا لم نقف على خبره، وله رحلات وكتب أدبية ذكرها صاحب كشف الظنون. (ترجمته في فوات الوفيات ٨٩ ج٢ وحسن المحاضرة ٣٢٠ ج١).

  • (٢)
    أحمد الغبريني (توفي سنة ٧١٤ﻫ): هو أحمد بن أحمد بن عبد الله الغبريني نسبه إلى غبرا من قبائل البربر في المغرب، ولد في بجاية سنة ٦٤٤ وتولى قضاءها ومات بها سنة ٧١٤ له: عنوان الدراية في مَن عرف من علماء المئة السابعة في بجاية: هو معجم تاريخي لأهل القرن السابع في بجاية، طبع في الجزائر سنة ١٣٢٨، ومنه نسخة في باريس.
  • (٣)
    ابن أبي زرع الفاسي (توفي سنة ٧٢٦ﻫ): هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي زرع الفاسي، له مؤلف اهتم به الإفرنج اسمه: الأنيس المطرب وروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، ألفه لأبي سعيد عثمان بن المظفر ويدخل فيه تاريخ الإدريسية وزناتة والمرابطين والموحدين والمرينيين، منه نسخة في غوطا وباريس ومرسيليا والمتحف البريطاني وتونس، وطبع على الحجر في فاس سنة ١٣٠٥ وطبع في ابسالا في جزءين سنة ١٨٤٣، وترجم إلى الألمانية وطبع في أغرام سنة ١٧٩٦ وترجم إلى الإسبانية وطبع في لشبونة سنة ١٨٢٨ وإلى الفرنساوية وطبع في باريس سنة ١٧٦٠.
  • (٤)
    ابن الناجي (توفي نحو سنة ٨٠٠ﻫ): هو محمد بن الناجي التنوخي من قبيلة تنوخ بالمغرب، قضى ٢١ سنة خطيبًا في جامع الزيتونة في القيروان، وتقلب في مناصب علمية مختلفة من جملتها قضاء جزيرة جربة، ثم انتقل إلى بيجة فقابس وتوفي في تبسة نحو سنة ٨٠٠ وخلف كتابًا اسمه: معالم الإيمان في وصف المساجد القديمة وتاريخ بناء القيروان وتراجم مشاهيرها له خلاصة اسمها «التحصيل وترك التعليل والتطويل» للبراذعي، في تونس.
  • (٥)
    ابن قنفود القسنطيني (في أوائل القرن التاسع): هو أبو العباس أحمد بن الحسين بن علي بن الخطيب بن قنفود القسنطيني قاضي قسنطينة، كتب في أوائل القرن التاسع:
    • (أ)

      كتاب الفارسية في مبادي الدولة الحفصية: تاريخ بني حفص من سنة ٤٦١–٨٠٤ ألفه للأمير الحاكم يومئذ أبي فارس عبد العزيز المريني، وإليه ينسب الكاتب، منه نسخة في الأسكوريال.

    • (ب)

      شرح الطالب في أسنى المطالب: تراجم مشاهير العلماء إلى سنة ٨٠٧ منه نسخة في باريس.

  • (٦)
    ابن خلدون (توفي سنة ٨٠٨ﻫ): هو أشهر من أن يعرف، لكننا لا بد لنا من بيان مزيته على سواه في التاريخ؛ لأنه سلك فيه مسلكًا جديدًا، وله شأن خاص بمقدمته:
    • (أ)

      ترجمة حاله: هو أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون ولي الدين التونسي الحضرمي الإشبيلي المالكي، أصله من أسرة إشبيلية بالأندلس، انتقل أجداده من إشبيلية إلى تونس في أواسط القرن السابع للهجرة عند غلبة الجلالقة، ويرجعون بأنسابهم إلى وائل من عرب اليمن، نزح جدهم الأعلى خلدون إلى الأندلس في القرن الثالث للهجرة.

      ولد المؤرخ في تونس سنة ٧٣٢ وتفقه بالعلوم المعروفة في عصره، ثم غادر تونس فرارًا من الطاعون إلى هوارة ونزل على صاحبها ابن عبدون فأعانه على السفر إلى المغرب، وتنقل في بلاد كثيرة وهو لا يزال في مقتبل الشباب، ثم استقدمه السلطان أبو عنان المريني صاحب تلمسان إلى فاس سنة ٧٥٥ وقربه واستكتبه ورقاه، فحسده أقرانه وسعوا فيه بتهمة المؤامرة فاعتقله، وما زال معتقلًا حتى مات السلطان سنة ٧٥٩، فأطلقه الوزير ابن عمر وخلع عليه واحتفظ به. واتفق أن السلطان أبا سالم المريني أقبل من الأندلس يطلب مكة فاستعان بابن خلدون لما بينه وبين شيوخ بني مرين من المحبة، ففاز ودخل فاس وابن خلدون في ركابه سنة ٧٦٠ فجعله كاتب سره فأجاد وبرع، ولكن الخطيب ابن مرزوق غلب على هوى السلطان وسعى فيه، فانقبض ابن خلدون وغيره من رجال الدولة فتغيروا على السلطان وانتقضوا عليه فمات.

      وعاد النفوذ إلى ابن خلدون بواسطة الوزير عمر بن عبد الله وأراد السفر إلى الأندلس فمنعه، ثم قبل التوسط فسافر إلى الأندلس سنة ٧٦٤ والسلطان يومئذ أبو عبد الله من بني الأحمر في غرناطة، فقصده فاهتز السلطان لقدومه وهيأ له منزلًا في أعلى قصوره وبالغ في إكرامه، ثم رحل سنة ٧٦٥ إلى قشتالة ولقي صاحبها وتوسط في عقد الصلح بينه وبين ملوك العدوة بهدية فاخرة، فرغبه صاحب قشتالة في المقام عنده فأبى فأركبه بغلة فارهة بلجام ذهب، فلما رجع إلى غرناطة أهداهما إلى صاحبها فأقطعه بلدًا وأنزله على الرحب والسعة.

      ثم اشتاق إلى أهله فرحل إلى بجاية فلقيه سلطانها أبو عبد الله، وتهافت عليه أهل البلد يقبلون يديه وقلده السلطان أعمال دولته فخدمه بقلمه وعلمه ونفوذه، لكن أبا العباس صاحب قسنطينة تغلب على أبي عبد الله صاحب بجاية وملك بلده، واستبقى ابن خلدون وأكرمه، ثم كثرت السعايات فيه فاستأذن في الانصراف وذهب إلى العرب، ثم كتب إليه أبو حمو صاحب تلمسان يستقدمه ليتولى الحجابة والعلامة، فاعتذر، لأنه رغب في العلم عن السياسة. وأراد الخروج إلى الأندلس فاستأذن أبا حمو بذلك فأذن له وحمله رسالة إلى ابن الأحمر، لكنه عجز عن ركوب البحر، وبلغ السلطان عبد العزيز المريني صاحب المغرب الأقصى خبره وأن معه وديعة إلى سلطان الأندلس فاستقدمه ولم يجد الخبر صحيحًا فأكرمه واستبقاه عنده واستعانه على بجاية في حديث طويل لا محل له هنا.

      وبالجملة فإن الحال استقر أخيرًا بابن خلدون في تلمسان مع أهله وولده، ونزل بهم في قلعة بني سلامة من بلاد بني توجين، فأقام بها أربع سنين وهناك شرع بتأليف تاريخه فأكمل المقدمة وكتب بعض التاريخ، ثم رأى العودة إلى تونس مسقط رأسه فاستأذن فأذن له فوصلها سنة ٧٨٠ وأكرمه سلطانها واختصه بأسراره وأخذ بناصره وحرضه على إتمام تأليفه، فكتب ما تيسر له وأحس بالسعايات عليه فاستأذن بالسفر إلى الإسكندرية، فجاءها سنة ٧٨٤ وانتقل منها إلى القاهرة وجلس للتدريس في الأزهر، واتصل ببرقوق صاحب مصر وأكرمه وولاه قضاء المالكية سنة ٧٨٦ فقام بالمنصب حق القيام، واشتهر أمره وكثر المعجبون به وتكاثر حساده فوشوا به وأشاعوا عنه الأراجيف، وكان قد بعث يستقدم أهله وولده من تونس ليقيموا معه في القاهرة فغرقوا جميعًا في أثناء الطريق، فعظم الأمر عليه فاستقال من منصبه وانقطع للتدريس والتأليف، وفي سنة ٧٨٩ خرج من القاهرة للحج ورجع في السنة التالية إلى مصر وعاد إلى العمل فأتم كتابه فيها سنة ٧٩٧، ومصر ملجأ أهل العلم والأدب من قديم الزمان، وما زال مقيمًا فيها حتى وافاه الأجل سنة ٨٠٨ﻫ.

    • (ب)
      مؤلفاته تاريخ ابن خلدون: اشتهر ابن خلدون بكتاب واحد بل بجزء واحد من ذلك الكتاب، نعني مقدمة تاريخه، أما التاريخ فاسمه «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاشرهم من ذوي السلطان الأكبر»، وهو اسم طويل لكنه يعرف بتاريخ ابن خلدون، وهو ثلاثة كتب في سبعة مجلدات: الكتاب الأول في العمران وما يعرض فيه من العوارض الذاتية من الملك والسلطان والكسب والمعاش والصنائع والعلوم، وما لذلك من العلل والأسباب، وهو المشهور بمقدمة ابن خلدون، وبها وحدها نال ابن خلدون القدح المعلى؛ لأنه أتى فيها بأبحاث جديدة من قبيل ما يسميه أهل هذا الزمان بعلوم الاجتماع والاقتصاد السياسي وفلسفة التاريخ، وقد تصدى لذلك وأجاد فيه وأهل أوربا في غفلتهم ولم يكتب غيره من العرب في هذا الباب إلا نتفًا متفرقة تقدم بيانها، فتوسع هو في ذلك بما استخرجه من الأسباب والعلل بمقابلة الحوادث ودرس المسائل، والبحث عن عللها مما طالعه أو كابده بنفسه، ولا شك إن توالى اغترابه واحتكاكه بالأمم المختلفة والدول المتباينة أعانه على ذلك، فضلًا عما اطلع عليه من التواريخ الإسلامية وغيرها. ويشبه ذلك من بعض الوجوه ما فعله مكيافيلي بعده فوضع كتاب الأمير وضمنه قواعد الدهاء في السياسة بناء على ما خبره بنفسه من التقلبات وما عرفه من تواريخ اليونان والرومان وغيرهم، لكن مقدمة ابن خلدون أوسع كثيرًا٣ وتشتمل على عدة علوم عمرانية اجتماعية فهي تدخل في نحو ٦٠٠ صفحة قسمها إلى ستة فصول كل فصل علم من العلوم الهامة، كما يظهر مما يلي:
      • مقدمة ابن خلدون: الفصل الأول منها في قسط العمران من الأرض وما فيها من الأقاليم، وتأثير الهواء في ألوان البشر وأخلاقهم، واختلاف أحوال العمران من الخصب والجوع وما ينشأ عن ذلك من الآثار في أبدان البشر وأخلاقهم، نحو ما يفعل علماء النشوء والارتقاء اليوم.

      الفصل الثاني في العمران البدوي والأمم الوحشية والقبائل، وما يعرض في ذلك من الأبحاث في طبيعة البداوة والحضارة والفرق بينهما من حيث الأنساب والعصبية والرئاسة والحسب والملك والسياسة وغير ذلك، وهو من قبيل القواعد العامة لنظام الاجتماع كما يفعل علماء الاجتماع المعاصرون (السوسيولوجيا).

      والثالث في الدول العامة والملك والخلافة والمراتب السلطانية، علل فيه أسباب السيادة وتشييد الدول وكيف تحفظ الإمارة وشروط السلطة والخلافة وطبائع الملك ومعنى البيعة وولاية العهد ومراتب السلطان ودواوين الدولة وجندها وأساطيلها وشاراتها وقواعد الجند والحرب وأسباب ثبوت الدولة وسقوطها، وهو من قبيل علم السياسة العملية.

      والرابع في البلدان والأمصار وسائر العمران في المدن، والهياكل ونسبتها إلى الدول وما تجب مراعاته في وضعها من حيث البر والبحر وفي بناء المساجد والبيوت ونسبتها إلى الملة الإسلامية، وهو من قبيل الهندسة الحربية.

      والخامس في المعاش ووجوهه من الكسب والصنائع، وفيه مسائل في الرزق والكسب وإنه قيمة الأعمال البشرية، وفي المعاش وأصنافه ومذاهبه ونسبة ذلك إلى طبيعة العمران، وفيه أبحاث مستفيضة في أبواب الرزق من التجارة والصناعة على اختلاف ضروبها وأنواعها والخدمة، ووصف أمهات الصنائع في أيامه كالفلاحة والبناء والحياكة والخياطة والتوليد والطب والوراقة والغناء وغيرها، وهو من الأبحاث المعاشية التي يسميها أهل هذا الزمان «الاقتصاد السياسي».

      السادس في العلوم وأصنافها والتعليم وطرقه وسائر وجوهه، وفيه أبحاث في التعليم ونسبته إلى الحضارة والكلام في كل علم على حدة وتاريخه وشروطه من علوم القرآن والحديث والفقه، فالعلوم اللسانية والطبيعية والطبية فالأدب والشعر والتاريخ، وفي الإلهيات وعلومها، وهو من قبيل تاريخ آداب اللغة العربية.

      فمقدمة ابن خلدون خزانة علوم اجتماعية وسياسية واقتصادية وأدبية، فضلًا عن أسلوبها اللغوي فإنه خاص بها، وعبارتها متناسقة مترابطة كأنها سلاسل الذهب؛ ولذلك كان لهذه المقدمة وقع عظيم عند أهل التفكير من الإفرنج أيضًا فنقلها كاترمير إلى الفرنساوية عن نسخة في مكتبة باريس وطبعت هناك سنة ١٨٥٨، وترجمت منها قطع إلى الإنكليزية والألمانية والتركية، وقد طبعت في العربية مرارًا في مصر والشام وأوربا، ومنها نسخ خطية في أهم مكاتب أوربا.

      وفي الطبعات الشائعة خطأ مطبعي تطرق إليها كلها ذكرنا بعضه في الجزء الثاني من تاريخ التمدن الإسلامي.

      • تاريخ ابن خلدون: أما التاريخ نفسه فإنه يشتمل على الكتابين الثاني والثالث في ستة مجلدات، يشتمل الكتاب الثاني على أخبار العرب وأجيالهم ودولهم منذ الخليقة إلى عهده مع الإلماع إلى من عاصرهم من الأمم ودولهم كالنبط والسريان والفرس والقبط واليونان وغيرهم، والكتاب الثالث يشتمل على أخبار البربر والأمة الثانية من أهل المغرب، وذكر أوليتهم وأخبارهم وما كان لهم بديار المغرب من الدول. ويمتاز تاريخ ابن خلدون عما تقدمه من كتب التاريخ بما تضمنه من المقدمات الفلسفية في صدور أكثر الفصول عند الانتقال من دولة إلى دولة، فإنه يصدر ذلك غالبًا بالأسباب والعلل على قدر الإمكان، وهو أوسع تاريخ للبربر ودولهم وللعرب الجاهلية. وقد ظلمه بعض الناقدين في الحط من قدره ونسبوا إليه التعقيد والغموض، والسبب في ذلك أن الطبعة التي بين أيدينا سقيمة وفيها خطأ مطبعي كثير، فضلًا عن النقص في أوراقها. وقد عثرنا على نقص في ضبط الأعلام يبعث على الدهشة، فهي في حاجة إلى إعادة الطبع والتصحيح.

        والطبعة المشار إليها صدرت في مصر سنة ١٢٨٤ في سبعة مجلدات فيها المقدمة لكن المستشرقين اهتموا بهذا التاريخ قبل ذلك كما اهتموا بمقدمته ونشروا ما يهمهم منه، فاشتغل دي سلان بنشر القسم المختص ببلاد المغرب والبربر فنشره في الجزائر سنة ١٨٤٧ في مجلدين كبيرين نحو ألف صفحة كبيرة، وسماه كتاب الدول الإسلامية في المغرب، ثم نقل هذا القسم إلى الفرنساوية ونشره في الجزائر سنة ١٨٥٢ في أربعة مجلدات، وألحقه بالملاحظات والتعاليق المفيدة والتفاسير الضرورية للأعلام البربرية التي يشكل فهمها أو قراءتها على أهل العربية. وذيله بأخبار عن البربر ترجمها عن غير ابن خلدون منها فتح المغرب لابن عبد الحكم وفصول للنويري، وأخيرًا مقالة في لغة البرابرة. واقتطفوا من التاريخ أيضًا الجزء المختص بأخبار بني الأغلب في إفريقية وصقلية إلى حين استيلاء الإفرنج عليها. طبعت في باريس مع ترجمة فرنساوية سنة ١٨٤١ لديفرجه وعليها تعاليق وتفاسير، وترجمت قطعة تختص ببني الأحمر نشرت في المجلة الآسيوية. ومن تاريخ ابن خلدون نسخ خطية في باريس والمتحف البريطاني وتوبنجن ونور عثمانية ويني جامع والمكتبة الخديوية ومكتبة زكي باشا بمصر.

    • (جـ)
      التعريف بابن خلدون: هو ترجمة ابن خلدون ونسبه وتاريخ أسلافه في نسق المذكرات الخصوصية (Mémoire) شرح فيها ما عاناه في حياته ويتخلل ذلك مراسلات وقصائد نظمها في بعض الأحوال وكثير مما أصابه من النوائب، ومنها رحلته إلى الأندلس وما كان له فيها من الشئون ثم عودته إلى المغرب وما جرى له فيه، ويجد المطالع فيها كثيرًا من الفوائد الاجتماعية والسياسية، ثم مجيئه إلى القاهرة وما تولاه فيها من الدروس والخوانق أو المناصب، تنتهي حوادثها سنة ٨٠٧ أي: قبل وفاته بسنة، منها نسخة في المكتبة الخديوية في ١٥٠ صفحة بخط جميل مذهب.

      وفي ذيل تاريخه المطبوع فصل طويل عنوانه «التعريف بابن خلدون» هو هذا الكتاب ببعض الاختصار وينتهي سنة ٧٩٧ من ترجمة حاله. وفي النسخة المخطوطة المتقدم ذكرها ٤٢ صفحة بعد هذا التاريخ تشتمل على فصول من ترجمته، أهمها ولاية الدروس والخوانق بمصر وولاية خانقاه بيبرس وفتنة الناصري، والسعي في المهاداة بين ملوك المغرب والملك الظاهر وولايته القضاء بمصر وغير ذلك (ترجمته في كتاب التعريف بابن خلدون).

  • (٧)
    أبو عبد الله المكناسي (توفي سنة ٩١٩ﻫ): هو محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن غازي العثماني المكناسي، ولد سنة ٨٤١ في مكناسة ورحل إلى فاس وأقام عشرين سنة في كتامة، وتوفي في فاس سنة ٩١٩ وله من المؤلفات:
    • (أ)

      كتاب الروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون، إلى سنة ٩١٩ منه نسخة في المتحف البريطاني.

    • (ب)

      الفهرست المباركة: يشتمل على أسماء محدثي فاس وكتابها، في أبسالا.

    • (جـ)

      إنشاد الشريد من ضوال القصيد: في رسم القرآن، بالجزائر.

    • (د)

      تفصيل الدرر: في قراءة القرآن وغيره، في الأسكوريال والجزائر.

تواريخ أخرى عن المغرب

  • (١)
    معالم الإيمان بمن حل بالقيروان: للدبا غ المتوفى سنة ٦٩٦ جمعه وهذبه وعلق عليه أبو القاسم بن عيسى بن ناجي التنوخي القيرواني المتوفى سنة ٨٣٧، بدأ بالكلام عن إفريقيا والقيروان ثم من نزل فيهما من الصحابة ومن بعدهم من العلماء طبع في تونس سنة ١٣٢٥ في أربعة مجلدات.
  • (٢)
    بغية الرواد في ذكر الملوك من عبد الواد: لأبي زكريا يحيى بن خلدون المتوفى سنة ٧٨٨ (غير المؤرخ المشهور)، ويشتمل على تاريخ الدولة الزيانية إلى سنة ٧٧٧ منه نسخة في مكتبة الجزائر.
  • (٣)
    النفحة النسرينية في تاريخ الدولة المرينية: لإسماعيل بن يوسف أمير مالقة (٧٨٩) منها نسخة في الأسكوريال.
  • (٤)
    عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب: لعبد الله الأصيلي (٨٩٢) في برلين وباريس.
  • (٥)
    روضة النسرين في دولة بني مرين: لعبد الله بن الأحمر (٨٠٤) قدمه لسلطان مراكش أبي سعيد عثمان، منه نسخة في الجزائر.
  • (٦)
    نظم الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان: لمحمد بن عبد الله التنسي (٨٩٩) يبحث في أنسابهم، نقل إلى الفرنساوية وطبع في باريس سنة ١٨٥٢.
  • (٧)
    كتاب السير: تكملة سير أبي زكريا وطبقات الدرجيني وجواهر الدمري، لأحمد بن عثمان بن عبد الواحد الشماخي (٩٢٨) طبع سنة ١٣٠١.

خامسًا: مؤرخو الأندلس

  • (١)
    لسان الدين بن الخطيب (توفي سنة ٧٧٦ﻫ): هو أشهر مؤرخي الأندلس في هذا العصر، واسمه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن الخطيب، ويلقب لسان الدين السلماني اللوشي، أصله من أسرة شامية نزحت إلى الأندلس فأقامت في لوشة على مرحلة من غرناطة، ثم في قرطبة وطليطلة واستقرت أخيرًا في غرناطة، وفيها ولد لسان الدين سنة ٧١٣ وكان أبوه وزيرًا في غرناطة، ومات في النكبة العامة سنة ٧٤١ وأخذت أمواله، لكن لسان الدين ارتقى بعلمه وذكائه حتى صار وزيرًا لأبي الحجاج يوسف سلطان غرناطة (٧٣٣–٧٥٥) وصار إليه النفوذ الأعظم، وظل في هذا المنصب في سلطنة ابنه محمد الخامس وتبعه إلى إفريقية، ثم عاد محمد إلى غرناطة واسترجع ملكه سنة ٧٦٣ وظل لسان الدين في إفريقية مع أهل السلطان وأولاده، ثم رجع إلى غرناطة وعاد إلى منصبة في الوزارة وقد استفحل نفوذه فكثر حساده وتآمروا عليه في حديث طويل لكنهم فازوا أخيرًا، فألقي في السجن وتوفي سنة ٧٧٦ بفاس وكان عالمًا في التاريخ والفلسفة والرياضيات والطب والفقه وألف فيها كلها وهاك ما وصلنا خبره من آثاره:
    • (أ)

      الإحاطة في تاريخ غرناطة: هو معجم تاريخي لمشاهير غرناطة في ثلاثة مجلدات مرتبة على الهجاء، في صدره فذلكة جغرافية خطط فيها ولاية غرناطة وما يتبعها وذكر عادات أهلها ومعائشهم وأزياءهم وجندهم وسلاحهم، وكثيرًا من أحوالهم الاجتماعية لعهده. ثم أتى على التراجم وقسم ترجمة كل رجل إلى أبواب في تاريخ حياته ومناقبه وسائر أحواله على ما تقتضيه ترجمته، وختم الكتاب بترجمة نفسه. ومنه نسخة خطية في المتحف البريطاني والأسكوريال، واهتمت شركة طبع الكتب المصرية بنشره فوجدت الجزء الأول منه في المكتبة الخديوية وأخذت تبحث عن الجزءين الآخرين، فصدر الجزء الأول منه مطبوعًا في نحو ٤٠٠ صفحة والثاني في ٣٠٨ صفحات سنة ١٣١٩، وقد لخص هذا الكتاب كازيري، وله مختصر اسمه «مركز الإحاطة بأخبار غرناطة» في برلين وباريس ومدريد.

    • (ب)

      الأعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام وما يتعلق بذلك من الكلام: يدخل فيه تاريخ النبي وأكثر تاريخ الأمويين والعباسيين ودول المشرق والمماليك البحرية والدولة العلوية بمكة والمدينة، وتاريخ الأندلس إلى محمد بن يوسف والملوك النصاري فيها وتاريخ المغرب، منه نسخة في الجزائر، وطبع في بالرم سنة ١٩١٠.

    • (جـ)

      الحلل المرقومة: هو تاريخ الخلفاء في المشرق والأندلس وإفريقية، منه نسخة في الأسكوريال وقد ترجم كازيري بعضه إلى اللاتينية، ونشرت الترجمة مع سواها في بانورمي سنة ١٧٩٠.

    • (د)

      الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية، طبع في تونس سنة ١٩١١ في ١٤٤ صفحة.

    • (هـ)

      اللمحة البدرية في الدولة النصرية: تاريخ أمراء غرناطة إلى سنة ٧٦٥، منه نسخة في الأسكوريال.

    • (و)

      رقم الحلل في نظم الدول: في المتحف البريطاني وطبع في تونس سنة ١٣١٦.

    • (ز)

      الطاق المحلى في مساجلة القدح المعلى: هو تاريخ الأندلس من ظهور دولة بني الأحمر في غرناطة (سنة ٦٢٩) إلى أيامه، له مختصر في الأسكوريال.

    • (ح)

      نفاضة الجراب: في وصف مدن الأندلس وعلمائها ومكاتبها في الأسكوريال.

    • (ط)

      خطرة الطيف في رحلة الشتاء والصيف، وصف رحلته إلى إفريقيا، ألفها سنة ٧٤٨ في الأسكوريال.

    • (ي)

      منفعة السائل في المرض الهائل: وصف طاعون غرناطة، في الأسكوريال.

    • (ك)

      معيار الاختيار: فيه مناقب نحو مائة من مشاهير الناس وأشهر مدن الأندلس في الأسكوريال، وقد ترجم بعضها إلى الإسبانية وطبع في مدريد سنة ١٨٦١ وفي غرناطة سنة ١٨٧٢.

    • (ل)

      ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب: مجموع رسائل في ليدن والمتحف البريطاني وأوبسالا والأسكوريال.

    • (م)

      ديوان شعر: في الأسكوريال.

    • (ن)

      أشعار وموشحات: في برلين وغوطا.

    • (س)

      عمل من طب لمن حب: في الطب، قدمه لأبي سالم إبراهيم المريني، منه نسخة في ليدن وباريس.

    • (ع)

      السحر والشعر في الأدب، في الأسكوريال. (له ترجمة مطولة استغرقت الجزءين الثالث والرابع من نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، وفي الإحاطة).

  • (٢)
    ابن فرحون (توفي سنة ٧٩٩ﻫ): هو أبو الوفاء إبراهيم بن علي بن محمد بن فرحون برهان الدين اليعمري الأندلسي له:
    • (أ)

      الديباج المذهب في معرفة علماء المذهب (مذهب مالك): أو طبقات المالكية. ويدخل في ذلك مشاهير الرواة والعلماء من الماليكة مرتبة على الأبجدية، طبع في فاس سنة ١٣١٦ وفي مصر، ومنه نسخة في المكتبة الخديوية في ٥٠٤ صفحات منقولة عن نسخة من مكتبة عارف حكمت بك في المدينة، وفي آخرها أسماء الكتب التي استعان بها المؤلف، وكان الفراغ من تأليفه سنه ٧٦١ عليه ذيل اسمه «نيل الابتهاج بتطريز الديباج»، طبع بفاس سنة ١٣١٧، له: خلاصة لأحمد بابا التمبكتي المتوفى سنة ١٠٣٢ اسمها «كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في الديباج»، ولبدر الدين بن يحيى القرافي ذيل اسمه «توشيح الديباج وحيلة الابتهاج» في باريس.

    • (ب)

      تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام: في المتحف البريطاني والجزائر وطبع بمصر سنة ١٣٠١ وغيرها.

    • (جـ)

      طبقات علماء العرب: ألفه سنة ٧٦١، منه نسخة في الأسكوريال.

    • (د)

      نبذة الغواص في محاضرة الخواص، في المكتبة الخديوية (الدرر الكامنة ج١).

سادسًا: مؤرخو فارس وما وراءها

  • (١)
    معين الدين محمود بن محمد جنيد العمري الشيرازي (٧٩١): له كتاب شد الإزار في حط الأوزار، يشتمل على تراجم المدفونين في شيراز من الأولياء والعلماء، في المتحف البريطاني.
  • (٢)
    يعقوب بن إدريس القرماني: ويعرف بالقرماني قره يعقوب ولد في قرمان وتعلم في دمشق ومصر، وتوفي في لارنده سنة ٨٣٣ له إشراق التواريخ، بدأ فيه بذكر الأنبياء ثم كبار الصحابة والتابعين والأئمة وختم بأبي حامد الغزالي، منه نسخة في غوطا، وهو غير القرماني صاحب أخبار الدول الآتي ذكره.
  • (٣)
    محمد بن عبد العزيز الكليكوتي: له الفتح المبين للسامري الذي يحب المسلمين، أرجوزة في نحو ٥٠٠ بيت عن واقعة زاموري بين البورتغاليين والهنود سنة ٩٠٣ﻫ منه نسخة في المكتب الهندي بلندن.

هوامش

(١) الجزء الثاني من هذا الكتاب صفحة ١٢.
(٢) راجع الجزء الثاني من هذا الكتاب.
(٣) نجد مقالة في المقابلة بين مكيافيلي وابن خلدون في الهلال سنة ٢١ صفحة ٣١٠.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤