التاريخ والمؤرخون

تمهيد

تفرعت المملكة الإسلامية في هذا العصر وتعدد ملوكها وخلفاؤها وسلاطينها وأمراؤها، ولكل منهم ديوان وأعوان وفتوح، فهو يتطلب تاريخًا لنفسه أو لدولته أو مملكته أو أسرته، فلا عجب إذا تعدد المؤرخون في هذا العصر وقد استقر التاريخ ونضجت مواده ورسخت أصوله وتبارى العظماء في التفاخر بما يدون من أعمالهم فقربوا رجال التاريخ وأوعزوا إليهم أن يدونوا مآثرهم؛ ولذلك كثرت التراجم الأفرادية، وتكاثر عمران المدن الإسلامية، وخيف عليها فعنى جماعة آخرون بتدوين تاريخها وخططها، واشتغل آخرون بجمع شتات التراجم في معاجم تاريخية لزيادة الحرص عليها، غير تواريخ الدول والتواريخ العامة، فكُتب التاريخ تُقسَّم في هذا العصر باعتبار ما تقدم إلى السير وتواريخ الدول وتراجم المشاهير وتواريخ المدن والبلاد والتواريخ العامة، فنذكر كل طائفة من هذه المؤلفات على حدة مع تراجم أصحابها حسب سني الوفاة.

(١) أصحاب السير

  • (١)
    القاضي أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي المالكي: توفي سنة ٥٤٤، له كتاب الشفاء في تعريف حقوق المصطفى في السيرة النبوية، طبع بمصر سنة ١٢٧٦ وغيرها، وله كتب أخرى في الحديث وغيره موجودة في المكتبة الخديوية، بعضها مطبوع.
  • (٢)
    أبو الكرم عبد السلام الأندرسفاني الفردوسي: من محدثي القرن السادس، له كتاب المستقصى في السيرة النبوية، استخرجها من مسند مسلم والبخاري والموطأ، ويتضمن أخبار الفتوح في زمن الراشدين، كتبه المؤلف بالفارسية، وترجمه كمال الدين الخوارزمي إلى العربية، منه نسخة في المتحف البريطاني.
  • (٣)
    الموفق بن أحمد المتوفى سنة ٥٦٧: له مناقب أبي حنيفة، طُبع في الهند سنة ١٣٢١ في مجلدين.
  • (٤)
    أسامة بن منقذ (توفي سنة ٥٨٤ﻫ): هو أبو المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصير بن منقذ، وينتهي نسبه إلى حمير ويلقب مجد الدين مؤيد الدولة، ويمتاز عن سواه من المؤرخين أنه أرخ نفسه ووصف سيرة حياته ورحلاته وذكر كثيرًا من حوادث تلك الأيام وعادات أهلها وآدابهم، ولد في شيراز وهي لبعض أهله وهم أمراء، وشاهد في أسفاره أمورًا هامة وصفها وفي جملتها وقائع مع الصليبين، وهاك مؤلفاته:
    • (أ)

      كتاب الاعتبار: هو رحلته المشار إليها، نشرت في باريس سنة ١٨٨٦، واستخرج المستشرقون منها فوائد اجتماعية عن ذلك العصر.

    • (ب)

      البديع: رتبه على ٩٥ بابًا أولها التجنيس وآخرها التهذيب، منه نسخة في المكتبة الخديوية.

    • (جـ)

      كتاب العصا: في ليدن (ترجمته في معجم الأدباء ١٧٣ ج٢).

  • (٥)
    أبو علي الجواني المصري (توفي سنة ٥٨٨ﻫ): له شجرة رسول الله في النسب النبوي مع ملاحظات تاريخية، منها نسخة في برلين.
  • (٦)
    عماد الدين الأصبهاني (توفي سنة ٥٩٧ﻫ): أبو عبد الله محمد بن صفي الدين الملقب عماد الدين الأصبهاني، ويعرف بابن أخي العزيز نسبة إلى عمه عزيز الدين صاحب تكريت، نشأ في أصبهان، وأتى بغداد في حداثته ودخل المدرسة النظامية وتعلق بالوزير عون الدين يحيى بن هبيرة ببغداد فولاه النظر في البصرة فواسط، ثم انتقل إلى دمشق سنة ٥٦٢ وسلطانها الملك العادل نور الدين، وتعرف هناك إلى نجم الدين أيوب والد صلاح الدين الأيوبي، فقربه ونوَّه بذكره عند السلطان نور الدين فولاه ديوان الإنشاء في العربية والفارسية، وحصل بينه وبين صلاح الدين مودة وما زال في رفه حتى توفي نور الدين، ولما علم بمجيء صلاح الدين للاستيلاء على الشام تقرب إليه ولزمه، وصار يقيم لقيامه ويرحل لرحيله، فقربه وصار من الصدور المعدودين كالوزراء العظام، وما زال في نعمة حتى توفي بدمشق ودفن في مدافن الصوفية، وكان واسع العلم في الأدب والشعر والتاريخ والفقه، واشتهر بالإنشاء المسجع على عادة كتَّاب ذلك العصر كما تقدم، وأما مؤلفاته فهي:
    • (أ)

      الفتح القدسي في الفتح القدسي: ويقال له أيضًا: القدح القدسي أو الفتح القسي في الفتح القدسي، وأشار عليه القاضي الفاضل أن يسميه الفيح القسي في الفتح القدسي، وصف فيه فتح صلاح الدين بيت المقدس وهو مسجع العبارة يكاد يكون مغلقًا على قراء هذا العصر لغرابة أسلوبه وألفاظه، طبع في ليدن سنة ١٨٨٨ ثم طبع بمصر.

    • (ب)

      البرق الشامي: صدره بذكره نفسه وشيء من الفتوح الشامية، وشبه أوقاته بالبرق الخاطف لطييها وسرعة انقضائها، ثم بسط أخبار صلاح الدين وفتوحه وحوادث الشام في أيامه في سبعة مجلدات، منه نسخة في أكسفورد.

    • (جـ)
      نصرة الفطرة وعصرة القطرة: وهو تاريخ السلاجقة ووزرائهم، أخذ بعضه من تاريخ فارسي لشرف الدين أنو شروان وذيل عليه بما عاينه في عصره من حديث الأعيان، منه نسخة خطية في أكسفورد وفي باريس، اختصره صدر الدين بن السيد الشهيد الحسيني كاتب الخليفة الناصر لدين الله في كتاب سماه «زبدة التواريخ» إلى وفاة أرطغرل سنة ٥٩٠، وأضاف إليه تاريخ الأتابكة إلى سنة ٦٢٠ منه نسخة في المتحف البريطاني، واختصره أيضًا الفتح بن علي بن محمد البنداري الأصفهاني في كتاب سماه «زبدة النصرة»، طبع في ليدن سنة ١٨٨٩ مع ترجمات فارسية في ثلاثة مجلدات، وطبع العربي وحده بمصر سنة ١٩٠٠ في مجلد واحد باسم «تاريخ دولة آل سلجوق»، جاء في مقدمته أنه لما فرغ من انتخاب الكتاب الموسوم بالبرق الشامي من إنشاء عماد الدين طالع كتابه الموسوم بنصرة العترة وعصرة الفترة١ في أخبار الوزراء السلجوقية، فوجده قد أكثر فيه من الأسجاع وأطلق فيه العنان لبيانه، فاختصره في هذا الكتاب خدمة للسلطان الملك المعظم أبي الفتح عيسى بن السلطان الملك العادل أبي بكر بن أيوب، بدأ بذلك سنة ٦٢٣، فالكتاب تنتهي حوادثه في هذه السنة، وهو يبدأ ببداية حال السلاجقة إلى دخول السلطان طغرل بك بغداد سنة ٤٤٧ وما جرى من الحوادث بعد ذلك وما توالى من ملوك السلاجقة ووزرائهم إلى وفاة السلطان أرسلان والوزراء بعده، وعبارة الكتاب مسجعة يراها المطالع من أهل هذا العصر مملة، فكيف كانت قبل اختصارها؟
    • (د)

      خريدة القصر وجريدة أهل العصر: في تراجم أدباء القرن السادس للهجرة من معاصريه جعله ذيلًا على زينة دمية الدهر للوراق الخطيري، وهذه ذيل على دمية القصر للباخرزي وهذه ذيل ليتيمة الدهر للثعالبي، منه نسخ في باريس والمتحف البريطاني وليدن ونور عثمانية.

  • (٧)
    عبد الكريم بن محمد الرافعي المتوفى سنة ٦٢٣ﻫ: له كتاب سواد العينين في مناقب الغوث أبي العلمين أي: السيد أحمد الرفاعي بمصر سنة ١٣٠١ في ٣٠ صفحة.
  • (٨)
    الملك المعظم عيسى بن الملك سيف الدين الأيوبي: توفي سنة ٦٢٤ﻫ، له كتاب السهم المصيب في الرد على أبي بكر الخطيب فيما ذكره عن أبي حنيفة، وهو دفاع عن أبي حنيفة النعمان منه نسخة خطية في المكتبة الخديوية كتبت سنة ٦٢٣ﻫ في ٢٨٤ صفحة.
  • (٩)
    بهاء الدين بن شداد (توفي سنة ٦٣٢ﻫ): هو أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة بن محمد قاضي حلب، ولد في الموصل سنة ٥٣٩ فلما أتم علمه رحل إلى بغداد وتعين معيدًا في المدرسة النظامية، ثم صار أستاذًا في مدرسة الموصل الكبرى، وعاد من حجه سنة ٥٨٤ إلى دمشق فولاه صلاح الدين قضاء العسكر وقضاء بيت المقدس، ولما توفي صلاح الدين رحل إلى حلب وصار قاضيًا فيها، ثم اعتزل الأعمال حتى مات، وله أخبار كثيرة أطال ابن خلكان في ذكرها، وأشهر مؤلفاته:
    • (أ)

      النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية: هي سيرة صلاح الدين الأيوبي طبعت في ليدن سنة ١٧٣٢ مع منتخبات عن صلاح الدين من تواريخ أبي الفداء وعماد الدين وغيرها مع ترجمة ذلك كله باللغة اللاتينية، وقد ترجمت أيضًا إلى الفرنساوية وطبعت في باريس سنة ١٨٨٤، وطبعت في لندن سنة ١٨٩٧ مع تعليقات بالإنكليزية، وطبعت أخيرًا بمصر سنة ١٣١٧.

    • (ب)

      تاريخ حلب: منه نسخة في بطرسبورج.

    • (جـ)

      دلائل الأحكام في الفقه: في باريس.

    • (د)

      ملجأ الحكام عند التباس الأحكام: في المكتبة الخديوية. (ترجمته في ابن خلكان ٣٥٤ ج٢.)

  • (١٠)
    النسوي (توفي سنة ٦٣٩ﻫ): هو محمد بن أحمد بن علي بن أحمد النسوي، ولد في خرندز قرب نسا بفارس، ودخل خدمة السلطان جلال الدين منكبرتي خوارزم شاه بن السلطان محمد بن تكش، وألف كتابًا في: سيرة السلطان منكبرتي، نُشر مع ترجمة فرنساوية في باريس سنة ١٨٩١ في مجلدين، يبدأ بمقدمة في التتار ومبدأ أمرهم من جنكيزخان، وما كان من فتوحه وأعماله وأمراء خوارزم إلى السلطان جلال الدين وتفصيل الوقائع في أيامه، وفيه تفاصيل عن ذلك العصر لا توجد في سواه، ويتخلل ذلك فوائد اجتماعية وسياسية.
  • (١١)
    أبو علي الجواني (في أواسط القرن السابع): هو نقيب النقباء بمصر أبو علي محمد بن القاضي الكامل أسعد بن علي الحسيني الجواني النسابة، كتب سنة ٦٤٥ﻫ: الشجرة النبوية والنسبة الهاشمية في أنساب آل هاشم بشكل الشجرة في جداول دقيقة، وفيها الشروح مرتبة على أشكال هندسية وفروع بخطوط جميلة، وفيها نسب النبي وأعمامه وسائر آل هاشم، وهو كتاب جميل لا يصح طبعه إلا بالتصوير الشمسي أو الزنكوغراف منه نسخة في جملة كتب زكي باشا في عشرين ورقة كبيرة.
  • (١٢)
    شهاب الدين أبو شامة (توفي سنة ٦٦٥ﻫ): هو عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الأصل، نشأ في دمشق وتعلم فيها وفي الإسكندرية ثم رجع إلى بلده واشتغل بالتدريس والفتوى والتأليف، وخلف مؤلفات كثير، هاك ما وصلنا خبره مما يهم قراء هذا الكتاب:
    • (أ)

      كتاب الروضتين في أخبار الدولتين الصلاحية والنورية: فيه تفاصيل حسنة عن الحروب الصليبية، ولعلها أوسع المصادر العربية لهذه الحروب، منه نسخ خطية في مكاتب أوربا، وقد طُبع بمصر سنة ١٢٨٧ وسنة ١٨٩٢ في مجلدين، وتُرجم إلى الفرنساوية وطُبع في باريس سنة ١٨٩٨.

    • (ب)

      ذيل الروضتين من سنة ٥٩١–٦٦٥ منه نسخة في برلين والمتحف البريطاني.

    • (جـ)

      له شروح على البردة والشاطبية وغيرها مفرقة بمكاتب أوربا.

      (فوات الوفيات ٢٥٢ ج١.)

(٢) تواريخ الدول

  • (١)
    ابن ظافر الأزدي (توفي سنة ٦٢٣ﻫ): هو الوزير جمال الدين علي بن ظافر الأزدي المصري، كان بارعًا في الأدب والتاريخ وأخبار الملوك، درس في المدرسة المالكية بمصر وتولى وكالة بيت المال، وصلنا من مؤلفاته:
    • (أ)

      الدول المنقطعة: في ٤ مجلدات يدخل فيه تاريخ الدول الحمدانية والساجية والطولونية والإخشيدية والفاطمية والعباسية إلى سنة ٦٢٢ﻫ، منه نسخة في غوطا والمتحف البريطاني، وقد نشر تاريخ الساجية منها في بون سنة ١٨٢٣.

    • (ب)

      كتاب بدائع البداية: في الأدب جعلها خمسة أبواب، قبلها فصلان: الأول في اشتقاق البديهة والارتجال والثاني في الفرق بينهما. طبع بمصر سنة ١٢٧٨ وغيرها.

    • (جـ)

      ذيل المناقب النورية قدمها لصلاح الدين: في الأسكوريال (فوات ٥١ ج٢).

  • (٢)
    عبد الواحد المراكشي (توفي بعيد سنة ٦٢١ﻫ): هو أبو محمد عبد الواحد بن علي محيي الدين التميمي المراكشي، ولد في مراكش ودرس في فاس والأندلس ثم رحل إلى مصر سنة ٦١٣ ومنها إلى مكة.

    له كتاب المعجب في تلخيص تاريخ المغرب: ألفه سنة ٦٢١ وهو تاريخ الموحدين والمرابطين مع تمهيد في تاريخ الأندلس من فتحها إلى زمن يوسف بن تاشفين، طبع في ليدن سنة ١٨٤٧ مع مقدمة إنكليزية لدوزي في ترجمة المؤلف وفذلكة في تاريخ الأندلس، وطبع في ليدن أيضًا سنة ١٨٨١ وفي مصر سنة ١٩٠٦، ونشر بعضه بالفرنساوية في المجلة الإفريقية سنة ١٨٩٣.

  • (٣)
    أبو الفتح البنداري (توفي بعيد سنة ٦٢٣ﻫ): لم نعلم عن ترجمة حياته ما يستحق الذكر، له من الآثار:
    • (أ)

      زبدة النصرة ونخبة العصرة: مختصر كتاب عماد الدين وقد تقدم ذكرهما (ص٦٢).

    • (ب)

      ترجمة الشاهنامة من الفارسية وهي إلياذة الفرس ترجمها إلى العربية للملك المعظم عيسى بن العادل، المتوفى سنة ٦٢٤ منها نسخ في برلين والأسكوريال وأكسفورد وغيرها.

(٣) تراجم الجماعات

نعني بتراجم الجماعات مجاميع التراجم أو المعاجم التاريخية، وقد ظهر كثير منها في هذا العصر، وبين أصحابها جماعة من المحدثين أدخلناهم في هذا الباب رغبة في جمع التراجم في باب واحد، وهذه تراجمهم وآثارهم حسب سني الوفاة:
  • (١)
    ابن عبد البر النمري (توفي سنة ٤٦٣ﻫ): هو أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي، ولد سنة ٣٦٨ وتعلم في قرطبة وكان أكبر محدثيها في عصره وله علم واسع في التاريخ، وألف كتبًا كثيرة أكثرها هام إليك ما يهمنا ذكره وبلغنا خبره منها:
    • (أ)

      كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب: هو معجم تاريخي للصحابة أو رواة الحديث صدره بسيرة النبي، ثم رتب الصحابة فيه على الحروف ترتيب أهل المغرب، طبع في حيدرآباد سنة ١٣١٩ في مجلدين نحو ٨٠٠ صفحة، وفيه نحو ٣٥٠٠ ترجمة، وقد لخصه الخليلي في كتاب «إعلام الإصابة» منه نسخة في المكتبة الخديوية.

    • (ب)

      الدرر في اختصار المغازي والسير: هو مختصر السيرة النبوية لابن هشام منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٣١٠ صفحات.

    • (جـ)

      بهجة المجالس وأنس المجالس: في المحاضرات مرتب على ١٢٤ بابًا منه نسخة في المكتبة الخديوية.

    • (د)

      الانتقاء في فضائل الثلاثة الفقهاء: مالك وأبي حنيفة والشافعي، في الأسكوريال.

    • (هـ)

      مختصر جامع بيان العلم وفضله: في الأدب والعلم والتاريخ يشتمل في تضاعيفه على ٢٨٨ ترجمة للشعراء والأدباء والفقهاء والأمراء، طبع في مصر سنة ١٣٢٠ اختصار أحمد بن عمر المحمصاني البيروتي.

      وله مؤلفات في الحديث أغضينا عنها (ابن خلكان ٣٤٨ ج٢.)

  • (٢)
    ابن ماكولا (توفي نحو سنة ٤٨٦ﻫ): هو الأمير سعد الملك أبو نصر علي بن هبة الله بن علي، ويتصل نسبه بأبي دلف العجلي، أصله من جرباذقان في نواحي أصبهان، وكان أبوه وزيرًا للقائم بأمر الله، وعمه كان قاضيًا في بغداد، ولد ابن ماكولا سنة ٤٢١ﻫ وكان من كبار الحفاظ والمحدثين، لكنه ألف في التاريخ واللغة ولذلك وضعناه بين المؤرخين، وهاك أهم مؤلفاته: الإكمال: في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والألقاب: هو معجم تاريخي قال في مقدمته: إنه اطلع على كتاب المؤتلف والمختلف لأبي بكر الخطيب وكتاب الدارقطني وغيرهما في هذه المواضيع، فأراد أن يضع فيها كتابًا جامعًا ما في كتبهم وما شذ عنها ففعل ورتبه على حروف المعجم، وطريقته أن يأتي بالاسم المشتبه لفظه وقراءته ويبين الفرق بين صوره المختلفة ومن هو المراد بكل منها، مثال ذلك (أجمد بالجيم) وأحمد وأحمر وهي تتشابه في الخط فذكرها وبين المراد بكل منها فقال مثلًا: «أجمد بالجيم هو أجمد بن جيعان إلخ … وأما أحمد فهو كثير … وأما أحمر فهو أحمر بن جزي السدوسي إلخ»، فهو معجم رجال الحديث مع ضبط أسمائهم، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٦٠٠ صفحة يوجد في برلين والمتحف البريطاني. وله ذيل اسمه «تكملة الإكمال» منه نسخة متفرقة في المكاتب الكبرى، وعليه ذيل لوجيه الدين محتسب الإسكندرية المتوفى سنة ٦٧٣ في المكتبة الخديوية. (ابن خلكان ٣٣٣ ج١، وفوات الوفيات ٣٩ ج٢، ومعجم الأدباء ٤٣٥ ج٥.)
  • (٣)
    الجياني (توفي سنة ٤٩٨ﻫ): هو أبو علي الحسين بن محمد بن أحمد الغساني الجياني الأندلسي المحدث، كان إمامًا في الحديث وله في التراجم كتاب جزيل الفائدة سماه: تقييد المهمل وتمييز المشكل: ضبط فيه كل لفظ يقع اللبس فيه من أسماء رجال الصحيحين وهو في جزءين، منه نسخة في برلين (ابن خلكان ١٥٨ ج١).
  • (٤)
    ابن القيسراني (توفي سنة ٥٠٧ﻫ): هو أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد المقدسي الحافظ المعروف بابن القيسراني. كان من الرحالين في طلب العلم والحديث، فرحل إلى الحجاز والشام ومصر والثغور والجزيرة والعراق والجبال وفارس وخوزستان وخراسان، واستوطن همذان، وكان مشهورًا بالحفظ والمعرفة بعلوم الحديث، وله فيه وفي التصوف والتاريخ مؤلفات جمَّة. هاك ما يهمنا ذكره مما وصلنا خبره:
    • (أ)

      كتاب الأنساب المتفقة في الخط المتماثلة في النقط والضبط: هو معجم ترتبت فيه الأسماء المتشابهة في الصورة المختلفة في المعنى، ويراد بالأنساب فيه الانتساب إلى الأماكن أو الأجداد نحو كتاب الأنساب للسمعاني الآتي ذكره، طبع في ليدن سنة ١٨٥٨.

    • (ب)

      الجمع بين رجال الصحيحين البخاري ومسلم: جمع فيه بين كتابي أبي نصر الكلاباذي وأبي بكر الأصفهاني، وهو معجم تاريخي للرواة والمحدِّثين، طبع في حيدرآباد سنة ١٣٢٣ في مجلدين فيهما ٢٥٠٠ ترجمة (ابن خلكان ٤٨٦ ج١).

  • (٥)
    السمعاني (توفي سنة ٥٦٢ﻫ): هو تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم بن أبي بكر محمد التميمي السمعاني المروزي الحافظ، ولد سنة ٥٠٦ وكان لبيت السمعاني مقام وهو وجيههم وإليه انتهت رئاستهم، رحل في طلب العلم والحديث إلى شرق الأرض ومغربها وشمالها وجنوبها؛ فبلغ إلى ما وراء النهر وطاف خراسان وقومس والري وأصبهان وسائر المشرق والجزيرة والشام وغيرها، ولقي العلماء وأخذ عنهم حتى زاد شيوخه على ٤٠٠٠ شيخ وتوفي بمرو، هذه أهم مؤلفاته:
    • (أ)
      كتاب الأنساب: ويعرف بأنساب السمعاني أَلَّفَهُ في ثمانية مجلدات، وهو معجم للتراجم ذكره صاحب كشف الظنون، وقال: إنه قليل الوجود، لكن البحاثين من المستشرقين وجدوا منه نسخًا في كوبرلي ويني جامع وأيا صوفيا وفي المتحف البريطاني. وقد عنيت لجنة تذكار جيب الإنكليزية بطبع نسخة المتحف البريطاني بالزنكوغراف حسب الأصل تمامًا، فصدرت سنة ١٩١٢ بمجلد ضخم في ٦٠٨ ورقات أو ١٢١٦ صفحة كبيرة بخط دقيق، لو طبعت بحرف الهلال وقطعه لزادت على ٢٢٠٠ صفحة، وفي صدره مقدمة إنكليزية للأستاذ مرجليوث عن المؤلف وكتابه، وهو ليس في الأنساب بمعنى تسلسُل الآباء وإنما يراد به الانتساب إلى بلد أو قبيلة أو أب أو صناعة أو تجارة، كقولنا: «الأبَّار» نسبة إلى صناعة الإبر، والبزَّاز إلى تجارة البَز، والبخاري إلى بخارا، والمدائني إلى المدائن وهكذا، وقد رتبه على حروف المعجم، فيذكر المادة ويضبط حروفها وحركاتها لفظًا، ثم يذكر أصل تلك النسبة فإذا كانت إلى بلد ذكر مكانه أو إلى رجل أو قبيلة عرفها كما يفعل ابن خلكان في آخر كل ترجمة في وفياته، ولعله اقتبس ذلك من السمعاني، ومتى فرغ السمعاني من هذا التعريف ذكر ترجمة صاحب ذلك الاسم، فهو معجم تراجم مرتبة مواده على الألقاب أو الانساب، وقد يشترك باللقب الواحد ثلاثة أو أربعة فيفرق بينهم ويترجم كلًا منهم فيذكر ولادته ووفاته، وربما زاد عدد المترجمين فيه على ٤٠٠٠ ترجمة، وأكثر عنايته في رواة الحديث والمحدثين ومن يلحق بهم، ويظهر أنه كان أطول من ذلك؛ لأننا رأينا ابن خلكان ينقل عنه أشياء لم نجدها في هذه الطبعة.٢ وقد لخص هذا الكتاب ابن الأثير المؤرخ في كتاب سماه «اللباب» في ثلاثة مجلدات منه نسخة ناقصة في المكتبة الخديوية في ثلاثة مجلدات وقطع في مكاتب أوربا، وقد طبع بعضه في غوتنجن سنة ١٨٣٥، واختصره السيوطي في كتاب سماه «لب اللباب» طبع في ليدن سنة ١٨٣٢.
    • (ب)

      ذيل تاريخ بغداد لأبي بكر الخطيب في خمسة عشر مجلدًا، له مختصر في ليدن وكمبريدج (ابن خلكان ٣٠١ ج١).

  • (٦)
    الجماعيلي (توفي سنة ٦٠٠ﻫ): هو أبو محمد تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور الجماعيلي المقدسي، ولد في جماعيل قرب نابلس سنة ٥٤١ ومات في القاهرة سنة ٦٠٠، وله من المؤلفات:
    • (أ)

      الكمال في معرفة أسماء الرجال، هو معجم مطول لأسماء رجال الحديث ذكر فيه ما اشتملت عليه كتب الحديث الستة من أسماء الرجال ورتبها على الهجاء، منه نسخة في المكتبة الخديوية في مجلدين صفحاتهما ١٢١٦ صفحة كبيرة.

    • (ب)

      الدرة المضية في السيرة النبوية، في باريس.

  • (٧)
    محب الدين بن النجار (توفي سنة ٦٤٣ﻫ): هو أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن بن هبة الله بن النجار محب الدين البغدادي، ولد سنة ٥٧٨ وتفقه بابن الجوزي وغيره ورحل في طلب العلم وتولى التدريس وتوفي في بغداد، ومؤلفاته كثيرة أهمها:
    • (أ)

      الكمال في معرفة الرجال: هو معجم المحدثين والرواة، عليه شرح ومختصرات سيأتي ذكرها في ترجمة شمس الدين الذهبي.

    • (ب)

      الدرة الثمينة في أخبار المدينة: في الخزانة التيمورية.

    • (جـ)

      ذيل تاريخ بغداد، هو ذيل على تاريخ بغداد استدرك فيه على أبي بكر الخطيب فجاء في ٣٠ مجلدًا، اختصره ابن أيبك الحسامي المعروف بابن الدمياطي في كتاب سماه «المستفاد من ذيل تاريخ بغداد»، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ١٧٨ صفحة بخط المؤلف، يبدأ بتراجم المحمدين ثم غيرهم على أحرف الهجاء باختصار (فوات الوفيات ٢٦٤ ج٢).

  • (٨)
    جمال الدين القفطي (توفي سنة ٦٤٦ﻫ): هو الوزير أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد وزير حلب جمال الدين القفطي نسبة إلى قفط في صعيد مصر؛ لأنه ولد فيها، وبعد أن تفقه بالعلم أقام في بيت المقدس ثم جاء حلب وتولى القضاء فيها في زمن الملك الظاهر وسماه القاضي الأكرم أو الوزير الأكرم، وكان صدرًا محتشمًا جمع من الكتب ما لا يوصف، وكانوا يحملونها إليه من الآفاق، وكانت مكتبته تساوي خمسين ألف دينار، ولم يكن يحب من الدنيا سواها وله حكايات غريبة عن غرامه بالكتب، ولم يخلف، ولدًا فأوصى بمكتبته للناصر صاحب حلب، وله مؤلفات عديدة في التاريخ والنحو واللغة، وهاك ما وصلنا خبره منها:
    • (أ)

      أخبار العلماء بأخبار الحكماء: أو روضة العلماء، منها نسخة في يني جامع، ولخصه محمد بن علي بن محمد الزوزني في كتاب طبع في ليبسك سنة ١٩٠٥ بهذا العنوان «تاريخ الحكماء» وهو مختصر الزوزني المسمى «المنتخبات الملتقطات من كتاب أخبار العلماء بأخبار الحكماء»، وطُبع في مصر سنة ١٣٢٦ بعنوان «أخبار العلماء بأخبار الحكماء» وهو معجم تاريخي للفلاسفة والأطباء والعلماء الطبيعيين وأصحاب الرياضيات واللغة من العرب وغيرهم مرتب على الأبجدية، قل من نسج على منواله، ومنه نسخ خطية في أكثر مكاتب أوربا والمكتبة الخديوية.

    • (ب)

      أخبار المحمدين من الشعراء وأشعارهم: يريد الشعراء الذين اسمهم محمد مرتب على الأبجدية حسب أسماء آبائهم، منه نسخة في باريس.

    • (جـ)

      أنباء الرواة على أنباء النحاة: هو تاريخ النحاة منه نسخة في جملة كتب زكي باشا في المكتبة الخديوية وله مختصر للذهبي في ليدن.

    • (د)

      أخبار مصر: من ابتدائها إلى أيام صلاح الدين، في ستة مجلدات لا نعرف مكانه (ترجمته في فوات الوفيات ٩٦ ج٢، ومعجم الأدباء ٤٧٧ ج٥).

(٣-١) تراجم أخرى

ومن أصحاب التراجم في هذا العصر أيضًا:
  • (٩)
    أبو إسحق إبراهيم بن يوسف الفيروزآبادي: المتوفى سنة ٤٧٦ﻫ له: طبقات الفقهاء يوجد في يني جامع والمكتبة الخديوية.
  • (١٠)
    قوام الدين إسماعيل بن الفضل التيمي الحافظ الأصبهاني (٥٣٥): له كتاب سير السلف في تراجم الصحابة والتابعين وغيرهم، في باريس.
  • (١١)
    أبو عبد الله بن أبي الخصال الغافقي (سنة ٥٤٠): له مناقب الأصحاب العشرة، في الأسكوريال.
  • (١٢)
    ظهير الدين البيهقي أبو الحسن (نحو سنة ٥٧٠) له:
    • (أ)

      تاريخ حكماء الإسلام هو ذيل صوان الحكمة، منه نسخة في برلين.

    • (ب)

      تاريخ بيهق بالفارسية أتمه سنة ٥٦٣ﻫ، منه نسخ في برلين وفي المتحف البريطاني.

  • (١٣)
    أبو علي البغدادي: من أهل القرن السادس له: ذيل الذيل في تراجم الشعراء في الأسكوريال.
  • (١٤)
    أبو طاهر السلفي المتوفى سنة ٥٧٦: له معجم شيوخ بغداد في نحو مائة كراس، في الأسكوريال.
  • (١٥)
    أبو المعالي الملك المنصور محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب:، توفي سنة ٦١٧ﻫ كان أميرًا في الشام وكان يحب العلماء مات في حماة، له:
    • (أ)

      طبقات الشعراء في ليدن.

    • (ب)

      دور الآداب ومحاسن ذوي الألباب، في مكتبة فلايشر.

  • (١٦)
    نور الدين جحدم الهمذاني: كتب بمكة في أواسط القرن السابع كتاب «بهجة الأسرار ومعدن الأنوار» في تراجم الفقهاء ورجال الدين، في باريس.
  • (١٧)
    أبو محمد عبد العظيم المنذري المتوفى سنة ٦٥٦: له كتاب التكملة لوفيات النقلة في تراجم علماء الحديث من سنة ٦٢٥–٦٤٢، في المتحف البريطاني.

(٤) تواريخ البلاد والمدن

(٤-١) في مصر والشام

  • (١)
    ابن القلانسي (توفي سنة ٥٥٥ﻫ): هو حمزة بن أسد بن علي بن محمد التميمي الدمشقي العميد بن القلانشي الكاتب المحدث، تولى رئاسة دمشق مرتين، عرفناه بتاريخ ألفه عن دمشق سماه: ذيل تاريخ دمشق: وقد يتبادر إلى الذهن أنه ذيل لتاريخ ابن عساكر الآتي ذكره، لكنه سابق له وقد تعاصرا في بلد واحد، وإنما هو ذيل لتاريخ هلال الصابي صاحب تاريخ الوزراء الذي وصفناه في الجزء الثاني من هذا الكتاب (صفحة ٣٢٣)، ولهلال الصابي تاريخ آخر ذيَّل به تاريخًا لابن قرة، كان ابن قرة قد وصف فيه حوادث زمانه من سنة ٢٩٥–٣٦٣، فجعل هلال تاريخه تتمة لهذا من ٣٢٣ إلى أواخر ٤٤٧ ولم يخصه بتاريخ دمشق بل توسع في أخبار الدول الإسلامية، وقد ضاع هذا التاريخ إلا قطعة عثر عليها امدروز المستشرق الإنكليزي ناشر تاريخ الوزراء فأضافها إلى ما نشره من هذا التاريخ، فابن القلانسي أخذ من تاريخ هلال الصابي ما يختص بدمشق، وزاد عليه ذيلًا سماه ذيل تاريخ دمشق، ضمنه تاريخ دمشق وغيرها من سنة وفاة هلال الصابي ٤٤٨ إلى وفاة المؤلف سنة ٥٥٥ﻫ، وكان من هذا الذيل نسخة قديمة في مكتبة أكسفورد فنشرها امدروز المشار إليه في بيروت سنة ١٩٠٨، وصدرها بمقدمة تاريخية علق عليها الشروح والفهارس، وهو مرتب على الهجاء (ترجمته في المشرق ٦١٨ مجلد ١١).
  • (٢)
    أبو صالح الأرمني (في أواسط القرن السادس): كان مقيمًا بمصر ينسب إليه كتاب عن مصر ونواحيها يشتمل على وصف الكنائس والأديار بمصر وما يجاورها من البلاد في أواسط القرن السادس، بدأ بتأليفه سنة ٥٦٤ﻫ، طبع الجزء الأول منه في أكسفورد سنة ١٨٩٥ مع ترجمة إنكليزية وفهارس في ١٤٢ صفحة للأصل العربي و٣٨٢ للترجمة والشروح.
  • (٣)
    ابن عساكر الدمشقي (توفي سنة ٥٧١ﻫ): هو الحافظ أبو القاسم علي بن أبي محمد الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر الدمشقي الملقب ثقة الدين، كان محدث الشام في وقته ومن أعيان الفقهاء الشافعية، اشتهر بالحديث ورحل في طلب العلم ولقي مشائخه ورافق السمعاني في بعض رحلته، وكان حسن الكلام فلما عاد إلى بلده تعين أستاذًا في المدرسة النورية بدمشق، وما زال في هذا المنصب حتى توفي، وأشتهر من بني عساكر غير واحد من العلماء والفقهاء هذا أشهرهم، خلف مؤلفات كثيرة ذكر منها ياقوت في معجم الأدباء عشرات لم يصلنا منها إلا:
    • (أ)

      تاريخ دمشق، وبه اشتهر، ألفه على نسق تاريخ بغداد لأبي بكر الخطيب في ثمانين مجلدًا، فأدهش العلماء بتأليفه لكبره واتساعه، وقد أورد فيه تراجم الأعيان والرواة والمحدثين والحفاظ وسائر أهل السياسة والعلم من صدر الإسلام إلى أيامه، ممن سكن دمشق أو نزلها. توخى فيه الإسناد على طريقة المحدثين، منه أجزاء متفرقة في مكاتب أوربا، وشاهدنا نسخة منه في دمشق منقولة عن نسخة محفوظة في مكتبة الملك الظاهر هناك يظن أنها كاملة لكنها تحتاج إلى مراجعة وتحقيق، ومنه نسخة في مكتبة الأزهر في القاهرة ناقصة في بعض المواضع، وعلمنا أن مطبعة روضة الشام بدمشق أخذت بطبعه بعد حذف الأسانيد، وضم المكرر وتفسير بعض الألفاظ، وجاء وصفه مطولًا في مجلة الآثار التي تصدر في زحلة سنة ١ ج١١.

      ولهذا التاريخ عدة ذيول أهمها ذيل القاسم ولد المصنف، وذيل صدر الدين البكري وذيل عمر بن الحاجب، وله مختصرات أحدها لابن شامة المتقدم ذكره، واختصره جمال الدين بن منظور صاحب لسان العرب الآتي ذكره، ولإسماعيل العجلوني الجراح مختصر منه نسخة في مكتبة توبنجن سماه العقد المنظوم الفاخر بتلخيص تاريخ ابن عساكر، واختصره أيضًا الشيخ أبو الفتح الخطيب المتوفى بدمشق سنة ١٣١٥، أنجز منه خمسة أجزاء إلى حرف الصاد رأيناها في الخزانة التيمورية بخط الملخص.

    • (ب)

      المستقصى في فضائل المسجد الأقصى، يشتمل على ما جاء في الحديث عن بيت المقدس منه الجزء ١٢–١٥ في الخزانة التيمورية، لم يذكره مؤرخوه بين مؤلفاته ولا جاء ذكره في كشف الظنون، لكننا قرأنا اسم المؤلف على النسخة المذكورة «أبو محمد القاسم بن الشيخ الإمام الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله» وهو ابن صاحب تاريخ دمشق.

    • (جـ)

      تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى أبي الحسن الأشعري: منه نسخ في ليدن وأكسفورد والأسكوريال وله مختصرات، وقد طبع بأوربا سنة ١٨٧٨ وهو من الكتب الهامة في موضوعه حتى قالوا: «إن كل سني لا يكون عنده ذلك الكتاب فليس من نفسه على بصيرة.»

    • (د)

      الإشراف على معرفة الأطراف في الحديث: جمع فيه سنن أبي داود وجامع الترمذي والنسائي وأسانيدها وغيرها، ورتبه على حروف المعجم يوجد في أيا صوفيا والمكتبة الخديوية في مجلدين كبيرين.

    • (هـ)

      كتاب الأربعين حديثًا، في برلين.

    • (و)

      تبيين الامتنان بالأمر بالاختتان، في المكتبة الخديوية.

      (ترجمته في ابن خلكان ٣٣٥ ج١، ومعجم الأدباء ١٣٩ ج٥).

(٤-٢) في الحجاز واليمن

  • (١)
    أبو العباس الرازي (توفي سنة ٤٦٠ﻫ): هو أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد الرازي أصله من صنعاء، له: تاريخ الرازي: في وصف صنعاء وضواحيها وأخبارها ومن أقام فيها من الصحابة والأعيان، منه الجزء الثالث في باريس والمتحف البريطاني.
  • (٢)
    عمارة اليمني (توفي سنة ٥٦٩ﻫ): هو أبو محمد عمارة بن أبي الحسن علي بن زيدان الحكمي اليمني الملقب نجم الدين، ولد في مرطان من وادي وساع باليمن، ورحل إلى زبيد سنة ٣٥١ﻫ وأقام بها واشتغل بالفقه في بعض مدارسها، وسيره قاسم بن هاشم صاحب مكة رسولًا إلى الديار المصرية سنة ٥٥٠ في خلافة الفائز بن الظافر الفاطمي والوزير الصالح بن رزيك، وعاد إلى مكة ثم إلى زبيد، ثم كلفه قاسم المذكور برسالة أخرى إلى مصر فاستوطنها ولم يفارقها بعد ذلك، وكان شافعي المذهب شديد التعصب للسنة، أديبًا شاعرًا، فأحسن الصالح إليه كل الإحسان وصحبه مع اختلاف العقيدة، وضعفت شوكة الدولة الفاطمية وهو في البلاد، ولما صارت الأمور إلى صلاح الدين مدحه، ثم أطلع صلاح الدين على دسيسة دبرها عمارة مع جماعة من المتعصبين للفاطميين لإعادة دولتهم فقبض عليهم وشنقهم بالقاهرة سنة ٥٦٩ وله عدة مؤلفات أهمها:
    • (أ)

      تاريخ اليمن: ألفه للقاضي الفاضل، طبع مع ترجمة إنكليزية في لندن سنة ١٨٩٢، وفي هذه الطبعة قطعة من تاريخ ابن خلدون عن اليمن وأخرى من تاريخ الجندي عن القرامطة مع ترجمتها الإنكليزية. واهتم الأوروبيون بعمارة وكتبوا عنه وعن مؤلفه هذا كثيرًا.

    • (ب)

      النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية: يتكلم فيه عن نفسه وعن الوزراء الصالح وشاور والكامل وابنه وأشعارهم، طبع في شالون سنة ١٨٩٧.

    • (جـ)

      ديوانه: منه نسخة في بطرسبورج، وله قصائد متفرقة.

      (ترجمته في ابن خلكان ٣٧٦ ج١.)

(٤-٣) في الأندلس والمغرب

  • (١)
    ابن حيان المتوفى سنة ٤٦٩: هو أبو مروان حيان بن خلف بن حسين بن حيان، ولد في قرطبة وهو من خيرة مؤرخي الأندلس له:
    • (أ)

      كتاب المبين في تاريخ إسبانيا في ستين جزءًا، يظن أنه يوجد في مسجد تونس.

    • (ب)

      المقتبس في تاريخ الأندلس، عشرة مجلدات وفيه تراجم العلماء منه نسخة في مسجد تونس وأجزاء في أكسفورد.

    • (جـ)

      معرفة الصحابة، معجم أبجدي منه الجزء الثالث في الأسكوريال، وهو غير أبي حيان التوحيدي الآتي ذكره (ترجمته في ابن خلكان ١٦٨ ج١).

  • (٢)
    أبو زكريا يحيى الورجلاني المتوفى سنة ٤٧١: له كتاب سير الأئمة وأخبارهم وهو تاريخ الأئمة العبادية في الجزائر، طبع في باريس سنة ١٨٧٨.
  • (٣)
    ابن أبي نصر الحميدي المتوفى سنة ٤٨٨ﻫ: ولد في الرصافة في قرطبة، وتفقه على ابن حزم الظاهري الآتي ذكره ثم رحل إلى بغداد ومات فيها، له: كتاب جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس وأسماء الرواة والفقهاء والأدباء والشعراء مرتب على الأبجدية منه نسخة في أكسفورد، وهي وحيدة فيما هو معروف من المكاتب رأيناها في مجلدين صفحاتهما نحو ٣٥٠ صفحة (ترجمته في ابن خلكان ٤٨٥ ج١).
  • (٤)
    الفتح بن خاقان الإشبيلي المتوفى سنة ٥٣٥ﻫ: هو الفتح بن محمد بن عبيد الله بن خاقان القيسي الإشبيلي، كان كثير الأسفار سريع التنقلات اشتهر بكتابيه:
    • (أ)

      قلائد العقيان في تاريخ الأمراء والوزراء والقضاة والعلماء والشعراء في الأندلس من معاصريه، قدمه للأمير إبراهيم بن يوسف بن تاشفين، طبع مرارًا في باريس وبيروت ومصر وهو مسجع العبارة، نقله إلى الفرنساوية بورجاد وطبع بباريس سنة ١٨٦٥، وقد شرحه محمد بن قاسم بن محمد بن عبد الواحد بن زاكور شرحًا سماه «تزيين قلائد العقيان بفرائد التبيان» منه نسخة في ٣٥٠ صفحة كبيرة بالخزانة التيمورية.

    • (ب)

      مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس، قسمه إلى ثلاثة أقسام الأول في الكتاب والثاني في العلماء والقضاة والفقهاء والثالث في الأدباء، طبع في الأستانة سنة ١٣٠٢ (ابن خلكان ٤٠٧ ج١).

  • (٥)
    ابن بسام الشنتمري المتوفى سنة ٥٤٢ﻫ: اشتهر بكتاب «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» (الأندلس)، وهو تاريخ الأندلس وآدابها في القرن الخامس للهجرة وقد استعان به ابن خلكان وغيره، منه نسخة خطية في مكتبة الجزائر وجزء في أكسفورد وآخر في غوطا، والمشهور أن الذخيرة هذه لابن بسام الشاعر الذي يعرف بالبسامي المتوفى سنة ٣٠٢، وقد ذكرناه بين الشعراء صفحة ١٦٣ من الجزء الثاني من هذا الكتاب وقلنا: إنه غير صاحب الذخيرة، ولكن صاحب كشف الظنون نسب الذخيرة إليه وهذا وهم منه:
    • أولًا: لأن مؤرخي ابن بسام الشاعر لم يذكروا هذا الكتاب بين مؤلفاته.
    • وثانيًا: أن ابن خلكان نقل عنه أخبار أناس توفوا في أواخر القرن الخامس، فكيف يكون مؤلفه مات في أوائل القرن الرابع؟ ولكن وهم صاحب كشف الظنون جرَّ إلى شيوع هذا الخطأ، ورأينا في مجلة المشرق (سنة ١٠ صفحة ٩٦١) ذكر كتاب اسمه «نهاية الرتبة في طلب الحسبة» لمحمد بن أحمد بن بسام، غير البسامي الشاعر، فلعله لهذا.
  • (٦)
    عبد الله الباجي المتوفى نحو سنة ٥٧٠ﻫ: له كتاب «المن بالإمامة على المستضعفين» في عدة أجزاء، منه الجزء الثاني في أكسفورد من سنة ٥٥٤–٥٦٩ﻫ.
  • (٧)
    ابن بدرون الإشبيلي: هو أبو مروان عبد الملك في أواخر القرن السادس له شرح قصيدة ابن عبدون التاريخية، طبعت في ليدن سنة ١٨٤٦، وقد تقدم ذكره بين الشعراء صفحة ٣٠.
  • (٨)
    ابن بشكوال المتوفى سنة ٥٧٨ﻫ: وهو أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال الخزرجي الأنصاري القرطبي، من أوثق مؤرخي الأندلس وأكبر علمائها، له:
    • (أ)

      كتاب الصلة: جعله ذيلًا على تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي [انظر العصر العباسي الثالث: التاريخ والمؤرخون – أصحاب التواريخ الخاصة] جمع فيه أخبار أئمة الأندلس وعلمائها وأعيانها إلى أيامه، طبع في مدريد سنة ١٨٨٣ في مجلدين، وهو مرتب على الهجاء فيه ١٤٤٠ ترجمة، وله ذيل اسمه الذيل والتكملة لابن عبد الملك المراكشي في باريس.

    • (ب)

      كتاب غنية الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة، وتسمى أيضًا الغوامض والمبهمات حقق فيه أسماء رواة الحديث، منه نسخة في برلين (ترجمته في ابن خلكان ١٧٢ ج١).

  • (٩)
    أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد الخثعمي المالقي السهيلي: توفي بمراكش سنة ٥٨١، له كتاب «الرَّوْضُ الأُنُف والمشرَع الرِّوى» في تفسير ما اشتمل عليه حديث السيرة وتذليل ما استصعب في ذلك من غوامض الأنساب والأعراب، وهو تتمة السيرة النبوية منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٥٢٤ صفحة.
  • (١٠)
    ابن عميرة الضبى القرطبي: له كتاب «بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس» مع مقدمة في الفتوح، طبع في مدريد سنة ١٨٨٤ عن نسخة خطية قديمة مشوهة.
  • (١١)
    ابن الأبار القضاعي (توفي سنة ٦٥٨ﻫ): هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي المشهور بابن الأبار، ولد في بلنسية، وتولى الكتابة عند محمد بن حفص صاحبها وابنه وقد ألف ذيلًا للصلة سماه:
    • (أ)

      تكملة الصلة، طبع في مدريد سنة ١٨٨٦–١٨٨٧ في مجلدين فيهما ٢١٥٢ ترجمة لأعيان الأندلس وعلمائها وشعرائها.

    • (ب)

      المعجم، في أصحاب القاضي أبي علي الصدفي وفيه ٣١٥ ترجمة لطائفة من الأئمة والعلماء الأندلسيين مرتب على الهجاء، طبع في مدريد سنة ١٨٨٥.

    • (جـ)

      الحلة السيارة، في أخبار المغرب من المئة الأولى للهجرة إلى السابعة، تبدأ المئة الأولى بموسى بن نصير، والثانية تبدأ بعبد الرحمن بن معاوية وهكذا إلى المئة السابعة، طبع في ليدن مع الجزء الأول من كتاب «البيان المغرب» سنة ١٨٤٧ في ٢٦٠ صفحة.

    • (د)

      أعتاب الكتاب، جمع فيه تراجم الكتاب المنشئين في الدواوين ونوادرهم وأخبارهم منه نسخة خطية في الخزانة التيمورية في مائة صفحة (فوات ٢٢٦ ج١).

  • (١٢)
    ابن العذاري المراكشي: كتب في أواخر القرن السابع كتاب «البيان المغرب في أخبار المغرب» طبع في ليدن سنة ١٨٤٨–١٨٥١ مع مقدمة فرنساوية وافية بقلم المستشرق دوزي، ثم نشر سنة ١٨٨٣ كتابًا تصحيحًا للطبعة المشار إليها، قال في المقدمة: «واختلطت به قطع من نظم الجمان لابن القطان»، وقال في صدر الجزء الثاني: «واختلطت به قطع من تاريخ عريب» يبدأ الجزء الأول بفتح إفريقية وتاريخ ما توالى عليها بعد ذلك في زمن بني أمية فالعباسيين، فولاية آل الأغلب مفصلًا، فدولة الشيعة العلوية من ظهور عبد الله الشيعي، وما كان من توالي الدولة العبيدية فالصنهاجية فالزيرية وزناتة والمرابطين إلى آخر الدولة العبيدية، والجزء الثاني في أخبار الأندلس من فتحها وتاريخها في زمن بني أمية، وأخبار عبد الرحمن الناصر مفصلًا إلى ملوك الطوائف وآخرهم المنصور.

مجموعات تاريخية

عني بعض المستشرقين في نشر مجموعات تاريخية تتعلق بالأندلس أو غيرها في أثناء هذا العصر ولا بأس من ذكر أشهرها وهي:
  • (١)
    المكتبة الأندلسية: هي عشرة مجلدات في تاريخ الأندلس ورجالها من أهل العصر العباسي الرابع تقدم ذكر أكثرها، وهي:
    • المجلد ١ و٢ كتاب الصلة لابن بشكوال طبع في مدريد سنة ١٨٨٢–١٨٨٣.

    • المجلد ٣ كتاب بغية الملتمس لابن عميرة الضبي طبع في مدريد سنة ١٨٨٤.

    • المجلد ٤ المعجم لابن الأبار، طبع في مدريد سنة ١٨٨٥.

    • المجلد ٥ و٦ التكملة لابن الأبار، طبع في مدريد سنة ١٨٨٦–١٨٨٧.

    • المجلد ٧ و٨ تاريخ الأندلس لابن الفرضي طبع في مدريد سنة ١٨٩١.

    • المجلد ٩ ما رواه ابن خليفة الأموي الإشبيلي عن شيوخه في الدواوين والعلوم وهو أسماء كتب، طبع في سرقسطة سنة ١٨٩٣.

    • المجلد ١٠ فهرس أبجدي عام طبع في سرقسطة سنة ١٨٩٥.

  • (٢)
    المكتبة الصقلية: هي مجموعة في تاريخ جزيرة صقلية انتخبها المستشرق اماري الإيطالي من ٨٥ كتابًا عربيًّا من زمن المسعودي صاحب مروج الذهب في أوائل القرن الرابع إلى زمن حاجي خليفة في أواسط القرن الحادي عشر، طبعت في ليبسك سنة ١٨٥٧ في نحو ٨٠٠ صفحة مع فهرس الأعلام وقائمة بأسماء الكتب التي أخذ عنها ومقدمة باللغة الإيطالية، ولها ذيلان صغيران طُبعا في ليبسك أحدهما سنة ١٨٧٥، والآخر سنة ١٨٨٧.
  • (٣)
    المكتبة الصليبية: هي خمسة مجلدات تختص بالحروب الصليبية طبعت متسلسلة لإيضاح هذه الفترة من التاريخ، مأخوذة عن ثقات المؤرخين بعضها مطبوع بالعربية والبعض الآخر مع ترجمة فرنساوية. المجلد الأول: منقول من أبي الفداء طبع سنة ١٨٧٢. والثاني: تاريخ الدولة الأتابكية لابن الأثير طبع سنة ١٨٧٦ سيأتي ذكره. والثالث: مختصر في سيرة صلاح الدين الأيوبي من عدة كتب. والرابع: من كتاب الروضتين من الترجمة الفرنساوية طبع سنة ١٨٩٨. والخامس: من أبي شامة أيضًا طبع سنة ١٩٠٦ في قطع كبير.

(٥) التواريخ العامة

  • (١)
    ابن سعيد القرطبي: قاضي طليطلة المتوفى سنة ٤٦٢ﻫ، له كتاب «التعريف بطبقات الأمم» منه نسخة في المتحف البريطاني، وله خلاصة في ليدن.
  • (٢)
    أبو شجاع شيرويه بن شهر دار بن فناخسرو الهمذاني الديلمي: توفي سنة ٥٠٩، وله:
    • (أ)

      كتاب رياض الأنس لعقلاء الأنس، هو تاريخ النبي والخلفاء باختصار، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ١٧٢ صفحة انتهى فيها إلى المستظهر بالله العباسي.

    • (ب)

      فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب، جمع فيه ١٠٠٠٠ حديث مع رواتها مرتبة على الأبجدية بلا إسناد، منه نسخة في المكتبة الخديوية وله عدة مختصرات بعضها مطبوع.

    • (جـ)

      نزهة الأحداق في مكارم الأخلاق، مختصر في الحديث في مكتبة الجزائر.

    • (د)

      مختصر تذكرة الشعراني طبع بمصر سنة ١٣٢٠.

  • (٣)
    ابن حبيش الأنصاري المتوفى سنة ٥٨٤ﻫ: ولد في الميرة بالأندلس وتولى القضاء في مرسية ومات فيها، له «كتاب الغزوات الضامنة الكافلة والفتوح الجامعة الحافلة» في المغازي، يشتمل على تاريخ الخلفاء الثلاثة الأولين الذين نشر الإسلام في أيامهم، أكثره مأخوذ عن الواقدي والطبري، منه نسخ في برلين وليدن.
  • (٤)
    عز الدين بن الأثير (المتوفى سنة ٦٣٠ﻫ): هو المؤرخ الشهير صاحب «الكامل» واسمه أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري ويلقب عز الدين، ولد في الجزيرة ونشأ بها مع أخويه ضياء الدين اللغوي المتقدم ذكره ومجد الدين المحدث الآتي ذكره، ثم انتقل والدهم بهم إلى الموصل فسكن عز الدين الموصل وأخذ بها العلم عن جلة العلماء وزار بغداد مرارًا حاجًّا ورسولًا من صاحب الموصل لبعض المهام وأخذ عن علمائها، ثم رحل إلى الشام والقدس ثم عاد إلى الموصل ولزم بيته وانقطع إلى العلم والتأليف، وكان بيته مجمع الفضلاء من أهل الموصل والواردين عليها، وكان إمامًا في الحديث والتاريخ خبيرًا بأنساب العرب وأيامهم ووقائعهم، وأشهر مؤلفاته:
    • (أ)

      الكامل في التاريخ: ويعرف بتاريخ ابن الأثير وهو أشهر كتب التاريخ المتداولة بين أيدينا، ومن أوثق المصادر التاريخية الإسلامية وأوضحها وأوعاها، بدأ فيه بالخليقة، وانتهى إلى آخر سنة ٦٢٨ﻫ، جعله ١٢ جزءًا كبيرًا؛ الأول: في التاريخ القديم من الخليقة إلى ظهور الإسلام، وفيه فذلكة حسنة عن تواريخ الفرس والروم ولا سيما العرب الجاهلية، فإنه أتى على وقائعهم وأيامهم يومًا يومًا أو واقعة واقعة وهو من أوعى الكتب لهذه الحقبة من تاريخ الجاهلية. والجزء الثاني: يبدأ بتاريخ الإسلام من نسب النبي فظهور الإسلام فالخلفاء الراشدين ومن بعدهم، ويتسلسل هذا التاريخ حسب السنين إلى آخر الجزء الثاني عشر، وفي هذا الجزء تفصيل ما عاصر المؤلف من اكتساح جنكيزخان بلاد الإسلام، والكتاب كله مرتب على السنين، تاريخ كل سنة على حدة مع التفريق فيها بين الحوادث حسب الأماكن، وقد جمع فيه خلاصة الكتب التاريخية التي تقدمته، واقتبس تاريخ الطبري كله تقريبًا بعد حذف الأسانيد وتحداه في ترتيبه. ويكفي أن تتصفح هذا التاريخ؛ لتتبين سعة اطلاع ابن الأثير وتحريه الحقيقة على أنه تجنب النظر والانتقاد فسار على خطوات معظم المؤرخين المسلمين، طبع الكامل سنة ١٨٥٠–١٨٧٤ في ليدن وأوبسالا في ١٢ مجلدًا بعناية المستشرق تورنبرج وذيَّله بمجلد ضخم فيه الفهارس الأبجدية والتعاليق، وهي طبعة جزيلة الفائدة، ثم طبع بمصر مرارًا بلا فهرس أبجدي، وقد نقل المستشرق فنيان ما يتعلق منه بالمغرب وإسبانيا إلى الفرنساوية وطبع في الجزائر سنة ١٩١٠ في ٦٦٤ صفحة.

    • (ب)

      أسد الغابة في معرفة الصحابة، وهو معجم أبجدي في تراجم الصحابة طبع في القاهرة في خمسة مجلدات كبيرة سنة ١٢٨٠، وفيه نحو ٧٥٠٠ ترجمة بالأسانيد.

    • (جـ)

      اللباب في مختصر الأنساب للسمعاني، منه ثلاث قطع في المكتبة الخديوية خط قديم، وقد تقدم ذكره (صفحة ٦٩).

    • (د)

      تحفة العجائب وطرفة الغرائب، في المكتبة العثمانية بحلب.

    • (هـ)

      تاريخ الدولة الأتابكية في الموصل، طبع في باريس سنة ١٨٧٦ في ٤٠٠ صفحة مع ترجمة فرنساوية بقطع كبير، نصف الصفحة عربي والنصف الآخر فرنساوي في جملة المكتبة الصليبية المتقدم ذكرها.

      (ترجمته في ابن خلكان ٣٤٧ ج١).

  • (٥)
    ابن أبي الدم (توفي سنة ٦٤٢ﻫ): هو إبراهيم بن عبد الله بن عبد المؤمن شهاب الدين بن أبي الدم الهمداني الحموي، ولد في حماه سنة ٥٨٣ وتولى القضاء فيها، وكان له شأن في أحوال الدولة هناك ومات في حماه، وهاك أشهر مؤلفاته:
    • (أ)

      كتاب التاريخ ويعرف بتاريخ ابن أبي الدم: يشتمل على تاريخ الإسلام إلى سنة ٦٢٨ منه نسخة في أكسفورد.

    • (ب)

      التاريخ المظفري: في ستة مجلدات باسم المظفر أمير ميافرقين، وقد ترجم الإيطاليان القسم المختص منه بصقلية وطبعوه في بالرم سنة ١٦٥٠.

    • (جـ)

      كتاب تدقيق العناية في تحقيق الرواية، في الجزائر.

    • (د)

      آداب القاضي على المذهب الشافعي، في باريس (أبو الفداء ١٨٢ ج٣).

  • (٦)
    أبو الحجاج البياسي (توفي سنة ٦٥٣ﻫ): هو يوسف بن محمد بن إبراهيم الأنصاري البياسي من بياسة في الأندلس توفي في تونس وله:
    • (أ)

      كتاب الإعلام بالحروب الواقعة في صدر الإسلام: يشتمل على أخبار الفتوح الإسلامية، ثم الفتنة بين المسلمين بعد مقتل عثمان وما جرى بين معاوية وعلي وأبنائه وشيعته إلى زمن عمر بن عبد العزيز وبعده، وختمه بخروج الوليد بن طريف الشاري على الرشيد، فهو عبارة عن تاريخ مطول لعصر بني أمية في مجلدين منه بالمكتبة الخديوية نسخة ناقصة بخط قديم، وهو من نوادر الكتب من حيث إسهابه في تاريخ الأمويين في صدر دولتهم.

    • (ب)

      كتاب الحماسة: جمع فيه منتخبات من أشعار الجاهليين والإسلاميين والمولدين، رتبه مثل ترتيب حماسة أبي تمام في مجلدين له مختصر في غوطا.

      (ترجمته في ابن خلكان ٤١٣ ج٢).

  • (٧)
    سبط بن الجوزي (توفي سنة ٦٥٤ﻫ): هو شمس الدين يوسف بن قزاوغلي حفيد أبي الفرج بن الجوزي المحدث الآتي ذكره، وذلك أن أباه كان مملوكًا تركيًّا عند الوزير ابن هبيرة فأعتقه فتزوج بنت أبي الفرج المذكور، ولما ولد يوسف ماتت أمه وعنى جده بأمره ورغب لذلك في علم التاريخ، وأتم دروسه في بغداد ثم استقر في دمشق أستاذًا للحنفية وواعظًا حتى توفي، وأهم مؤلفاته:
    • (أ)

      مرآة الزمان في تاريخ الأعيان: هو تاريخ عام من الخليقة إلى سنة ٦٥٤ﻫ في أربعين مجلدًا، طعن الذهبي فيه بقوله: «نراه يأتي بمناكير الحكايات وما أظنه ثقة فيما ينقله بل يبخس ويجاوز ويترفض»، وهو مرتب على السنين يذكر دخول السنة وخلاصة ما جرى فيها يومًا يومًا، ثم يترجم من توفي فيها ويرتبهم على أحرف الهجاء نحو ما فعل جده ابن الجوزي المحدث في كتاب المنتظم الآتي ذكره، لا نعرف منه الآن إلا أجزاء متفرقة في المكاتب الكبرى، منها الأول في المتحف البريطاني والثاني في ليدن والسادس في أكسفورد والحادي عشر في غوطا والتاسع والثالث عشر في الأسكوريال، والأجزاء ٢ و٤ و٩ و١١ في مكتبة كوبرلي والخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر في المكتبة الخديوية، ومنها ثلاثة أجزاء في أيا صوفيا، وقس على ذلك بحيث يعسر الحصول على نسخة كاملة في مكان وقد طبع مجلد منه في الهند على الحجر سنة ١٩٧٠، اطلعنا على الجزء السابع عشر منه في المكتبة الخديوية وصفحاته ٥٥٦ صفحة كبيرة تحتوي على حوادث ١٤ سنة من سنة ٦٧٢–٦٨٦ﻫ، وله مختصرات خطية في المكاتب المشار إليها، وله ذيل في أربعة مجلدات لقطب الدين البعلبكي المتوفى سنة ٧٢٦، منه نسخة في المدرسة الأحمدية في حلب وفي أيا صوفيا، وله مختصرات في المكتبة الخديوية وأكسفورد.

    • (ب)

      تذكرة خواص الأمة بذكر خصائص الأئمة، وهو تاريخ الإمام علي والأئمة الاثني عشر، طبع في فارس سنة ١٢٨٨.

    • (جـ)

      الجليس الصالح والأنيس الناصح، كتبه لموسى بن أبي بكر بن أيوب صاحب دمشق المتوفى سنة ٦٣٥ بعضه في مدحه والبعض الآخر في أخباره ومناقبه في غوطا.

    • (د)

      كنز الملوك في كيفية السلوك، مجموع حكايات وعظات مرتبة في خمسة أبواب التفويض والتأسي والصبر والرضا والزهد، في باريس (تاج التراجم ٦١).

    • (هـ)

      ومن كتب التاريخ العام في هذا العصر «كتاب بلغة الظرفاء في ذكرى تاريخ الخلفاء» للفقيه أبي الحسن علي بن أبي عبد الله محمد أبي السرور عبد الرحمن الدومي (أو الرومي أو الدوحي) كتبه في أيام المستعصم العباسي، طبع بمصر سنة ١٣٢٧.

(٥-١) كتب أدبية من قبيل التاريخ

  • (١)
    أبو محمد جعفر بن أحمد السراج القاري البغدادي: توفي سنة ٥٠٠، له «مصارع العشاق» في أخبار العشاق وأشعارهم، طبع في الأستانة سنة ١٣٠٢، وله خلاصة اسمها أسواق الأشواق من مصارع العشاق للبقاعي، المتوفى سنة ٨٨٥ منها نسخة في باريس والأسكوريال. وخلاصة أخرى اسمها: «تزيين الأسواق بتفصيل أشواق العشاق» لداود الأنطاكي الطبيب، سيأتي ذكره (ترجمته في معجم الأدباء ٤٠١ ج٢ وابن خلكان ١١٢ ج١).
  • (٢)
    ابن ظفر الصقلي حجة الدين المتوفى سنة ٥٦٥، له:
    • (أ)

      سلوان المطاع، في الأدب والتاريخ، ألفه لبعض القواد في صقلية سنة ٥٥٤ في قوانين الحكمة ونوادر أخبار السلاطين على لسان الطيور والوحوش، طبع بمصر سنة ١٢٧٨، وفي تونس وبيروت وفي فلورنسا سنة ١٨٥١ وفي لندن، وقد ترجم إلى التركية والفارسية.

    • (ب)

      أنباء نجباء الأبناء في أخبار مشاهير الأولاد النجباء، منه نسخة في باريس وله مختصر في برلين وغوطا، وطبع بمصر.

    • (جـ)

      خير البشر بخير البشر، في علامات النبوة منه نسخة في المكتبة الخديوية وطبع بمصر سنة ١٨٦٣ على الحجر.

    • (د)

      ينبوع الحياة في التفسير في مجلدين، في باريس والمكتبة الخديوية (ابن خلكان ٥٢٢ ج١).

هوامش

(١) في تهجئة هذا الاسم اختلاف كثير.
(٢) راجع ابن خلكان ترجمة الطغرائي صفحة ١٥٩ ج١، وأنساب السمعاني مادة المنشئ ورقة ٥٤٣.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤