العلوم الدخيلة أو المنقولة

هي العلوم التي نقلناها عن اللغات الإفرنجية في هذه النهضة، من كُتُبِ الطب والطبيعيات والرياضيات والعلوم الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية وآداب الإفرنج الشعرية والأدبية وغيرها، وأهمها كلها الطب والطبيعيات والرياضيات، وأكثرها نُقِل للتعليم في المدارس الكبرى بمصر والشام، ومصر أسبق إلى هذه المنقبة على يد محمد علي، وأكثر المشتغلين في ذلك من أبناء الإرسالية الأولى، وتلاميذ مدرسة الطب في النصف الأول من القرن التاسع عشر، واشترك معهم بعض المترجمين السوريين وغيرهم، وأكثر منقولاتهم عن الفرنساوية والإيطالية.

ثم تناولت هذه المهمة المدرسةُ الكلية الأميركية في بيروت، وهي أسبق سائر مدارس سوريا إلى ذلك، وأكثر منقولاتها أو كلها عن الإنكليزية، والغالب أن يتصرفوا في النقل بين توسيع وتلخيص واقتباس من كتب مختلفة وهو التأليف، ويندر فيهم من نقل نقلًا خالصًا.

وكان عند العرب قبل هذه النهضة كثير من العلوم الطبية والطبيعية والرياضية وغيرها، لكن ما نقلوه في هذه النهضة يختلف عما كان عندهم — وإن كثيرًا من هذا المنقول أخذه الإفرنج أصلًا عن العرب، لكنهم رقوه بالاكتشافات والاختراعات حتى صار يُعرَف بهم، كما فعل العرب قبلهم بما نقلوه عن اليونان والفرس والهند من كتب الطب والفلسفة، فإنهم رقوها وأضافوا إليها وصارت تُنسَب إليهم.

وتُقسَّم العلوم الدخيلة التي نُقِلت في هذه النهضة إلى سبعة أقسام:
  • (١)
    العلوم الطبيعية: ويدخل فيها الطب، والطبيعيات، والتاريخ الطبيعي، والكيمياء.
  • (٢)
    العلوم الرياضية: كالحساب والهندسة والجبر، ونضيف إليها الميكانيك والفلك.
  • (٣)
    العلوم الحربية: وهي عبارة عما نُقِل من الكتب لتنظيم الجند الجديد.
  • (٤)
    كتب الدين: نعني نقل التوراة في هذه النهضة.
  • (٥)
    العلوم القضائية أو الحقوقية: أيْ ما نُقِل منها عن مدنية أوربا.
  • (٦)
    العلوم الاقتصادية والاجتماعية الحديثة.
  • (٧)
    الأدب والشعر: ما نُقِل عن الإفرنج.

وتُقسَّم هذه الأبواب السبعة إلى قسمين، يشترك كل قسم منهما في أحوال متشابهة، فالأبواب الأربعة الأولى (الطبيعيات، والرياضيات، والحربيات، والتوراة) تشترك في أنها سبقت سواها، وأن أساسها وُضِع في النصف الأول من القرن الماضي على قواعد ثابتة، وأن المشتغلين بنقلها جماعات رسمية كالحكومة، أو الجمعيات، أو المدارس الكبرى.

والأبواب الثلاثة التالية (العلوم القضائية، والاقتصادية، والأدب، والشعر) تشترك في أنها من ثمار النصف الثاني من القرن المذكور، اقتضتها طبيعة الاجتماع، وقد اشتغل بنقلها غالبًا الأفراد، فنؤجل الكلام في هذه الأبواب الثلاثة إلى مكانها من هذا الكتاب، ونتقدم إلى الكلام في الأبواب الأربعة الأولى، أيْ العلوم الطبيعية والرياضية والحربية والدينية، ونقسم الكلام فيها إلى ما نُقِل منها في مصر، وما نُقِل في سوريا. وقد اشتركت مصر وسوريا في نقل الطبيعيات والرياضيات، وانفردت مصر بترجمة الحربيات، وانفردت سوريا بترجمة الدينيات، وإليك البيان:

(١) نقل العلوم الدخيلة في مصر

نعني الطبيعيات والرياضيات والحربيات.

الفضل الأكبر في نقل هذه العلوم لمحمد علي رأس الأسرة الخديوية، ومن تحداه من الخديويين، على أن هذه المنقولات لم تُنقَل في وقت واحد، بل تدرجوا في نقلها حسب الحاجة من عهد محمد علي إلى الأمس. احتاج محمد علي أولًا إلى تنظيم الجند، فأنشأ المدرسة الحربية، ورأى الحاجة إلى حفظ صحة الجنود وخيولهم، فأنشأ المستشفى، ثم المدرسة الطبية والبيطرية سنة ١٨٢٦ لتخريج الأطباء، واحتاج إلى من يبني الحصون، ويدير معامل الأسلحة، وغيرها من الفنون الحربية، فبعث شبانًا يتلقون هذه العلوم في أوربا، واقتضت خطته السياسية تعزيز شأن العرب، فأمر بنقل الطب والعلم الطبيعي والعسكري، وسائر العلوم الحديثة إلى اللغة العربية بدلًا من تعليمها في لغاتها الأصلية كما تفعل المدارس الآن.

فشرع أولًا في نقل الطب، وما يتفرع عنه من العلوم الطبيعية ونحوها، فاستقدم الأطباء الإفرنج، وأراد التعجيل في تخريج الأطباء من أهل البلاد، وهم لا يعرفون اللغات الإفرنجية، فأتاهم بالمترجمين يتوسطون بين الأساتذة والتلاميذ في ترجمة العلوم تلقينًا، ثم تدوينًا، ثم طبعًا كما تقدم في الكلام عن تاريخ مدرسة الطب.

ولم يصبر محمد علي ريثما يتخرج التراجمة من الإرساليات الأوربية، أو في المدارس المصرية، فاستخدم بعض النزلاء من السوريين أو المغاربة أولًا، ثم تخرج المترجمون في المدارس، ولا سيما مدرسة الألسن الخاصة بهذا الغرض، على أن هذه العلوم كان يقوم بترجمتها أو تأليفها غالبًا أساتذة هذه العلوم أو معلِّموها، كل معلم يترجم أو يؤلف في العلم الذي يعلمه في المدرسة، وكان عملهم في زمن محمد علي أكثره ترجمة، ثم صار في زمن إسماعيل أكثره تأليفًا، وهو في الأغلب مأخوذ عن كتب إفرنجية تلخيصًا أو جمعًا.

وكان الغالب في الترجمة أو التأليف أن يكون اقتراحًا من رئيس المدرسة، أو رئيس ديوان المدارس (ناظر المعارف)، ثم تُعرَض الكتب على من ينظر فيها من أهل الاختصاص، فالكتب الطبية كانت تُعرَض على لجنة من أساتذة المدرسة الطبية تُعرَف بأرباب المشورة الطبية، وقد تكون الترجمة باقتراح رئيس مدرسة الألسن أو غيره.

وكان النقلة في أول الأمر من غير أرباب الفنون التي ينقلونها، أو أنهم غير متمكنين من اللغة العربية ومصطلحاتها العلمية، فكان نقلهم لا يُؤمَن الخطأ فيه، وإنما استخدمهم محمد علي للترجمة تعجيلًا لمشروعه، فاحتاجوا إلى من يقرأ الترجمات، والأصل بين يدي مؤلفيها، أو من يقوم مقامهم، ويقابلونها وينقحونها، وكان المؤلفون في أول الأمر من أساتذة المدرسة الطبية — نعني كلوت بك ورفاقه الفرنساويين — تُعرَض مؤلفاتهم أولًا على «أرباب المشورة الطبية» المتقدم ذكرها، فإذا أقرت على نفع كتاب أمرت بنقله إلى العربية، فيعهدون ذلك إلى من يتولاه من المترجمين، فإذا نُقِل عهدوا بتنقيح عباراته إلى مصحح عالِم باللغة العربية يقف على طبعه، وقد يعينون للتنقيح أو التصحيح اثنين: أحدهما يعرف اللغة المنقول الكتاب عنها، والآخر عالِم في اللغة العربية، فلا يخرج الكتاب إلى المطبعة إلا بعد أن يقتلوه تحقيقًا وتنقيحًا على ما يبلغ إليه إمكانهم، فكان المشتغلون في إخراج الكتب العلمية لمدرسة الطب أو غيرها ست طبقات:
  • (١)
    المؤلفون الإفرنج: من أساتذة المدارس أو غيرهم.
  • (٢)
    المترجمون من غير الأطباء.
  • (٣)
    المترجمون من تلاميذ مدرسة الطب أو غيرها: وأكثرهم من المتخرجين في المدارس المصرية.
  • (٤)
    المحررون: أو الناظرون في صحة الترجمة، وتطبيقها على الأصل، مع ضبط المصطلحات العربية على المصطلحات الإفرنجية، وهم من علماء اللغة الملمين بالعلوم الحديثة.
  • (٥)
    المصححون: من علماء الأزهر.

فنتكلم عن كل من هذه الطبقات باعتبار صنوف العلوم التي ذكرناها، ونبدأ بالعلوم الطبيعية والطبية؛ لأنها أهم العلوم الدخيلة في هذه النهضة، وأكثرها فروعًا.

(١-١) نقل العلوم الطبيعية بمصر

يدخل في هذه العلوم: الطب، والطبيعيات، والنبات، والحيوان، والجيولوجيا، والكيمياء، وغيرها من الفنون الطبية والصيدلية والتاريخ الطبيعي، وأكثر المشتغلين بنقلها أو تأليفها من الأطباء، ومعظمهم من أساتذة قصر العيني أو تلاميذه، فنتدرج في ذكرهم حسب أزمنتهم، وباعتبار الطبقات المتقدم ذكرها.

أولًا: المؤلفون من الإفرنج

إن المؤلفين الإفرنج الذين نُقِلت كتبهم إلى العربية كثيرون، فنقتصر منهم على الأساتذة الذين استقدمهم محمد علي للشروع في هذه النهضة، وأكثرهم عملًا في ذلك كلوت بك مؤسس مدرسة الطب، يليه الدكتور برون بك أحد أساتذتها القدماء، ثم غيره كما ترى:
  • (١)
    الدكتور كلوت بك توفي سنة ١٨٦٨ / ١٢٨٥ﻫ: وُلِد في غرينوبل بفرنسا سنة ١٧٩٣ من أبوين فقيرين، ورُبِّي في شظف من العيش، ثم توفي أبوه وهو غلام فازداد ضيقًا، فالتفت إليه طبيب جعله مساعدًا له يرافقه، ويتمرن على يده، وهو في أثناء ذلك يدرس بنفسه، ثم انتقل إلى مرسيليا وغيرها طلبًا للرزق، وأبوابه مقفلة في وجهه؛ لأنه لم يكن قد أتقن الصناعة، فعاد إلى بلده، ودخل المستشفى وأكبَّ على الدرس، فنال شهادة الطب وأخذ في العمل، فتعرَّف إلى تاجر فرنساوي كان محمد علي قد كلَّفه أن يختار له طبيبًا لجيشه، وحبَّب إليه المسير إلى مصر، فرضي وسافر سنة ١٨٢٥، وكان رجلًا عاملًا فأسس المدرسة الطبية١ كما تقدم في باب تاريخ المدارس.
    واضطره تعجل ثمر تلك المدرسة أن يؤلف الكتب اللازمة للتدريس على ما يلائم هذه البلاد أو تقتضيه الأحوال، على أن يتولى التراجمة نقلها إلى اللغة العربية، فألف نحو عشرة كتب في مواضيع مختلفة نُقِلت إلى العربية، وطُبِعت بين سنة ١٨٣٤ و١٨٤٤، ترجمها المترجمون غير الأطباء، وأنشأ ديوان الصحة وغيره، وهاك مؤلفاته، وأكثرها رسائل:
    • (أ)

      رسالة في الطاعون: طُبِعت في بولاق سنة ١٢٥٠ﻫ.

    • (ب)

      رسالة في علاج الطاعون: طُبِعت بمطبعة الجهادية سنة ١٢٥٠ﻫ.

    • (جـ)

      رسالة في ما يجب اتخاذه لمنع الجرب والداء الإفرنجي: طُبِعت ١٢٥١ﻫ.

    • (د)

      مبلغ البراح في علم الجراح: طُبِع سنة ١٢٥١ﻫ، ترجمه العنحوري.

    • (هـ)

      نبذة في تطعيم الجدري: طُبِع سنة ١٢٥٢ﻫ، ترجمها أحمد الرشيدي.

    • (و)

      نبذة في أصول الفلسفة الطبيعية: طُبِع سنة ١٢٥٣ﻫ، ترجمها النبراوي.

    • (ز)

      العجالة الطبية في ما لا بد منه لحكماء الجهادية: سنة ١٢٥٦ﻫ، ترجمها السكاكيني.

    • (ح)

      رسالة في مرض الحمى:طُبِعت سنة ١٢٥٩ﻫ.

    • (ط)

      الدرر الغوال في معالجة أمراض الأطفال: سنة ١٢٦٠ﻫ، ترجمها محمد الشافعي.

    • (ي)

      كنوز الصحة ويواقيت المنحة: سنة ١٢٦٠ﻫ، ترجمها محمد الشافعي.

    • (ك)

      نبذة في التشريح المرضي: ترجمها النبرواي، وطُبِعت سنة ١٢٥٣ﻫ.

    • (ل)

      القول الصريح في علم التشريح: ترجمه العنحوري، وطُبِع سنة ١٤٢٨ﻫ، وهو أول كتاب طُبِع في أبي زعبل.

  • (٢)
    الدكتور برون: هو من أمهر أساتذة هذه المدرسة، جاء لتعليم الطبيعيات ونحوها فيها، وقد تولى رئاستها حينًا، ويمتاز عن سائر الأساتذة الأجانب بمعرفته اللغة العربية، فإنه كان يعرفها معرفة جيدة، ولذلك كثيرًا ما كانوا يستعينون به في تحرير الترجمات عن الفرنساوية لمعرفته اللغتين: المنقول إليها، والمنقول عنها، فضلًا عن لغات أخرى، وقد أتقن اللغة العربية بمصر على يد محمد عمر التونسي الآتي ذكره، وعلى غيره من المصححين، وكثيرًا ما كان كلوت بك يدفع إليه الكتاب فيترجمه، ثم يدفعه إلى محمد عمر التونسي، وهو من المحررين فينقحه، وكان التونسي يثني على عربية برون، وقد خلف هذا الدكتور كتابين:
    • (أ)

      الأزهار البديعة في علم الطبيعة: طُبِعت سنة ١٢٥٤ﻫ.

    • (ب)

      الجواهر السنية في الأعمال الكيماوية: ١٢٦٠ﻫ في ثلاثة مجلدات.

  • (٣)
    الدكتور برنار: هو معلم فن الصحة في المدرسة الطبية، وقد ألف كتابًا في علم الصحة اسمه: المنحة في سياسة حفظ الصحة، طُبِع سنة ١٢٤٨ﻫ.
  • (٤)
    فيجري بك: كان من زملاء كلوت بك أيضًا، وأحد أعضاء المشورة الطبية، ألف كتابًا سماه: الدر اللامع في النبات وما فيه من المنافع، ترجمه ونقحه السيد حسن غانم، ومحمد عمر التونسي، طُبِع سنة ١٢٥٧ﻫ.
  • (٥)
    الدكتور راير بك النمساوي: كان من أساتذة مدرسة ديانا، واستقدمه عباس باشا الأول جعله طبيبًا خصوصيًّا له، ومديرًا لمدرسة الطب والمستشفى، وما زال كذلك في أيام سعيد باشا، ونال شهرة واسعة، وتوفي سنة ١٨٩٠.

    وهناك أطباء آخرون من الإفرنج أساتذة مدرسة الطب المصرية وغيرها، نُقِلت مؤلفاتهم إلى العربية، سيأتي ذكر أهمهم في أثناء كلامنا عن الترجمات.

ثانيًا: المترجمون غير الأطباء

نعني طبقة من المترجمين هم أقدم من اشتغل بالنقل إلى العربية في زمن محمد علي، وأكثرهم من السوريين عينتهم الحكومة مترجمين للدروس الطبية عند أول فتح المدرسة للأسباب التي قدمناها، ويُلقَّب أكثرهم بمترجم مدرسة الطب، وهاك أشهرهم:
  • (١)
    يوحنا عنحوري (توفي في أواسط القرن التاسع عشر): ويقال له أيضًا حنين عنحوري، وبيت عنحوري معروفون بمصر والشام، لم نقف على ترجمته، لكننا عرفناه من آثاره، وما نقله من الكتب في هذه النهضة، وهو من أقدم المترجمين، وكان ضعيفًا في اللغة الفرنساوية، ومتمكنًا من اللغة الإيطالية، فكان ينقل من هذه إلى العربية، فإذا كان الكتاب مؤلَّفًا في اللغة الفرنساوية ترجموه له إلى الإيطالية أولًا، ثم ينقله هو إلى العربية، وقد ينقلوه له بالإملاء وهو يدونه ثم يترجمه، وأول كتاب طبي طُبِع في العربية من ترجمات هذه النهضة كان تأليف كلوت بك، وترجمة يوحنا عنحوري، نعني كتاب «القول الصريح» المتقدم ذكره، طُبِع في أبي زعبل سنة ١٢٤٨ﻫ / ١٨٣٢، وقد ترجم كتابًا آخر اسمه «منتهى الأغراض في علم شفاء الأمراض» تأليف بروسيه وسانسون، كان في الفرنساوية فنقلوه له إلى الإيطالية، ثم نقله العنحوري إلى العربية، وصححه الهراوي، وطُبِع سنة ١٢٥٠ﻫ في مجلدين.
  • (٢)
    يوسف فرعون (توفي في أواسط القرن التاسع عشر): آل فرعون أسرة سورية معروفة، هاجر بعضها إلى مصر منذ قرن ونصف القرن، ومنهم يوسف هذا، كان معاصرًا للعنحوري، ولم نعرف من أخباره غير ما وقفنا عليه من آثاره، فإنه من أقدم المشتغلين في نقل كتب الطب من الفرنساوية إلى العربية، وكان كثيرًا ما يشترك مع الدكتور برون في النقل أو الضبط، وله بضع عشرة ترجمة في الطب البيطري والعقاقير، ترجمها من الفرنساوية وهي:
    • (أ)

      رسالة في علم البيطارية: طُبِعت سنة ١٢٤٩ﻫ.

    • (ب)

      رسالة في الطب البيطري: طُبِعت سنة ١٢٦٠ﻫ.

    • (جـ)

      التحفة الفاخرة في هيئة الأعضاء الظاهرة: طب بيطري، طُبِعت سنة ١٢٥١ﻫ.

    • (د)

      التوضيح لألفاظ التشريح (البيطري): طُبِع سنة ١٢٤٩ﻫ، أصل هذا الكتاب تأليف أمون الفرنساوي، وقابل ترجمته رفاعة بك مع البكباشي هرقل.

    • (هـ)

      تحفة الرياض في كليات الأمراض (البيطرية): طُبِع سنة ١٢٥٥ﻫ.

    • (و)

      المادة الطبية البيطرية: طُبِع سنة ١٢٥٥ﻫ.

    • (ز)

      منتهى البراح في علم الجراح: طُبِع سنة ١٢٥٦ﻫ.

    • (ح)

      نزهة الأنام في التشريح العام: طُبِع سنة ١٢٥٥ﻫ.

    • (ط)

      روضة الأذكيا في علم الفسيولوجيا: طُبِع سنة ١٢٥٦ﻫ.

    • (ي)

      نزهة الرياض في علم الأمراض: طُبِع سنة ١٢٥٨ﻫ.

    • (ك)

      غاية المرام في الأدوية والأسقام: طُبِع سنة ١٢٦٣ﻫ.

  • (٣)
    يعقوب: هو من معاصري عنحوري وفرعون، وكان من مترجمي مدرسة الطب، وهذه ترجماته:
    • (أ)

      كتاب الأقرباذين: طُبِع سنة ١٢٥٣ﻫ.

    • (ب)

      دستور الأعمال الأقرباذينية لحكماء الديار المصرية: طُبِع سنة ١٢٥٢، وهو قانون ألَّفَتْه المشورة الطبية، وعهدت إليه بترجمته.

  • (٤)
    أوغسطين سكاكيني: لعله من بيت السكاكيني المعروفين بمصر، ولا نعرف إلى من ينتسب منهم، لكننا نعلم أنه كان من جملة المترجمين في مدرسة الطب، ونقل كتابًا اسمه: العجالة الطبية في ما لا بد منه لحكماء الجهادية، تأليف كلوت بك، تقدم ذكره.
  • (٥)
    جورجي فيدال: وهذا لا نعرف عنه كثيرًا سوى أنه ترجم قانون الصحة، تأليف الدكتور برنار أستاذ علم الصحة في مدرسة الطب، وهو من أقدم كتبها، طُبِع سنة ١٢٤٨ﻫ.
  • (٦)
    محمد لاز: هو من المترجمين المتأخرين، أيْ ليس من زملاء فرعون وعنحوري، ويمتاز بمعرفته اللغة التركية والفارسية، وقد ترجم كتاب: مرشد البياطرة في هيئة الخيول الظاهرة، طُبِع بمصر سنة ١٢٨٢ﻫ.

    غير المترجمين للعلوم الأخرى، ولا نعرف طبقة أو لجنة منهم عُيِّنت للترجمة في غير الطب، لكننا وقفنا على كتب ترجمها بعضهم لمحمد علي في سبيل ما أراده من الإصلاح، ككتاب الصباغة الذي ترجمه القس روفائيل الراهب، وقد تقدم ذكره.

ثالثًا: المترجمون والمؤلفون من الأطباء

نريد بهؤلاء جمهور المشتغلين بالنقل أو التأليف من الأطباء المتخرجين في مدرسة الطب، وهم طبقتان:

  • (١)

    المتقدمون أهل العصر الأول من هذه النهضة — وإنْ عاشوا إلى ما بعد ذلك العصر، وإنما المراد نبوغهم فيه.

  • (٢)

    المتأخرون الذين نبغوا في عصر إسماعيل، أو حواليه وبعده، ومنهم طائفة ظهرت في عصر الاحتلال، وكلامنا في هذا الباب يشمل الطبقتين المتقدم ذكرهما، نعني المترجمين والمؤلفين من الأطباء والصيادلة.

المترجمون والمؤلفون من الأطباء والصيادلة في العصر الأول من هذه النهضة

هؤلاء يغلب أن يكون عملهم نقلًا بسيطًا، وفيهم طائفة من أساتذة مدرسة قصر العيني ورؤسائها، وبعضهم من أعضاء الإرسالية الأولى التي تقدم ذكرها في كلامنا عن تاريخ مدرسة الطب، وإليك أشهر العلماء الذين خلفوا آثارًا مترجمة أو مؤلفة في الطب وفروعه، ونقدم الكلام في تلاميذ الإرسالية الأولى وهم:
  • (١)
    إبراهيم النبراوي توفي سنة ١٨٦٢ / ١٢٧٩ﻫ: هو رئيس مدرسة الطب، وينسب إلى بلده نبروه من ريف مصر، تفقَّه في صغره كما يتفقه أمثاله بالقراءة والخط، ثم تعلَّق بالبيع والشراء، فأرسله أهله إلى مصر — القاهرة — ليبيع بطيخًا فخسرت تجارته، فخاف الرجوع إلى أهله فدخل الأزهر، واتفق احتياج محمد علي إلى شبان يعلمهم الطب، وأكثر الناس يومئذٍ يرغبون عن هذا العلم، فتقدم النبراوي ودخل مدرسة أبي زعبل، أقام فيها مدة، وترقى إلى رتبة ملازم، ولما أراد محمد علي أن يرسل الإرسالية الأولى التي صحبها كلوت بك إلى باريس كان النبراوي فيها، فقدم الامتحان ونال الشهادة، وكان من الناجحين، وتولى تعليم الجراحة الكبرى في زمن كلوت بك، ثم ارتقى حتى صار رئيسًا لأطباء تلك المدرسة، وكان محمد علي نفسه يثق به فاختاره طبيبًا لنفسه، وقرَّبه ورقاه إلى رتبة أميرالاي فوثق الناس به، وتوافد المستشفون إلى بابه، وتوالت نِعَم العزيز عليه، وانتخبه عباس باشا الأول طبيبًا له عند جلوسه على التخت سنة ١٨٤٩، وانتدبته والدته للسفر معها إلى الحج، ولما عاد وجد امرأته الإفرنجية — التي كان قد أتى بها من أوربا — قد ماتت، فتزوج إشراقة من جواري والدة عباس باشا، وما زال في نعم حتى توفي سنة ١٢٧٩ﻫ / ١٨٦٢، وقد اتسعت حاله، وكان له من امرأته الإفرنجية ثلاث بنات وصبي كان مقيمًا في أوربا،٢ أما أعماله فقد كان مشهورًا بالجراحة، وهاك ما خلفه من الآثار المطبوعة:
    • (أ)

      كتاب الأربطة الجراحية: ترجمه من الفرنساوية، طُبِع سنة ١٢٥٤ﻫ.

    • (ب)

      نبذة في الفلسفة الطبيعية تأليف كلوت بك: ترجمها إلى العربية، تقدم ذكرها.

    • (جـ)

      نبذة في أصول الطبيعة والتشريح العام لكلوت بك: ترجمها إلى العربية، تقدم ذكرها.

  • (٢)
    أحمد حسن الرشيدي توفي سنة ١٨٦٥ / ١٢٨٢ﻫ: هو من كبار نوابغ مدرسة الطب المصرية، وقد جاهد في خدمة هذه النهضة مجاهدة الأبطال ترجمة وتأليفًا، فكان من أكبر أركانها، ومن أكثر الأطباء عملًا في سبيلها، وقد أدرك زمن إسماعيل، وهو من حيث خدمة العلم واجتهاده في التأليف يشبه أستاذنا الدكتور فانديك في بيروت.
    نشأ كما نشأ غيره من شبان تلك الأيام حتى اتصل بالأزهر، فلما أراد محمد علي انتقاء شبان لدرس الطب كان هو في جملة الراغبين، فدخل مدرسة الطب وتعلم، وسافر في الإرسالية الأولى، ولما عاد تعين معلمًا للطبيعة فيها، وأخذ في الترجمة والتأليف، وتمتاز مؤلفاته بأنها قلما كانت تفتقر إلى تصحيح أو تحرير، وقد ألف في أكثر فنون الطب والطبيعيات والأقرباذين، وبلغ عدد مؤلفاته ٩ طُبِع آخرها سنة ١٢٦٣ﻫ، وبعد قليل انتقلت الإمارة المصرية إلى عباس الأول، ثم إلى سعيد، وسكنت الحركة العلمية في تلك الفترة، فلم يظهر فيها من قلم الرشيدي كتاب واحد، وكان قد وشى به بعض مبغضيه، واتهموه بأمور أوجبت ابتعاده عن الخدمة، فلما صارت الخديوية إلى إسماعيل سنة ١٨٦٣ / ١٢٨٠ﻫ اتجهت الأنظار إلى استخدامه، فتوسط محبوه لدى الخديوي، وأبانوا له اقتداره على خدمة الطب وعلومه، فقدَّمه وأوعز إليه أن يشتغل، فألَّف كتاب عمدة المحتاج لعلمي الأدوية والعلاج، وإليك مؤلفاته حسب سني ظهورها:
    • (أ)

      رسالة تطعيم الجدري: أصلها لكلوت بك، وقد تقدم ذكرها.

    • (ب)

      الدراسة الأولية في الجغرافية الطبيعية: (معرب) طُبِع سنة ١٢٥٤ﻫ.

    • (جـ)

      ضياء النيرين في مداواة العينين: معرب عن كتاب للجراح لورنس مع زيادات، طُبِع سنة ١٢٥٦ﻫ.

    • (د)

      طالع السعادة والإقبال في علم الولادة وأمراض النساء والأطفال: ترجمه عن الفرنساوية علي هيبة، وصححه الرشيدي في جزئين، طُبِع سنة ١٢٥٨ﻫ مزيَّن بالرسوم.

    • (هـ)

      نبذة في تطعيم الجدري: طُبِعت سنة ١٢٥٩ﻫ.

    • (و)

      بهجة الرؤساء في أمراض النساء: طُبِع سنة ١٢٦٠ﻫ.

    • (ز)

      نزهة الإقبال في مداواة الأطفال: طُبِع سنة ١٢٦١ﻫ.

    • (ح)

      الروضة البهية في مداواة الأمراض الجلدية: طُبِع سنة ١٢٦٣ﻫ في مجلدين.

    • (ط)

      نخبة الأماثل في علاج تشوهات المفاصل: هذه تكملة للروضة البهية.

    • (ي)

      عمدة المحتاج في علمي الأدوية والعلاج: هو كالموسوعة الطبية في ٤ مجلدات كبيرة، طُبِع سنة ١٢٨٣ﻫ، أيْ بعد وفاة المؤلف بقليل، وقد علَّق عليه الدكتور حسين عودة ذيلًا أبجديًّا كالفهرس يسهل الانتفاع به، وذكر في مقدمة هذا الذيل أسماء أساتذة مدرسة الطب وتلاميذها الذين كانوا في أيامه سنة ١٢٨٨ﻫ.

  • (٣)
    محمد علي باشا البقلي توفي سنة ١٨٧٦ / ١٢٩٣ﻫ: هو من زاوية البقلي في المنوفية، وُلِد سنة ١٢٢٨ﻫ، وتعلم كما تعلم أمثاله في تلك البلدة، ثم انتقل وهو في التاسعة من عمره إلى مصر، ودخل الأزهر، وأخذه محمد علي باشا في جملة الذين أخذهم لدراسة الطب في مدرسة أبي زعبل عند إنشائها، وسافر في جملة الإرسالية الطبية الأولى،
    figure
    محمد علي باشا البقلي.
    وقد نبغ بين رفاقه مع أنه أصغرهم سنًّا، فلما عاد تعين أستاذًا للجراحة في مدرسة الطب، وذاعت شهرته في الجراحة على الخصوص حتى صار اسمه علمًا على هذا الفن، فلما صارت ولاية مصر إلى عباس الأول، وحدثت تلك الفترة في العلم، انتقل للتطبيب في ثمن قيصون بالقاهرة، وكان لطلاب الشفاء ثقة عمياء في مهارته، وقربه سعيد باشا وجعله في معيته، وتعين وكيلًا لمدرسة الطب، فلما تولى إسماعيل جعله رئيسًا على تلك المدرسة ومستشفاها، وأمره أن يؤلف الكتب لإحياء صناعة الطب، ووضع تحت أمره عشرة من خيرة المصححين الذين لهم اطلاع على الفنون الطبية ومصطلحاتها.
    ولما انتشبت الحرب بين مصر والحبشة، سار في الحملة المصرية التي سافرت للحبشة بمعية البرنس حسن باشا عم الجناب الخديوي، فخدم الجنود المصرية خدمًا جزيلة يذكرها له العارفون، وتوفي هناك سنة ١٨٧٦، ولا يُعلَم مكان ضريحه، وكان من أهل الجد والعمل، وله فضل خاص بأنه أول من أصدر مجلة في اللغة العربية — نعني مجلة اليعسوب الطبية، أصدرها بمصر سنة ١٨٦٥، ومنها مجلد في المكتبة الخديوية — وهاك مؤلفاته الأخرى:٣
    • (أ)

      روضة النجاح الكبرى في العمليات الجراحية الصغرى: طُبِع سنة ١٢٥٩ﻫ.

    • (ب)

      غرر النجاح في أعمال الجراح: في جزئين، طُبِع سنة ١٢٦٢ﻫ.

    • (جـ)

      غاية الفلاح في فن الجراح: في مجلدين، طُبِع سنة ١٢٨١ﻫ.

    • (د)

      نشر الكلام في جراحة الأقسام: لم يُطبَع.

  • (٤)
    محمد بك شافعي: هو من تلاميذ الإرسالية الطبية الأولى، وممن أعان كلوت بك في أوائل سني المدرسة في الترجمة والتأليف، لم نوفَّق إلى معرفة سنة وفاته، وقد اشتهر بكتبه وآثاره.
    عاد من أوربا مع رفاقه، ثم تولى تدريس الأمراض الباطنية في مدرسة الطب برئاسة برون بك، وما زال يترقى حتى تولى رئاستها سنة ١٢٦٣ﻫ، وظل رئيسًا عليها حتى توقفت في زمن عباس الأول، وعكف على العمل والتطبيب والتأليف، وكان لا يزال حيًّا إلى سنة ١٢٨١ﻫ، وهذه آثار قلمه:
    • (أ)

      أحسن الأغراض في التشخيص ومعالجة الأمراض: طُبِع سنة ١٢٥٩ﻫ في أربع مجلدات، وهو من خيرة كتب الطب.

    • (ب)

      السراج الوهاج في التشخيص والعلاج: طُبِع سنة ١٢٨١ﻫ في أربعة مجلدات، وهو كالموسوعة في الطب.

    • (جـ)

      كتاب أمراض الأطفال لكلوت بك: ترجمه هو، وصححه التونسي.

  • (٥)
    محمد بك الشباسي: معلم التشريح والتحضير في مدرسة الطب، وهو من تلاميذ الإرسالية الطبية الأولى، وقد ألَّف: التنوير في قواعد التحضير بإشارة كلوت بك، وطُبِع سنة ١٢٦٤ﻫ، وترجم كتاب التنقيح الوحيد في التشريح الخاص الجديد، طُبِع بمصر سنة ١٢٦١ﻫ.
  • (٦)
    عيسوي النحراوي: معلم التشريح العام في مدرسة الطب، هو من تلاميذ الإرسالية الطبية الأولى، لم يترك أثرًا يستحق الذكر سوى كتاب التشريح العام تأليف كلار الفرنساوي، وقد ترجمه عيسوي المذكور، وطُبِع سنة ١٢٥١ﻫ.
  • (٧)
    حسن غانم الرشيدي: معلم الأقرباذين والمادة الطبية، كان في شبابه فقيهًا مثل أكثر رفاقه في ذلك العهد، وتعلم العقائد الدينية والعلوم اللغوية، ثم سافر إلى باريس وأتقن فن الأقرباذين، ولما عاد تعين أستاذًا لهذا الفن في مدرسة الطب، وأُمِر بتأليف كتاب في هذا الفن، فألَّف كتاب الدر الثمين في الأقرباذين، طُبِع سنة ١٢٦٥ﻫ، واشتغل في تصحيح كتاب النبات تأليف أنطون فيجري مع محمد التونسي.

    هؤلاء تلاميذ الإرسالية الطبية الأولى الذين خلفوا آثارًا مكتوبة، ومنهم من لم يخلف أثرًا وهو من المشاهير، مثل مصطفى السبكي معلم أمراض العين توفي سنة ١٨٦٠ / ١٢٧٧ﻫ.

    طبقة أخرى من المترجمين في العصر الأول من غير الإرسالية الطبية الأولى:

    ويلي هذه الطبقة طبقة أخرى عاصرتها لكنها من غير تلك الإرسالية، هاك أشهر من نبغ منهم في العصر الأول.

  • (٨)
    محمد عبد الفتاح توفي في أواسط القرن التاسع عشر: عرفنا هذا الرجل بما نقله من المؤلفات الهامة إلى اللغة العربية في أيام محمد علي، ولم نطلع على ترجمة حاله، لكننا رأيناه يقول في مقدمة أحد كتبه إنه من أبناء العرب الذين أرسلوا إلى أوربا لتعليم ما يبلغون به أعلى الرتب. وله من الترجمات:
    • (أ)

      نزهة المحافل في معرفة المفاصل: أصله للمعلم ريجو، ونقله محمد عبد الفتاح إلى العربية، وصححه مصطفى كساب، طُبِع سنة ١٢٥٧ﻫ.

    • (ب)

      البهجة السنية في أعمار الحيوانات الأهلية: طُبِع سنة ١٢٦٠ﻫ.

    • (جـ)

      مشكاة اللائذين في علم الأقرباذين: طُبِع سنة ١٢٦٠ﻫ.

    • (د)

      قانون الصحة البيطرية: طُبِع سنة ١٢٦٢ﻫ.

  • (٩)
    علي هيبة توفي في أواسط القرن التاسع عشر: هو من الأطباء الذين تلقوا الطب في باريس بعد الإرسالية الأولى، وقد اشتغل في النقل إلى العربية، والمدرسة في أبي زعبل، فنقل:
    • (أ)

      إسعاف المرضى في علم منافع الأعضا: في الفسيولوجيا، وبعد تمام ترجمته قابل معظمه عنحوري المترجم المتقدم ذكره مع الشيخ الدسوقي المصحح على أصل طلياني، وقد طُبِع هذا الكتاب سنة ١٢٥٢ﻫ.

    • (ب)

      كتاب طالع السعادة في فن الولادة: ترجمه علي هيبة، وصححه أحمد الرشيدي، أو اشتركا في ذلك، وقد تقدم ذكره بين مؤلفات الرشيدي.

المترجمون أو المؤلفون من الأطباء والصيادلة في العصر الثاني من هذه النهضة — في ظل إسماعيل وما بعده

أكثر النابغين في هذا العصر من الأطباء والصيادلة الذين خدموا اللغة العربية بنقل العلوم الطبية إليها، نبغوا في ظل إسماعيل، وأكثرهم تخرجوا في أوربا، وفي أيامه أصبحت كتب الطب أكثرها تأليفًا، وقلت الترجمات، ومنهم من نبغ بعد عصر إسماعيل، لكن أكثرهم تثقفوا في مدرسة الطب، وهي تعلم العلوم في اللغة العربية، هاك أشهرهم:
  • (١)
    حسن بك عبد الرحمن توفي سنة ١٨٧٥ / ١٢٩٢ﻫ: تلقى الطب في قصر العيني، وتولى تدريس التشريح فيه، وأهم آثاره أنه ترجم كتاب القول الصحيح في علم التشريح، طُبِع سنة ١٢٨٣ﻫ بأمر محمد علي الحكيم، وهو رئيس لمدرسة الطب لكي يُدرَّس في المدرسة المذكورة، وكان حسن بك رجلًا محترمًا.
  • (٢)
    أحمد بك ندى توفي سنة ١٨٧٧ / ١٢٩٤ﻫ: اشتهر بالصيدلة، وتلقى هذا الفن في قصر العيني، ثم سافر إلى باريس للتفقه فيه، ودرس صناعة الصابون واستخراج الشمع، ثم عاد إلى مصر فعينته الحكومة أستاذ التاريخ الطبيعي أو المواليد الثلاثة، ثم تعين مترجمًا للدكتور جاستنيل بك الكيماوي، وكان همامًا كثير العمل والبحث في المواضيع التي يعلمها، محبًّا للتأليف ونشر العلم، وما زال عاملًا على التعليم والتأليف حتى توفاه الله سنة ١٨٧٧، فخلفه في تعليم التاريخ الطبيعي علي بك رياض الآتي ذكره، ريثما عاد الدكتور عثمان بك غالب من باريس فتولى تدريسه، وله مؤلفات جزيلة الفائدة هاك أهمها:
    • (أ)

      الآيات البينات في علم النباتات: طُبِع سنة ١٣٨٣ﻫ.

    • (ب)

      حسن البراعة في فن الزراعة: ترجمه عن الفرنساوية، وهو تأليف فيجري بك، طُبِع سنة ١٢٨٣ﻫ في مجلدين.

    • (جـ)

      حسن الصناعة في فن الزراعة: وكانت الحكومة في أيام إسماعيل قد أنشأت مدرسة للزراعة، وأحالت إليه التدريس فيها، فوضع هذا الكتاب للتعليم وهو مجلدان، طُبِع سنة ١٢٩١ﻫ.

    • (د)

      الحجج البينات في علم الحيوانات: نقله عن الفرنساوية، وطُبِع سنة ١٢٨٤ﻫ.

    • (هـ)

      نخبة الأذكياء في علم الكيمياء: هو تأليف جاستنيل بك رئيس الأعمال الكيماوية، ونقله ندى بك إلى العربية في جزئين صدرا سنة ١٢٨٦ﻫ، في الكيمياء المعدنية وغير المعدنية، وترجم الجزء الثالث في الكيمياء النباتية، والرابع في الكيمياء الحيوانية، ولا يزالان خطًّا عند الطلبة الذين درسوا عليه هذا العلم.

    • (و)

      الأقوال المرضية في علم الطبقات الأرضية (الجيولوجيا): طُبِع سنة ١٢٨٨ﻫ.

    • (ز)

      الأزهار البديعة في علم الطبيعة: تأليف جاستنيل بك، ترجمه ندى بك إلى العربية في جزئين، طُبِعا سنة ١٢٩١ﻫ، الأول في الطبيعة، والآخر في الظواهر الجوية.

      وله مؤلفات أخرى ظهر بعضها في مجلة روضة المدارس.

  • (٣)
    حسين بك عوف الكحال توفي سنة ١٨٨٣ / ١٣٠١ﻫ: تعلم الطب في قصر العيني، ثم سافر إلى أوربا فأتقنه فيها، ولا سيما علم الرمد، فلما عاد تعين مدرسًا لهذا الفن في المدرسة المذكورة، واشتهر فيه شهرة واسعة، وكان في عصره أحد أربعة أركان العلم يومئذٍ: هو في الرمد، وأحمد بك ندى في التاريخ الطبيعي، ومحمد علي باشا البقلي في الجراحة، وحسن بك عبد الرحمن في التشريح. ظل عوف بك يتعاطى صناعة الرمد تعليمًا ومعالجة أكثر من عشرين سنة.

    وقد ألف كتابًا في الرمد في سبعة أجزاء لم يطبع، وكان عاملًا نصوحًا تخرج عليه كثيرون.

  • (٤)
    محمد بك حافظ: أستاذ الرمد في مدرسة الطب، توفي سنة ١٨٨٧، تعلم الطب في قصر العيني، وأتقن فن الرمد في أوربا، وعاد فتولى تعليم هذا الفن، وألف كتاب مطمح الأنظار في تشخيص أمراض العين بالبحث بالمنظار، طُبِع سنة ١٢٩٩ﻫ.
  • (٥)
    محمد بك عبد السميع: معلم الولادة، توفي سنة ١٨٨٩ / ١٣٠٧ﻫ، ألف كتابًا في الولادة في ثلاثة أجزاء لم يطبع، وكتابًا في علم الأربطة لم يطبع.
  • (٦)
    سالم باشا سالم توفي سنة ١٨٩٣ / ١٣١١ﻫ: وُلِد في القاهرة، ودخل مدرسة قصر العيني سنة ١٨٤٤ أقام فيها ٤ سنوات، ثم أرسلته الحكومة إلى مدرسة مونيخ تلقى العلوم الطبية فيها، ونال شهادتها مع تفوق على الأقران، وأتم اختباراته الطبية في فينا، وعاد إلى مصر، وما زال يرتقي من جراح في فرقة المدفعية إلى رئيس مدرسة الطب، ورئيس مجلس الصحة، وطبيب الخديوي الخاص، ونال شهرة واسعة، وهاك أهم مؤلفاته، وأكثر مصادره ألمانية:
    • (أ)

      وسائل الابتهاج إلى الطب الباطني والعلاج: طُبِع سنة ١٢٩٨ﻫ في ٤ مجلدات.

    • (ب)

      دليل المحتاج في الطب والعلاج.

    • (جـ)

      الينابيع الشفائية والمياه المعدنية: طُبِع سنة ١٣٠٠ﻫ. غير مقالاته في المجلات الطبية.

  • (٧)
    مصطفى أبو زيد: معلم أمراض النساء والأطفال في مدرسة الطب، توفي سنة ١٨٩٨، له كتاب صياغة المنحة في قانون الصحة.
  • (٨)
    جليلة تمرهان توفيت سنة ١٨٩٩ / ١٣١٧ﻫ: هي حبشية الأصل، دخلت والدتها مدرسة القوابل لتلقي علم القبالة فيها؛ لأن الوطنيات نفرن من تعلُّمها، ولما ماتت خلفتها ابنتها جليلة، وقد تعلمت القبالة، وارتقت فيها حتى صارت تعلمها في المدرسة المذكورة، وألفت في هذا الفن كتاب محكم الدلالة في أعمال القبالة، طُبِع سنة ١٢٨٦ﻫ، وهو منقول عن كتاب إفرنجي، ونُشِر في مجلة اليعسوب.
  • (٩)
    علي بك رياض الصيدلي توفي سنة ١٨٩٩ / ١٣١٧ﻫ: تعلم الصيدلة في مصر، وأتقنها في أوربا، وتولى تعليم الأقرباذين والكيمياء الأقرباذينية وعلم السموم وغيرها، وتولى التدريس أيضًا في المهندسخانة، وكان حكيمباشي الإسبتالية في قصر العيني، وخلف الكتب الآتية:
    • (أ)

      النفحة الرياضية في الأعمال الأقرباذينية: طُبِع سنة ١٢٨٩ﻫ.

    • (ب)

      الأزهار الرياضية في المادة الطبية: طُبِع سنة ١٢٩٧ﻫ.

    • (جـ)

      التوفيقات الإلهية في التاريخ الطبيعي: طُبِع بعضه سنة ١٢٩٨ﻫ.

  • (١٠)
    محمد بك قطاوي توفي سنة ١٩٠٠: تولى تعليم الباثولوجيا في مدرسة الطب، وأدار المدرسة حينًا، وله من المؤلفات: الأقوال التامة في علم الباثولوجيا العامة في جزئين، الأول في الأمراض، والثاني في التشخيص، لم يُطبَعا، ويمكن الوقوف عليهما عند التلاميذ الذين تلقوا هذا العلم عليه.

    وهناك جماعة من علماء الطب صنفوا فيه مؤلفات عربية لم نقف على وفياتهم منهم:

  • (١١)
    عبد الهادي إسماعيل: معلم البيطرة في المدرسة الحربية، ألف كتاب العجالة البيطرية لإرشاد الضباط السواري والطوبجية، طبع بمصر سنة ١٢٩٠ﻫ.
  • (١٢)
    منصور أحمد: خوجة الكيميا بمدرسة المهندسخانة المصرية، له كتاب عمدة المتطببين في فن الصيدلة والأقرباذين، طُبِع سنة ١٢٨٣ﻫ في مجلدين.
  • (١٣)
    محمد باشا الدري توفي سنة ١٩٠٠ / ١٣١٨ﻫ: وُلِد في القاهرة سنة ١٨٤١ / ١٢٥٧ﻫ، وكان أبوه عبد الرحمن أحمد ملحقًا بالدكتور كلوت بك، وأما ابنه محمد فأدخله مدرسة المبتديان المعروفة بمدرسة الناصرية حتى ألغاها عباس باشا الأول، ودخل مدرسة الهندسة، ووجد في نفسه ميلًا إلى الطب فاغتنم الفرصة ودخل مدرسته، وبعد عناء وشقاء أتم الطب، وتعين معيدًا للجراحة، وسار في إرسالية إلى باريس لإتقان الطب بأمر سعيد باشا، وفي السنة التالية توفي سعيد وخلفه إسماعيل، فاستقدم الإرسالية وفيها محمد الدري، وعادت النهضة إلى مدرسة الطب، فأكبَّ على العلم والعمل، وعُيِّن معلمًا للتشريح فيها،
    figure
    محمد باشا الدري.
    وما زال في هذا المنصب حتى تبدلت قوانين المدرسة، وصار التعليم بالإنكليزية، فاعتزل العمل حتى توفاه الله سنة ١٩٠٠، وهو من خيرة الأطباء علمًا وعملًا، وله شهرة طائرة في الجراحة بنوع خاص، وكان له كلف بالعلم، وقد أحرز في منزله معدات طبية تشريحية وغيرها، ومطبعة خاصة،٤ وقد خلف مؤلفات هامة هي:
    • (أ)

      رسالة في الهيضة الوبائية: وفيها وصف الهيضة، وطرق معالجتها بالأدوية البسيطة.

    • (ب)

      بلوغ المرام في جراحة الأقسام: مطول في الجراحة، مزيَّن بالرسوم والأشكال، ظهر منه ثلاثة مجلدات ضخمة، طُبِعت كلها في مطبعته، والرابع كان عند وفاته تحت الطبع.

    • (جـ)

      التحفة الدرية في مآثر العائلة المحمدية العلوية: جاء فيه على خلاصة تراجم أعضاء الأسرة الخديوية مع رسومهم، ورسوم أنجالهم.

    • (د)

      تذكار الطبيب: طُبِع مرتين أخيرتهما سنة ١٣١٣ﻫ، يشتمل على التذاكر الطبية التي كان يصفها مشاهير أطباء قصر العيني، صفحاته ٤٣٦ صفحة، ويسهل حمله في الجيب.

    • (هـ)

      ترجمة حياة علي باشا مبارك: استخرجه من الخطط التوفيقية، وطبعه في مطبعته سنة ١٣١١ﻫ.

    • (و)

      الإسعافات الصحية: في الأمراض الوبائية الطارئة على مصر، طُبِع سنة ١٣٠٠ﻫ.

  • (١٤)
    الدكتور محمد بك بدر توفي سنة ١٩٠٢ / ١٣٢٠ﻫ: عائلته من زاوية البقلي مثل عائلة الدكتور محمد علي المتقدم ذكره، تعلم مبادئ القراءة في بلده، ثم نقل إلى مصر، وتنقل في مدارسها المختلفة، وتلقى علومها على اختلاف المواضيع، ثم دخل مدرسة الطب وهو في شوق إلى هذا العلم، وألغيت تلك المدرسة في أيام عباس الأول، ثم أعيدت وأعيد إليها مع عشرين من الرفاق، واختير مع ٤ من التلاميذ لإتقان فن الطب في بلاد الإنكليز، فأعجب أساتذته بذكائه، وأرادوا استبقاءه هناك فلم يقبل، فعاد إلى مصر سنة ١٨٥٥ / ١٢٧٢ﻫ، فعيَّنه سعيد باشا حكيمًا للمعية، وجعل يترقى في الرتب والمناصب حتى تعين معلمًا في قصر العيني في مواضيع مختلفة، واستقر أخيرًا على تعليم المادة الطبية، وكان ذا منزلة رفيعة لدى إسماعيل، واشتغل بالتأليف فألَّف:
    • (أ)

      الفرائد الدرية في علم الشفاء والمادة الطبية: طُبِع سنة ١٣٠٧ﻫ.

    • (ب)

      الدرر البدرية النضيدة في شرح الأدوية الجديدة: طُبِع سنة ١٣١٠ﻫ.

    • (جـ)

      الصحة التامة والمنحة العامة: طُبِع بعضها سنة ١٢٩٦ﻫ.

  • (١٥)
    أحمد بك حمدي الجراح توفي سنة ١٩٠٣ / ١٣٢١ﻫ: هو نجل الدكتور محمد علي باشا البقلي، ونشأ على حب الجراحة مثل أبيه، تعلم في مدرسة قصر العيني، وأتقن الطب في باريس، وعاد إلى مصر سنة ١٨٦٩، وتعين معلمًا للعمليات الجراحية وأبوه لا يزال حيًّا، ثم تقلب في مناصب مختلفة في خدمة الحكومة، واقتدى بأبيه في التأليف، وهاك مؤلفاته حسب ظهورها:
    • (أ)

      تحفة الحبيب في العمليات الجراحية والأربطة والتعصيب: اسمه يدل على موضوعه، طبع سنة ١٢٩٦ﻫ.

    • (ب)

      الراحة في أعمال الجراحة: مزيَّن بالأشكال، طبع سنة ١٢٩٧ﻫ.

    • (جـ)

      جريدة المنتخب: مجلة طبية ظهرت سنةً واحدةً ١٢٩٧ﻫ.

    • (د)

      التحفة العباسية في الأمراض التصنعية: طبع سنة ١٣١١ﻫ.

  • (١٦)
    حسن باشا محمود توفي سنة ١٩٠٦ / ١٣٢٤ﻫ: وُلِد في الطالبية بضواحي القاهرة، وتلقى مبادئ العلم في المدرسة الحربية، وفي سنة ١٨٦٢ أرسلت الحكومة إرسالية علمية إلى ألمانيا، وصاحب الترجمة في جملتها للتفقه في الطب.
    figure
    حسن باشا محمود.

    ولما عاد سنة ١٨٧٠ تعين أستاذًا للتشريح في مدرسة قصر العيني، ثم تولى تدريس علوم أخرى، وأخيرًا صار رئيسًا لمدرسة الطب، وكان كثير التفكير في مصلحة بلاده، فأنشأ مجمعًا طبيًّا لم يطل بقاؤه، وخلف مؤلفات بينها رسائل عديدة هاك أهمها:

    • (أ)

      الاستكشاف العصري في الدمل المصري: طبع سنة ١٢٩٠ﻫ.

    • (ب)

      الفوائد الطبية في الأمراض الجلدية: طبع سنة ١٢٩١ﻫ.

    • (جـ)

      ينبوع شفاء الأبدان في حمامات حلوان: طبع سنة ١٢٩٤ﻫ.

    • (د)

      الرمد الصديدي: للدكتور دوتريو الكحال، طبع سنة ١٢٩٥ﻫ.

    • (هـ)

      البواسير ومعالجتها: طبع سنة ١٢٩٥ﻫ.

    • (و)

      رسالة في حمى الدنج: طبعت سنة ١٢٩٩ﻫ.

    • (ز)

      رسالة في الهيضة بالإفرنجية: طبعت سنة ١٨٨٣.

    • (ح)

      تحفة السامع والقاري في مرض الطاعون الساري: طبع سنة ١٨٨٣ﻫ.

    • (ط)

      الخلاصة الطبية في الأمراض الباطنية: طبع سنة ١٨٩٢.

  • (١٧)
    عبد الرحمن بك الهراوي توفي سنة ١٩٠٦: هو من أساتذة مدرسة الطب المصرية، تعلم فيها وتفقه في أوربا، وعاد سنة ١٨٥٣، وعُيِّن معلمًا للفسيولوجيا وأمراض الجلد، وصار وكيلًا لرئاسة المدرسة سنة ١٨٨٠، وخلف كتابًا في الفسيولوجيا لم يطبع.
  • (١٨)
    الدكتور سليمان نجاتي: وكيل المدرسة العسكرية بالعباسية، توفي سنة ١٩٠٧، ودرس الطب في قصر العيني وأتمه في أوربا، وعاد إلى مصر سنة ١٨٨٥، فتعين مفتش صحة للسجون، ثم تعين مدرسًا للأمراض العقلية، وألف فيها كتابًا سماه: أسلوب الطبيب في فن المجاذيب، طبع سنة ١٨٩٢.
  • (١٩)
    الدكتور شاكر الخوري: الطبيب الرمدي في بيروت، توفي سنة ١٩١٣، هو من تلاميذ المدرسة الطبية المصرية، وأقام في بيروت واشتهر فيها، وخلف آثارًا مفيدة منها:
    • (أ)

      تحفة الراغب في صحة المتزوج وزواج العازب: طبع في بيروت سنة ١٨٨٩، وهو من الكتب السرية المفيدة للشاب وللشابة.

    • (ب)

      كتاب صحة العين: طبع بمصر سنة ١٨٩٧.

    • (جـ)

      مذكرات جمع فيها ما مر به من الأحوال، وما جرى له من النكات ونحو ذلك، طبع في بيروت سنة ١٩٠٥.

رابعًا: المحررون

الفرق بين التحرير والتصحيح

يستعمل أكثر الكتَّاب لفظ المحرر بمعنى الكاتب، فيقولون المحرر في جريدة كذا، ويريدون الكاتب، وهذا المعنى تولَّد بالاستعمال، وأما التحرير في الأصل فهو الإصلاح والتقويم، فيقولون حرر الكتاب أيْ قوَّمه وحسَّنه وخلصه بإقامة حروفه وإصلاح سقطه، والمحرر الذي يقوم بذلك.

ولما أراد محمد علي نقل العلوم الحديثة إلى العربية كان أكثر النقلة لا عناية لهم في اللغة العربية، وأكثر علماء اللغة لا معرفة لهم باللغات الأجنبية، فاحتاج إلى من يحرر الكتب المنقولة ويهيئها للطبع، وهو غير المصحح الذي يتولى تصحيح الكتاب في أثناء الطبع؛ لأن المحررين يشترط فيهم معرفة العلم الذي يعهد إليهم تحريره، وفهم مصطلحاته العلمية وغير ذلك، فضلًا عن معرفة اللغة، أما المصححون فيكفي فيهم معرفة قواعد اللغة وشواردها لضبط العبارات حسب القواعد، ولما كانت الكتب التي أريد نقلها يومئذٍ علمية فنية لها مصطلحات خصوصية، كانت الحاجة ماسة إلى محررين يفهمون مصطلحاتها، ويعرفون مظانها.

فكانوا إذا فرغ المترجم من نقل كتاب في الطب أو غيره دفعوه إلى المحرر فيقرأه — والغالب أن يُفعَل ذلك مع المترجم أو المؤلف إذا كان موجودًا، وإلا فينوب عنه عالم في ذلك الفن يعرف اللغة الأصلية المنقول عنها، وكثيرًا ما كان يتولى ذلك أحمد حسن الرشيدي لعلمه وعلو همته، أو الدكتور برون بك؛ لأنه يعرف العربية فضلًا عن اللغات الأخرى، وقد يفعل ذلك رفاعة بك، أو بعض تلاميذ مدرسة الألسن التي أنشأها محمد علي لهذه الغاية، وإن كان أكثر اشتغال هؤلاء في الرياضيات والتاريخ والعلوم الأدبية — فيكون المحرر على بينة من معاني الألفاظ في اللغة الأصلية، ويضع الألفاظ الملائمة لها في العربية، فإذا فرغ من ذلك بيضوا الكتاب، ودفعوه إلى المطبعة، فيصير أمره موكولًا إلى المصححين لقراءة المسودات وتنقيحها قبل الطبع.

على أن المحررين كانت الحاجة ماسة إليهم بالأكثر في أوائل هذه النهضة على عهد محمد علي، ثم أخذوا يستغنون عنهم بالتدريج بعد أن استقرت المصطلحات العلمية كما وضعها المحررون الأولون، وهم أصحاب الفضل الأول على هذه النهضة من حيث وضع المصطلحات، وإمام هذه الطائفة السيد محمد عمر التونسي صاحب معجم المصطلحات العلمية الآتي ذكره. والمحررون بالمعنى المراد هنا قليلون، وقد تعاصروا في زمن محمد علي، وإليك أشهرهم على حسب الأقدمية:
  • (١)
    محمد عمران الهراوي: توفي في أواسط القرن التاسع عشر. هو أقدم محرري الكتب في هذه النهضة، لم نقف له على أخبار كثيرة من حيث أصله وترجمة حاله، لكنه طبعًا من تلاميذ الأزهر؛ لأنهم أوثق الثقات في علوم تلك الأيام وخصوصًا اللغة، وقد حرر أول كتاب من كتب الطب المترجمة في هذه النهضة، نعني كتاب القول الصريح في علم التشريح تأليف كلوت بك، وترجمة يوحنا عنحوري، طُبِع في أبي زعبل سنة ١٢٤٨ﻫ، وحرر أيضًا كتاب العجالة الطبية في ما لا بد منه لحكماء الجهادية تأليف كلوت بك، وترجمة أوغسطين سكاكيني، طُبِع في مطبعة أبي زعبل سنة ١٢٤٩ﻫ، وهو الكتاب الثاني من مطبوعاتها، وحرر كثيرًا من ترجمات عنحوري، والمدرسة لا تزال في أبي زعبل، وظل على عمله بعد انتقالها إلى قصر العيني.
  • (٢)
    مصطفى حسن كساب: كان معاصرًا للهواري، وقد نقح كثيرًا من الكتب التي طُبِعت في صدر هذه النهضة من ترجمات فرعون ومحمد عبد الفتاح، وكثيرًا ما كان يقابل الترجمات على الأصل بوجود أحد العلماء في الفن المنقول، وقد حرر كتب: غاية المرام، ونزهة المحافل، ونزهة الرياض، وقانون الصحة وغيرها، والغالب أنه توفي قبل التونسي الآتي ذكره.
  • (٣)
    محمد عمر التونسي: توفي سنة ١٨٥٧ / ١٢٧٤ﻫ، هو محمد بن عمر بن سليمان التونسي، كان من المبرزين في معرفة اللغات والمصطلحات العلمية، وُلِد في تونس سنة ١٢٠٤ﻫ، وأمه مصرية حملت به في مصر، وكان أبوه عمر التونسي مجاورًا في الأزهر، فتزوج من مصر، وكان جده سليمان من أشراف تونس، وقد فصَّل محمد عمر هذا تاريخ أسرته في رحلته الآتي ذكرها، وذكر فيها سفره إلى السودان، فلما عاد منها وقد ضاقت أحواله عكف على تحصيل العلم، ومحمد علي فى إبان نهوضه، وقد أخذ في إحياء مصر، وأوجد مجالًا لأصحاب المواهب، فأخذ محمد التونسي في الدرس حتى تمكن من أن يكن واعظًا في خدمة إبراهيم باشا في حملته إلى المورة.
    ولما عاد من تلك الحملة كانت قد أنشئت مدرسة أبي زعبل، وأخذوا في نقل كتب الطب وغيرها، فتعين مصححًا للكتب فيها، وارتاح الدكتور برون بك إلى أدبه، فقرأ عليه كتاب كليلة ودمنة في اللغة العربية، وأخذت مواهبه تظهر في التحرير والتصحيح، وامتاز عن سائر أقرانه المصححين بمعرفة المصطلحات العلمية باللغة العربية، فكانوا يرجعون إليه في تحقيقها، ويسمونه «مصحح كتب الطب ومحررها»، فكانوا إذا نقلوا كتابًا في أوائل إنشاء المدرسة الطبية يرون مشقة في إيجاد الألفاظ الوضعية العربية الملائمة للألفاظ الإفرنجية الموجودة في الكتاب المترجَم، فيرجعون إليه في تحرير الكتب الهامة، وكان ماهرًا في صياغة الألفاظ والمعاني في قالب عربي، فيعولون عليه في ذلك، كما فعلوا في تنقيح كتاب الدرر الغوال في علم أمراض الأطفال تأليف كلوت بك، فقد نقله الدكتور محمد الشافعي من الفرنساوية إلى العربية، ثم عرضوه قبل الطبع على محمد التونسي فنقحه وحرره، وكذلك فعل في كتاب كنوز الصحة تأليف كلوت بك، والجواهر السنية في الكيمياء لبرون بك، وقد تعب في تحرير مصطلحات هذا العلم على الخصوص، وحرر كتاب النبات لفيجري بك، وله مآثر كثيرة، وهاك أهم مؤلفاته:
    • (أ)

      الشذور الذهبية في الألفاظ الطبية: وهو معجم للمصطلحات العلمية على اختلاف مواضيعها، قال في مقدمته ما خلاصته: «لما كثرت ترجمات الكتب الطبية رأيت أن أؤلف قاموسًا جامعًا للمصطلحات، وكان كلوت بك قد أتى بكتاب فرنساوي في المصطلحات الطبية والعلمية، وأوعز إلى مهرة المعلمين بترجمته وهم: إبراهيم النبروي معلم الجراحة الكبرى، ومحمد علي البقلي معلم الجراحة الصغرى، ومحمد الشافعي معلم الأمراض الباطنية، ومحمد الشباسي معلم التشريح الخاص، وعيسوي النحراوي معلم التشريح العام، والسيد أحمد الرشيدي معلم الأقرباذين والمادة الطبية، ومصطفى السبكي معلم أمراض العين، وحسنين علي معلم النبات، فترجم كل منهم الجزء الذي أُعطِيه، فأوعز إليَّ الدكتور برون ناظر المدرسة أن آخذ من الكتاب كل لفظ يدل على مرض، أو عرض، أو نبات، أو معدن، أو حيوان، أو غير ذلك من الاصطلاحات، وأن أستخرج ما في القواميس من التعاريف، وما جاء في تذكرة داود، وما في فقه اللغة وغيره من المعاجم أو كتب اللغة، ففعلت ذلك، وأضفت إليه أسماء العقاقير، وأسماء الأطباء المشهورين، ورتبته على حروف المعجم … إلخ».

      فهو معجم للمصطلحات الطبية والأطباء، وقد أسند لكل مؤلف ما التقطه منه، فجاء كتابًا في نحو ٦٠٠ صفحة متوسط الحجم، وهو من الذخائر النفيسة، وقد حُمِل إلى باريس، وفي المكتبة الخديوية نسخة منقولة بالفوتوغراف عن نسخة باريس، وقد أقرت نظارة المعارف على طبعها في جملة كتب إحياء الآداب العربية.

    • (ب)

      تشحيذ الأذهان بسيرة بلاد العرب والسودان: هي رحلة يصف بها سفره إلى السودان، وقد ذكر ما شاهده في طريقه من واحات مصر إلى دارفور ووادي، وهي عظيمة الفائدة، وفي الخطط التوفيقية (ص٣٣ ج١٧) قطعة منها في وصف الواحات، والرحلة المذكورة طُبِعت في باريس مع ترجمة فرنساوية سنة ١٨٥١، وعلق عليها سديليو مقالة في المجلة الأسيوية.

خامسًا: المصححون

المصححون في هذه النهضة كثيرون، وأكثرهم لم تُذكَر أسماؤهم على الكتب التي صححوها، لكن طائفة من كبارهم نبغوا حتى اقتربوا من المحررين، هاك أشهرهم:
  • (١)
    إبراهيم الدسوقي: رئيس مصححي المطبعة الأميرية — توفي سنة ١٨٨٣/١٣٠٠ﻫ، هو أشهر المصححين العاملين في تلك النهضة، وما زال عاملًا فيها من أوائل أيام محمد علي إلى أواخر أيام إسماعيل، وُلِد سنة ١٢٢٦ﻫ في دسوق، وانتقل إلى الأزهر، فتلقى العلم فيه حتى صار أهلًا للتدريس، وكان مطَّلِعًا على الأدب يقرض الشعر، ولم يطل تدريسه بالأزهر، فلما احتاج محمد علي إلى المصححين اختاروه لتصحيح الكتب الطبية في مدرسة أبي زعبل سنة ١٢٤٨ﻫ مع الشيخ محمد عمران الهراوي المتقدم ذكره، وقد تمرن هناك على معرفة المصطلحات العلمية، ثم نُقِل إلى مدرسة المهندسخانة، وقد أتقن التصحيح فجعلوه رئيس المصححين فيها، فصحح كثيرًا من الكتب الرياضية، ولما استحالت هذه المدرسة في أول ولاية عباس الأول إلى مدرسة أخرى قريبة منها تعين لتعليم العربية، وضبط النقل من الفرنساوية إلى العربية، وتصحيح الكتب الرياضية، ولما ألغيت هذه المدرسة في زمن سعيد باشا تعين للتصحيح في مطبعة بولاق، فصحح عدة كتب طبية وكيماوية، وكان يساعد في تحرير الوقائع المصرية، واشترك في تحرير مجلة اليعسوب الطبية، وارتقى في عهد إسماعيل إلى رئاسة التصحيح لعموم الكتب في تلك المطبعة، ثم أحيل على المعاش حتى توفي سنة ١٣٠٠ﻫ، وكانت له معرفة جيدة في المصطلحات العلمية اكتسبها بالمزاولة، وكثيرًا ما كان يعمل عمل المحررين، وعليه درس المستشرق لين الإنكليزي اللغة العربية.

    مصححون آخرون

    وهناك طائفة من المصححين عاصروا الدسوقي أشهرهم:

  • (٢)
    الشيخ محمد محرم: كان مصححًا في أبي زعبل، وصحَّح بعض مؤلفات النبراوي.
  • (٣)
    الشيخ حسين عبد اللطيف الأسنوي: كان من جملة المصححين الذين عُيِّنوا لمدرسة الطب في رئاسة محمد علي البقلي على عهد إسماعيل، وكان يصحح التشريح.
  • (٤)
    الشيخ خليل حنفي: يُعرَف بمصحح العلوم الطبية، وله معرفة بالمصطلحات العلمية.

غير المصححين الذين يعينونهم إذا عقد العزم على تأليف كتاب أو ترجمة.

فالتحرير والتصحيح كانا بالغين أقصى العناية لشدة الحاجة إليهما في صدر هذه النهضة، ولم يكن ذلك قاصرًا على كتب الطب والصيدلة وغيرهما من العلوم الطبيعية، لكنه كان يتناول سائر العلوم المنقولة في الرياضيات، وغيرها مما سيأتي الكلام عليه.

(١-٢) نقل الرياضيات وما يتبعها في مصر

فرغنا من الكلام في نقل العلوم الطبيعية والطبية في هذه النهضة بمصر، فنتقدم إلى الكلام عن نقل العلوم الرياضية والميكانيكيات والفلك ونحوها، وهي من العلوم التي نقلناها عن أصحاب المدنية الحديثة بشكل حديث يختلف عما كان عند أسلافنا العرب، ولذلك عددناها من العلوم الدخيلة، وقد نبغ من علماء هذه الفنون طائفة حسنة من المعلمين والمهندسين والمترجمين والمؤلفين وغيرهم، وأكثرهم من تلاميذ مدرسة الهندسة أو مدرسة الألسن، وقد أتقنوها في الخارج، لو أردنا ذكرهم لطال المجال، فنكتفي بالذين خلفوا آثارًا يُستفاد منها — على عادتنا في هذا الكتاب — ونرتب التراجم حسب الوفاة من أول هذه النهضة إلى الآن:
  • (١)
    محمد بيومي توفي سنة ١٨٥١ / ١٢٦٨ﻫ: وهو من تلاميذ الإرسالية العلمية الأولى، وترى اسمه مذكورًا في القائمة بباب المدارس من هذا الجزء، ولما عاد إلى مصر تقلد مناصب مختلفة حتى صار معلمًا في المهندسخانة، واشتغل بترجمة الكتب في الفن الذي أتقنه هناك، وقد توفي في الخرطوم سنة ١٢٦٨ﻫ. وهاك ترجماته:
    • (أ)

      ثمرة الاكتساب في علم الحساب: عربه عن الفرنساوية، طبع سنة ١٢٥٦ﻫ.

    • (ب)

      كتاب الجبر والمقابلة: طبع سنة ١٢٥٦ﻫ.

    • (جـ)

      الهندسة الوصفية: في مجلدين طبع سنة ١٢٦٣ﻫ.

    • (د)

      جامع الثمرات في حساب المثلثات: ترجمه بأمر مدير المدارس، وطبع سنة ١٢٦٤ﻫ.

  • (٢)
    إبراهيم رمضان: كان مدرسًا في مدرسة المهندسخانة، وله من المؤلفات الرياضية:
    • (أ)

      القانون الرياضي في تخطيط الأراضي: طبع سنة ١٢٦٠ﻫ.

    • (ب)

      اللآلي البهية في الهندسة الوصفية: طبع سنة ١٢٦١ﻫ.

    • (جـ)

      المنحة اللدنية في الهندسة الوصفية: طبع سنة ١٢٦٩ﻫ.

    • (د)

      النقطة والمستقيم.

    • (هـ)

      كتاب قطع الأحجار.

  • (٣)
    بهجت باشا توفي سنة ١٨٦٧ / ١٢٨٤ﻫ: أصله ألباني، واسم والده علي أغا الأرنؤطي، تزوج بمصر، فولد له بهجت سنة ١٢١٨ﻫ، فتعلم مبادئ العلم في مصر وسافر سنة ١٢٤١ﻫ إلى باريس، وأقام فيها عشر سنين فأتقن العلوم الرياضية والفنون الهندسية، وعاد مع مختار بك ومظهر باشا ورفاعة بك وغيرهم من أبناء هذه الإرسالية، وتولى نظارة قصر العيني سنتين، وانتقل إلى المدرسة الطوبجية، وتولى سنة ١٢٥٦ﻫ نظارة ديوان المدارس، وانتُدِب لعمل خريطة جفالك نبروه، وهو يرتقي ويتقدم، ثم عُهِد إليه في الاشتراك مع موجيل بك في بناء القناطر الخيرية، وتولى أعمالًا هندسية هامة من الجسور والترع والقناطر وغيرها، لكنه لم يخلف أثرًا مكتوبًا غير الخرائط، وأكثرها موجود في نظارة الأشغال.
  • (٤)
    علي عزت: المدرس للعلوم الرياضية في المهندسخانة، توفي سنة ١٨٧٢ / ١٢٨٩ﻫ، له الخلاصة العزية في تهذيب الأصول الحسابية، طبع سنة ١٢٨٥ﻫ.
  • (٥)
    محمد عصمت: توفي في أواسط القرن التاسع عشر، هو من نَقَلَةِ العلم الرياضي إلى العربية، لكنه يمتاز بمعرفة اللغة التركية، وكان يترجم منها إلى العربية، وقد فعل ذلك بترجمة كتاب الأصول الهندسية، الذي طُبِع في بولاق سنة ١٢٥٥ﻫ بأمر أدهم باشا مدير عموم المهمات؛ وذلك أن الكتاب نُقِل أولًا من الفرنساوية إلى التركية، ثم أمر أدهم باشا أن ينتخب ١٢ نحريرًا من أوردي الرجال، فاختاروهم ومحمد عصمت منهم، فأمره بترجمة هذا الكتاب ففعل.
  • (٦)
    أحمد فايد بك: توفي سنة ١٨٨٢ / ١٣٠٠ﻫ، وهو من كبار أساتذة المهندسخانة الخديوية بأواسط القرن الماضي، كان يعلم فيها الطبيعة والكيمياء، وارتقى حتى صار وكيلها، وله مؤلفات في الهندسة والسوائل، وأهمها:
    • (أ)

      الأقوال المرضية في علم بنية الكرة الأرضية: ترجمها بأمر ناظر المهندسخانة أدهم بك، طبعت سنة ١٢٥٧ﻫ.

    • (ب)

      تحرك السوائل، سنة ١٢٦٤ﻫ.

    • (جـ)

      الدرة السنية في الحسابات الهندسية، سنة ١٢٦٩ﻫ.

  • (٧)
    عامر سعد: مدرس الرياضيات بالمدارس الحربية، له:
    • (أ)

      المنحة الزهرية في الأعمال الجبرية، طبع سنة ١٢٦٩ﻫ.

    • (ب)

      أحسن الوسائل لتصريف السوائل، سنة ١٢٩١ﻫ.

  • (٨)
    أحمد دقلة: له رضاب الغانيات في حساب المثلثات، طبع سنة ١٢٥٩ﻫ.
  • (٩)
    السيد عمارة: كان في قلم ترجمة ديوان المدارس، له: تهذيب العبارات في فن المساحات، نقله عن الفرنساوية بأمر رفاعة بك.
  • (١٠)
    محمد الشيمي، له:
    • (أ)

      إفاضة الأذهان في رياضة الصبيان، طبع سنة ١٢٥٩ﻫ.

    • (ب)

      كشف النقاب عن علم الحساب، طبع سنة ١٢٦٦ﻫ.

  • (١١)
    أحمد نجيب: خوجة رياضة بمدرستَيْ أركان حرب والطوبجية، له: التحفة البهية في الهندسة الوصفية سنة ١٢٩٠ﻫ.
  • (١٢)
    حسين علي الديك: له كتاب عدة الحاسب وعمدة الكاتب، في الحساب ومسك الدفاتر الديوانية، طبع سنة ١٢٨٦ﻫ.
  • (١٣)
    محمود باشا الفلكي توفي سنة ١٨٨٥ / ١٣٠٣ﻫ: هو أكثر علماء الرياضيات آثارًا مكتوبة، نبغ في عصر إسماعيل، وقد ولد سنة ١٨٠٥ﻫ في بلدة اسمها الحصة في الغربية، وتعلم في مدرسة الإسكندرية، وانتقل منها إلى غيرها من المدرس الأميرية، وفيه ميل خاص إلى الرياضيات، فأرسلته الحكومة إلى أوربا سنة ١٨٥١ لإتقان هذه الفنون، ولما عاد أخذ في العمل فتولى التدريس في المهندسخانة، وكلفته الحكومة بوضع خريطة للقطر المصري، وهو أول من فعل ذلك من المصريين، ولا تزال خريطته من أحسن الخرائط وعليها العول، وقد ناب عن الحكومة المصرية في المجمع الجغرافي سنة ١٨٧٥ و١٨٨١، وتقلب في مناصب مختلفة إلى الوزارة، فتولى نظارة الأشغال سنة ١٨٨٢، ثم نظارة المعارف، وترأس الجمعية الجغرافية الخديوية، وهاك أهم مؤلفاته، بعضها في الفرنساوية، وبعضها في العربية:
    • (أ)

      الخريطة المتقدم ذكرها.

    • (ب)

      رسالة في التقاويم الإسرائيلية الإسلامية: طبعت سنة ١٨٥٥، أثبت فيها ابتداء تاريخ اليهود.

    • (جـ)

      رسالة في الحالة الحاضرة للمواد المغناطيسية الأرضية بباريس وضواحيها.

    • (د)

      التقاويم العربية قبل الإسلام: طبع سنة ١٨٥٨، بحث فيها عن ولادة صاحب الشريعة الإسلامية، فوجد أنها وقعت في ٩ ربيع أول الموافق ٢٠ أبريل سنة ٥٧١ للميلاد.

    • (هـ)
      رسائل مختلفة في الكسوف الكلي الذي ظهر في دنقلة سنة ١٨٦٠، وفي وصف الإسكندرية القديمة، والإيضاح عن أعمار الأهرام، والتنبؤ عن ارتفاع النيل، وضرورة إنشاء مرصد بمصر، ومقياس مصر ومكيالها، ومقابلة ذلك بالأقيسة الفرنساوية، ومشابهة كان الناقصة بفعل Avoir الفرنساوي، وغير ذلك.٥
  • (١٤)
    شفيق بك منصور يكن توفي سنة ١٨٩٠ / ١٣٠٨ﻫ: هو من نوابغ الناشئة المصرية، وُلِد في القاهرة سنة ١٨٥٦، وأبوه منصور باشا يكن، تفقه في المدارس المصرية، وأتقن اللغات العربية والفرنساوية والتركية على أساتذة مخصوصين، وسافر إلى أوربا غير مرة، وكان فيه ميل إلى الرياضيات، وله في مسائلها رسائل عديدة في المقتطف، ومال أيضًا إلى القضاء فتعلمه في أوربا، وعاد إلى مصر سنة ١٨٨٣، فتعين وكيلًا للنائب العمومي، ثم تنقل في مناصب القضاء إلى رئاسة الاستئناف.
    figure
    شفيق بك منصور.
    وهو في أثناء ذلك يشتغل بالرياضيات، فألَّف فيها كتبًا تعليمية في التفاضل والتكامل، ومبادئ الحساب والجبر والهندسة، والقوسموغرافيا باقتراح الحكومة لأجل تعليمها في مدارسها، ونقل بعض الكتب إلى التركية، وله رسائل في الفرنساوية.٦
  • (١٥)
    صادق شنوان توفي سنة ١٨٩٥ له:
    • (أ)

      النخبة السنية في الأصول الهندسية، طبع سنة ١٣٠٣ﻫ.

    • (ب)

      عمل الدواوين المتواتر في بيان رسوم الدفاتر، طبع سنة ١٢٩١ﻫ.

  • (١٦)
    مختار باشا المصري توفي سنة ١٨٩٧ / ١٣١٥ﻫ: وُلِد في بولاق سنة ١٨٣٥، وتفقه في المدارس العسكرية، وانتظم في خدمة الجيش حتى ارتقى إلى رتبة لواء سنة ١٨٦٦، وتولى عدة مناصب في السودان، وفي نظارة الحربية، والمعية السنية وغيرها، وكان كثير الاشتغال في الرياضيات والفلك، وهاك أهم مؤلفاته:
    figure
    مختار باشا المصري.
    • (أ)

      التوفيقات الإلهامية: هو تقويم كبير لمقارنة السنين الهجرية بالإفرنجية والقبطية، من السنة الأولى للهجرة إلى سنة ١٥٠٠ﻫ، وبجانب كل سنة أهم ما حدث فيها.

    • (ب)

      المجموعة الشافية في علم الجغرافية.

    • (جـ)

      جداول تحويل المسطحات المترية.

    • (د)

      ترجمة حال محمود باشا الفلكي.

    • (هـ)

      سيرة الجنرال ستون الأميركاني.

    • (و)

      مختصر في كيفية حساب التقويم وأوقات الصلاة.

    • (ز)
      رسائل عديدة بالفرنساوية في مواضيع مختلفة عن زيلع، والسودان الشرقي، وتحويل المقاييس. وله اختراع هام للمسلمين هو دليل القبلة الإسلامية العام.٧
  • (١٧)
    إسماعيل باشا الفلكي توفي سنة ١٩٠١ / ١٣١٩ﻫ: تفقه في باريس، وكلفته الحكومة درس الميكانيك العلمي لأجل آلات الرصد لما قد يلزم من الإصلاح، ودرس الرصد في مرصد باريس، وتولى المرصد الفلكي في مصر، وأهم مؤلفاته:
    • (أ)

      الآيات الباهرة في النجوم الزاهرة: في الفلك، طبع ذيلًا لمجلة روضة المدارس.

    • (ب)

      الدرر التوفيقية: طبعت نظارة المعارف الجزء الأول منه.

    • (جـ)

      تقاويم فلكية كان ينشرها كل عام بالعربية والفرنساوية، عليها معول الحكومة المصرية في ضبط حساباتها.

      وهناك طائفة من رجال الرياضيات لم تصلنا أخبارهم وافية، منهم: أحمد نظيم بك المتوفى نحو سنة ١٩١٠ صاحب كتاب التحفة البهية في الأصول الهندسية.

    ومن كبار الرياضيين الذين لا يزالون على قيد الحياة: صابر باشا صبري مدرس الهندسة الوصفية بالمهندسخانة، وله:
    • (أ)

      البراعة المشرقية في علم الهندسة الوصفية، طبع سنة ١٣٠٠ﻫ.

    • (ب)

      بلوغ الآمال في المنحنيات كثيرة الاستعمال، طبع سنة ١٣٠٠ﻫ.

(١-٣) نقل العلوم الحربية بمصر

قد رأيت أن محمد علي كان همه الأول في هذه النهضة منصرفًا إلى تنظيم الجند على الطرز الحديثة، فأنشأ المدرسة الحربية قبل سواها من المدارس، وأنفذ جماعة لتعليم الفنون الحربية في أوربا ليكونوا ضبَّاطًا للفِرَق، وأشهر من أرسلهم لهذه الغاية بهجت باشا، ومظهر باشا، وعلي باشا إبراهيم، لكنهم لم يؤلفوا في هذه الفنون، فاحتاج إلى نقل العلوم اللازمة للجندية، فاستعان بالمترجمين لنقل تلك الكتب من الفرنساوية والإنكليزية والتركية وغيرها، مما يحتاج إليه الجند للنظام الداخلي، أو الحركات العسكرية، أو بناء الحصون، أو رمي القنابل ونحوها، وعهد بذلك إلى المترجمين، وكانوا في أول الأمر يلقنونها للجند، وقلما يطبعونها، وإذا طبعوها لا يذكرون عليها اسم مؤلفها أو مترجمها، كذلك فعلوا بقانون تعليم العساكر الجهادية المشاة المطبوع سنة ١٢٥٣ﻫ، وتعليم النفر والبلك المطبوعة سنة ١٢٦٨ﻫ، وأكثر الكتب المطبوعة في الفنون العسكرية ظهرت في أيام إسماعيل، وأكثرهم اشتغالًا في ذلك الآتية أسماؤهم:
  • (١)
    السيد صالح مجدي بك توفي سنة ١٨٨٠ / ١٢٩٨ﻫ: وُلِد في أبي رجوان بمدرية الجيزة، وتلقى مبادئ العلم بمدرسة حلوان، ثم انتقل إلى مدرسة الألسن، وأُلحِق بقلم الترجمة، وصار مدرسًا في المهندسخانة، وأخذ في نقل الكتب الرياضية إلى العربية، ثم أُحِيل إلى آلاي المهندسين والكبورجية، وأحيل إليه ترجمة الكتب في الفنون العسكرية، وهاك آثاره الرياضية والحربية:
    figure
    السيد صالح مجدي بك.
    • (أ)

      الدر المنثور في الظل والمنظور: مع الأشكال، طبع سنة ١٢٦٩ﻫ.

    • (ب)

      بغية الطلاب في قطع الأحجار والأخشاب: طبع سنة ١٢٧٠ﻫ.

    • (جـ)

      الروضة السندسية في الحسابات المثلثة: طبع سنة ١٢٧٠ﻫ.

    • (د)

      تذكير المرسل بتحرير المفصل والمجمل: طبع سنة ١٢٧٦ﻫ.

    • (هـ)

      ميادين الحصون والقلاع ورمي القنابل باليد والمقلاع: طبع سنة ١٢٧٥ﻫ.

    • (و)

      كتاب الترع والأنهر.

    • (ز)

      استكشافات عمومية.

    • (ح)

      المطالب المنيفة في الاستحكامات الخفيفة.

    • (ط)
      الاستحكامات القوية.٨
  • (٢)
    أحمد بك عبيد: نبغ في أواسط القرن الماضي، وله من الترجمات الحربية:
    • (أ)

      تعليمات البيادة ومناورتها.

    • (ب)

      تعليم الخيالة ومناورتها: ساعده في ترجمتها رمضان شكري، طبعت سنة ١٢٨٤ﻫ.

    • (جـ)

      تعليم السواري: ترجمه مع مصطفى صفوت، وعبد السلام سلمي، طبع سنة ١٢٨٤ﻫ.

  • (٣)
    عبد الرحمن علي، توفي سنة ١٣٠٦ﻫ له:
    • (أ)

      تذكار الشجعان في إصابة النيشان، طبع سنة ١٢٨٩ﻫ.

    • (ب)

      غنيمة العسكرية في بعض قواعد حربية، طبع سنة ١٣٩١ﻫ.

  • (٤)
    محمد لاز: قد تقدم ذكره بين مترجمي العلوم الطبيعية، وله في الفنون الحربية:
    • (أ)

      تذكار أركان حرب لكل ما يلزمهم من سهل وصعب، طبع سنة ١٢٨٨ﻫ.

    • (ب)

      المذاكرة اللطيفة في الاستحكامات الخفيفة، طبع سنة ١٢٨٩ﻫ.

  • (٥)
    الأمير عبد القادر الجزائري المتوفى سنة ١٨٨٨ / ١٣٠٠ﻫ: هو أشهر من أن يُعرف، وقد عرفه قرَّاؤنا أميرًا باسلًا أبلى في محاربة الفرنساويين بلاءً حسنًا،٩ لكن صاحب كتاب أعيان البيان ذكر له كتابًا في فنون الحرب اسمه: «وشاح الكاتب وزينة العسكر المحمدي الغالب» في نظام سَنَّه لجيشه، وقد جمعه بعض كتَّاب جنده، وكتابًا آخر في الصافنات الجياد.
    figure
    الأمير عبد القادر الجزائري.

كتب حربية مختلفة

ومن الكتب العسكرية التي صدرت في أثناء تلك النهضة:
  • (أ)

    تعليم السواري الإنكليزي: لسليمان سليمان، طبع سنة ١٢٧٥ﻫ.

  • (ب)

    القواعد العمومية التي على التعليمجي أجزاؤها: لحمدانسي، طبع سنة ١٢٨٣.

  • (جـ)

    تعليم مدفع عيار ٤ ششخانة: لحسن مظهر، طبع سنة ١٢٨٤ﻫ.

  • (د)

    النبذة السنية في تعبئة الجيش العصرية: ترجمها أحمد حمدي أحد خوجات المدارس الحربية، طبع سنة ١٢٨٨ﻫ.

  • (هـ)

    حكم ونصائح عمومية في فن العسكرية: لمحمد عثمان المترجم في ديوان الجهادية، طبع سنة ١٢٨٨ﻫ.

  • (و)

    تعبية الفرقة المفيدة على الأصول الجديدة: لحسن فهمي، طبع سنة ١٢٨٩ﻫ.

  • (ز)

    تذكرة حميدة في تعبية السواري الجديدة: بلا اسم، طبع سنة ١٢٨٩ﻫ.

  • (ح)

    اللآلي السنية في تعليم قراءة الخرط الطوبوغرافية: لأحمد زكي أحد معلمي الرياضة في المدارس الحربية، طبع سنة ١٢٩٠ﻫ.

  • (ط)

    اللآلي السنية في المناورات الحربية: لرجب صديق، طبع سنة ١٢٩١ﻫ.

  • (ي)

    النخبة الجلية في تعليم البلطجية: لأحمد العلمي طبع على الحجر.

  • (ك)

    تعليم مدافع الحصار: بلا اسم.

(١-٤) نقل العلوم الدخيلة في سوريا

أولًا: الطبيعيات والرياضيات والفلك

إذا قلنا مدارس سوريا هنا، إنما نريد المدرسة الكلية الأميركية في بيروت؛ لأنها اشتغلت وحدها في نقل العلوم العصرية الطبيعية والطبية والرياضية، ولم يكن لها عمل في النصف الأول من القرن التاسع عشر، أو العصر الأول من النهضة الحديثة، وإنما كان ذلك لمصر وحدها، ثم اشتركت بيروت في هذه الحركة في النصف الثاني من القرن المذكور، ولا سيما بعد أن تأسست المدرسة الكلية، وأخذ أساتذتها في التعليم باللغة العربية، فلم يروا بدًّا من نقل الكتب لتلاميذهم عن مؤلفي الأميركان والإنكليز، وكانوا قد بدءوا بذلك في مدرسة عبية، وأكثر الأساتذة عملًا في ذلك الدكتور كرنيليوس فانديك، ثم الدكتور يوحنا ورتبات، والدكتور بوسط، وقد اشتغل أولهم في نقل معظم فروع العلم الحديث في الطب والطبيعيات والرياضيات والفلك وغيرها؛ ولذلك سنجعل الكلام في منقولات المدارس السورية، يشتمل هذه العلوم كلها، إلا كتب الدين فنفرد لها فصلًا على حدة، وهاك تراجم أهم الذين اشتغلوا في ذلك من أساتذة الكلية، ثم مَن سواهم:
  • (١)
    الدكتور كرنيليوس فانديك: وُلِد سنة ١٨١٨ وتوفي سنة ١٨٩٥، هو هولاندي الأصل، لكنه أميركي المنشأ، تفقه بأميركا في علوم عصره، فتعلم الطب والصيدلة والرياضيات واللغات القديمة، فاختاره مجمع المرسلين الأميركان سنة ١٨٤٠ مرسلًا طبيًّا للديار السورية، فجاء بيروت وأخذ في درس اللغة العربية، واجتمع بالمعلم بطرس البستاني وهما شابان، فسكنا معًا وائتلفا، ولم يمضِ زمن طويل حتى أتقن اللغة العربية على اليازجي والأسير، وأصبح نطقه فيها كأنه من أبنائها، وحفظ كثيرًا من أمثالها وأشعارها، وأحب الوطن السوري فاستهلك في خدمته، فأنشأ مدرسة عبية بلبنان، وأخذ في تأليف الكتب اللازمة للتدريس في الفنون الحديثة، فألف في الجبر والمقابلة والهندسة والمثلثات وسلك البحار والطبيعيات والجغرافيا قبل إنشاء المدرسة الكلية، ثم دُعِي إلى صيدا فعلَّمَ فيها مدة، وكان عالي سميث أحد كبار المستشرقين المبشرين الأميركان في سوريا قد باشر ترجمة التوراة، وتوفي فأتمها فانديك — وسنعود إلى ذلك.
    figure
    الدكتور كرنيليوس فانديك.
    ولما أنشئت المدرسة الكلية سنة ١٨٦٦، عيَّنوه أستاذًا فيها يعلم الكيمياء والفلك والظواهر الجوية والباثولوجيا، وهو يؤلف الكتب في هذه المواضيع للتلاميذ، وتُنشَر في مطبعة الأميركان ببيروت، ثم انفصل عن الكلية سنة ١٨٨٢ على أثر خلاف وقع بين تلاميذ الطب وعمدة المدرسة، ورأى الحق مع التلاميذ ولم تنصفهم العمدة، فاستقال احتجاجًا على ذلك الحكم، لكنه ما زال عاملًا على خدمة هذه النهضة بالتطبيب، وبث روح الغيرة والإقدام بالقدوة الشخصية؛ لأنه كان مثالًا للعمل بهما، وعرف السوريون فضله فاحتفلوا بيوبيله الخمسيني سنة ١٨٩٠ احتفالًا اشتركوا فيه على اختلاف الطوائف والملل والعناصر،١٠ وما زال عاملًا حتى توفاه الله سنة ١٨٩٥، وخلف كتبًا في أهم العلوم العصرية. وكان يجدر بنا أن نترجمه بين أصحاب الموسوعات لو لم يقضِ سياق الكلام إيراد ترجمته هنا، وهذه مؤلفاته وكلها مطبوعة في مطبعة الأميركان في بيروت، نذكرها حسب المواضيع:
    • (أ)
      في الطب:
      • الباثولوجيا في مبادئ الطب البشري.

      • التشخيص الطبيعي للفحص الطبي.

      • رسالة في الجدري للرازي مع ملحق لها.

    • (ب)
      في الرياضيات:
      • الأصول الجبرية.

      • الأصول الهندسية.

      • الأنساب والمثلثات وسلك الأبحر.

    • (جـ)
      في الفلك:
      • أصول الهيئة في علم الفلك.

      • محاسن القبة الزرقاء.

    • (د)
      في الطبيعيات والكيمياء:
      • النقش في الحجر: في تسعة مجلدات صغيرة في العلوم الحديثة كالفلسفة الطبيعية، والكيمياء، والجغرافية الطبيعية، والنبات، والفلك، والجيولوجيا للتعليم في المدارس.

      • علم الكيمياء.

    • (هـ)
      في الجغرافية والتاريخ:
      • المرآة الوضية في الكرة الأرضية

      • تاريخ الإصلاح.

    • (و)
      في اللغة:
      • محيط الدائرة في العروض والقوافي

    غير مقالات في مواضيع دينية تهذيبية وأدبية كانت تُنشَر على حدة، أو في النشرة الأسبوعية، وأكثر كتبه مزينة بالرسوم.

  • (٢)
    الدكتور يوحنا ورتبات توفي سنة ١٩٠٨: هو من أساتذة الكلية، أصله آرمني، وُلِد في سوريا، وتثقف على أيدي المرسلين الأميركيين، وأتقن الإنكليزية، وصار مبشرًا، ثم ترك التبشير وأتقن الطب، وتعين أستاذًا في المدرسة الكلية لتعليم التشريح والفسيولوجيا، فألف فيهما وفي غيرهما كتبًا مفيدة كلها مطبوعة في مطبعة الأميركان في بيروت، وهي:
    • (أ)

      أصول التشريح: فيه مئات من الرسوم.

    • (ب)

      الفسيولوجيا: فيه مئات من الرسوم.

    • (جـ)

      حفظ الصحة: اسمه كفاية العوام.

    • (د)

      كتاب التشريح الصغير.

    • (هـ)

      رسائل طبية عديدة.

    • (و)

      أدان سوريا نشر في الإنكليزية.

    • (ز)

      قاموس إنكليزي وعربي ينسب إليه.

    • (ح)

      قاموس عربي وإنكليزي له وللدكتور بورتر.

    • (ط)
      كتاب حكمة العرب نُشِر في الإنكليزية.١١
  • (٣)
    الدكتور جورج بوسط توفي سنة ١٩٠٩: وهو من أساتذة الكلية، أميركي الأصل، جاء سوريا مبشرًا سنة ١٨٦٣، فأتقن العربية في طرابلس الشام، ولما أنشئت الكلية الطبية سنة ١٨٦٦ تعين أستاذًا فيها للنبات والجراحة والمواد الطبية، فألف فيها كلها، وما زال عاملًا إلى سنة ١٩٠٨ فاستقال، وتوفي في السنة التالية، وهذه مؤلفاته وكلها مطبوعة في مطبعة الأميركان في بيروت:
    • (أ)
      في الطب:
      • المصباح الوضاح في صناعة الجراح.

      • الأقرباذين والمواد الطبية.

      • مبادئ التشريح والهيجين والفسيولوجيا.

    • (ب)
      في التاريخ الطبيعي:
      • مبادئ النبات.

      • نبات سوريا وفلسطين: درسه بنفسه هناك.

      • علم الحيوان: في جزأين.

    • (جـ)
      مواضيع أخرى:
      • فهرس الكتاب المقدس.

      • قاموس الكتاب المقدس: في مجلدين.

      • مجلة الطبيب، تقدَّم ذكرها بين المجلات.١٢

    ونبغ من تلاميذ الكلية الأميركية طبقة اشتغلوا في العلوم الطبيعية، كما نبغ في مدرسة قصر العيني، لكنهم لم تظهر لهم آثار مطبوعة؛ لأنهم لم يتولوا تدريس هذه العلوم في تلك المدرسة إلا نادرًا، ولأن هذه الكتب كانت تؤلَّف للتعليم بها في المدارس، ثم ما لبثت الكلية أن جعلت التعليم فيها باللغة الإنجليزية، فاستغنت عن التأليف في العربية، على أن الذين تخرجوا في دورها العربي أو علَّموا فيها قد خلفوا آثارًا مكتوبة، أشهرهم:

  • (٤)
    الدكتور بشارة زلزل توفي سنة ١٩٠٥: آل زلزل بيت معروف في لبنان، نبغ من أفراده طائفة من أهل الوجاهة والعلم، منهم الدكتور بشارة، تفقه في المدرسة الكلية الأميركية، وكان من كبار الكتَّاب في الطب والطبيعيات، اشترك في إنشاء مجلة الطبيب في بيروت مع الشيخ إبراهيم اليازجي، والدكتور سعادة سنة ١٨٨٤، ثم جاء اليازجي وزلزل إلى مصر وأنشأا مجلة البيان سنة ١٨٩٧ بالقاهرة، وفي السنة التالية استقل اليازجي بها وسماها الضياء، وعاد الدكتور زلزل إلى الاشتغال في التاريخ الطبيعي، فأخذ في تأليف مطوَّل في علم الحيوان نشر منه بضعة أجزاء، وتوفي قبل إتمامه، وله مقالات علمية عديدة في المقتطف وغيره.
  • (٥)
    أسعد الشدودي المتوفى سنة ١٩٠٦ﻫ: كان أسعد الشدودي من نوابغ علماء الرياضيات، وما يُبنَى عليها من الميكانيكيات، وُلِد في عاليه (لبنان) سنة ١٨٢٦، وتلقى العلم في مدرسة عبية الأميركية، وتولى التدريس في مدارس مختلفة، فلما أنشئت المدرسة الكلية الأميركية في بيروت تولى تدريس الرياضيات فيها سنة ١٨٦٧، فتفقه عليه فيها أقدم تلاميذها، ثم تولى تدريس العلوم الطبيعية، فألَّف كتابه «العروس البديعة في علم الطبيعة»، أتقن فيه على الخصوص باب البصريات والميكانيكيات؛ لأنها تحتاج إلى معرفة رياضية، طبع في بيروت سنة ١٨٧٣، وهو من أفضل كتب الطبيعيات حتى الآن.
  • (٦)
    مؤلفات في العلوم الدخيلة للأحياء من المعاصرين في مصر والشام: وهناك بقية صالحة من نوابغ مدارس الطب على عهد التدريس في اللغة العربية وبعده بمصر والشام، لهم مؤلفات مفيدة في الطبيعة وغيرها، لا يزالون في قيد الحياة، ولا يجوز لنا أن نترجمهم عملًا بالقاعدة التي وضعناها لنفسنا في تأليف هذا الكتاب، فنكتفي بذكر مؤلفاتهم الهامة، لعل القارئ يحتاج إلى شيء منها، وكلها مطبوعة بمصر أو الشام وهي:
    • هبة المحتاج في الطب والعلاج، لعيسى باشا حمدي.

    • بلوغ الآمال في صحة الحوامل والأطفال، لعيسى باشا حمدي.

    • لمحات السعادة في فن الولادة، لعيسى باشا حمدي.

    • نتائج الأقوال في أمراض الأطفال، لعيسى باشا حمدي.

    • واضح المنهاج في مختصر فن العلاج، لعيسى باشا حمدي.

    • المعراج في الطب الباطني والعلاج، لعيسى باشا حمدي.

    • نهاية الأصل والفرع في التسمع والقرع، لعيسى باشا حمدي.

    • المنافع الكبرى في فن الجراحة الصغرى، لعيسى باشا حمدي.

    • علم الحيوانات، لعثمان باشا غالب.

    • مختصر تركيب أعضاء النبات، لعثمان باشا غالب.

    • صدق البيان في طب الحيوان، لجرجس طنوس عون.

    • الظواهر البديعة في علم الطبيعة، لمحمد فوزي الحكيم.

    • نموذج الإتقان في نفس الإنسان، لمحمد فوزي الحكيم.

    • الآيات البيِّنات في النباتات والحيوانات، لمحمد فوزي الحكيم.

    • كشف المخبآت في منافع الحيوانات، لمحمد فوزي الحكيم.

    • الطالع الشرقي في التشريح الدقي، لمحمد بك طلعت.

    • أصول تشريح المنسوجات، لمحمد بك طلعت.

    • مرشد العيال في تدبير الأطفال، للدكتور سليم جلخ.

    • الجواهر البديعة في علم الطبيعة، للدكتور كامل الكفراوي.

    • قلائد الحسنات في علم النباتات، للدكتور كامل الكفراوي.

    • المطالب الطبية، ٣ أجزاء للدكتور إبراهيم منصور.

    • صحة المرأة في أدوار حياتها، للدكتور أحمد عيسى.

    • أمراض النساء، جزءان للدكتور أحمد عيسى.

    • الإسعافات الطبية، مزين بالرسوم للدكتور رشدي.

    • التدبير العام في الصحة والمرض، للدكتور رشدي.

    • الإسعاف الأوَّلِي، للدكتور محمد عبد الحميد.

    • العلاج بعد العمليات، للدكتور محمد عبد الحميد.

    • تعليل النوع، للدكتور محمد عبد الحميد.

    • العلاج الجراحي، للدكتور محمد عبد الحميد.

    • التشريح الجراحي، للدكتور محمد عبد الحميد.

    • الحمل خارج الرحم، للدكتور محمد عبد الحميد.

    • أمراض النساء، للدكتور محفوظ.

    • فن الولادة، للدكتور محفوظ.

    • الإسعافات الطبية، للدكتور عزت.

    • تدبير الأطفال، للدكتور إسكندر جريديني.

    • حياتنا التناسلية، للدكتور أبو جمرة.

    • وقاية الشبان، للدكتور أبو جمرة.

    • الشذور الذهبية في المادة الطبية، للدكتور صهيون.

    • الطب البيطري، للدكتور عبد العزيز النعماني.

    • نصائح للأمهات، للدكتور فريد عبد الله.

    • الفرائد السنية في الفسيولوجيا، للدكتور فريد عبد الله.

    • النشوء والارتقاء، للدكتور شميل.

    • عجائب الخلق، لجرجي زيدان.

    • علم الطبيعة، لإسماعيل باشا حسنين.

    • طبقات الأمم، لجرجي زيدان.

(٢) ثانيًا: كتب الدين

نعني نقل التوراة إلى العربية في هذه النهضة، فيحسن بنا تمهيد الكلام بتاريخ ترجمة هذا الكتاب.

(٢-١) ترجمة التوراة

أقدم ترجمات التوراة الباقية إلى الآن ترجمة سعيد الفيومي المتقدم ذكرها في الجزء الثاني من هذا الكتاب، ومن الترجمات الضائعة — غير ترجمتها في الجاهلية، وترجمة عبد الله بن سلام في أيام المأمون — ترجمة حنا أسقف إشبيلية في أواسط القرن الثامن للميلاد، فإن هذا الأسقف اهتم بنقل التوراة من اللاتينية إلى العربية على أثر انتشار العرب في الأندلس، ويُظَن أنه نقلها كلها، وقد ذكر الدكتور فانديك قطعًا منها مخطوطة وُجِدت في سوريا لكنها لم تكن شائعة، ولا طُبِع منها شيء.

تليها ترجمة سعيد الفيومي المتقدم ذكرها، وقد ذكروا ترجمة للتوراة السامرية إلى العربية، نشرها جونبول المستشرق المتقدم ذكره، هي عبارة عن ترجمة الأسفار الخمسة، ولا يُعرَف تاريخ ترجمتها، لكنها تُنسَب إلى مترجم اسمه أبو سعيد السامري، يُظَن أنه عاش بين القرن العاشر والقرن الثالث عشر للميلاد، وقد استعان الدكتور فانديك بها في ترجمة التوراة الأميركية الآتي ذكرها، ومنها نسخة في المكتبة الخديوية مطبوعة في ليدن سنة ١٨٥١.

وهناك ترجمة الأسفار الخمسة لأحد يهود شمالي إفريقيا في القرن الثالث عشر للميلاد، طُبِعت في أوربا سنة ١٦٢٢، وترجم بعض علماء اليهود في الإسكندرية أسفار النبوات إلى العربية عن التوراة السبعينية اليونانية في القرن العاشر للميلاد، طُبِع بعضها في باريس سنة ١٦٤٥، وفي لندن سنة ١٥٦٧.

ومن أسفار التوراة قطع أو فصول منقولة عن التوراة السريانية إلى العربية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر، طُبِع بعضها في أوربا، وربما وُجِدت نسخ منها في الأديار.

وترجم المزاميرَ إلى العربية عبدُ الله بن الفضل في القرن الثاني عشر للميلاد عن التوراة السبعينية، وطُبِعت الترجمة في حلب سنة ١٧٠٦، وفي لندن سنة ١٦٢٥، وهناك ترجمة أخرى للمزامير طُبِعت في الشوير (لبنان) وغيرها في أماكن مختلفة، وكذلك الأناجيل فإنها تُرجِمت غير مرة عن اليونانية أو عن السريانية أو القبطية، وقد طُبِعت البشائر الأربع للمرة الأولى في رومية سنة ١٥٩١، ثم طُبِعت مرارًا في أماكن مختلفة.

وصدر أمر بابا رومية إلى سركيس الرزي مطران دمشق على الموارنة في القرن السابع عشر أن يجمع ما في العربية من الترجمات، ويضع ترجمة جديدة، فأخذ في العمل سنة ١٦٢٠ وجمع الترجمات المعروفة، واستخرج منها نسخة جديدة، وجعل معوله على الترجمة اللاتينية في الأكثر، وطُبِعت هذه الترجمة في رومية سنة ١٦٧١ في ثلاثة مجلدات كبيرة، واضطر المرسلون الإنكليز لما أرادوا التبشير في الشرق العربي أن يعولوا عليها، وما زالت هي عمدتهم حتى ظهرت ترجمة الأميركان.

وفي أواسط القرن الماضي اشتغل أحمد فارس الشدياق قبل إسلامه مع الأستاذ لي المستشرق الإنكليزي في ترجمة عربية جديدة للتوراة، لتعول عليها جمعية نشر الكنيسة في التبشير، ولكنهما عولا على الترجمة الإنكليزية المعروفة بنسخة الملك جيمس، وفيها أغلاط تسرَّبت إلى الترجمة العربية، على أن هذه الترجمة لم تُنشَر مع أنها طُبِعت سنة ١٨٥٧ في لندن.

(٢-٢) الترجمة الأميركية للتوراة

وأخذ المرسلون الأميركان في سوريا يهتمون بنقل التوراة إلى العربية ترجمة دقيقة، شرعوا في ذك سنة ١٨٣٧، ولم تكن معدات الطبع متوفرة لهم في ذلك الحين، فأخذوا يهتمون بصنع الحروف لهذا الغرض، فعل ذلك الدكتور عالي سميث، وفرغ من إعداد الأمهات سنة ١٨٤٣، فانحرفت صحته ولم يستأنف العمل والترجمة إلا سنة ١٨٤٨ بمساعدة المعلم بطرس البستاني؛ لأنه كان ضليعًا في السريانية، وتعلم العبرانية مع سميث، وكان البستاني يكتب المسودات ويدفعها إلى سميث، وهذا يقابلها على الأصل ثم تُدفَع إلى المطبعة، وبعد جمعها يوزع من المجموع نسخ على بعض الثقات من علماء العربية لأجل تنقيح العبارة، ثم تعود كلها إلى الدكتور سميث فيقابلها، ويعتمد ما يراه ويأمر بالطبع.
figure
الدكتور عالي سميث.

وتوفي الدكتور سميث سنة ١٨٥٧، ولم يطبع من التوراة إلا سفر التكوين والخروج، وتحول هذا العمل بعد موته إلى الدكتور فانديك، وقد تولى إدارة المطبعة الأميركانية، فسار على خطوات سلفه من حيث التعويل على ثقات العرب في تنقيح العربية، وكثيرًا ما كان يراجع ثقات المستشرقين بأوربا، ولا سيما فلايشر وروديغر، وكانت المسودة تتوقف عن الطبع أحيانًا بضعة أشهر لاستيفاء البحث والمراجعة.

أما من ثقات العرب فكان معوله في التنقيح وقراءة المسودات على المعلم بطرس البستاني، والشيخ ناصيف اليازجي، والشيخ يوسف الأسير، وما زال مثابرًا على هذا العمل الشاق حتى أتمه، وصدرت التوراة كاملة، وهي المتداولة بين أيدي الناس، وتُعرَف بالتوراة الأميركية نسبة إلى المبشرين الأميركان، وكان معولهم في الترجمة على النسخة العبرانية في الأكثر.

(٢-٣) الترجمة اليسوعية

هي ترجمة الآباء اليسوعيين، وتُعرَف بالتوراة اليسوعية، عمدوا إلى ترجمتها لمنافسة الأميركان ومقاومة سعيهم في نشر مذهبهم، وكان معولهم في الترجمة على النسخ العبرانية واليونانية والسريانية، والنسخة اللاتينية التي عليها معول الكنيسة الكاثوليكية، وقد اعتمدوا في تصحيح لغتها وضبط عبارتها وأسلوبها على الشيخ إبراهيم اليازجي، وبالغوا في إتقان طبعها، وأضافوا إليها بعض الرسوم والأشكال، فجاءت في غاية الإتقان شكلًا وأسلوبًا، ولكل من الترجمتين الأميركية واليسوعية حسنات وسيئات، أتينا بأمثلة منها في السنة الثانية من الهلال.

هوامش

(١) وتفصيل ترجمته في تراجم مشاهير الشرق ٢ ج٢ (الطبعة الثانية).
(٢) الخطط التوفيقية ٤ ج١٧.
(٣) تجد ترجمته في تراجم مشاهير الشرق (طبعة ثانية) ١٥٠ ج٢
(٤) تجد تفصيل ذلك في مشاهير الشرق ٢١٦ ج٢ (ط٢).
(٥) تجد تفصيل ترجمته في تراجم مشاهير الشرق ١٦٩ ج٢ (ط٢).
(٦) ترجمته في تراجم مشاهير الشرق ١٨٣ ج٢(ط٢).
(٧) ترجمته في تراجم مشاهير الشرق ١٩٥ ج٣ (ط٢).
(٨) له أعمال أخرى نشرت في ترجمته بتراجم مشاهير الشرق ١٦٣ ج٢ (ط٢).
(٩) ترجمته في تراجم مشاهير الشرق ١٨٢ ج١ (ط٢).
(١٠) ترى تفصيل ترجمته في تراجم مشاهير الشرق ٤٠ ج٢ (ط٢).
(١١) ترجمته في مشاهير الشرق ٢٦٢ ج٢ (ط٢).
(١٢) تفصيل ترجمته في مشاهير الشرق ٢٦٩ ج٢ (ط٢).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤