غضبة الأسد

مصائبُ أشتاتٌ ينلن من الحشا
منال الرياح السافيات من الصخر
وما إن قسا قلبي ولكنَّ همتي
تعالتْ فلم تعبأ بغطرسة الدهر
فلا تحسبوا أن الزمان وإن عتا
سيحملُني يوما على مركب وعر
أبى لي احتمال الضيم نفسٌ أبيةٌ
لها ما لهذا الدهر مِنْ عَنَتِ الجور
فلا حمدت مسعاي آل مبارك
إذا لم أُبِتْ أعداء مصر على جمر

•••

لعمر الليالي الدهم وَهْيَ شواهد
ببأسي الذي أودى بما جئن من ذعر
لئن لم يبن طوعًا عن النيل غاصب
نرى لبثه فينا أَضَرَّ من الكفر
لَأستمطرنَّ الشعب سخطًا ونقمة
على ما جنت يُمناهُ في مصر من نكر
فيغضب مغوارٌ ويعبس فاتكٌ
ويفزع موتورٌ إلى سَفَهِ الشر
ويُمسي رجال النيل أُسدًا غواضبًا
تخايل في برد من الفتك والزأر

•••

لقد خاب ظن القوم إن كان غرهم
جنوحُ البحور الطاغيات إلى الجزر
فقد تزفر الآساد وَهْيَ روابضٌ
كما يزفر الماء المحجب في القدر
ألم يأتهم أن النجوم إذا هوتْ
تصير رجومًا لا تنهنه بالزجر

•••

أبى الله أن نفنى وفينا بقيةٌ
يعز عليها أن نُصفَّدَ بالأسر
فكيف يُسام الخسفَ شعبٌ معزَّزٌ
له ما لأهل الغرب إن هب من أزر
فكفوا بني التاميز عن نهب أنفس
تحاول أن تحيَى مع الأنجم الزهر

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤