كلمة

من مقدمة ذكرى فريد بك

هذه صحائف بيض، نكتبها لمن كان له قلب؛ ليعرف أن عظماء الشرق خيرٌ من عظماء الغرب، وأن ابن النيل في بأسائه أشرف من ابن التاميز في نعمائه.

وليعلم الذين في قلوبهم مرض، أن مصر التي كانت عروسَ الممالك لا تزال تنبت عرائس النفوس، وكرائمَ العقول، وأنها إن حُرمت الحول والطول فقد مُنحت الفضل والنبل، وأنها خليقةٌ بأن تقتلع الظلم من أصوله، والجور من جذوره، كما يقتلع الماء وهو صاف شفاف، ما يعترضه من لفائف الأعشاب، وقذائف الأوشاب، وأن تمحو آية الذل، كما يمحو الصبح آية الليل، وأن تنسخ الاحتلال، كما تنسخ الشمس الظلال.

ومن يك مثلنا حسبًا ومجدًا
تشجعه الصواعق والرعود
فإن يك سرهم منعى فريد
فكل غضنفر منا فريد

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤