الفصل الأول

صغار السقراطيين

(٧٩) ثلاث مدارس

(أ) من أصحاب سقراط (٢٧–و) جماعة علَّموا في حياته أو بعد مماته وكتبوا «مصنفات سقراطية» أجروا فيها على لسانه تأويلهم الشخصي لفكره، مع ادعائهم جميعًا صدورهم عنه، أشهرهم ثلاثة: إقليدس مؤسس المدرسة الميغارية، وأنتستانس مؤسس المدرسة الكلبية، وأرستبوس مؤسس المدرسة القورينائية، وظلت مدارسهم قائمة إلى منتصف القرن الثالث بل إلى ما بعد هذا التاريخ، ومع ذلك لم يصلنا من كتبهم الكثيرة سوى شذرات قليلة، وندرت الأخبار عنهم حتى ليتعذر تصوير أشخاصهم ورواية آرائهم بشيء من الدقة والتفصيل، وقد اصطلح على تسميتهم بصغار السقراطيين أو أنصاف السقراطيين على تقدير أن أفلاطون هو السقراطي الكبير والسقراطي الخالص، ويعترض البعض على هذه التسمية فيقول: أما أن أفلاطون أعلاهم قدرًا فهذا حكم قائم على أن كتبه قد وصلت إلينا كلها وضاعت كتبهم، وأما أنه السقراطي الحقيقي فمن أين لنا أن تعاليم سقراط هي التي ذكرها أفلاطون؟ ونحن لا نرى بأسًا بهذه التسمية ما دام الحظ قد خانهم إلى هذا الحد وأوصد دوننا كل سبيل لإنصافهم إن كانوا يستحقون الإنصاف، وأغلب الظن أنهم لا يستحقون، فإن ما بقي لنا من أقوالهم وأخبارهم يدل على أنهم مارسوا النقد السلبي المعروف عن السوفسطائيين، وأفلاطون وحده أقام مذهبًا إيجابيًّا فهو كبير وهم صغار، ثم إن الصورة التي بقيت للإنسانية عن سقراط هي تلك التي رسمها أفلاطون، فبالقياس إليها وبالإضافة إلى حالة علمنا بهم، أفلاطون السقراطي الكلي وهم أنصاف سقراطيين.

(٨٠) إقليدس والمدرسة الميغارية

(أ) عاد إقليدس إلى وطنه ميغاري وأنشأ مدرسة اشتهرت بالجدل، ولحق به بعض الإخوان منهم أفلاطون، وكانت تربطهما صداقة متينة، فأحسن وفادته، وقد مر بنا أن أفلاطون قضى هناك ثلاث سنين، ولا شك أنه تأثر بالجدل الميغاري، كان إقليدس قد تلقى في أول أمره المذهب الإيلي بما فيه من جدل عند بارمنيدس وزينون، ثم عرف الحركة السوفسطائية، فجاء مذهبه مزيجًا من الإيلية والسقراطية مع ميل كبير إلى السفسطة، جمع بين الوجود البرمنيدي والخير السقراطي مطلب الإرادة وقاعدة الأخلاق فقال: إن الوجود واحد والخير واحد كذلك، وما ليس خيرًا فلا وجود له، أو — على حد تعبير أرسطو — الوجود والخير متساوقان، فالوجود خير والخير وجود، ولكن الخير يسمى بأسماء كثيرة فيقال له: الله أو العناية أو العقل، ويبدو الوجود في ماهيات مختلفة هي مظاهر الوحدة الأصلية وليس لها وجود إلا في الفكر، أما إذا اعتبرناها حقيقية امتنع كل قول وكل حكم؛ لأن وضعها في الحقيقة يجعلها منفصلة متمايزة ثابتة، فكيف تحمل واحدة على أخرى؟ كذلك تمتنع الحركة لامتناع تحول ماهية إلى غيرها، فالحكم لغو والحركة وهم والماهيات واحدة وإن تعددت الأسماء. فإقليدس إيلي عالج مذهب بارمنيدس بما أخذ عن سقراط من أقوال في المعنى الكلي والماهية والحكم والخير، وهو إيلي كذلك في منهجه؛ إذ يقال: إنه كان يقلد زينون فيعتمد على برهان الخلف وهو برهان يهدم النتيجة ببيان ما يترتب عليها من محالات دون التعرض للمقدمات، والجدل السقراطي قائم على الاستقراء بالأمثلة ومهاجمة مقدمات الخصم.

(ب) وخلفه أوبوليدس المِلَطي، وكان خصمًا عنيدًا لأرسطو استخدم برهان الخلف ووضع حججًا من طراز حجج زينون يلوح أنه قصد بها إلى معارضة المنطق الأرسطوطالي وعلى الخصوص مبدأ عدم التناقض الذي يقضي بأن المسألة الواحدة لا تحتمل الإيجاب والسلب في آن واحد، ولكنه تناسى الشرط الذي أضافه أرسطو بقوله: «ومن جهة واحدة» فجاءت حججه أغاليط مكشوفة، منها قوله: إذا قلت إنك تكذب، وكنت صادقًا في قولك فأنت كاذب وصادق في آنٍ واحد، ومنها: من لم يفقد شيئًا فهو حاصل عليه، وأنت لم تفقد قرنين، إذن فلك قرنان، ومنها: إذا تقدم أبوك إليك وكان مقنعًا فإنك لا تعرفه، إذن فأنت تعرف أباك ولا تعرفه في آن واحد، ومنها سؤاله: كم يلزم من الحبوب لتكوين كومة قمح؟ فإن الحبة الواحدة ليست كومة ولا الحبتان ولا الثلاث، فمتى يصح أن يقال كومة مع العلم بأنه مهما يكن العدد المختار فإن الكومة تبدأ بزيادة حبة واحدة، أو كم شعرة يلزم أن تسقط من رأس الرجل ليقال: إنه أصلع؟ وهو نفس القول السابق ولكن من جهة الطرح لا من جهة الجمع، ويذكر له غير ذلك من «الفكاهات المنطقية».

(ﺟ) وجاء بعده أستلبون الميغاري، نحا نحوه فأصاب إقبالًا كبيرًا؛ إذ يقال: إن تلاميذ ثاوفراسطس وتلاميذ المدرسة القورينائية كانوا يختلفون إليه ويستمعون لدروسه، وقد وجه نقده لنظرية المثل الأفلاطونية معتمدًا على برهان الخلف أيضًا، وذكرت له حجج؛ منها: ليس مثال الإنسان فلانًا أو فلانًا، ولا متكلمًا مثلًا أو غير متكلم، وإذن فليس يسوغ القول: إن الرجل الذي يتكلم إنسان؛ إذ إنه لا يطابق المثال. حجة أخرى: مثال البقل قديم فليس هذا الذي تعرضه عليَّ بقلًا من حيث إنه غير قديم. حجة ثالثة: إذا أردت أن تقول: إن هذا الشخص يحقق معنى الإنسان، وكان هذا الشخص في ميغاري، فيلزمك القول: إنه لا يوجد إنسان في أثينا من حيث إن المثال واحد لا يتعدد. وعرض لمسألة الحكم فذهب إلى أن التفكير بمعانٍ محدودة ثابتة على طريقة أفلاطون وأرسطو يؤدي إلى امتناع الحكم؛ لأن الحكم في هذه الطريقة قول بتطابق ماهيتين متمايزتين مثل «إن الفرس يعدو» و«إن الإنسان طيب»، وهذا يعني أن كلًّا من الفرس والإنسان هو شيء آخر غير ذاته، وإذا قلت: إن الطيب هو بالفعل نفس الشيء الذي هو إنسان لم يسغ لك إضافة الطيب إلى الدواء مثلًا أو إلى الغذاء. والخلاصة أن الميغاريين عنوا بالنقد ولم يعنوا بالإنشاء، فلم يمتازوا عن السوفسطائيين في شيء.

(٨١) أنتستانس والمدرسة الكلبية

(أ) وُلد أنتستانس في أثينا، وتتلمذ لغورغياس فنشأ على السفسطة، ثم عرف سقراط ولزمه، وبعد وفاة سقراط أخذ يعلِّم، وكان يجتمع بتلاميذه في مكان اسمه «الكلب السريع»، فأطلق عليهم اسم الكلبيين، ولعل هذا الاسم لحقهم بالأكثر لسماجتهم وغرابة أطوارهم؛ فقد كان أنتستانس معجبًا بتواضع سقراط وبساطة معيشته وحرية قوله، فأسرف في محاكاته وأسرف تلاميذه، كانوا يشترطون للانضمام لزمرتهم أن يعدل المريد عن خيرات الدنيا، وأن ينزل عن مكانته الاجتماعية، فيلبس لباس عامة الشعب، ويرسل شعر الرأس واللحية؛ ولما تغير الزي الشعبي بتأثير المقدونيين احتفظوا هم بزيهم فكان دلالة عليهم، وكانوا يحملون العصا بأيديهم والجراب فوق ظهورهم ويطوفون في التماس قوتهم كالشحاذين المحترفين أو كرهبان الهنود، وليس لهم من مأوى غير المعابد والأمكنة العامة الأخرى، وكان فيهم كثير من الشذوذ، مثل أن يقف الواحد منهم عاريًا تحت المطر في برد الشتاء أو يمكث في شمس الصيف المحرقة ليظهر قوة احتماله، وما إلى ذلك، كانوا يغشون المجالس، ويتطفلون على الموائد، فيجابهون الحضور بنقائصهم في قول جريء إلى حد البذاءة، لا يستحيون ولا يفرقون بين المقامات بل يدعون أنهم في كل ذلك يؤدون مهمة كلفهم بها الإله تزوس هي ملاحظة العيوب والتشهير بها، ويتخذون من اسمهم تشبيهًا فيقولون: إنهم حراس الفضيلة ينبحون على الرذيلة كما ينبح الكلب الحارس عند الخطر.

(ب) وأنتستانس إمامهم في آرائهم وسيرتهم، وإذا أخذنا بشهادة أفلاطون وأرسطو لم نضف إليه مقدرة فلسفية خاصة؛ فقد وصفه الأول «بالشيخ البليد العقل» ووصمه الثاني بأنه «رجل فظ أحمق»، تكلم في الماهية فأنكر أن تكون كلية وقال: «إني أرى فرسًا ولا أرى الفرسية»، فالماهية عنده فردية غير متجزئة، يعبر عنها بلفظ مفرد لا بحد مركب من لفظين أو أكثر، وعلى ذلك يستحيل الحكم والجدل والخطأ: أما الحكم فلأنه يستحيل تصور شيء إلا بتصور هذا الشيء نفسه، ويستحيل التكلم عنه إلا بذكر اسمه، فإن الماهية إما أن تكون بسيطة فلا تحد بل تشبه بشيء آخر، وإما أن تكون مركبة فتذكر عناصرها، والعناصر لا تحد بل تشبه بغيرها، وفي كلا الحالين تعرف الماهية باسمها أو باسم ماهية تشبهها — وكان يقول بهذا المعنى: «بداية كل تعليم دراسة الأسماء» — فليست تضاف الماهيات بعضها إلى بعض ولكنها تبقى منفصلة لتباينها مثل مباينة «الإنسان» و«الطيب»، فكل ما يصح أن يقال هو: الإنسان إنسان والطيب طيب، وأما الجدل فمستحيل؛ لأن المتناظرين إما أن يتعقلا شيئًا واحدًا فهما متفقان، وإما أن يتعقلا أشياء مختلفة فلا معنى للمناظرة، وأما استحالة الخطأ فلأن المفهوم من الخطأ أنه تصور ما ليس موجودًا، ويستحيل أن نتصور غير الموجود. هذا الرأي في التصور والحكم يستتبع ازدراء العلم من حيث إن العلم مجموعة معانٍ وأحكام، وكان أنتستانس يزدري العلوم بالفعل ويعتبرها غير مفيدة للسيرة، فقصر كلامه على الفضيلة وهي عنده الشيء الوحيد الضروري للحياة، وكان يحمل على اللذة وأتباعها ويقول: «إني أوثر أن أبتلى بالجنون على أن أشعر باللذة.» وبالطبع لم يستخدم في تعليم الفضيلة الأسلوب الاستدلالي الذي نقده بل كان يورد الأمثال ويذكر الأبطال ويصوغ الحِكَم، فيبرز الفضيلة في صور حية ويحث عليها بإثارة المحاكاة لا بالبرهان، ويستدل مما وصل إلينا من عناوين كتبه أنها كانت كلها عبارة عن سرد الأمثال وتفصيل أفعال الأبطال وشرح هوميروس شرحًا رمزيًّا يستخرج منه المواعظ والعبر، فإنه كان يقول: إن الفضيلة في الأفعال والأفعال لا تعلم ولكنها تكتسب بالمران، فليست الكلبية إذن مذهبًا فلسفيًّا وإنما هي سيرة وحياة.

(ﺟ) وقام بعده ديوجانس (٤١٣–٣٢٧)، وهو يعد أحسن مثال للمدرسة بما أضافت إليه الأساطير من حكايات بعضها مشهور، وهذه الأساطير مؤلفة في الحقيقة من قطع غير متجانسة نتبين فيها شخصين متمايزين: أحدهما ملحد مستهتر، والآخر فاضل جليل، والأرجح أن ديوجانس كان هذا الشخص الثاني؛ استنادًا إلى أن أوائل الكلبيين كانوا — ولا ريب — حريصين على زهد شيخهم أنتستانس، والأرجح كذلك أن الحكايات التي تمثله متهتكًا إنما وضعت بعده بزمن طويل لما مال الكلبيون أو البعض منهم إلى مذهب اللذة وأخذوا به جهارًا في غير كلفة لا استحياء.

كان ديوجانس يحتقر العلوم كأستاذه، ويشبه فلسفته بالفنون الآلية، ويريد الناس على أن يروضوا أنفسهم على الفضيلة فيجيدوها كما يجيد الصانع الذي يزاول مهنته، فالرياضة سبب الفلاح ووسيلة الخلاص من رق الأهواء، ويعنى بالرياضة البدنية منها والنفسية، الواحدة متممة للأخرى وكل منها مربٍّ للإرادة، وكان يحتقر العرف ويقول بالطبيعة الإنسانية يستوحيها الحكيم ويتبع قوانينها دون القوانين الوضعية والاصطلاح السائر، وكان ينظر إلى الفرد مستقلًّا عن الجماعة وماهية منفصلة، ويرى الفضيلة ممكنة له بهذا الاعتبار، على عكس أفلاطون وأرسطو اللذين كانا يجعلان المدينة شرط الفضيلة، وكان الكلبيون بالإجمال أقل أهل زمانهم شعورًا بالوطنية وحرصًا عليها وأكثرهم ميلًا للإنسانية، يستحبون الدول الكبرى كدولة الفرس ودولة الإسكندر دون الأوطان الضيقة أي المدن اليونانية وعصبياتها، وهذا اتجاه جديد سيسير فيه الرواقيون، وهو متلائم مع القول بالماهيات منفصلة ليس بينها علاقات توضع في أحكام، فماهية الإنسان لا تتضمن علاقة وطنية أو سياسية ولا ترجع إلى أية ماهية أخرى، فهي مطلق لا يحتمل الإضافة وهي الحقيقة وما عداها فهو عرف لا وزن له عند الحكيم، فيتبين من هذا أن المذهب الكلبي وحدة متماسكة الأجزاء.

(٨٢) أرستبوس والمدرسة القورينائية

(أ) نشأ أرستبوس في قورينا (٢٧–و) ثم رحل إلى أثينا وانضم إلى السوفسطائيين إلى أن اتصل بسقراط فكان واحدًا من تلاميذه المواظبين، وبعد ممات المعلم سافر إلى جهات مختلفة وقضى مدة طويلة في بلاط سراقوصة لعهد دنيسوس الأول وابنه من بعده، والتقى هناك بأفلاطون ولكنه أصاب من النجاح أكثر مما أصاب صاحبه؛ لما كان يظهر من الخنوع والملق؛ استبقاءً للنعمة، فدعاه ديوجانس «بالكلب الملكي»، وفي أواخر حياته عاد إلى قورينا وعلَّم فيها.

(ب) ويستدل مما عرف عن مدرسته أنه كان حسيًّا تصوريًّا مثل بروتاغوراس يقول: إنا لا ندرك سوى تصوراتنا ولا نبلغ إلى الأشياء التي تسبب الإحساسات، بل لا ندري إن كانت إحساساتنا تشبه إحساسات غيرنا من الناس؛ لأن الإحساس شخصي ونحن منعزلون عن الخارج كأننا في مدينة محصورة ولا يشترك الناس في غير الألفاظ التي يسمون بها إحساساتهم، واللفظ الواحد يدل على شعور مختلف عند كل منهم، وإذن فلا حكم ولا علم، وكان أرستبوس هو أيضًا يزدري العلم النظري كالكلبيين، أما الأخلاق فقائمة على هذا الأساس التصوري أي على الشعور باللذة والألم، وهذا الشعور حركة فإن كانت الحركة خفيفة كان الشعور لذيذًا، وإن كانت عنيفة كان مؤلمًا، فاللذة هي الخير الأعظم وهي مقياس القيم جميعًا: هذا هو صوت الطبيعة فلا خجل ولا حياء، وما القيود والحدود إلا من وضع العرف، إذن فالسعادة في اللذة وفي اللذة الحاضرة لكن من غير تعلق بها؛ لأن التعلق مصدر قلق وألم، ومن غير تفكير في المستقبل؛ لأن المستقبل غيب والتفكير فيه مصدر قلق وألم كذلك، فالحرية الحقة والسعادة الصحيحة في التخلص من الشهوة باللذة التي ترضيها، أو بالتخلص من الحياة متى لم يعد منها نفع …

(ﺟ) وخلفته ابنته وخلفها ابنها أرستبوس الصغير، ويقال: إنه هو الذي علَّم مذهب اللذة فأضيف المذهب إلى جده، وقد يكون هذا القول صحيحًا بدليل أن أرسطو لا يذكر أرستبوس في كلامه عن اللذة، ومهما يكن من هذه النقطة فقد غلا رجال المدرسة في الحسية وعلموا الإلحاد، فقال واحد منهم: إن الآلهة في الأصل رجال ممتازون كرمهم الناس بعد مماتهم. وآخر ممثلي المدرسة «هجسياس» ذهب إلى أن اللذة التي هي الخير الأوحد لا تتحقق قوية خالصة إلا في النادر، وأن مجموع آلام الحياة يربى على لذاتها، فالسعادة أمنية مستحيلة، وطلب اللذة عبث بل تناقض؛ لأن اللذة تخلف الألم دائمًا، فالحكمة تنحصر في اتقاء الألم، ولا يتسنى ذلك إلا بقتل الشهوة والامتناع عن اللذة، ولكن الطبيعة إذا قهرت على هذا النحو عادت خامدة لا خير فيها، وصارت الحياة معادلة للموت، فما على المتعب من الحياة إلا أن يستشفي بالموت، فلقب هجسياس «بالناصح بالموت» واستمع له كثيرون واقتنع البعض بأقواله فانتحروا، وخشي الملك بطليموس أن تمتد عدوى الانتحار فنفى هجسياس وأغلق المدرسة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤