الفصل السادس

الجمال وجماهير الشغيلة

تفيد الإشارة هنا إلى أن الجمل ذلك الحيوان المتميز باحتمال كل مشاق في مجتمعاتنا العربية المجدبة، إن لم تكن الصحراوية، والذي يتمثل به قائلوه من جمهور الموال الأحمر بكثرة لافتة جدًّا، كما يتضح من النماذج الكثيرة التي سنوردها.

وكانت أنثاه، وهي الناقة، منذ المجتمعات الأموية القمرية من أقدم وأبرز المعبودات من آلهة — أنثى — وطواطم عربية.

فالعربي القديم كان يتبدى على طول التاريخ الحفري «الأركيولوجي» بدءًا من المصري القديم، والأشوري، والبابلي، والفارسي؛ جمالًا.

فالجمل حيوان هام جدًّا عند مجمل شعوبنا الصحراوية البدوية القديمة، فكان وحدة قياس لمهر العروسة، ودية أو فداء القتيل، ووحدة الميسر — أو القمار — والتضحية والفداء، يشرب البدوي لبنه في حالة ندرة الماء وما أكثرها وأشقها! سورة النحل.

وحُفظ هذا الحيوان الصحراوي داخل مجتمعات الضرع، فتبدَّى في معظم اللهجات السامية التي اكتملت روافدها في العربية، فأضفت عليه اللغة الفصحى ووحدت بينه وبين تعبيرات: جمال والجمال والجميل، أي حسن الطلعة، وبالإشارة إلى الفضائل من جيد وجامد، وكذا الجمائل.

وتحوي اللغة العربية وتحفظ للجمل نحو ألف اسم مختلف، ويرى البعض أن الجمال أو البعير كانت من العوامل الرئيسية التي سهَّلت الفتوح العربية والسامية المتزامنة والمعاصرة للدولة الحديثة في مصر الفرعونية، ثم الفتوح الإسلامية فيما بعد؛ نظرًا لجَلَده على تحمل مشاق العطش شتاءً ٢٥ يومًا.

والجمل كالحصان حيوان أمريكي الأصل، أُدخل إلى فلسطين وسوريا مع غزو الميديانيين الفرس لهما في القرن ١١ق.م — «قضاة» ٦ : ٥ — وبدوره أُدخل إلى مصر مع غزو الأشوريين في القرن ٧ق.م، ولم يُعرف في شمال أفريقيا قبل الفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي، مع الفتوح الإسلامية.

كذلك عرف العرب الجاهليون شعائر النوق والجمال السائبة، تلك التي تُترك لترعى حرة في حمى الأرض الحرام، مثل حرم مكة وحمى الطائف، منافعها للآلهة دون غيرهم.

فاعتادوا إذا ولدت الناقة خمسة بطون آخرها ذكر أن يشقوا آذانها ويخلوا سبيلها سائبة للآلهة، أو لذلك البانتيون العربي الجاهلي «الأصنام»، فلا تُركَب ولا تُحلَب، وتصبح مشاعًا طقسيًّا سائبًا تُحمى بالتابو، بمعنى ألا يصح المساس بها من جانب الأحياء، فكانت تُنْذر للآلهة والأرض المقدسة أو المحرمة.

ويحق للعربي القَسَم بالناقة والجمل، فيقول: «إذا شفيت فناقتي سائبة» وهكذا تصبح الناقة محرمة، أو تحت التابو للآلهة الأصنام بدلًا من الناس.

ولقد تسبب صاحب قتل ناقتين من تلك النوق الطوطمية الطقسية السائبة، في إشعال نار حربين قوميتين؛ أولهما ناقة النبي «الطوطم» صالح، أو ناقة الله «السائبة» حين عقرها له قومه، فكان أن دمر «رجل» الله قبائل — ويمكن القول حضارتي — عاد وثمود، حين أرسل عليهم الرعاف أو السيول كعقاب، كما هو الحال مع سالفه نوح وقومه والطوفان كعقاب.

ويُلاحظ أن «صالح» الذي أُرسل إلى قوم أو قبائل ثمود الآرامية البائدة، وكانوا يسكنون اليمن إلى أن طردهم الحميريون القحطانيون، ورأسهم هو حمير بن عبد شمس الملقب ﺑ «سبأ» لأنه كان يسبي أعداءه، فنزلوا مدائن صالح بالحجاز، وأصبحوا مضرب الأمثال في التفرق فقيل فيهم: «لعبت بهم أيدي سبأ.»

وعنهم أنشد المتنبي:

أنا من أمة تداركها الله
غريب كصالح في ثمود

وقيل:

فأهلكوا ناقة كانت لربهم
قد أُنْذروها وكانوا غير أنذار

كذلك يُلاحظ أن الكشوف الحفرية أثبتت وجود مدائن صالح المعروفة بهذا الاسم شمال غرب السعودية إلى اليوم، ومن معالمها — أي السعودية — الأثرية الأركيولوجية.

وأورد اسم مدائن صالح المؤرخ «سترابون» ٢٠٠ق.م، وذكر الطبري أن ثمود أقامت في الحجر وضواحيها بين الحجاز وسوريا، وهي تفوق في ضخامتها مدينة البتراء الأردنية، وآثارها المتبقية عبارة عن أضرحة ومدائن يبلغ عددها ١٣٠ مدفنًا، عليها كتابات ثمودية ونبطية.

وما يهمنا في موضوعنا هذا الماثل عن الجمال ومأثوراتها الكثيرة اللافتة داخل رقعة الموال الأحمر، هو العثور على نقوش ورسوم الجمال الآلهة الطواطم، كوحدة أساسية في هذه الحفائر الثمودية.

كذلك تتوحد ناقة صالح مع ناقة البسوس السائبة، أو المقدسة بدورها، حين اقتحمت حمى كليب ملك العرب، فكان أن ضربها بسهمه فشخب ضرعها «بالدم واللبن»، فاندلعت حرب البسوس الشهيرة التي امتدت أربعين عامًا، وعنها تؤرخ سيرة الزير سالم «أبو ليلى المهلهل»، التي تجري أحداثها ما بين الشام وفلسطين.١

وفيما يلي نورد مأثورات الجمال، القاسم المشترك الأهم للموال الأحمر:

حلف الصفا من محله ما أنتقل لعويل
إكمنكم بدلتو الجمال البخاتي كلهم بعويل
وليه يا رفاقة عليَّ ناكرين ودي؟
والقلب من يمكم عمال يجيب ويودي
وانا لحلف على العين ما تاخد منكم ولا تدي
إكمنكم بدلتو الجمال البخاتي كلهم بعويل
فيُطلَق على جانب كبير من مواويلنا الحمراء «مواويل جمال»، وفيها يلجأ الشاعر الشعبي للتستر وراء هذا الحيوان «الطوطم» الذي لعب أهم الأدوار٢ داخل رقعة الآداب الشعبية والفولكلورية العربية، فالجمل في هذه المواويل يرمز إلى الرجل «العال» الذي يتحمل ويصبر ويكدح، ولا يكل ولا «يتضمضم»، فتشبيه الشعب بالجمل تشبيه يستهدف كلا القوة والجَلَد.

جمل المحامل

جمل المحامل٣ برك وكان جاله القعود وسند
يقوللو يا بدر خدني معاك وانا اكتبلك حجاب وسند
يقوللو لفيت الكون ملقيتش صدر حنين وسند
يفوت القعود ع الجمل يقوللو ياما مهابيل٤ تقول وتطول
حملي وحملك يا جميل الناس علينا تقول
شوف من سوء بخت الجمل جالو القعود
وسند

خطابي

لو كان ليا جمل في وقت الشيل خطابي٥
ما كان غراب البين حاربني وخطابي
يا ناري قلبي قادوه اتنين خطابي
سايق عليك النبي يا رب يا خالق اللبن في البز
تقوم البكر٦ مثل عاداته يحسن راحت ليالي الهنا
وآدي ليالي الغلب سد تحطابي٧

ودغدغني

جمل إلينا عض في كتفي ودغدغني
وبليت بداءين داء ظاهر وداء دغني٨
الداء دا اللي خفى ع الجمر قلبني
والداء دا اللي ظهر ألفين طبيب جولو
وكل ما اطلب دوا من طبيب منهم يمضي عني

ليه يا جمل؟

ليه يا جمل جبت حملك في معاقيلك٩
وسرت معقول يا جمل لمن كانوا معاقيلك؟١٠
لما ابتليت بالعيا يا جمل …
حدفوك برا الألسن١١
وصجرة المر يا جمل عملوها مراعي لك١٢

ويستهدف هذا المأثور أن يتصدى الإنسان لمنازلة ومحاربة من هم أقوى منه.

عجبت للسبع لما في البراري مر
ماشي يهز الجبال الراسية في البر
زامت عليه الوحوش ضحك الأمير وانجر
قالولو رايح فين يا حامي جبال البر؟
قال أنا رايح أحارب أسوده زايدة عني
إن مت قالوا فعل وان عشت طاب لي البر

وعادة ما يرمز الحوار بين الجمل «الرجل» والأعود «الشاب»، إلى حوار بين جيلين:

قعود يقول للجمل
ما لك سقيم ودليل؟
قوم كل عليقك يا جمل
وبكرة يبقالها فرج ودليل

قال الجمل للقعود:

أنا شايف الطرق متسعة
وصبحت حيران مش عارف العشرة من التسعة
وخايف أبرك يجيني جمل غيري
تحت الحمول يسعى
أبقى بها معيرة وسط الجمال ودليل١٣

وكثيرًا ما تستقل بعض المأثورات والأشعار عن سيرها وملاحمها الأم، منها هذا النص عن الهلالية والتهديد بفرس أبي زيد المعروفة ﺑ «الحمرا»:

حلف١٤ أبو زيد يمين وآدي العرب جاعداه
لخربلكم تونس يا زناتة وافرق الجاعداه
واسقيكم السم يا زناتة واملالكم الجاعداه
ما تعرفوش يا زناتة نهار ما كنتوا تحت الصجر مسكين
ومعلقين في رقابي وكل اربعة ماسكين
وجالكم العلام صاحبي وقال سيبو العبد
دا مسكين؟!
والله دوركم طين يا زناتة طول ما هي حمرتي١٥
جاعداه

وتمثلًا بالجمل وقدرته على حمل الأحمال الصعاب، أصبحت الحمول والأثقال ميزة للتفاضل والتباهي:

يادي العجب في جمل يمشي يرى حمله
يشيل بعينه ما يلقاش حد راحمله
تقول العوازل يا ناس خفوا عن الجمل حمله
يقول الجمل يا ناس هاتولي على الحمل دا علوان
أحسن يقولوا الولد خس عن حمله

ومن المشين تمثُّل الرجل بالجمل البارك:

إياك تميل يا عليل وعوازلك براك!
ويسمعوا الحس منك يقولوا الجمل براك
قوم شد حيلك عليهم تلقاهم رابطين براك
قوللهم تعالوا يا خاينين العيش
إيش كان جرا مني؟
إذا كنتوا بتجروا ورا نفر
أنا بجري ورا مية
والله إن سعدني زماني
واذا كنتوا ألفية١٦
لاقصكم قص واخلي الدما براك
إياك تميل يا عليل وعوازلك براك!

وفي بعض الحالات تتمثل هذه المأثورات الشعرية بالأسد أو السبع، الذي هو بدوره إله شمسي، عربي، سامي قديم:

سبع الفلا جض من الايام وما نابه
عيَّان ومابو عيا غير المكتوب وما نابه
يا عين نوحي على اللي صبح في الحي ما نابه
والأهل كرهوه وقالوا يروح وما نابه
يعمل إيه الولد ما دام الدهر خاليبو
ماشي ينوح في وسط الطرق خاليبو؟
مشي مع ناس كانوا في الأصول أخصامو
إنما السبع برضه ولو خست مخاليبو
السبع سبع ولا فيش أحد زيه
يمسك على الجد والشرف المليح زيه
والأسد حلف يمينين ما يحارب إلا أسد زيه
يا إما يفوت حقه على الأندال وما نابه

•••

السبع لما كبر محدش عبر ريحه
الكلب شم الخبر وجا سكن ريحه
السبع ضرب الكلب وقاللو روح
سبع سنين السنادي وانا ع الفراش مطروح
شوفوا ليالي الهنا بتيجي قوام وتروح
أما ليالي الزعل طالت على المجروح

•••

أمانة يا سبع تحمي غابتك والَّا١٧
والَّا يقولوا عليك سبع الفلا ولَّى١٨
والله إن ما كنت تعاود على الغابة وتدلَّه
لا خير في عيشة طول العمر بمذلة

•••

أسد راح يم كرم السبع وزغر فيه
ونوى يلم الأسودة في الظلام ويجيه
اتنبه السبع ونصب فخ وسهر فيه
فايت الأسد اتشنكل ووقع فيه
ما طل لو صقر شاهيني وقاللو والنبي ترضيه
قاللو ازاي أرضيه لما يجيني كبار القصد واعاتبهم
دا كرمنا ساب للأندال يخطروا فيه

•••

ولمُّوا الكلاب بعضهم١٩ ع الكمان وانعدوا
وقاللو أدينا بقينا كتار على السبع ونعضه
اتلفِّت السبع ربع لفتة
راحوا كسرة ورا كسرة
كبشة كلاب جُرْب لا سدُّمْ ولا ردوا

وكثيرًا ما يتمثل الإنسان المعدِم بالجمل الصلب، إلا أن علته هنا هو صاحبه ومستغله الجمَّال.

أنا جمل صلب

أنا جمل صلب لكن علتي الجمَّال
غشيم مقاوح ولا يعرف هوى لجمال
كار الجمل له جمل يا علة الجمال
وربي رماني حدا ناس ميعرفوش قدري
وشيِّلوني التراب بعد الحمول العال
وصبحت عيَّان قوي يلعبوبي العال٢٠
وطلعوني السوق باعُمْ واشتَرُمْ فيَّا
من يد واحد لواحد ملقيتش حد يصون الود والجمال
أنا جمل صلب لكن علتي الجمال

•••

أنا جمل صلب من قبل الخزام والكام٢١
غيرشي الزمان هد حيلي من نوم الحصا والكام
ولبست توب الصفا جت ناقصة البدن والكام٢٢
دا انا كنت أشيل الحمل التجيل …
وانجعبوا٢٣ في الطريق وحدي …
رصرص عليَّا الحمل ع الجنبين وجا مال٢٤
خايف أقول آه يا حملي التقيل وحدي
أسألك يا رب تجبها ستر وجامال
وصبحت تيهان موش عارف الطريق م الدار
وعاشرت ناس قلبهم كاليهود مدار
كلوا متاعي وبعد الغندرة ذلوني
وسقوني كاس المرار علقم صعيد مرة٢٥
وصبحت كالعبد موش عارف حسابي كام

فهو حين يربط بين مصيره ومصير الجمال، ويقول إنه جمل صلب من قبل الخزام والكام! أي من قبل أن يكممه الإقطاعي والحاكم والمستعمر؛ فهو حينئذ يصدق.

فالجمل هنا ليس هو الحيوان الضخم المنقاد، بل هو الشعب المصري من فلاحين وأُجَراء ورعاة.

إنه حين يؤكد أنه جمل صلب لكن علته الجمال، يعرف تمامًا ما يعنيه هذا التشبيه.

ولا يوم كل

جمل الحمول الصعايب تلب٢٦ لا يوم كل
صايم عن الزاد لا اضمضم٢٧ ولا يوم كل
جابوا المحاوير صلب على زنوده وشلوه شل
وشيلوه حمل قاسي غصب عن عينه وهو تعبان٢٨
اترجت الأرض من تقل حمله ولا يوم كل

•••

أنا بقول على جمل من تقل حمله صام
وفصلولو الزكايب وطوِّلُمْ لخصام٢٩
وعيشوه مع تلاتة والتلاتة خصام
وحمِّلوه حمل تاكي ومشي في الطريق وحديه
الله ينعلك يا دنية الشوم ع السبع المليح لوتيه٣٠
وف لفتته ع الأعادي بيرعب الأخصام

•••

سبع الفلا جض من المكتوب وما نابه
هيعمل ايه يا ناس في قسمته وما نابه؟

•••

مأصل يا سبع فايت موطنك ودليل
عمال تعجب تلاقي كل شيء لو دليل
دا انا ماكواني وخلَّاني عليل وذليل
غير الشريك المخالف والزمن لعوج
وطبت السبع من دون معرفة ودليل

عيان يا طبيب

عيان يا طبيب ولا حدش يقول عوافيه٣١
كرم الحبايب نشف حتى الشجر عوى فيه٣٢
والسبع نام واختلى وكلب الخلا عوى فيه
واحنا بلانا إيه غير المعيرة واللوم؟
ما تفرحوش يا عوازل ولا حد٣٣ ع الدنيا أما جاله يوم
لا بد عن يوم وترجع للجدع عوافيه
نوادر الوقت خلت السباع نامت
عطاشى جواعى جار حيط العويل٣٤ نامت
والطل نازل عليهم في الخلا نامت
يا ميت خسارة كانت مضايفهم لكل الناس
وكانوا يحموا طنيبهم٣٥ من كل شي يأذيه
الله ينعل أبو الوقت اللي بيسلم لأقل الناس
وشلت بعيني التقيت القرش بيدِّي وشه لأقل الناس

•••

والله زمن شين وبييجي ع الأصيل يأذيه
دنيا غرورة ملهاش تنا٣٦ ولا أصل
خسيس شبع يوم قالت الناس بقالو أصل
أهل البلاد عزِّلوا سكنوا الجبال بلا أصل
وجت ناس بلا أصل على أحسن فراش نامت

إن تحسره ووصفه للزمن شيء مشين، سيئ، يؤذيه وهو الأصيل، ناتج عن عدم فهم واضح أكيد لأعدائه، ومن هم؟ وأين يكمنون؟

فالوضع الطبقي، والمرحلة الزمنية المظلمة، والتضليل التاريخي؛ كل هذا تحالف عليه، وجعله يتوه ويضل ويفقد الطريق الموصل إلى أعدائه الحقيقيين.

حق الدوا على مين؟

جس الطبيب في شمالي٣٧ أنا قلتلو عليمين
صابح مسافر يا طبيب وهتفوتني عليل على مين؟
قال الطبيب للعليل أداويك يا عليل وحق الدوا على مين؟
قال العليل للطبيب إنت تحسبني يا طبيب من الفلوس خالي؟!
دانا لي عزوة ألفين يا طبيب غير عمي وغير خالي
قالت أخت العليل داويه يا طبيب وانا اوهبلك٣٨ حجلي وخلخالي
أم العليل قالت داويه يا طبيب ويبقالك عندنا علامات٣٩
قام طق العليل مات من قولة حق الدوا على مين؟!٤٠

إنه هنا لا يبالغ، ولا يتجنى، بل هي الحقيقة التي يعيش فيها، فهو يريد أن يعكس مدى الصعوبة في كيفية حصوله على ثمن الدواء الذي يدفعه للطبيب لكي يشفى من مرضه، وفي النهاية فشل، وانفجر ميتًا من قوله: حق الدوا على مين؟!

والحوار بينه وبين الطبيب، وبين أمه وأخته والطبيب رائع، وينبض بالصدق والخصوبة.

يا دنيا

الله ينعلك يا دنيا ما انت دنية مال وخواطر
الحظ دايمًا يميل فيكي على الشاطر
والغني عشان معاه فلوس بيعمل على ولاد الأصول شاطر
وآدي الكلام اللي الناس العاقلين يقولوه
طول ما الحرمة موجودة مفيش ع الدنيا جدع شاطر

وطالما أن هناك نساء يولَّدن، فإن هناك أفضل وجديد وأجيال مزدهرة متقدمة:

طول ما معاك مال تلاقي الناس تحت إيدك
يرحبوبك قوي ما دام الجنيه ف إيدك
لو خف مالك حبيبك حمامة وطار من إيدك
وقبل متماشي الدون حرص على إيدك
ولا ينفعك في الزمان ده إلا شقا إيدك
ما لك ومال النجوم ما دام القمر في إيدك؟
١  تعرضنا لهذه الأحداث في دراسة المؤلف لهذه السيرة الفلسطينية المنشأ.
٢  منها ما ذكرناه سابقًا.
٣  الجمل الذي يشيل الحمول الثقيلة، أما الأعود فهو الجمل الفتي الشاب.
٤  رجال أغبياء، ليسوا عال.
٥  خطابي في مواسم الشيل، مثل أيام جمع القطن والغلة.
٦  أي الجمل الأعود، كناية عن الرجل الأصيل.
٧  تعني الكلمة: حاطة به، أي ملقاة على كاهلي.
٨  أي داء ظاهر وداء مخفي.
٩  أي ركبك.
١٠  أي أصبحت عبدًا بعد أن كنت سيدًا.
١١  مربط الجمل.
١٢  أي أطعموه المر.
١٣  ذليل.
١٤  قال أبو زيد هذا الموال وهو على باب تونس، أثناء الريادة.
١٥  المقصود ﺑ «حمرتي» المهرة التي كان يركبها أبو زيد.
١٦  بضعة آلاف.
١٧  وإلَّا.
١٨  ولَّى الأدبار أو جرى هربًا.
١٩  جمعوا بعضهم بعضًا.
٢٠  يلعب بي العيال، ويهزءون مني.
٢١  من قبل أن يخزموني ويكمموني ويشلوا حريتي.
٢٢  الأكمام.
٢٣  وأركض في عزم.
٢٤  أصبح ثقيلًا لا يُحتمل، ومال على الجانبين.
٢٥  يقصد أنهم بالغوا في إذلاله وتعذيبه.
٢٦  صلب لم يتخاذل.
٢٧  لم يرغِ ويُزْبد، ويثور.
٢٨  بالرغم منه وهو تعب.
٢٩  أي أطراف الزكايب وأخصامها.
٣٠  ذَلَلْتِه وضاعفتي من متاعبه.
٣١  يسأل عني وعن صحتي.
٣٢  مشتقة من عواء.
٣٣  لا أحد.
٣٤  العويل هنا بمعنى الندل أو الخسيس.
٣٥  ضيفهم ومن يحتمي فيهم.
٣٦  مبدأ أو قاعدة.
٣٧  كشف الطبيب على جنبي الشمال.
٣٨  أعطيك.
٣٩  جمائل وأفعال حسنة.
٤٠  انفجر ميتًا من فشله في إيجاد ثمن دوائه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤